charmingbrides Biguinestore hotcsstemplates researchpaperorder MacBookAir-Laptop xiandaijj

أخبار ونشاطات 2015

 في قدّاس عيد المؤسس السعيد الذكر المطران أفتيميوس الصيفيّ، يوم السبت 21 تشرين الثاني 2015، وبحضور غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث، وراعي أبرشيّة صيدا ودير القمر المطران إيلي بشارة حدّاد، وجمعٍ كبيرٍ من الكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين، إحتفل الآباء: جوزف واكيم، عبدو رعد، نبيل واكيم، أنطوان ديب، ومكاريوس هيدموس، بالإضافة الى الأب نعيم خليل الموجود في الولايات المتّحدة، بيوبيل 25 سنة من الكهنوت، وللمناسبة قدّم لهم الأب العامّ البركات البابويّة مع التهنئة القلبيّة، متمنيًا لهم متابعة المسيرة ببركة الله. كما تمّ في المناسبة ذاتها لبس ثوب الابتداء للطلبة: بول ديمرجيان، جوني جريس، جوزف المصري، ريشار فرعون، فادي زعتري وأنطوني أبو رجيلي. ألف مبروك للآباء الأجلاّء وللمبتدئين الجدد.

  الجمعة 20 تشرين الثاني 2015، بمناسبة عيد دخول السيّدة العذراء إلى الهيكل، عيد دار العناية، دعا الأب نقولا الصغبيني، مدير الدار، الى المشاركة في صلاة الغروب التي حضرها راعي الأبرشيّة المطران إيلي بشارة حدّاد والرئيس العامّ، وجمهور من الآباء المخلّصيّين، وبحضور بعض الكهنة والرهبان والعلمانيين العاملين في الدار والأصدقاء. وبعد صلاة الغروب دُعي الجميع الى مائدة العشاء.

 أقيمت الرياضة الروحية السنوية الثانية من 16 الى 20 تشرين الثاني 2015، وقد ألقى مواعظها قدس الأب ميشال خوري الأنطونيّ، ودارت أحاديثها حول أبعاد الرحمة الإلهيّة في حياتنا الرهبانيّة، انسجامًا مع سنة الرحمة التي أعلنها قداسة البابا فرنسيس. اشترك فيها الآباء والإخوة المبتدؤون.

كعادتها كلّ سنة، نظَّمت “عيلة أبونا بشارة” مسيرتها السنويّة، وذلك نهار السبت 3 تشرين الأوّل 2015، من دير الراهبات المخلّصيّات الى دير المخلّص بمشاركة وفود كبيرة أتت من كلّ لبنان، وفي كنيسة الدير ترأّس الرئيس العامّ القدّاس الإلهيّ يعاونه الأبوان: نقولا الصغبيني وفادي بركيل، بحضور عدد من الآباء والراهبات والإخوة والوفود المشاركة. وفي ختام القدّاس بارك الرئيس العامّ القرابين، وحمل شمعة كبيرة عليها صورة أبونا بشارة، وانطلق وخلفه المؤمنون في تطواف نحو الضريح.

  بمناسبة عيد السيّدة في رعيّة أبلح، احتفل الأب العام بالقدّاس الإلهيّ وشاركه الآباء نبيل واكيم وأنطوان سعد وفادي الفحل كاهن الرعيّة. وحضره جمع غفير من أهالي البلدة والإخوة المبتدئين. بعد القدّاس قدّم الأب العامّ هدايا تكريميّة لكلّ من المهندسين غازي غصن وطوني لطيف وشفيق سيدة. ثمّ قام قاموا بجولة ميدانيّة على مشروع المجمَّع الرعوي قيد الإنشاء.

 إحتفل الرئيس العام بقدّاس عيد الصليب في جعيتا، وذلك مساء السبت 12 أيلول 2015، عاونه الأب المدبّر جوزيف جبور، كاهن الرعيّة الأب الياس صليبا والأبوان أغابيوس أبو سعدى وشربل راشد. بحضور بعض الآباء والإخوة وحشد كبير من المؤمنين من أبناء الرعيّة. بعد القدّاس دُعي الجميع الى العشاء في ساحة الكنيسة، تخلَّله إضرام النار كرمز للعيد وعروض فنيّة من تنظيم أبناء الرعيّة.

  مساء الأحد 30 آب 2015، فرحت الرهبانيّة بالرسامة الشمّاسيّة لابنها الأخ ثيوذورس زخّور، في دير المخلّص، بوضع يد راعي أبرشيّة صيدا ودير القمر المطران إيلي بشارة حدّاد.

  السبت 29 آب 2015، ارتسم الأخ ثيوذورس زخور شماسًا رسائليًّا عن يد الرئيس العام الأرشمندريت  أنطوان ديب في دير السيّدة، بحضور الآباء المدبّرين وجماعة الآباء والإخوة والأصدقاء.

 يوم الأحد 23 آب 2015، جال وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل على عدد من قرى وبلدات ساحل الشوف وإقليم الخرّوب، ولدى وصوله مع الوفد المرافق الى دير المخلّص، إستقبله عند المدخل الرئيس العامّ ورئيس الدير الأب سليمان جرجورة، ورئيس مدرسة دير المخلّص الأب عبدو رعد وعددٌ من الرهبان. وانتقل الجميع مباشرة الى كنيسة الدير للصلاة، ثمّ استمع الوزير باسيل من الأب العامّ الى شرح عن تاريخ الدير وتأسيسه منذ العام 1711 ودوره الوطنيّ عبر التاريخ في المنطقة والكنيسة وانتشار المسيحيّين في المناطق المختلطة، بالإضافة الى النكبات والأزمات التي تعرّض لها خصوصًا في الحرب، مشيرًا الى أنّ الرهبانيّة المخلّصيّة تأسَّست في العام 1683، في صيدا على يد المطران أفتيميوس الصيفيّ، لافتًا الى أنّ المطران الصيفيّ هو من مؤسّسي الكنيسة الروميّة الملكيّة الكاثوليكيّة، ومؤكِّدًا على الشهادة التي تقوم بها هذه الكنيسة والرهبانيّة خاصّة مع الأديان والطوائف الأخرى في هذه المنطقة، معتبرًا أنّ التاريخ والرسالة أكبر منّا، متمنّيًا أنَّ ما يقوم به الوزير باسيل يكون دائمًا لتثبيت الوجود المسيحيّ، مطالبًا الحفاظ على مسيحيّتنا من الداخل، لأنَّه في حال حافظنا عليها لا يُمكن أن يزعزعها شيء. بعد ذلك توجّه الجميع الى صالون الدير، فأشار الرئيس العامّ الى سرور الرهبانيّة المخلّصيّة ودير المخلّص بكلِّ شخص يزور الدير وكلّ شخص ملتزم مسيحيًّا، معتبرًا أنَّه علامة تشجيع لمسيحيّي الأطراف والمناطق للبقاء والتفاعل، داعيًا الى تطوير وتحسين العجينة اللبنانيّة لتبقى دائمًا”. ثم تحدَّث الوزير باسيل فقال: “أمام فظاعة ما يجري، مُجبرون على التكلُّم. علينا أن نعرف ما هو تاريخنا وعلى ماذا مؤتمنون؟ فهذا الشيء الذي بُني، بُني بإيمان الإنسان حتّى قام بهذه الروعات في الحجر والصخر والخشب وبالرخام والرسم، فهذا هو الإيمان الكبير، الذي هو تراث كبير من الإنجاز المعماريّ والفكر الإنسانيّ، الذي أوجدنا أن نكون أساسيّين في هذا الشرق وهذا الجبل”، وبعد ذلك دوَّن الوزير باسيل العبارة التالية في سجل الدير وجاء فيها: “بإيمانٍ كبيرٍ، نزور هذا الدير، لأنّنا نرى الخلاص بالإيمان وشهادة الحقِّ من هنا ومن كلِّ مكانٍ حرٍّ في هذا البلد، تُوجب علينا أن نقوم بفعل إيمان ومقاومة ونضال ليبقى لنا مكانٌ حرٌّ في هذا الجبل ومنبع النور لكلِّ البشر”. بعدها جال الوزير باسيل في أرجاء الدير، ثمّ أُقيمت له مأدبة غداء تكريميّة.

 إحياءً لذكرى الأب المؤرّخ قسطنطين باشا الراهب المخلّصيّ، دعت بلديّة ونادي دوما الى لقاءٍ تخلّله محاضرة للدكتور داني أيوب بعنوان: “الأب المؤرّخ قسطنطين الباشا المخلّصيّ (1870-1948)”، ومداخلة للبروفسور عبدالله الملاّح بعنوان: “دوما في زمن المتصرفيّة”، وذلك يوم السبت 22 آب 2015. حضر اللقاء راعي أبرشيّة طرابلس للروم الكاثوليك المطران إدوار ضاهر والرئيس العامّ، يرافقه الأبوان نبيل واكيم وشربل راشد والإخوة المبتدئون. بدأ اللقاء بالنشيد الوطنيّ اللبنانيّ، تلاه ترحيب بالحضور، ثمّ استعرض الدكتور داني أيوب سيرة الأب المؤرّخ قسطنطين باشا وإنجازاته ومؤلّفاته، مدّة 45 دقيقة. عقبه مداخلة للبروفسور عبدالله الملّاح تناول فيها تاريخ بلدة دوما مع أبرز الوجوه التي تألّقت فيها في زمن المتصرفيّة. بعد اللقاء دُعي الجميع الى كوكتيل على شرف المناسبة.

