تدشين كنيسة القديس جاورجيوس – المعلقة (زحلة) يوم السبت ١٠ كانون الأوّل ٢٠١٦، احتفلت الرهبانيّة المخلّصيّة بتدشين كنيسة القدّيس جاورجيوس- معلقة، بعد ترميمها وتجديدها، وذلك خلال قدّاس احتفاليّ ترأّسه سيادة المطران عصام يوحنّا درويش رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك، عاونه فيه الرئيس العامّ الأرشمندريت أنطوان ديب، وخادم الرعيّة الأب فادي بركيل والأب طلال تعلب والشمّاس الياس إبراهيم، بحضور عدد كبير من الرهبان المخلّصيّين ورجال الدين والسياسيّين والرسميّين، تقدّمهم المطران بولس سفر، والمونسنيور عبدو خوري ممثّلاً المطران جوزف معوّض، ودولة الرئيس إيلي الفرزلي، ورئيس بلديّة زحلة – المعلقة وتعنايل المهندس أسعد زغيب، ورئيس جهاز أمن الدولة في البقاع العميد فادي حدّاد، ورئيس دائرة الأمن العامّ الأولى في البقاع المقدّم بشارة أبو حمد، وعميد المعهد العالي للدكتوراه في الجامعة اللبنانيّة الدكتور طوني عطالله، بالإضافة إلى القضاة والمخاتير وممثّلي الأحزاب. بدأ القدّاس برتبة تبريك المياه التي كرّس فيها المطران درويش أرجاء الكنيسة، ومن ثمّ تمّ دهن الأيقونات بزيت الميرون المقدّس، تلتها رتبة غسل المذبح الجديد ودهنه بالميرون ووضع الشراشف والصليب والمراوح والشموع عليه، وسط تراتيل رفعتها جوقة الإكليركيّة المخلّصيّة الكبرى التي خدمت القدّاس. بعد الإنجيل المقدّس الذي تلاه المطران بولس سفر ألقى المطران عصام يوحنّا درويش عظة هنّأ فيها الرهبانيّة المخلّصيّة وأبناء بلدة المعلّقة بالكنيسة الجميلة وممّا قال: ” أنتهز فرصة وجود سيادة الرئيس العامّ لأشكر للرهبانيّة المخلّصيّة، عبر شخصه الكريم على خدمتها لهذه الرعيّة طيلة 194 عامًا، فاسم الكنيسة ارتبط بالرهبانيّة منذ تأسيسها مع هؤلاء الآباء القدّيسين الذين تفانوا بخدمة آبائكم وأجدادكم وحافظوا على شعلة الإيمان. في نهاية القرن السابع عشر تأسّست الرهبانيّة الباسيليّة المخلّصيّة في دير المخلّص، فنشط الآباء المخلّصيّون في زحلة وفي المناطق الأخرى، يبنون الأديار والكنائس ويبشّرون ويقيمون الاحتفالات الليتورجيّة. وفي العام 1822 في عهد المطران أغناطيوس العجوري، بدأت الرهبانيّة تبني الكنائس في زحلة على أملاك اشترتها الرهبانيّة، منها كنيسة القدّيسة تقلا في حيّ مار مطانوس ويوحنّا المعمدان في حوش الزراعنة، أمّا كنيسة القدّيس جاورجيوس في المعلّقة فبُنيت على أرض تخصّ الأمير بشير شهاب بسماح من أبنائه. وفي العام 1912 حصل وكيل الرهبانيّة الخوري فلابيانوس العثماني على إذن من البلديّة للقيام ببعض الإصلاحات ورفع السقف إلى ما هو عليه الآن. وها هو الأب فادي بركيل يكتب من جديد تاريخ هذه الكنيسة ويعيد تأهيلها بعد أن أخذ إذنًا منّا ومن الرهبانيّة المخلّصيّة. نشكره على تعبه ونشاطه وسهره ونبارك عمل يديه، فالكنيسة تبدو الآن كلؤلؤة تاريخيّة. الأب فادي أعاد إليها حلّتها يوم تأسّست ويوم بناها الرهبان المخلّصيّون. وأنا شخصيًّا تابعت مثل كلّ واحد من أبناء الرعيّة مراحل العمل فيها والمشاكل التي جابهته، فكان صلبًا في مواجهتها وليّنًا في التعامل مع الجميع، لذلك لم يتوانَ أحد منكم من تقديم المساعدة له لإنهاء تجديدها وإعادة تأهيلها، فله ولكم يا أبناء وبنات رعيّة القدّيس جاورجيوس شكرنا ودُعاؤنا وبركتنا والله وحده سيكافئ المحسنين الذين تبرّعوا بوقتهم ومالهم. أتوجّه ألى أهله الأحباء وأحيّيهم وأثمّن حضورهم معنا فلهم أيضًا شكرنا ومحبّتنا. أيّها الأحباء اليوم أصبح لكم كنيسة جميلة وفي حناياها عبق القدّيسين وبخور وتقادم أبائكم وأجدادكم. وفيها تراث مقدّس يجب أن تحافظوا عليه. لكنّ الكنيسة ليست فقط المبنى الحجريّ الماديّ، إنّها أنتم، أبناء وبنات الكنيسة، والكنيسة ليست هنا فقط، الكنيسة هي كلّ بيت وكلّ عائلة وكلّ مؤمن. وبعد إعادة تأهيلها نأمل أن تكونوا أكثر التزامًا، لتنشيط الحياة فيها وأكثر التزامًا في حياتكم المسيحيّة، وأن تُظهروا بأعمالكم وطريقة حياتكم وفكركم روح الإنجيل، وأن تكونوا رعيّة موحّدة وقويّة. الرعيّة بحاجة إلى تعاون وثيق بين الكهنة والعلمانيّين فوحدة الرعيّة تبدأ من التضامن بين هذين الجناحين، العلمانيّ والإكليريكيّ، لأنّها بأمسّ الحاجة إلى شركة روحيّة حقيقيّة لتكمّل رسالتها. والتعاون والتواصل بين الفريقين يثبّت الإيمان ويسهّل الطرق لعمل الروح القدس في النفوس. لذلك أطلب أن يقوم تعاون وثيق بيننا نحن المكرّسين مع العلمانيّين لتقوم في الكنيسة شركة روحيّة حقيقيّة برعاية الروح القدس الذي جعلنا قوّامين لنرعى معًا كنيسته “التي اكتسبها بدمه” (أع: ٢٠: ٢٨). في زمن المجيء تُقدّم لنا الكنيسة فرصًا روحيّة كثيرة لنستعدّ لحضور المسيح بيننا ولكي نوجّه حياتنا كلّها نحو المسيح المولود في مغارة. نحن نسير في هذه الأيام مع مريم لملاقاة المسيح، وهي مناسبة لكلّ واحد ليجعل قلبه مذودًا يستقبل فيه الطفل يسوع.R32;زمن المجيء يدعونا الى التأمّل بمجيء المسيح فهو يحمل لنا الرجاء والرحمة والحياة. وروح المجيء يكمن في الإصغاء إلى الله وإلى رغبة عميقة في تحقيق مقاصد الله. من جديد أُعرب عن فرحي بتكريس هذه الكنيسة بعد إعادة ترميمها فقد أصبحت من أجمل الكنائس. لكنّ جمالها لن يكتمل إلاّ إذا كنتم في داخلها، فبهاؤها يتألّق فيكم وهي تتقدّس في المصلّين الذين يأمّونها. أُنهي عظتي بكلام قاله بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيّين: “فإنَّ كلَّ بيتٍ لهُ بانٍ. أمّا باني الكلّ فهو الله”. ندعو معكم ونصلّي معكم لجميع الذين ساهموا بأعمال الترميم بالخير والبركة ولكم جميعًا نعم الربّ. أمين. وفي نهاية