  السبت 15 آب، عيد سيّدة الانتقال، إحتفل الرئيس العامّ بالقدّاس الإلهيّ في كنيسة دير سيّدة الانتقال للابتداء، تقبّل خلاله النذور الرهبانيّة المؤقّتة للأخوين شربل يوسف من بلدة جزّين – لبنان، ومرقس ديب، من مدينة حمص – سوريا. عاون الرئيس العامّ، الأب المدبّر ومعّلم الابتداء نبيل واكيم والأب مارتن حياة من الإقليم الأميركيّ. بحضور جمهور الآباء والإخوة وذوي الناذرَين والأصدقاء.
بعد الإنجيل ألقى الرئيس العامّ عظة قال فيها: إخوتي وأخواتي بالمسيح عادةً إنّ ترنيمة “أنتم الذين بالمسيح اعتمدّتم”، حسب الطقس البيزنطيّ، تُرنّم في الأعياد الكبرى الخاصّة بالسيّد المسيح، أعياد الميلاد والظهور الإلهيّ، والفصح والآحاد التي يظهر ويتجلّى فيها عمل الله الخلاصيّ في العالم، لأنّ هذا العمل الخلاصيّ، عمل الله، يظهر بالإنسان، يظهر بالإنسان الذي أراد أن يختار المسيح، وأن يُفني ذاته، وأن يتخلّى عن كلّ شيءٍ، أن يسير طريق المسيح حتّى يُظهر مجد الله ويُتمّم عمل الله الخلاصيّ في هذا العالم، أنشدنا اليوم ترنيمة “أنتم الذين بالمسيح اعتمدتم”. هذه هي الحياة الرهبانيّة: إنّها حياة التشبّه بالمسيح والاتحاد به، وهي الحضور الدائم للمسيح في هذا العالم. الحياة الرهبانيّة ليست هي النذور الثلاثة الفقر والعفة والطاعة، هذه كلّها وسائل، الحياة الرهبانيّة هي الاتحاد الكلّيّ بالمسيح، وإذا فُقد هذا المسار، كلُّ شيءٍ آخر يفقد معناه، لا بل يصبح الفقر والعفّة والطاعة عبئًا ودينونة لأنّ الراهب ابتعد عن الحياة في المسيح. من خلال رسالة القدّيس بولس ومن خلال صورة النذر الرهبانيّ، أرى أنّ الحياة الرهبانيّة هي حياة تحدٍّ، هي مقامرة كبرى، عادة من يُقامر يُقامر بما يملك ويضعه على الطاولة. في الحياة الرهبانيّة، الراهب يُقامر بحياته وبكيانه ويضعه على مذبح الربّ، وفي هذا شهادة كبرى علينا أن نُظهرها. هذا يعني أنّ هناك صليبًا علينا أن نحمله، وأنّ هناك فرحًا يجب أن نعيشه مع المسيح، وهناك نعمة يجب أن نأخذها، وهاتان النعمة والفرح هما أن نشهد للمسيح. أمّا في اللحظة التي لا نعود نشهد فيها للمسيح نكون قد أضعنا الطريق. الراهب هو ذاك الواقف أمام الصليب يتأمّل المصلوب ويأخذ منه القوّة، عندئذ يدرك أنّ كلَّ شيءٍ آخر لا معنى له. والحياة الرهبانيّة هي أن نترك كلّ ما يفكر به العالم، لأنّ العالم يسعى الى تحقيق الذات، أمّا الراهب فيتخلّى عن العالم ليحقّق ذاته وكيانه بالمسيح. هذه هي الحياة الرهبانيّة التي نسعى لأن نعيشها، إنّها مسيرة تتحقّق كلّ يوم وكلّ ساعة. هناك سقطات وطرق معوجّة، ولكن فلنتذكّر أنّ المسيح سقط تحت الصليب من ثقله، وكان هناك سمعان القيروانيّ الذي ساعده على حمله، ليصل الى أعلى الجبل. كذلك نحن من الممكن أن نسقط، وهناك أيضًا إخوة يحملون معنا هذا الصليب لكي نتجلّى جميعًا على هذا الجبل مع المسيح. فرحتنا اليوم كبيرة بالأخوين شربل ومرقس، وفرحة الرهبانيّة كبيرة بنذور جديدة فيها، وهي تشعر أنّها تكبر كلّما كان هناك رهبانٌ ملتزمون برسالتها، الرهبانيّة تصلّي لكما، لأنّ حياتكما ومسيرتكما ابتدأتا اليوم، وعليكما أن تكمّلا الطريق. الصليب كبير، ولكن النعمة أكبر. أرجو أن لا تنسيا هذا الكلام لكي تكونا على صورة المسيح. أخيرًا يقول السيّد المسيح: “مرتا مرتا، إنّك مهتمّة بأمورٍ كثيرة”، ونحن اليوم نهتمّ بأمورٍ كثيرة، ولكنّ الشيء الوحيد الذي يجب ألاّ ننساه هو أن نكون دائمًا مع المسيح، وأن يكون عملنا لمجد الله، وبهذا نكون له تلاميذ، ونُدعى مسيحيّين، ويتحقّق عمل الله في حياتنا. أتمنّى للجميع البركة وأتمنّى أن يرسل الله للرهبانيّة رهبانًا يكمّلون الرسالة، وما دام الله في وسطها فلن تتزعزع، رغم كلّ الظروف الصعّبة. هذا هو رجاؤنا وهذا هو صليبنا وهذه هي قيامتنا. آمين. إنّني أتوجّه بالشكر العميق للأب المدبّر نبيل واكيم الذي يعمل دون كلل أو ملل، ويسهر سهر الأب على أولاده كي يوصلهم الى هذه الساعة التي فيها يكرّسون ذواتهم للمسيح. كما أشكر جميع الذين ساعدوه خلال هذه السنة في التنشئة الرهبانيّة للإخوة.
بعد القدّاس توجّه الجميع الى العشاء في ساحة الدير.
ألف مبروك للأخوين شربل ومرقس.

  لبّى الأب مارتن حياة المخلّصي دعوة الأب العامّ آتيًا من دير ميثون في أميركا لإلقاء مواعظ الرياضة الروحيّة السنويّة الأولى على إخوته الرهبان في دير المخلّص من 11 الى 14 آب 2015. ونورد هنا ملخّصًا عن بعض المواضيع مترجمة من الانجليزيّة الى العربيّة (بعناية الأخ روني حدّاد والأب مكاريوس هيدموس).

اليوم الأوّل: العظة الأولى: الاختبار والخلوة نطرح الأسئلة من دون أن ننتظر أجوبة. نرفع همّنا الأنتروبولوجيّ الكيانيّ الوجوديّ، في هذا الكون المليء بالأسرار، المتواري خلف مستورات كثيرة. أسأل نفسي: مَن أنا؟ ما هي الخلوة ولماذا الخلوة؟ التمرين الأوّل هو قراءة مقدّمة إنجيل يوحنّا، بطريقة متواصلة، لا أتوقّف حتّى أسمع يسوع يتكلّم… يسوع يبادر ويسألني. أسمع صوته العذب يخاطب كياني ويقول: ماذا جئت تطلب؟ عن ماذا تفتّش؟ “ماذا خرجتم تطلبون؟” سألتنا أثناء رحلتنا امرأة غير مؤمنة اسمها “سارة” عن هدف الحياة والغاية منها. هل هي مجرّد اختبار، أم ماذا؟ جوابنا هو أنّ الغاية هي الاتحاد بالله، أي أن نكون واحدًا معه. وعن مسألة الاختبار، لا، لسنا في مختبَر، بل في رحلة. * ما هي الخلوة؟ إنّها البرّيّة، أو مكان الهروب، وهناك في البرّيّة سيكلّم الربّ قلبي. الخلوة تساعد على كسر الرتابة والانتشال من مستنقع البطالة. إنّها وقت الصمت، الصمت المتأمّل. إنّها الهروب من ضجيج العالم المشوِّش، للولوج الى أعماق النفس، حيث أعاين حتمًا بصفاء أمورًا وخصالاً لا تعجبني، وأعرف أن لا جدوى من أن أكذب على ذاتي، وأنّه ليس بالإمكان الهروب من صوت الله، الذي سيقرّعني ويبكّتني ويؤدّبني… أجلس في خلوتي مع ذاتي وأناجي حضور الله في القربان المقدّس، وهو يقودني وينير دربي ويفتح ذهني لأفهم رمزيّة الصحراء، والشبه مع تجارب يسوع في القفر. أقرأ نصّ التجارب في الإنجيل وكأنّها تجاربي الخاصّة، الشهوة، السلطة، حبّ الذات، الأنانيّة وأدرس انعكاساتها على حياتي الروحيّة، وخصوصًا ضدّ نذوري: الفقر والعفّة والطاعة. على هامش تأمّلنا، من المفيد أن نعلم كيف يقارن الفيلسوف لاوتسو بين الإنسان حينما يولد يكون مليئًا بالحياة والمرونة والطراوة, وعندما يموت كيف تصير حالته من القساوة واليبوسة. والخلاصة أن نكون مطواعين لعمل الروح القدس، لأنّ عدم الطواعيّة هي علامة موت روحيّ… الخلوة في اللغة الإنجليزيّة هي (Re-) إعادة وعودة، لذا علينا أن نعود لنتذوّق الحلوى = (treat)، حلاوة السكنى مع الله واللقاء الحميم معه. إنّها إذًا وقت لكي يتكلّم الله معنا ونحن معه. لكن، فلنحذر الوقوع في فخ الطقوس الخارجيّة، لأن الخلوة رحلة نحو الذات، من الداخل الى الداخل. لأنّه من غير المجدي أن نكثر الكلام مثل الوثنيّين الذين يعتقدون أنّه بكثرة الكلام يُستجاب لهم، ففي هذا المجال الأقل هو الأكثر. فلنترك لغة القلوب تتكلّم لا لغة الشفاه. لغة القلوب التي لا تخجل من قول الحقيقة كما هي. فالله يحبّنا كما نحن ولا جوى من الاختباء. فلنواجه بالحقيقة مخاوفنا الدفينة ولنسلك بشجاعة لأنّ الوقت هو وقت الاهتداء والتغيير. الخلوة في وقت التجلّي هي دعوة لكي نتجلّي (مرجع النص الإنجيلي)، أي لكي نتغيّر. ولنطبّق النص الإنجيليّ الجميل على رياضتنا. فالتلاميذ اعتزلوا واختلوا بالربّ. وها هوذا الربّ يأخذ تلاميذه الثلاثة على انفراد. هنا يتبادر الى ذهننا سؤال بالغ الأهمّيّة يحتّم علينا الإجابة بصدق: هل نريد أن نكون من عداد الرسل الـ72، أو 12 أو الثلاثة الممتازين بالفضائل وخدمة التجلّي، أو هل أرتقي أكثر وأحظى بروعة وشرف وضع رأسي على صدر المعلّم الإلهيّ يسوع؟ أو أفضّل أن أبقى مع الجموع؟ هل أنا مستعدّ أن أذهب مع يسوع منفصلاً عن صحبة الآخرين؟ أم أحب أن أبقى مع الجموع؟ فلنقل كافّة “لا” لعلاقة (Mediocre) ذليلة وضيعة، لا اختبار فيها ولا كشف ولا تجلّي، لوصولها فقط الى نصف الجبل. تلك هي التجربة القاتلة أن أختار الصعود نصف المسافة، لأنّ الأمور تكمن في خواتمها. ودعوتنا أن نصيّر ذواتنا رجال صلاة لنتمكّن من البلوغ الى قمّة الجبل. فسنة الابتداء الرهباني مثلاً، ليست إلاّ خلوة، إنّها سنة الصمت والتأمّل، إنّها مرحلة “التخشّن”. تأمّل في إيقونة التجلّي 1- موسى يرمز الى الناموس، إيليّا الى النبوّة (فهو من أعظم الأنبياء)، يسوع هو كمال الشريعة والأنبياء. نلاحظ في الإيقونة كيف أنّ الربّ يسوع في الوسط مرتفع عن النبيّين قليلًا للدلالة على الرفعة والسلطة. 2- تفويض – كسلطة – لشهادة أ‌- الظهور ب‌- إيليا وموسى عاينا أيضًا ظهورًا إلهيًّا على جبل حوريب عندما جاز الربّ ونظر موسى من ثقب الصخرة … وإيليا شاهده على شكل نسيم لطيف. – السماع صمت وإصغاء وطاعة: في العهدين القديم والجديد يتّضح لنا أن الله متوار, محتجب, ويفوق كلّ تحديد أو وصف. هذا هنا الذي يشرح القدّيس توما الأكوينيّ الغمام بأنّه حضور الروح القدس الذي يعلن أن يسوع هو الابن الوحيد الذي ينبغي أن نسمع له، لأن عدم الطواعيّة هي علاقة موت روحيّ… * لدينا دعوة توجيهية في آخر حدث التجلّي: “نظرَ الرسل إلى أعلى ولم يروا سوى يسوع وحده”. هذا تمامًا ما نصبوا إليه في عالمنا المتألم. علينا أن نرى يسوع في أوجه الآخرين, الذين نحبّهم والذين لا نحبّهم, وأن يستشف الناس ملامح يسوع في وجوهنا. صلاة: لنصلّ من أجل اهتداء جميع الذين يحاربوننا, ويعاندوننا, ويبتغون لنا المساوئ…, لتنفذ أشعّة النعمة إلى قلوبهم. وإلاّ كيف يحلّ السلام؟ وكيف ندّعى أنّنا أبناء الله إن لم نسع إلى السلام؟ لنجعلن يا إخوة من أنفسنا سُعاة سلام, محبّين بعضنا بعض أكثر (في المجتمع, في البيت, في الدير, وفي محيطنا…). هذا هو التحدّي الكبير بأن نحبّ أكثر. ماذا عن حبّ الله؟ هناك ارتباك. لماذا؟ من هو الله؟ قبل مماتها، كتبت الأم تريزيا لبناتها “أنا عطشى”. أنا قلقة أنّ بعضكنّ لا يعرفن يسوع. أعني جدّ المعرفة، لا المعلومات المكدّسة من هنا وهناك عنه. فالملحد الذي يتكلّم اللغات القديمة والساميّة منها ويفقه علوم الاجتماع والتاريخ والسيكولوجيا ويعرف الإنجيل، ليس بالضرورة يعرف المسيح لأنّ المعلومات ليست كافية لنعرف المسيح. إذ إنّنا لن نعرف المسيح من دون بُعد علائقيّ. حتمًا إنها تجربة صعبة أن نعرف بحقٍّ يسوع. هل تعلمون أن أطول رحلة في العالم لا تتجاوز مسافتها 45 سنتيمترًا, وهي المسافة ما بين العقل والقلب، ولكنها الرحلة التي علينا أن نقوم بها. وهذا ما يحدو بالأم تيريزيا أنّ تعدّ أخواتها وتحضّرهم بحوالي عشر سنوات في الطالبيّة والابتداء, … قبل أن تقبل نذورهنّ. كيف نعرف يسوع؟ إن كنّا نعرفه، فنحن نعرف حبّه الذي يطال قلبنا ويغمرنا بفيض حبّه. ما هي المشكلة إذن إن لم أحيَ هذه الحقيقة؟ إنّها التربية الخاطئة, والصور المشوّهة المكدّسة في ذاكرتي عن الله, صورة رجل كبير وعاجز، هرم بدون قوة, أو شرطيّ يعاقبني إذا تجاوزت القوانين, أو وصي وآمر ينزل فيّ المخالفات ويقتصّ منّي ويدوّن زلاّتي على كتاب لا يحترق وبحبر لا يزول. الله ليس هذا ولا ذاك. تحديد اسم الله في الإنجيل واضح: الله محبّة لنراجع ذواتنا فنرى أنّنا مخطئون وأكبر المتعدّين على الله. فالقديس باسيليوس في مقدمة القوانين المطوّلة يتسأل: لماذا نطيع؟ أهو بسبب الخوف أو طمعًا بالمكافأة أو بسبب المحبّة؟ لذلك ليس مقبول أن نستعمل أسلوب ترهيب وتخويف الناس لجعلهم يؤمنون ويصلّون. لأنّنا بذلك نشوّه صورة الله في قلوبهم وعقولهم. لا بل علينا أن نشهد ونعلن أن الله محبّة, وأنّ الحبّ وحده يجعلنا أبرارًا وأتقياء. فلنقل إذًا لا للخوف. دعوتنا تقوم بأن نعرف الربّ من كلّ قلوبنا ونشارك الآخرين بهذا الحبّ. تعرّفنا على “سارة” التي لا تعرف ما هي غاية الإيمان. قلنا لها: يسوع يحبّك ويسعى نحو قلبك. فلنكن شهودًا لحبّه. فإن كنّا نحن المكرّسين والكهنة لا نشهد لهذا الحبّ المعتلن، فمن الذي سيشهد؟ يسوع يصدم العالم بقوله: “أحبّوا أعداءكم”، بينما منطق العالم عكس ذلك تمامًا. فلنعلن الحبّ للجميع… حتّى للأعداء. مثال: كيف كان بالإمكان أن تخضّ العالم أميركا لو قررت أن تشهد لحبّ المسيح، لو قرّرت محكمتها عدم إدانة شابّ مسلم فجّر قنبلة في ملعب كرة قدم بحكم الإعدام. ولكنّ جواب أميركا أتى سلبيًا وقررت إعدام الشاب. الجواب كان القتل أيضًا بدل المسامحة والحبّ. علينا أن نقف مع يسوع ونشهد للحبّ. ملخّص الكرازة الرسوليّة يُختصَر: 1- بأن يسوع هو الربّ. 2- وهو قائم من بين الأموات. كيف تنبع المحبة من الكرازة؟ أوّلًا: من خلال السلطة والتفويض لأنّه الربّ والسيّد. ثانيًا: من خلال القوّة، لأنّه قائم ومنتصر على الموت. إعتبار: كلّ إنسان، وإن كان حُطامًا ومنكسر في داخله بسبب حدث ما في ماضيه، عليه أن يدرك أنّه بالفعل محبوب، أي أنّ الله يحبّه لشخصه ويتذكّر أنّ تجاه كلّ معضلة وصعوبة هناك أمل جديد وبداية جديدة. (حادثة الاعتراف في السجن – أحد المساجين والأب مارتن – ماض أليم وجراح دفينة – قدرة التحوّل – أمل جديد – تعميد الوشوم وإعطاء معنى جديد لها). إعتبار: كلّ جرح سيشفى مهما كان عميقًا، وستبقى ندبات الجراح فقط لتذكّرنا بالموضع الذي لمسنا به من قبل الله وحنانه… وأخيرًا: لنتذكر أنّ الحبّ لا أهمّيّة له ما لم تكن فيه أجنحة الحريّة. تقول الأم تريزا: لقد خُلقنا أحرارًا لنحبّ ونكون محبوبين. اليوم الثاني قصة يوسف وماريا وريتا وماريو المسافرين الذين باعوا كلّ شيء وسافروا بالباخرة ليحظوا بعيش كريم وأفضل في أميركا ولم يكن لهم ما يكفي من المال ليشتروا لهم طعامًا على الباخرة, أخذوا الكثير من الجبنة والخبز حتّى ملّوا وسئموا من أكل الجبنة. أخيرًا اكتشف ماريو أنّ وجبات الطعام متضمّنة في سعر التذكرة المدفوعة سلفًا. العبرة: نحن نشبه هؤلاء الأشخاص أحيانًا الذين اعتادوا أن يكتفوا بالفتات بدل يستغلّوا حقّهم بالجلوس على المأدبة. كمسيحيّين التذكرة هي المعموديّة. إنّها النعمة والهديّة التي تخوّلنا أنّ نتنعّم بكلّ هذه الأطايب الروحيّة. هناك تحديد واضح في الكتاب المقدّس عن اسم الله أنّه المحبّة (في رسالة يوحنّا) والاسم الثاني هو الرحمة. وأخيرًا هو أكثر من ذلك (more)، أي أكثر رحمة وأكثر محبّة. المفهوم الخاطئ للتضحية الذي علينا أن نتجنّبه: أي التضحية بمعنى التخلّي. التخلّي له مدلول سلبيّ، بينما التضحية هي أكثر من ذلك، هي أنّ أقدم وأنّ أهدي لا أتخلى. هناك الكثير من المراجع عن التضحيّة أوّلها قايين وهابيل. الخلاصة هي السيطرة على الأهواء, تشبيه قبول الله لذبيحة هابيل بالغيمة البيضاء وذبيحة قايين بالسوداء. تحذير من الخطيئة: في نصّ التكوين قايين يتربص ليفترس هابيل ومقاربتها مع رسالة بولس، حيث يقول إنّ الخطيئة كأسد يجول ويتربّص. الاستعداد الداخليّ: علينا أنّ نستخلص من ذلك حاجتنا للندامة والاعتذار، لكي نتحوّل داخليًّا. لا أنّ نأسف على ذواتنا لأنّ التأسّف لا يفيد. مثل آدم وحواء العاريين أكلوا الثمرة الممنوعة, فبدأت حواء تلوم الحيّة وآدم يلوم حواء… دائم كالأجداد: تقديم اللوم والأعذار ولم يتغير الكثير منذ ذلك الحين ما زلنا نتصرف على منوالهم, أنّ نتأسف على ذواتنا بدل أنّ نتغيّر (ذهب وقتل أخاه قايين). نحن مدعوّون لأن نقدّم تضحيّة لا كعقاب بل تقدمة مرضية لربنا يسوع, أنّ نكون مستعدّين (قلبي مستعدّ يا ألله) لأن نبشّر بالإيمان. تلك هي التضحيّة أو الذبيحة المطلوبة منّا نحن المكرسين: الأنجلة. الله لا يريد منّا الذبائح بحسب المفهوم الحرفي في العهد القديم، لأنّه أله كامل لا يحتاج الى محرقات، لا بل سئم من محرقاتنا, هو لا يريد شيئًا خارجًا عن الانسان، لأنّه يسعى فقط الى الداخل، الى “قلب الإنسان” (مزمور 49: 50). عندها حين أقرّب البخور بمحبّة. أكرّم الإيقونة بمحبّة. للناس الذين يكرمون تلك الرموز نقول إنّها لا شيء ما لم تمارَس بمحبة وبقلب نقيّ ومتواضع. فالرمز والفعل هما كالخاتم والوفاء. علينا أنّ نعمل بجهد لنُظهر الإنسان الباطني, علينا أنّ نكون بكلّيّتنا لله، لا أنّ نحجب عنه ما نعتبره خاصّ بنا وأن نحتفظ بمميّزات شخصيّة. لا بل يجب أنّ نكون بكلّيّتنا لنذورنا. إذ ما أصعب أنّ ننذر نحن وغيرنا يعيش بموجب تلك النذور! النذور هي: استشهاد دائم, وهي (شهادة) تضحية بالإرادة الخاصّة. إذا قارنّا مَن ينذر بمن يستشهد، فالأخير بحسب تفكير الكنيستين الشرقيّة والغربية يذهب مباشرة الى السماء. كذلك نحن فلنشهد حبًّا بالمسيح بأنّ نموت أيضًا عن ذواتنا وعن إرادتنا ونضحّي بها بين يدي رؤسائنا. النذور شهادة واستشهاد: لنهب المسيح قلوبنا ولا نقتل كقايين، بل لنقتل كبريائنا وضعفنا وخطايانا وإهاناتنا, “أريد رحمة لا ذبيحة…”. دعوة مؤسّسنا في وصيّته هي تحريض لنا، بمراحم الله، أن نقدّم ذواتنا ذبيحة مقدّسة مرضيّة…, وهذه الدعوة تتمّ بـ “تجديد العقل”. إذن هي دعوة للتمييز والإصغاء وتحريك العقل لسماع مشيئة الله وما يرضيه وما هو كامل وما هو لقداستي وقداسة الآخرين. العبادة الروحيّة: الله في الإفخارستيا ليس بالفعل محتاج لخبز وخمر فهو قادر أنّ يحوّل كوكب الأرض كلّه الى رغيف خبز أو عنقود معصور, هو المتجرد الأكبر الذي يفتش في دواخل قلوبنا “يا بنيّ أعطيني قلبك”. في كلام التكريس نتضرّع الى الروح القدس أنّ ينزّل علينا أوّلًا ثمّ على القرابين المقدّمة, نحن أوّلًا، إذن تقدمتنا تتخطى الأمور الحسيّة (الخبز والخمر) وترتقى لكي تكون أوّلًا تقدمة الذات بكلّيّتها لله، بالرغم من كلّ ما يعترينا من شوائب وضعف فهو عارف بجبلته… هذه هي العبادة الروحيّة. دعوة بولس: يدعونا القدّيس بولس الى تجديد عقولنا بأن لا نتشبّه بالعالم ولا نسلك بمنطق العالم بل بروح تمييز وروح رئاسيّ. أي أن نكون قادة لا أتباع, وأنّ نوحّد ذواتنا، لأنّ التجربة تبدأ بالقلب المنقسم مرورًا بالعقل وصولاً إلى الفعل. القدّيس باسيليوس: يدعونا أيضًا الى توحيد الذات مع الذات، أي جمع الذات وطرد الأفكار المشوشة، والحفاظ على عقول نقيّة كمكرّسين نتحلّى بعقول منضبطة ومستنيرة. نصوص: 1 صمو 15: 22-23 (رحمة لا ذبيحة) معرفة القلب, أيفرح الله بالتقادم؟ هو يفرح بالطاعة. عمليًّا: كلّنا فينا هذا التمرد والعناد (العهد القديم يصف جيّدًا تلك الحالة مع الشعب العبراني)، لكن دعوتنا أنّ نرتقي ونرتفع لكي نعيش ما نسعى ونطمح إليه. أشعيا 1: 10-20 (إسمعوا كلام الرب) من يطلب منكم ذلك، إنها تقدمات باطلة معيبة لا أطيقها. ميخا 6: 6-8 (بماذا أكافئ الربّ؟) العجول الحوليّة وألوف من الكباش. أخبرتك يا إنسان: أصغ إلى العدل, أحبب الرحمة, وسر بتواضع, هذا هو مشروع حياتنا. كلّ يوم أسأل نفسي كيف أحب العدل والرحمة؟ أتكلم بالعدل وأسعى لحبّه وفي داخلي غيرة تأكلني. كيف ذلك؟ الغيرة التي تدمّر رهبانيّات وجماعات… كيف أشفى من مرض الغيرة؟ بتركيزنا على ذواتنا وعلى ضعفنا, كما تعلّم القدّيسة كاترين دي بولوني في نصائحها للمبتدئات عن الحياة الروحيّة: 1- بالتواضع. 2- بالتكلّم بالخير عن الآخرين. 3- بالاهتمام بشؤوننا فقط.