القدّاس كانت كلمة للأب العامّ فقال: “هذا اليوم هو يوم مبارك بالنسبة للرهبانيّة المخلّصيّة وبالنسبة لنا كلّنا، لأنّ الرهبانيّة تريد دائمًا أن تظهر بأبهى حلّة لها من خلال أديارها ورهبانها. عندما تكلّمنا مع الأب فادي لتحديد تاريخ تدشين هذه الكنيسة المباركة، ليس صدفة أنّنا اخترنا العاشر من كانون الأوّل، لأنّه تاريخ إعلان الأب بشارة أبو مراد مكرّمًا في الكنيسة. الأب بشارة إبن هذه المدينة وابن هذه الأبرشيّة، وابن الرهبانيّة المخلّصيّة، وهو نور ساطع في سماء الكنيسة، وتدشين هذه الكنيسة اليوم هو أيضًا نور ساطع وشهادة حيّة بأنّ الكنيسة في هذه المدينة وتحت رعاية صاحب السيادة تظهر اليوم ساطعة في سماء وطننا وفي سماء هذا الشرق. أبونا فادي عندما أتيت تعرض علينا تجديد هذه الكنيسة كلّنا إرتابنا الخوف، ولكن دائمًا كنّا نعلم أنّ المسيح في وسطها. وعندما يكون المسيح حاضر في النفوس قبل كلّ شيء لا يمكن إلاّ أن يظهر حضوره في وسط الكنيسة. أجل لقد اخترنا هذا التاريخ لنبرز صفة الأب بشارة الذي أحبّ كنيسة البشر وكنيسة الحجر، وهذه الصفة تنطبق على هذه الرعيّة المباركة: فالأب بشارة عندما بنى الكنيسة في بنويتي، كانت الحرب الكبرى الأولى مندلعة، ورغم ذلك تمكّن من بناء كنيسة الحجر والبشر. واليوم، وفي ظلّ هذا الواقع المظلم الذي يعيشه الشرق، نرى عمل الأب فادي الذي استطاع ببركة الله وبركة راعي الأبرشيّة والأمّ الرهبانيّة أن يصنع معكم هذه المعجزة. أودّ أن أعود وأذكّركم بأوّل كلمة قلتها لكم في عيد القدّيس جاورجيوس الماضي: “نحن عائلة واحدة، أنتم الرهبانيّة المخلّصيّة ونحن رعيّة ما جريس”. أغتنم الفرصة لأقول لكم أنّ الكنيسة بخير، والأبرشيّة بخير، والرعيّة بخير، والرهبانيّة بخير. واليوم نحصد نعم الربّ علينا. من أسبوع فقط إستلمت الرهبانيّة ديرًا في روما، وقبله دشّنت دير مار سركيس وباخوس في معلولا، وقبله دشّنت الرهبانيّة تجديد دير مار جرجس في كفرحونة، واليوم نتابع مع سيادة راعي الأبرشيّة موضوع بناء المجمّع الراعويّ في أبلح. وحيثما هناك ظلمة نحن موجودون لنعطي النور، وحيثما هناك جحود نحن موجودون لنعطي الإيمان وحيثما هناك بغض نحن موجودون لنعطي المحبّة. أجل هذه هي الرهبانيّة وهذا هو الأب فادي. ألف مبروك لنا جميعًا”. وبعدها ألقى كاهن الرعيّة كلمته، نوردها كما هي: “هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ولنتهلّل به. عملًا بوصيّة المؤسس المطران أفتيميوس الصيفيّ الأخيرة لرهبانه: “يا أولادي إفرحوا ولا تغتمّوا فهذه مشيئة الربّ. أنا أسّستكم وصيّرتكم قربانة رهبانيّة مقدّسة، وجئت بكم من أماكن مختلفة وبلاد بعيدة متفرقة وكمّلتكم بالوسم الكهنوتيّ المقدّس ووضعت البعض منكم في خدمة الرعيّة الكاثوليكيّة ليس لكي أمكث هنا بطّالاً مستريحًا