 إحتفلت الرهبانيّة المخلّصيّة بشخص رئيسها العامّ الأرشمندريت إنطوان ديب، بتدشين بيت الرياضات الروحيّة في دير السيّدة، برعاية وحضور غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث، وحضور راعي أبرشيّة صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران إيلي بشارة حدّاد والرئيسة العامّة للراهبات المخلّصيّات الأمّ منى وازن وعدد من الرهبان والراهبات. وبعد التدشين، انتقل الجميع الى دير المخلّص، حيث أُقيم في كنيسة الدير قدّاس احتفاليّ لمناسبة عيد التجلّي ترأّسه الرئيس العام، يعاونه لفيف من الكهنة في حضور غبطة البطريرك وراعي الأبرشيّة، وراعي أبرشيّة بعلبك للروم الكاثوليك المطران الياس رحّال، والأمّ منى وازن، والأب نقولا سابا ممثّلاً المطران الياس كفوري والوزير السابق الياس حنّا وحشد من الرسميّين وأهالي المنطقة والجوار. تخلّل القدّاس قبول أربعة طلاب في الابتداء الرهبانيّ هم: هاني عرمان، مجد جولان، رولان زيادة وإليان سليمان. وألقى الرئيس العامّ عظة من وحي المناسبة قال فيها: أيّها الإخوة والأخوات بالمسيح، “أخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنا على جبلٍ عالٍ في مكان منفصل، وتجلّى أمامهم وحدهم”. إنّ حدث التجلّي هو فعل إراديّ وليس صدفة، فالمسيح اختار هؤلاء الثلاثة، أرادهم أن يكونوا معه، إصطحبهم، إختارهم، وأخذهم على انفراد، نقلهم من مكان الى مكان آخر ومن حالة إلى حالة أخرى. مكان منفرد يخيّم عليه الصمت والهدوء، بعيد عن صخب العالم والضجيج والضوضاء. ونحن اليوم بدورنا علينا أن نترك المسيح يأخذنا الى الجبل، الى مكان منفصل، بعيدًا عن هموم وصخب هذه الحياة لنشترك معه في تجلّيه. يقول لنا الإنجيل: يسوع تجلّى أمامهم، فهو لم يتجلَّ أمام الجميع دون تمييز، لم يتجلَّ أمام الجموع والحشود، لكنّه تجلّى فقط أمام المختارين، تجلّى أمام الذين تركوا وراءهم في أسفل الجبل، أهلًا وأصدقاء وعملًا وكلّ شيء، وقبلوا دعوته ليذهبوا معه على انفراد. أولئك الذين يمكنهم القول مع صاحب المزامير: “أيّها الربّ إنّي أبحث عن وجهك فلا تخفه عنّي” (مز 27: 8-9). ونحن الرهبان المكرّسين الذين قبلنا دعوته وذهبنا معه على الجبل، هل لنا أن نذكر لحظة تجلّيه في حياتنا الشخصيّة والجماعيّة. فالتجلّي حصل على انفراد ولكن ضمن جماعة، فالرسل الثلاثة شاهدوا نفس المنظر وعاشوا نفس الخبرة وسمعوا شهادة الآب وسقطوا معًا على وجوههم. والمسيح أيضا تجلّى في رهبانيّتنا ولم يحرم رهبانه الذين كَرّسوا حياتهم له وتبعوه من هذه الخبرة الروحيّة الفريدة. يقول لنا متّى الإنجيليّ: “وجهه تلألأ كالشمس وثيابه أصبحت بيضاء ناصعة كالنور”، فالنور لم يأت من الخارج على يسوع بل أتى من الداخل لأنّه هو منبع هذ النور. فوجهه لا يعكس نورًا خارجيًّا كما حصل لموسى الذي كان وجهه يعكس مجد الله، بل وجه المسيح هو مجد الله بذاته. فالمسيح ليس كأبناء العهد القديم الذين رأوا الله، المسيح هو الله، على جبل ثابور بدأ ظهور جديد ألا وهو ظهور المسيح “كريستوفانيّ”. يقول القدّيس يوحنّا الدمشقيّ: “في التجلّي لم يظهر المسيح بمظهر ليس له، بل أظهر لتلاميذه ما هو عليه”. يقول لنا الإنجيل “بينما كان يصلّي”، فالمسيح على جبل ثابور ليس هو المعلّم الذي يعلّم، أو يعطي إثباتًا عن ألوهيّته لتلاميذه فقط، بل أكثر من ذلك بكثير فهو يقبل أن يشاركه أصدقاؤه في هذه العلاقة الحميمة بينه وبين الآب السماويّ ليكونوا شهودًا وشركاء في مجده. الله بالتجلّي يُدخلنا في تلك العلاقة الثالوثيّة الحميمة، أي يؤلّهنا معه. “فلنصنعنّ ثلاث مظال”. عندما قال بطرس: “فلنصنعنّ ثلاث مظال”، بالتأكيد “لم يكن يعلم ما يقول”. أن نصنع مظلّة ليسوع ومظلّة لموسى ومظلّة لإيليّا، هذا يعني وضعهم في نفس المرتبة على نفس المستوى، وهذا جهل كبير للفارق اللامحدود بين يسوع من جهة وموسى وإيليّا من جهة ثانية. وهذا يعني كما يقول آباء الكنيسة: إنّ موسى وإيليّا كانا يتكلّمان باسمهما الشخصيّ، وليس كلمة الله الوحيد الذي كان يتكلّم من خلالهما. بطرس لم يفهم الرسالة وحكمه لم يكن صائبًا، ولم يفكر بكلماته، خطأه مثل كُثر آخرين، أنّه وضع المسيح في رتبة موسى وإيليّا، وهما، مهما عظم شأنهما، نبيّان من الأنبياء، أمّا يسوع فهو الابن. بالطبع إنّ بطرس أراد أن لا تنتهي هذه اللحظات، وهذا أيضًا شعور كلّ واحد منّا يعيش لحظات التجلّي مع المسيح. وما حصل لبطرس، ويمكن أن يحصل لنا، ليس إلّا عيّنة للمجد الآتي. كان عليهم أن ينزلوا عن الجبل وأن يتواجدوا في عالمٍ يعيش ليل وظلمة الخطيئة حيث نجد إخوة لنا أفقهم محدود في هذا العالم عالم الظلمة. واجبٌ علينا أن نكون معهم حتّى نحوّل نظرهم الى المسيح كي يَخلُصوا، لأنّه هو وحده قادر أن يحرّرهم من الشرير وأعماله. إنّ رسالتنا كرهبان وكمكرّسين أن ندرك أنّنا في عالم مظلم، علينا تحويله نحو المسيح ليستضيء به، ومن المستحيل أن نحقّق رسالتنا إن لم ينعكس نور المسيح في كياننا كلّه، أي إن لم يكن المسيح محور حياتنا وهدفها وغايتها. عالمنا محتاج إلى شهود يعشقون المسيح، محتاج إلى قدّيسين. وإذا صوت من السماء يقول: “هذا هو ابني الحبيب فله اسمعوا”. عندما سمع التلاميذ هذا الصوت، وقعوا على وجوههم على الأرض، خائفين جدًّا”. إقترب منهم يسوع ولمسهم قائلًا: “إنهضوا لا تخافوا”، رفعوا نظرهم في كلّ الاتجاهات ولم يروا أحدًا إلّا يسوع وحده. موسى وإيليّا اختفيا، الغمامة انسحبت، الصوت صمت، والنور انطفأ. كلّ شيءٍ عاد الى ما هو عاديّ، يسوع نفسه عاد إلى مظهره اليوميّ. لماذا أراد الإنجيليّون التركيز على هذا التفصيل في حدث التجلّي، ألأنّه يخفي معنى عميقًا علينا سبر غوره؟ بالحقيقة أراد الإنجيليّون القول والتشديد إنّه علينا أن نسمع الى يسوع هذا، يسوع حسب ما عرفناه في الإنجيل وليس فقط يسوع المتجلّي، أي يسوع بكلماته وأعماله. يسوع وحده، يسوع المتروك من الجميع، يسوع المرفوض من قومه وأهله، يسوع المصلوب، يسوع الشافي، يسوع الذي حمل عاهاتنا، يسوع الذي وحده أعطانا جسده ودمه مأكلًا ومشربًا، يسوع الذي وحده صالحنا مع الله، يسوع الذي وحده دعانا أصدقاء، يسوع الذي وحده رفعنا الى مرتبة البنوّة. في عبارة يسوع الذي وحده يُنهي حدث التجلّي نجد برنامج حياة. في عبارة يسوع وحده، لا يعني أنّه يمكننا التخلّي عن الآب والروح القدس، بل أنّه في يسوع وحده يتجلّى الثالوث ويعمل في الإنسان، أي أنّه لا يمكن لأحدٍ أن يذهب الى الآب إلّا من خلاله. وعلى الصعيد الشخصيّ أيضًا يسوع وحده هو برنامج الحياة. فكم من أشياء في حياتنا نضعها الى جانبه كي لا نقول مكانه: يسوع والمال، يسوع والمهنة، ويسوع والحريّة الشخصيّة، يسوع والسلطة… لمسهم وقال لهم لا تخافوا، إنّ لمسة المسيح لهم وكلمة “لا تخافوا”، أتتا مباشرة بعد صوت الآب الذي قال: “وله اسمعوا”. أي أوّل كلمة قالها المسيح لتلاميذه، بعد شهادة الآب له، لا تخافوا، وأوّل عمل قام به أعطاهم يده ولمسهم. وما يقوله المسيح لنا اليوم في هذا الغمام الكثيف المحدق بنا من كلّ جهة: “لا تخافوا”. إنّ لمسته لنا مملؤة حبًّا وحنانًا وقوّة ورجاء. كم من مرّة لمس يسوع رهبانيّتنا وشدّدها قائلاً لا تخافي، لا تخافي أن تري وجه الله، لا تخافي أن تكوني شهيدة وشاهدة، لا تخافي أن تكوني على الصليب ومضطَّهَدة، لا تخافي إن لم يفهمك العالم، لا تخافي إذا نُكبت في بنيك ورزقك،لا تخافي ما دام هناك شبّان يقرّبون ذواتهم ذبيحة على مذابحك ليكونوا لي شهودًا، لا تخافي إذا سقطتّي في الضعف، لا تخافي إذا سُلّط سيف على عنقك، لا تخافي لأنّك على اسمي، لأنّي أنا اخترتك وأردتك، وأنا في وسطك. لكن خافي إذا لم تختبري هذا كلّه، خافي إن لم تُضطَّهَدي، خافي إن لم تشعري بالعواصف، خافي إن لم تشعري بالضعف، خافي إن لم تُصلبي، خافي إذا شعرت أنّك مسيطرة على كلّ الأمور وناجحة في كلّ شيء، من هذا خافي لأنّك بذلك لست بحاجة لي ولن تتركيني أتجلّى فيك ومن خلالك. المسيح وحده عنده هذا السلطان ليلمسنا ويقول لنا لا تخافوا إنهضوا. وجوده في وسطنا يعطينا سلام الله الذي يحفظنا بالمسيح يسوع. أشكر الله على حضوركم بيننا يا صاحب الغبطة وأصحاب السيادة. أشكر الله على نعمه علينا بدخول أربعة إخوة جدد إلى الابتداء الرهبانيّ. أشكر الله الذي أعطانا أن ندشن بيتًا جديدًا للرياضات الروحيّة والخلوة والصلاة. أشكركم جميعًا لمشاركتكم معنا فرحة العيد وبهاء التجلّي. ثم ألقى البطريرك لحام كلمة، أعرب فيها عن سروره لوجوده في دير المخلّص بين هذا الحشد الكبير من المؤمنين، مشيرًا الى أهميّة موقع ومكانة ورسالة دير المخلّص التاريخيّة والإيمانيّة في المنطقة”، وقال :”ما من دير ترى فيه هذه الحشود إلّا دير المخلّص، يجب أن نبقى دائمًا حول هذا الدير”، وهنّأ الرهبانيّة على قبول الطلاّب الأربعة في الابتداء الرهبانيّ من بعلبك وبيروت وغيرهما من المناطق، آملًا أن يكون في كلّ بيت خوري حتّى يخدم المسيح”، مؤكدًا “أنّ دير المخلّص هو مكان اللقاء الروحيّ”، مشدّدًا على أن تراث دير المخلّص العامر الذي أراده المؤسّس المطران أفتيموس الصيفيّ وآباء الدير على مدى 300 سنة في الشوف والجنوب، مركز إشراق روحيّ”. وتابع “إنّ أولادنا ينتابهم الخوف يوميًّا خصوصًا في سوريا، من الهجرة الى الدول الأوروبيّة وغيرها من الدول الغربيّة، فكما قال يسوع “لا تخافوا “، نقول لكم “إبقوا هنا كي يبقى يسوع، إبقوا هنا، فتبقى الأديار والكنائس، فقد تهدّم 150 كنيسة في سوريا، إضافة الى بيوت الناس التي تُهدم”. وختم قائلًا “إنّ الكنائس تعمّر، أمّا إذا لم يكن هناك من ناس فمن يُعمّر الكنائس، لذلك أقول لكم “إبقوا”. وبعد القدّاس تناول الجميع الطعام في ملعب مدرسة دير المخلّص.

 تحت عنوان “أضئنا يا مخلّص بنور تجلّيك المقدّس”، وبقيادة المرنّم الأوّل على الكرسيّ الأنطاكيّ الأستاذ بشير الأوسطه، أحيت جوقة القدّيس استفانس المنشىء البطريركيّة أمسية ترانيم بيزنطيّة في دير المخلّص- جون. إشتمل البرنامج على ترانيم من خدمَتَي عيدَي تجلّي الرب ورقاد السيّدة. حضر الأمسية الرئيس العامّ وجمهور كبير من الآباء والإخوة والأخوات الراهبات وحشد من المؤمنين، وفي الختام توجّه الرئيس العام الى الجوقة بكلمة شكر واصفًا إيّاها بأنّها رمز للأصالة ومثمّنًا الجهد الذي تبذله من أجل أداء كنسيّ أصيل، وأضاف: أنتم جعلتمونا نعيش التجلّي من خلال ترنيمكم، إنّ دير المخلّص وتراثه سيكونان دائمًا في خدمتكم والى جانبكم، فشكرًا لكم. 

 بطولة لبنان للمعاهد والمدارس الفنيّة بكرة السلّة في اطار بطولة لبنان في كرة السلّة، التي نظّمتها المديريّة العامة للتعليم المهني، شارك فريق من طلاب المعهد قوامه الطلاب مارك خوري ومصطفى حريري ورامي حوشو وميشال بطرس وريشار حليحل وعمر غرمتي والياس حليحل وفردريك سليمان وكارلو قسطنطين ومارون قطار ومحي الدين القطب وبقيادة الاستاذ مراد سليمان، في بطولة المحافظات لمواليد 94-95 فئة اولى، حيث تواجه الفريق مع فريق مدرسة الصرفند المهنيّة وحقق فوزا كبيرا بفارق نقاط كبير:24 مقابل 4. كما واجه فريق معهدنا، فريق معهد الآفاق (النبطية) لنفس فئة اللاعبين، وفاز بنتيجة 58-42. ونتيجة لفوزه في المبارتين المتتاليتين، تأهّل فريق المعهد الى بطولة لبنان للمعاهد والمدارس الفنيّة. تتابعت البطولة يوم الاثنين في 11 أيّار، حيث تواجه فريق المعهد مع فريق معهد الدبس وانتهى اللقاء بفوز فريقنا 61-48، أمّا في المباريات نصف النهائية التي جرت الاربعاء 13 أيّار الجاري، تواجه المعهد مع فريق معهد تكريت المهني وانتهى اللقاء بفوز فريقنا من جديد وبفارق كبير 46-23. وفي النهائيات، حصد فريق معهد الآفاق (بنت جبيل) الأولى في البطولة، وحل فريق المعهد في المرتبة الثانية (على صعيد البطولة) بفارق ست نقاط فقط 39-33. وبرز في فريق المعهد اللاعب مارك حسيب الخوري الذي أبلى البلاء الحسن في كلّ المباريات، ويذكر أنّه من لاعبي منتخب لبنان للناشئين دون الـ18 عامًا ومن لاعبي فريق الشياح الرياضي.

    نظمت أكاديمية باريس وجمعية خادمي الغد والمعهد الأوروبي للتعاون والتنمية IECD، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي، حفل توزيع شهادات للدفعة الثانية من طلاب البكالوريا الفنية إلكتروتكنيك (71 طالبا)، في المدرسة الفندقية في الدكوانة، برعاية وحضور المدير العام للتعليم المهني والتقني أحمد دياب. وقد منح مدير أكاديمية باريس كلود مشلي شهادة كفاءة مصدقة من الأكاديمية لكل طالب يستوفي الشروط المطلوبة للشهادة. حضر الحفل ايضا، مدير وكالة التنمية الفرنسية في لبنان ليونيل كافيريني، مستشار التعاون لتعليم اللغة الفرنسية برنار روش، ومدراء المدارس الشريكة، حيث تمثّل معهد دار العناية المهنيّة بمديره الاب حبيب خلف وجمهور من الاساتذة الذين يتولون تدريس مواد الالكتروتكنيك، اضافة الى عدد كبير من اهالي المتخرجين. يذكر أنه منذ العام 2007 والمعهد الأوروبي للتعاون والتنمية وجمعية خادمي الغد مع أكاديمية باريس وبالشراكة مع وزارة التربية والتعليم العالي ووزارة الصناعة وشركة شنايدر إلكتريك، ينفذون مشروع “بذور الأمل” في 12 معهدًا فنّيًّا في لبنان (بينها معهد دار العناية الذي لعب دورًا كبيرًا من خلال أساتذته المتخصّصين في أسس ومناهج هذا الاختصاص، كما وأنّهم يساهمون في تدريب أساتذة من معاهد مشاركة في البرنامج)، ويهدف هذا المشروع إلى “تعزيز فرص توظيف الشباب عن طريق رفع مستوى التدريب المهني من خلال تطوير معايير التدريب وتأهيل الآلات والأدوات التقنية في المدارس الشريكة، وتدريب المعلمين، بالإضافة الى توجيه ومراقبة الطلاب والتحسيس على أهمية التعليم الفني.