بل لكي أجدّ بواسطتكم في فلاحة كرم المسيح في رعيّتي وفي كلّ مكان”. منذ تسلّمي لخدمة الرعيّة سنة 2009 عملت بروح الإيمان وبإلهام من الروح القدس على جمع كفاءات وخبرات أبناء الرعيّة لتثمر الجهود والتضحيات في سبيل نهضة هذه الرعيّة بشرًا وحجرًا. من هذا المنطلق كانت النيّة لتجديد كنيسة مار جريس الكاثوليك في المعلقة، بعد أن تعرّضت أثناء الحوادث الأليمة لانهيار شبه كامل. وهذا ما حذا بنا أن ننشط كي تلبس لباسها الجديد، إيمانًا منّا بأنّ بيت الله هو بيت جمال وقداسة وتقوى ولا أروع. بعد دراسات وخرائط هندسيّة وتكاليف لهذا المشروع، كان لا بدّ من أخذ موافقة الهيأة القانونيّة في الرهبانيّة الباسيليّة المخلّصيّة التي تجاوبت مع مطلبنا بمبادرة خيّرة كريمة. قبل البدء، إستلهمتُ الربّ يسوع وصفيّه شفيعي المكرّم الأب بشارة أبو مراد، ليقفا معي في هذه المسيرة الشاقّة لإنجاز هذا المشروع من ضمن الأهداف التي رسمناها. وكانت هذه الشفاعة بمثابة إشارة محبّة وبذور عطاء. وليس صدفة اليوم أن يتمّ تدشين الكنيسة في ذكرى إعلان الأب بشارة مكرّمًا، طالبًا من الربّ أن يرفعه إلى مصفّ القدّيسين. إنّنا نقدّم هذه الذبيحة الإلهيّة، شكرًا لله على إنجاز هذا المشروع الراعويّ الكبير، وكانت يدُه الخفيّة ويدُ القدّيس جاورجيوس شفيعِ الكنيسة، ويد الأب بشارة معنا في تحقيقه. ونلتمس منهم مكافأةَ الخير والنِّعم لكم ولكلّ المُحسنين وللّذين لهم تعب ومساهمة فيه. سيادة الراعي الجليل جاء هذا اليوم المجيد لنفرح ونبتهج بقدومكم لكي تدشّنوا هذه الكنيسة بعد تجديدها وتباركوا وتقدّسوا هيكل الله حيث ترفعون ذبيحة المسيح من أجل خلاص البشر وتوفيق أبناء الرعيّة والمحسنين إليها. لكم منّا جميعًا محبّتَنا واحترامَنا، ونحن نقدّر ما تقومون به من مشاريع كبيرة لما فيه خير أبنائنا في زحلة وجوارها. نقف وإيّاكم أبتِ العامّ مع مجلس مدبّريكم الموقّرين، شاكرين لكم دعمكم الروحيّ والماديّ ومحبّتكم وغيرتكم من أجل إتمام بناء وترميم هذه الكنيسة. لقد قلتم لنا ابدأوا ونحن أمامكم ومعكم ولم تخذلونا أبدًا، وقدمتم لنا ثمانين ألف دولار سابقًا واليوم أكملتم تقدمتكم بـعشرة آلاف أخرى. فشكرًا للرهبانيّة الباسيليّة المخلّصيّة بشخصكم الكريم والتي أفتخر وأعتزّ أن أكون راهبًا وابنًا من أبنائها. أشكر كلّ المهندسين والعمّال الذين عملوا على إنجاز هذا المشروع الكبير ليظهر بحلّة بهيّة. وأخصّ بالذكر المهندس ماهر أبو زيد الصديق والأخ الذي أبدع في تصميم هذه الكنيسة وتابع أعمال الترميم فيها بكلّ أمانة وإخلاص. أشكر إخوتي الكهنة وأخواتي الراهبات، طالبًا من العذراء أن ترافقهم في حياتهم الرسوليّة. شكري الكبير للمجلس الرعويّ الذي رافقني طيلة هذه الفترة، وعملنا معا كخليّة نحلٍ وفريق عمل متجانس من أجل تحقيق هذا