  في طقس ماطر وعاصف، احتفل الرئيس العام في دير المزيرعة، بقدّاس عيد القدّيس جاورجيوس، مساء الخميس 23 نيسان 2015، بمشاركة رئيس الدير الأب المدبّر جوزيف واكيم والأبوين المدبّرين نبيل واكيم وجوزيف جبّور، وبحضور الآباء نقولا الصغبيني، الياس مايو، سمير سركيس، طلال تعلب، سالم فرح وسمير حمصي، بالإضافة الى إخوة الاكليريكيّة الكبرى وجماعة الابتداء الذين خدموا القدّاس، وحشد كبير من المؤمنين. شكر الأب العام في عظته رئيسَ الدير على جهوده المبذولة في سبيل إحياء الدير، وألقى كلمة من وحي العيد مستشهدًا بقول السيّد المسيح: “أحبوا بعضكم بعضًا”، المحبة هي صفة الله، والمسيح يقول لنا: “حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم” (مت 18: 20). وهذه الجماعة إن لم يكن الله في وسطها في كلّ ما ستتعرّض له، لا يمكنها أن تشهد للمسيح. من هذا المنطلق تصبح وصيّة المحبّة علامة وشهادة في المجتمع والعالم. أمامها نتسأل هل هذه المحبّة مغلقة؟ في إنجيل السامريّ الرحيم يسأل: “ومَن قريبي؟”، الجواب “هو الذي صنع الرحمة”. إذًا هذه المحبّة لا يمكن أن تنغلق على ذاتها وإلاّ أصبحت أنانيّة، لهذه المحبة المنفتحة دعانا السيّد المسيح، وهذه المحبة تظهر في الشدائد والصعوبات. كلّ من يؤمن بأنّ الله محبّة يتعرّض للاضطهاد والقتل، يتعرّض لأن يُرذَل من العالم. من جهة ثانية، عندما أعطى المسيح هذه الوصيّة، كان يعرف أنّنا ببشريّتنا لا يمكن أن نتقبّلها. “أحبّوا أعدائكم، باركوا لاعنيكم”، هذه الوصية لا تُفهَم بشريًّا ولا يمكن أن تُطبَّق بشريًّا. من هنا الجزء الثاني من الإنجيل حيث يقول المسيح لتلاميذه: “ومتى ذهبت أرسلت إليكم المعزي”. إنّه الروح القدس الذي يعلّمنا كيف نحبّ بعضنا بعضًا، وكيف نكون شهودًا. إذًا وجودنا هو لكي نشهد ونكون شهودًا في عالم الظلمة، الشهادة هي أن تكون في مكان لا يقبلك، في عالم مظلم، وهذه رسالتنا ككنيسة وكمسيحيّين مشرقيّين، وهي نعمة من الله. إنها النعمة التي تضيء لي كي أتعلّم كيف أحبّ وأن أُعلّم بدوري كيف يمكن أن تكون محبّة الله في العالم. رغم أن البعض يظنّون أنهم بقتلنا يقدّمون لله قربانًا، تبقى رسالتنا واحدة. وفي عالمٍ السؤالُ فيه: ماذا سيحلّ بنا؟ الجواب هو بأنّ دعوتنا الأساسيّة هي أن نكون شهود، أن نحبّ، أن نضيء، حيث المكان المظلم هناك يجب أن نضيء. ونحن بدورنا كرهبانيّة سنكون حيث يترك الآخرون، سنكون بالأطراف، ههنا وفي الخارج، لكي لا نتنكّر للرسالة التي أوكلها إلينا المسيح. واختتم الرئيس العام كلمته بمعايدة الجميع بعيد القدّيس جاورجيوس، ودعاهم الى محاربة الشر على مثال هذا القدّيس العظيم، والشهادة للحقيقة على مثاله بتقبّل هذه الحقيقة، وبفتح قلوبنا لنتعلّم كيف نتصرّف وبماذا نشهد. آمين. بعد القدّاس، دُعي الجميع الى العشاء في قاعة الدير السفليّة، بسبب المطر والبرد.

   التقى مجلس الرؤساء العامّين والرئيسات العامّات في لبنان ضمن اجتماعهم الدوري، وهذه المرة في كنف دير المخلّص وذلك يوم الاثنين 20 نيسان 2015. بعد الاجتماع دُعي المجتمعون الى مائدة الغذاء، وبعدها جال الجميع في الكنيسة وصالون الرئاسة للتعرّف على تراث الدير.

 إحتفل قدس الرئيس العام بقداس الشعانين في دير المخلص، عاونه الأب المدبّر نبيل واكيم ورئيس الدير الأب سليمان جرجورة ولفيف من الآباء وحضره جمع من المؤمنين أتوا مع أطفالهم من عدّة مناطق للمشاركة بالعيد.

 إحتفلت الرهبانيّة الباسيليّة المخلصيّة ورعيّة مار الياس المخلّصيّة في زحلة بتدشين المنزل الوالديّ للمكرّم الأب بشارة أبو مراد ابن الرعيّة، في خلال قدّاس احتفاليّ ترأّسه راعي أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيّين الكاثوليك المطران عصام يوحنّا درويش بمشاركة الرئيس العام للرهبانيّة الأرشمندريت أنطوان ديب ورئيس دير مار الياس للرهبانيّة المخلّصيّة الأب نضال جبلي والأب حنّا كنعان وعدد من الكهنة. حضر القدّاس النوّاب طوني أبو خاطر، إيلي الماروني وشانت جنجنيان، النائب السابق سليم عون، راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران إيلي بشارة حدّاد والمطران أندره حدّاد، الأب مارون جبور ممثّلا المتروبوليت اسبيريدون خوري، رئيس دير مار أنطونيوس الكبير الأب شربل فيّاض، مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود، المحامي ميشال بالش ممثّلا رئيس بلديّة زحلة، الرئيسة العامّة للراهبات المخلّصيّات الأم منى وازن، الرئيسة العامّة للراهبات اليسوعيّات الأم دانييلا حروق، وعدد كبير من الكهنة والرهبان والراهبات الى وفود شعبية حضرت خصّيصًا من صيدا والجنوب والجبل وبيروت. بعد الإنجيل المقدّس ألقى المطران عصام درويش كلمة توجّه فيها بالتهنئة للرهبانيّة المخلّصيّة، وممّا قال: “أريد أن أبارك لكم بهذا العيد المبارك المقدّس، عيد سيّدة البشارة الذي هو عيد وطني يجمع أبناء الوطن بكافة مكوّناته. وأريد أن أبارك للرهبانيّة المخلّصيّة هذا النهار، وهي مناسبة لكي أشكرهم على تعبهم وخدمتهم هذه الأبرشيّة المباركة، وخاصّة أريد أن أشكر آباء هذه الرعيّة على نشاطهم وتفانيهم في خدمة الرعيّة والأبرشيّة فقد جعلوا هذه الرعيّة خليّة نحل تعجّ بالنشاطات. واليوم عندما ندشّن بيت أبونا بشارة أبو مراد نريد أن نصلّي من أجل الكنيسة لكي يُعلَن أبونا بشارة قدّيسًا في وقت قريب جدًّا”. أضاف: “على كلّ حال، نحن أبناء زحلة طوّبناه قدّيسًا منذ سنوات ونطلب شفاعته منذ أن تعرّفنا إليه. وفي هذه المناسبة أريد أن أذكّركم أن أبونا بشارة بقي سنة كاملة ناسكًا في هذا البيت يصلّي ويتلمس دعوته، لذلك نطلب منه اليوم أن يرسل للرهبانيّة المخلّصيّة ولكنيسته دعوات رهبانيّة رجّالية ونسائيّة مقدّسة لكي تخدم هذه الكنيسة”. ثمّ كانت كلمة للرئيس العام للرهبانيّة، تحدّث فيها عن صفات الأب أبو مراد وتواضعه وحبّه للصلاة، فقال: “نجتمع في هذا اليوم المبارك، يوم البشارة ويوم أبونا بشارة، في كنيسة أبونا بشارة ورعيته، في جوّ من الرجاء والأمل لنخرج ولو قليلا من الجوّ المظلم والظالم الذي يعيشه عالمنا اليوم، جوّ القلق وهموم الحياة، لنستكين الى راحة والى اطمئنان يأتينا من فوق، ينعكس من وجه مجلّل ببياض الشيخوخة وطهر الحياة ويتفجّر من وراء رخامة في دير المخلّص من قبر يحتوي ذخيرة ثمينة صقلتها فضيلة صلبة قوامها الصمت والصلاة، إماتة الذات لإحياء الآخرين”. أضاف: “عندما نتكلم عن الأب بشارة نقع في حيرة كبيرة، فهو فريد في قداسته، فريد في كهنوته، وفريد في حياته الرهبانيّة، عاش على مثال معلّمه الإلهيّ، أخلى ذاته من كلّ شيء كي يتحرّر من قيود هذا العالم ويحرّر العالم معه. إذا أردنا أن نعرف إن كان الأب بشارة قدّيسًا أم لا، إسألوا الغرفة التى قضى فيها أيّامه ولياليه راكعًا مصليًّا لربّه في الخفاء. إذهبوا واسألوا الكنائس التي كان يلتقي فيها بحبيبه الإلهيّ، بدءً من هذه الكنيسة التي نحن فيها كنيسة مار الياس التي اكتشف فيها بذور دعوته، الى كنيسة دير المخلّص وكنائس دير القمر والودايا وكنيسة مطرانيّة صيدا، لو كان لحجارة هذه الغرف فم لقالت بأنّ أبونا بشارة قدّيس لأنّه كان يمضي وقته عند حبيبه”. وتابع: “أبونا بشارة كان ابنَ بيئته، رجلاً عائشًا بين الناس لا في صومعة ناسك، فهو ابن مدينة زحلة وعاش غالبيّة حياته الرسوليّة في مدينة دير القمر ووديانها ومدينة صيدا. عاش مع الناس، عرف همومهم وتلمّس مشاكلهم الزمنيّة والروحيّة، حاول حلّها بالقليل الذي كان بين يديه. لم يتوان عن فتح مدرسة لتعليم الصغار، وعن إعمار كنيسة لجمع الرعيّة وعن الاتصال بهذا أو ذاك من المتولّين لفعل الخير”. وأردف: “أشكر باسم الرهبانيّة وباسم أبونا بشارة، محسنين ومحبين أرادوا تكملة رسالة أبونا بشارة، وبنوع خاصّ أشكر السيّدة غانا يمّين التي تكفّلت وتبرّعت بشراء بيت أهل أبونا بشارة بمحبّة وسخاء وصمت. كما أشكر السيّد جورج سليم شمعون وزوجته رانيا لتبرعهم بترميم بيت أبونا بشارة. أشكر المهندس إيلي عطالله والأخت ديما شبيب، وأشكر رئيس دير مار الياس السابق الأب الياس مايو الذي عمل بجدّ ومحبّة في ترميم هذه الكنيسة وسهر على شراء وترميم البيت، أشكر الرئيس الحالي ومعاونه الأب نضال جبلي الذي منذ استلامه مسؤوليّته بمحبّة وتفان وإخلاص قام بالسهر ومتابعة تأثيث البيت والتهيئة لهذا الاحتفال المهيب. كما أتوجّه بجزيل الشكر لراعي الأبرشيّة المطران عصام يوحنّا درويش على سهره الدائم ورعايته هذا الاحتفال، ورعايته لكلّ أبناء الرهبانيّة المخلّصيّة الذين يعملون في هذه الأبرشيّة، كما أشكر أصحاب السيادة الذين شاركونا اليوم وممثّليهم وكلّ الحضور”. وختم: “إن بيت أبونا بشارة ستكون رسالته الأولى والأساسيّة خلق واحة روحيّة في هذه المدينة الى جانب الواحات الموجودة، تقوم على سرّ التوبة والسجود للقربان المقدّس، وهذا ما كان غاليًا جدًّا على قلب الأب بشارة. هذا البيت بكلّ بساطة هدفه تجسيد روحانيّة الرهبانيّة المخلّصيّة وروحانيّة أبونا بشارة”. بعد القدّاس، توجّه الجميع في موكب صلاة تتقدّمه موسيقى الكشّاف الى منزل الأب بشارة القريب من الكنيسة، حيث قام المطران درويش والأرشمندريت ديب والأب جبلي بقطع شريط الافتتاح، وجرى دهن مذبح الكابيلا بزيت الميرون المقدّس، ورشّت أرجاء البيت بالماء المقدّس.

   بمناسبة عيد سيدة البشارة شفيعة المدرسة والاكليريكية، وهو العيد الوطنيّ الروحيّ الجامع، أقامت مدرسة دير المخلص الثانويّة، لقاءً أخويًّا وصلاةً مشتركة. حضر إلى جانب الرئيس العام والآباء وأسرة المدرسة، السيّد نزار الرواس ممثّلا معالي النائب بهيّة الحريري، الدكتور سليم السيّد ممثّلا معالي النائب وليد جنبلاط، الأستاذ طوني أنطونيوس ممثّلا معالي النائب نعمة طعمة، مختار جون السيد سمير عيسى ممثّلا النائب علاء الدين ترو، الأستاذ أحمد الحجّار ممثّلا النائب محمّد الحجّار، العقيد كمال صفا ممثّلاً اللواء عبّاس ابراهيم مدير عام الأمن العام، النقيب ربيع الغصيني ممثّلا سيادة اللواء ابراهيم بصبوص، المفتي الجعفري الشيخ أحمد طالب، عدد من آباء ومشايخ اللقاء الروحي، رئيسا اتحاد بلديّات إقليم الخروب وعدد من رؤساء البلديّات أو ممثّلوهم، عدد من المخاتير، وممثلو جمعيّات ومدارس وأحزاب وأصدقاء… وعدد من الإعلاميّين وتلفزيون لبنان. بعد الاستقبال في صالون المدرسة، سار الجميع بزياح إلى المسرح، حاملين أيقونة البشارة والورود ومرنّمين “نحن عبيدك”. بعد وضع الزهور في المسرح أمام أيقونة سيّدة البشارة، ابتدأ الحفل بالنشيدين اللبناني والمدرسة، ثمّ فيلم عن الأم، بعده كلمة الافتتاح لرئيس المدرسة الأب عبدو رعد مرحّبًا، شاكرًا، معيّدًا الجميع ومتمنيًا أن يعمّ السلام جميع أرجاء العالم، ثمّ ترنيم “إنّ جبرائيل” بصوت الآنسة غيد قزحيّا، فقراءة أولى من سفر أشعيا 7، 10-14، للأخت أغستان خوري، فقراءة من إنجيل لوقا 1، 1-11، للأب نقولا أيّوب، ثمّ تلاوة آيات من القرآن الكريم، سورة آل عمران 40-50، رنّمتها الآنسة سارة حسن، ثمّ ترنيم إنجيل لوقا 1، 26-37 بصوت الأب عبدالله الحمديّة. ثمّ كانت كلمات من وحي المناسبة ألقاها كلّ من: سماحة المفتي الشيخ طالب، الشيخ عامر زين الدين، والرئيس العام الأرشمندريت أنطوان ديب. ثمّ كانت بركة القرابين على نشيد العيد، فدعاء مشترك تلاه الجميع. بعد الصلاة انتقل الجميع ليتناولوا معًا لقمة محبة إلى مائدة المدرسة.

   بمناسبة عيد القدّيس يوسف شفيع رعيّة حوش الأمراء، احتفل الرئيس العام الأرشمندريت أنطوان ديب بالقدّاس الإلهيّ في كنيسة الرعيّة مساء الأربعاء 18 آذار 2015، عاونه كاهن الرعية الأب عبدالله عاصي والأب جو طوماس، بحضور الأب جورج إسكندر والأب جوزيف صغبيني وحشد كبير من المؤمنين. وباسم الرعيّة رحّب الأب عبدالله بقدس الرئيس العام، الذي بدوره شكر الأب عبدالله على تفانيه وغيرته في خدمة الرعيّة وألقى بعدها العظة من وحي عيد القدّيس يوسف. ثمّ دعا الرئيس العام جميع الحاضرين الى المشاركة في تدشين بيت أهل الأب المكرّم بشارة أبو مراد في حيّ مار الياس المخلصيّة يوم الخامس والعشرين من شهر آذار الجاري، وأضاف: هذا التدشين هو علامة محبّة الرهبانية واهتمامها بمدينة زحلة وفي الوقت عينه هو علامة إكرام للأب بشارة، أمّا في شأن مجريات دعوى تطويب أبونا بشارة فالدعوى قد انتقلت بشكل موثّق الى روما ونحن ننتظر الرد، ولكن يوميًا لدينا شهادات لأعاجيب تتمّ بشفاعته ونحن نأمل أن تزداد لدينا الدعوات الرهبانية من زحلة على مثال أبونا بشارة أبو مراد. واختتم الأب العام كلمته بمعايدة كاهن الرعيّة والمؤمنين بمناسبة العيد، قائلًا لهم: أنتم سندُ الرهبانية والرهبانية ستكون دائمًا سندًا لكم. وبعد القدّاس التقى الجميع في صالون الكنيسة للتهاني، عقبها عشاء عائلي.

 بمناسبة الاستعدادات لافتتاح بيت أهل الأب المكرم بشارة أبو مراد في زحلة، أحيت جوقة مار الياس المخلّصيّة رسيتالاً دينيًّا تخلله إطلاق اسطوانة الألبوم الأوّل للجوقة.

 بمناسبة عيد المعلّم وضمن نشاطات سنة الحياة المكرسة، دعت الرهبانيّة المخلّصية الى اجتماع ضمّ كلّ معلّمي ومعلّمات مدارسها، في يوم المعلّم، وذلك في دير المخلّص، بتاريخ 7 آذار 2015، برعاية وحضور الرئيس العام ورؤساء ومدراء المدارس الآباء: عبدو رعد، جورج إسكندر، يوسف نصر ونقولا صغبيني وحبيب خلف. في البداية أُقيمت صلاة افتتاحيّة في كنيسة الدير تضمّنت ترانيم روحيّة وتلاوة الرسالة والإنجيل، ثم كانت كلمة للأب العام رحّب فيها بالمعلّمين والمعلّمات وبالآباء وقال لهم: أعلن قداسة البابا سنة 2015 سنةً للعائلة وأيضًا سنةً للمكرّسين، يقينًا منه أنّ هذان هما العامودان اللذان يسندان الكنيسة. وما اجتماعنا ولقاؤنا في هذا النهار بمناسبة عيد المعلّم وسنة المكرّسين إلاّ تعبير عن أنّنا عائلة كبيرة واحدة تعمل معًا لغاية واحدة، وما حضوركم الكثيف سوى تأكيد على الطاقات البشريّة الكبيرة التي تملكها الرهبانيّة المخلصيّة وتضعها في خدمة الإنسان، وهي تعتمد عليكم من أجل إيصال ورسالتها وإتمام عملها. لذا أدعوكم الى التعرّف على تاريخ وروحانيّة الرهبانيّة التي تعملون من خلالها، وتحقّقون هدفها الأساسيّ، ألا وهو بناء الإنسان من النواحي الإنسانيّة والتربويّة والعلميّة. فالرهبانيّة لديها ست مدارس: ثلاث منها أكاديميّة ومنهنيّتان ومدرسة مختصّة. وهي تطال كلّ فئات المجتمع. وهي تعمل في الحقل التربويّ منذ سنة 1821، أي من حوالي مئتي سنة، وفي الحقل المهنيّ منذ خمسين سنة، وفي التربية المختصّة منذ إحدى عشرة سنة. 1- في جوّ عامّ غير مستقرّ، أؤكّد لكم أنّ الرهبانيّة مستقرّة، لأنّها مؤسَّسة على اسم المخلّص، ولأنّه في وسطها منذ سنة 1683، وهي ما زالت تشعّ حتّى اليوم، وتصرّ أن تعطي للعالم وللعاملين فيها كلّ دعائم الارتكاز. 2- أركّز أيضًا في هذه السنة على الشراكة والتعاون بين الرهبان والعلمانيّين، وعلى الانتماء الذي يجب أن يشعر به العلمانيّون العاملون في مؤسّساتنا، فنفكّر سويّة ونخطّط سويّة ونعمل سويّة. 3- النقطة الثالثة هي العمل بروح وطنيّة مبنيّة على الانفتاح على الآخر، في مجتمع نشعر فيه أنّنا مدفوعون الى التطرّف والانغلاق على ذواتنا، نحن على العكس ندعو الى الانفتاح على الجميع. 4- النقطة الرابعة هي العمل على تثبيت الإنسان في أرضه، وجعله يشعر بكرامته، والاهتمام خصوصًا بالضعيف، وتثبيت المسيحيّين في الأطراف، من مبدأ العمل على الوحدة الوطنيّة والحفاظ على النسيج الاجتماعيّ في المناطق اللبنانيّة كافة. 5- أتمنّى أيضًا إنشاء لجنة تضمّ المسؤولين التربويّين من الرهبان والعلمانيّين، تعمل على وضع استراتيجيّة أساسيّة للعمل التربويّ، وسبل تطويره، والمشاركة في حمل المسؤوليّة. ثمّ ختم الأب العام بكلمة روحيّة من وحي الآية الإنجيليّة “وكان يسوع ينمو في الحكمة والقامة والنعمة أمام الله والناس” (لوقا 2: 52)، وقال: نحن نرى صورة يسوع المسيح في كلّ إنسان يعتبره المجتمع فاشلاً وساقطًا، ونسعى الى مساعدته لينمو على مثال الربّ يسوع في الحكمة والقامة والنعمة. وسوف نُحاسَب أمام الله عن كلّ فرد موكَل إلينا، نحن مسؤولون عن فشله، ونحن مشاركون بنجاحه. وتبقى الرهبانيّة القلب الذي تلتجئون إليه والآذان السامعة والفكر المصغي الى حاجاتكم والى أيّ صعوبة تعترض عملكم في مؤسّساتها كلّها. ثمّ شكر جميع الآباء والأساتذة المشاركين في هذا اللقاء واستمطر عليهم وعلى عائلاتهم وعلى لبنان البركة الإلهيّة، بشفاعة الأب المكرَّم بشارة أبو مراد. بعد الصلاة توجّه الجميع الى المدرسة حيث كانت كلمات لممثّلي المدارس المشاركة: الأب جورج اسكندر والأستاذ فادي فرنسيس عن مدرسة دار الصداقة، الأب يوسف نصر والأستاذ خالد القاضي عن مدرسة السان سوفور، الأب حبيب خلف والسيدة سوسن سميا عن مدرسة دار العناية، الأب عبدو رعد والسيدة ليليان الغريب عن مدرسة دير المخلّص، والسيدة رلى الخولي عن مدرسة مار يوسف حوش الأمراء (تغيّب الأب عبد الله عاصي بسبب وفاة ابنة خالته). تلاها الغذاء وتوزيع الهدايا التذكاريّة على المشاركين.