الهدف المنشود. كما أشكر جنودًا مجهولين وقفوا إلى جانبنا بكلّ إمكانيّاتهم وقدراتهم وهم كثر. الشكر لأخويّة سيّدة البشارة على محبّتكم الكبيرة والتزامكم بالاهتمام في هذه الكنيسة طالبًا من العذراء شفيعتكم أن تنعم عليكم البركات وتزيدكم بالتوفيق والنجاح والازدهار لكم ولكلّ عائلاتكم. وإن نسيت فلا ولن أنسى شبيبة الكنيسة الذين أحببتهم وأحبّوني، طيلة ثلاث سنوات منذ تأسيسهم وتشاركت وإيّاهم لقاءات الصلاة والخدمة والعمل والفرح. أنتم مستقبل هذه الكنيسة، وأعود لأكرّر وأردد قول قداسة البابا فرنسيس “كنيسة بلا شباب كنيسة بلا مستقبل وشباب بلا كنيسة شباب بلا مستقبل”. هذا بيتكم وهذه رعيّتكم، أقيموا فيهم. تعالوا لنرتوِ من كلام الربّ، لننطلق ونكون شهودًا لآخرين. أمّا أنتم يا أبناء وبنات رعيّتي المحبوبين، أصحاب الأيادي البيضاء، لا يسعني أن أعبّر مهما سمت الكلمات عن نبض مشاعري بالوفاء والتقدير سوى رفع الصلوات وضوعُ البخور والطيوب أمام هذا المذبح وفي أرجاء هذه الكنيسة اللؤلؤة كي يسكب الله عليكم الوزنات الوفيرة التي يستحقّها كلّ منكم. لقد برهنتم بسخاءآتكم الكبيرة والوفيرة أنّكم أبناء هذه الكنيسة الصالحون، وأنّ الربّ الذي أعطانا مواهبه يستحق منّا أن نبادله التكريم في بيت العبادة، عملتم معنا بقول الربّ يسوع “لا تعرف شمالك ما تصنع يمينك”، فافرحوا لأنّ أسماءكم محفورة في قلوبنا كما هي مكتوبة في سجلّ الله. لقد أصبح لديكم كنيسة مجيدة، بفضل جهودكم وجهود محبّيكم، أمّا الآن فيبقى لنا أن تزدان كنيستنا بمشاركتكم في الصلوات لتزهو الذبيحة الإلهيّة بتضرّعاتكم وحضوركم لنضفي على هذه الرعيّة الوحدة والمحبّة والرجاء، فزينة الكنيسة أبهاها الإنسان والإيمان والخشوع أمام القربان. شكري لأهلي الذين أتوا من معلولا أرض الشهادة والقداسة ليشاركوني هذه الفرحة. شكري لجوقة الإكليريكيّة الكبرى ولأصواتهم الملائكيّة الذين خدموا هذا القدّاس. شكري للسيّد الصديق سيزار المعلوف على تقدمته الكوكتيل لهذه المناسبة. أشكر وسائل الإعلام ولا سيّما تلفزيون تيلي لوميار الذي ينقل هذا القدّاس الاحتفاليّ. شكرًا لكم جميعًا أنتم الذين لبّيتم الدعوة، من قريب أو من بعيد طالبًا من القدّيس جاورجيوس أن يرافقكم ويحفظ خطاكم لتسيروا في طريق الربّ حاملين شعلة المحبّة والسلام في قلوبكم”. بعد القدّاس قدّم الأب فادي باسم الرعيّة أيقونة القدّيس جاورجيوس للرئيس العامّ كعربون محبّة ووفاء، كما قدّم صليبًا من القدس إلى المهندس ماهر أبو زيد الذي هندس وأشرف على الأعمال. وفي الختام أُقيم حفل كوكتيل في صالون الرعيّة.