 بدعوة من الرهبانيّة المخلّصيّة و”عيلة أبونا بشارة”، أحيا الفنّان والمرنّم نادر خوري ريسيتالاً دينيًّا، بالاشتراك مع الموسيقيّ فادي أبي هاشم وبالتنسيق مع المخرج طوني نعمة، وذلك مساء السبت 7 آذار 2015، في كنيسة دار العناية – الصالحية. ورنّم نادر خوري مجموعة من الترانيم الجديدة الخاصّة بالأب بشارة، غالبيّتها من نظم الشاعر رياض نجمة، وتلحين نادر خوري نفسه، وتوزيع فادي أبي هاشم وروي الناشف، بالإضافة الى بعض الترانيم من وحي الآلام. قدّمت هذه الأمسيّة الإعلاميّة هلا المرّ، وتخلّلها مقتطفات شعريّة للشاعر رياض نجمة. وفي الختام كانت كلمة لراعي الأبرشيّة المطران إيلي بشارة حدّاد. حضر الرسيتال الرئيس العام الأرشمندريت أنطوان ديب وجمهور من الآباء والرهبان والراهبات وحشد كبير من المؤمنين، أمّوا الكنيسة للمشاركة بالأمسيّة.

 برعاية وحضور صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وفي إطار رزنامة سنة الحياة المكرّسة التي أطلقها البابا فرنسيس لهذا العام، نظّم مكتب الرؤساء العامين والرئيسات العامات في لبنان بالتعاون مع جامعة الروح القدس الكسليك، كلية العلوم الدينية والمشرقية، مؤتمرًا خاصًا بالحياة المكرّسة تحت عنوان “أيقظوا العالم” وذلك من 26 الى 28 شباط 2015، في قاعة البابا القديس يوحنّا بولس الثاني في الجامعة نفسها. وفي الافتتاح دخل المكرّسون والمكرّسات حاملين ذخائر القديسين: شربل، رفقا، نعمة الله، الأخ اسطفان، الأم ماري الفونسين والطوباوي يعقوب وصورة الأب المكرّم بشارة أبو مراد. بعدها كانت كلمات لكلٍّ من سعادة السفير البابويّ المطران غابريال كاتشا الذي نقل للمؤتمر والحضور بركة قداسة البابا فرنسيس، بعدها تكلّم رئيس جامعة الروح القدس الكسليك الأب هادي محفوظ ثمّ رئيسة مكتب الرئيسات العامّات في لبنان الأم جوديت هارون، عقبها كلمة رئيس عام الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة الأباتي طنّوس نعمه تلاها باسم مكتب الرؤساء العامّين في لبنان. واختُتم الافتتاح بكلمة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي. تألّف المؤتمر من ثمانية جلسات توزّعت على ثلاثة أيّام وحاضر فيه وجوه من مختلف الرهبانيّات. شارك بالمؤتمر الرؤساء العامّون والرئيسات العامّات الى جانب حشد كبير من المكرَّسين والمكرَّسات من كافّة الرهبانيّات، ولم يغب عنه حضورنا المخلّصيّ إن على صعيد المشاركين أو على صعيد المحاضرين. فلقد افتُتحت الجلسة الأولى في اليوم الأوّل بحديث للأب نضال جبلي المخلّصيّ تحت عنوان “نذر الطاعة”، وأدارت الأم منى وازن جلسة بعنوان “الحياة المكرّسة رجاء جديد لكنائسنا وللعالم”، فيما اختتمت جلسات المؤتمر في اليوم الثالث بحديث للرئيس العام الأرشمندريت أنطوان ديب تحت عنوان “آفاق رهبانيّة لأجل دينامية روحيّة وإرساليّة متجدّدة”. وبعد التوصيات رفع كتاب شكر لكلٍّ من: قداسة البابا فرنسيس بواسط سعادة السفير البابويّ غابريال كاتشا، ونيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لرعايته وترأّسه للمؤتمر، ولرئيس جامعة الروح القدس- الكسليك الأب هادي محفوظ لاستضافته هذا المؤتمر. بعدها ترأّس غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث الكلّي الطوبى صلاة الختام وألقى كلمة من وحي الحياة المكرّسة. في الختام كان الغذاء ونهاية أعمال المؤتمر.

 مساء الجمعة 20 شباط 2015، أقيمت سهرة روحيّة في كنيسة الدير من تنظيم جماعة الإخوة في الإكليريكيّة الكبرى والابتداء، تخلّلها تأمّلات في فضائل الأب بشارة وترانيم روحيّة. أمّا يوم السبت 21 شباط، فأُقيم قدّاس أوّل عند الساعة التاسعة صباحًا، احتفل به قدس الأب المدبّر نبيل واكيم. وعند الساعة العاشرة والنصف ترأّس القدّاس الاحتفاليّ سيادة راعي أبرشيّة صيدا ودير القمر المطران إيلي بشارة الحدّاد، بمشاركة الرئيس العامّ الأرشمندريت أنطوان ديب وجمهور من الكهنة، بحضور صاحب الغبطة البطريرك غريغوريوس الثالث، والأب جوزف واكيم ممثّل المطران الياس نصار والأب جوزف خوري ممثّل المطران الياس كفوري، والرئيسة العامّة الأم منى وازن والراهبات الفاضلات وجمهور من المؤمنين. وبعد دورة الإنجيل تقدّم الأخ رامي حجّار وأبرز نذوره المؤبّدة أمام الرئيس العامّ، بحضور ذويه وبعض الأصدقاء وحشد من المؤمنين. بعد الإنجيل رحّب الرئيس العامّ بصاحبي الغبطة والسيادة وبالحضور وهنّأ الأخ رامي بالنذور المؤبّدة متمنيًا له أن يصل الى القداسة على مثال الأب بشارة. وبدوره رحّب راعي الأبرشيّة بحضور صاحب الغبطة البطريرك غريغوريوس الثالث، وشكر الرئيس العام على دعوته له للمشاركة في هذا الاحتفال الجميل، وأيضًا قدّم التهنئة للناذر الجديد ولقرية قيتولي، مشيدًا بما قدّمته لدير المخلّص وللأبرشيّة الصيداويّة من وجوه نفتخر بهم. ثمّ استعرض صاحب السيادة صفات الأب المكرّم قائلًا: أبونا بشارة يجمعنا كلّنا اليوم تحت راية الرهبانيّة المخلّصيّة، القدّيس يجمع وكلّ من يبتعد عن القداسة يفرّق وهذا المنطق يرتّب علينا تجديد خدمتنا وسعينا نحو الكنيسة والرهبانيّة، لماذا لا نكون مثل الأب بشارة (بدنا قدّيسين على مثاله) هو قدّيس الخدمة في الودايا ودير القمر والشيخوخة في دير المخلّص، من خلال المشورات الإنجيليّة الفقر والعفة والطاعة. لم يشاء أن يتكرّم في حياته فكرّمته الكنيسة بعد حين. إنه شفيعي الخاصّ، وأبونا بشارة ليس للرهبانيّة المخلّصيّة فقط، بل للطائفة كلّها وهو يدعونا لأن نوجّه طاقاتنا نحو المنفعة “كلّ شيء يجوز لي ولكن ليس كلّ شيء ينفع”. القدسيّات وحدها في الكنائس هي مصدر قداسة لذلك أبونا بشارة ليس لطائفة معيّنة بل لكلّ الكنائس، والذي عاش الفضائل كلّها لا يمكن أن يكون لجماعة معيّنة بل للجميع. الأب المكرّم بطل في عيش الفضائل ونحن نطلب شفاعته، نعيش ونسعى لكي نكون على مثاله أبطالًا. وبعد البركة الختاميّة كانت كلمة لغبطة البطريرك الذي بارك بدوره للرهبانيّة المخلّصيّة بنذور الأخ رامي، وشدّد على أهمّيّة الإيمان والشهادة في هذا الشرق المليء بالشهداء والقدّيسين على مثال الأب بشارة ومريم أمة يسوع المصلوب، إذ يقول لنا قداسة البابا فرنسيس “أنتم كنز الشرق”، وأيضًا “لا تتركوا شعلة الأمل تنطفىء في قلوبكم”. بعد القدّاس تمّ تدشين ممشى بولاد في الطابق الأوّل، المخصّص للرهبان المخلّصيّين المسنّين والعجزة والمرضى. وفي ختام تكريس الممشى بالماء المقدّس، التفت غبطة البطريرك نحو الأب العام شاكرًا إيّاه على تحقيق هذه الأمنية الغالية على قلوب الكثيرين والتي تعبّر عن حبّ الرهبانيّة لأبنائها والتفاتتها خصوصًا نحو المسنّين منهم وتقديرها لخدماتهم وتضحياتهم طيلة حياتهم الرهبانيّة والكهنوتيّة. ثمّ توجّه الجميع لتناول الغذاء على مائدة الدير. وفي تمام الساعة الخامسة أُقيم قدّاس ثالث في كنيسة الدير، احتفل فيه القيّم العامّ قدس الأب أنطوان سعد.

 أحيت الجماعة الرهبانيّة في دير القدّيس باسيليوس في ميثون، برئاسة الأب فارس خليفات، يوم السبت 21 شباط 2015، ذكرى انتقال الأب المكرّم بشارة أبو مراد الخامسة والثمانين، بدعوتها سيادة المطران نقولا سمرا رئيس أساقفة نيوتن في الولايات المتّحدة الأميركيّة لإلقاء محاضرة حول الأب بشارة وترأّس الذبيحة الإلهيّة، التي حضرها آباء الدير وأصدقائهم وجمع من المؤمنين، ثمّ شارك الجميع بغداء عائليّ، ثمّ حضروا فيلم “سراج الوادي” الذي يروي سيرة حياة الأب بشارة.

 بمناسبة ذكرى انتقال الأب بشارة أبو مراد الى السماء، أحييت “عيلة أبونا بشارة” وحركة الشبيبة الطالبة المسيحيّة أمسية صلاة وسجود أمام القربان المقدّس، وذلك مساء الجمعة 13 شباط 2015 في كنيسة دير المخلّص، تخلّل الأمسية اعترافات وزيّاحات بالقربان المقدّس وترانيم روحيّة بأصوات المرنّمين: جورج حكيم، جوزيف جبّور، نغم دندن، الأب مكاريوس هيدموس، روبير شمّاعة ورونا نحّاس، وعزف آدي قسطنطين، وتأملات روحيّة، بحضور جمهور الآباء والإخوة والأخوات الراهبات، وحشد كبير من المؤمنين.

    السبت 31 كانون الثاني 2015، وفي إطار سنة “الحياة المكرّسة” التي أطلقها قداسة البابا فرنسيس، أُقيم قدّاس احتفاليّ في بازيليك سيّدة المنطرة في مغدوشة، ترأّسه الرئيس العامّ للرهبانيّة الباسيليّة المخلّصيّة الأرشمندريت أنطوان ديب، يعاونه لفيف من الرؤساء العاميّن بحضور السفير البابويّ في لبنان غبريال كاشيا والسادة المطارنة إيلي بشارة حداد راعي الأبرشيّة، الياس نصّار، شكر الله نبيل الحاج وجورج المر، الى جانب الرئيسات العامّات وحشد كبير من المكرّسين والمكرّسات من مختلف الرهبانيّات، الذين أتوا من قريب ومن بعيد للمشاركة بهذه المناسبة، وقامت بخدمة القدّاس جوقة شبيبة المخلّص بقيادة المهندس بسّام نصرالله. بعد الإنجيل ألقى الرئيس العام كلمة من وحي التكرّس. وفي ختام القدّاس تمّ تبريك الشموع والمشاركة بالكوكتيل احتفالًا بالمناسبة.

charmingbrides Biguinestore hotcsstemplates researchpaperorder MacBookAir-Laptop xiandaijj