بعد مفاوضات دامت حوالي سنة ونصف، بين الأب العام والمجمع الشرقي وآباء غروتافراتا والزائر الرسوليّ على دير غروتافراتا المطران مرتشلّو سيميرارو (مطران ألبانو)، تمّ التوصّل الى توقيع اتفاقية بين الرهبانيّة المخلّصيّة والزائر الرسوليّ المطران سيميرارو، بتاريخ 1 كانون الأول 2016، لاستلام دير القدّيس باسيليوس في روما لمدّة 25 سنة قابلة للتجديد. وتمّ تعيين الأب عبدو رعد مسؤولاً عن الدير لتأهيله وتجهيزه بالتنسيق مع وكيل الرهبانيّة في روما الأب سليمان أبو زيد. وانضمّ الى جمهور الدير الأب وسيم المرّ الذي يكمل دراسته الموسيقيّة في المعهد البابويّ للموسيقى الدينيّة.
مساء الأحد 20 تشرين الثاني 2016، فرحت الرهبانيّة بالرسامة الكهنوتيّة لابنها الشمّاس رامي حجّار على مذابحها في دير المخلّص، بوضع يد راعي أبرشيّة صيدا ودير القمر المطران إيلي بشارة حدّاد. وذلك بحضور أصحاب السيادة المطارنة: إبراهيم نعمة و جول يوسف زريعي والياس شقّور والأرشمندريت نقولا حكيم ممثّلاً سيادة المطران عصام يوحنّا درويش، آباء وإخوة ب. م. وأهل المرتسم الجديد وحشد من الراهبات المخلّصيّات. وفي عظته عبّر راعي الأبرشيّة عن سروره برسامة الأب رامي حجّار، وقال:
السيامة هي عمل الروح القدس، وكم بالحريّ في هذا اليوم، يوم اختتام سنة الرحمة، يملأ الربّ رحمته في قلب المرتسم الجديد ليكون كاهنًا رحيمًا. وشكر عائلة الحجّار التي تميّزت بالأمانة لإرادة الله وسهرت على إيصال الكمّ الكافي من القيم لرامي وأخواته. إنّه ابن رعيّة قيتولي الناشطة والمعروفة بتقليد كنسيّ وليترجيّ ورهبانيّ عامر. كلّ هذا التقليد يحمله اليوم رامي وقد قرّر أن يحافظ على التسلسل في عداد المكرّسين من قيتولي. وهي التي تَخَرّج منها العديد من كبارنا، أساقفة ورهبانًا وكهنة وعلمانيّين برزوا في الكنيسة والوطن.
يوم السبت ١٩ تشرين الثاني ٢٠١٦، بمناسبة ذكرى المؤسّس السعيد الذكر المطران أفتيميوس الصيفيّ، اجتمع الرهبان في الكنيسة الساعة التاسعة والنصف ليرنّموا وتأمّلوا في بعض محطات من حياة المؤسّس، ثمّ أصغوا الى حديث للأب العامّ بعنوان “آفاق وتحدّيات الحياة الرهبانيّة اليوم”. وعند الساعة الحادية عشرة والنصف إحتفل الأب العامّ بالقدّاس الإلهيّ، يعاونه جمهور كبير من الكهنة، بحضور راعي الأبرشيّة المطران إيلي بشارة حدّاد، وراعي أبرشيّة الجليل سيادة المطران جورج بقعوني، والأمّ منى وازن، وجمهور الراهبات والرهبان وحشد من المؤمنين. تخلّل القدّاس إبراز النذور المؤقّتة لخمسة إخوة وهم: فادي الزعتري، جوزيف المصري، ريشار فرعون، بول ديمرجيان وأنطوني أبو رجيلي. وبعدها مباشرة ألبس الأب العامّ ثوب الابتداء لأربعة إخوة هم: يونس عون، عامر وهبة، رودي أبو سعدى وأنطوني داغر. وفي العظة رحّب الأب العام براعي الأبرشيّة إبن الرهبانيّة البارّ، وبسيادة المطران جورج بقعوني الذي حضر خصّيصًا للمشاركة في نذر إبن أخته (الأخ جوزيف المصري)، ورحّب أيضًا بالرئيسة العامّة الأمّ منى وازن والأخوات الراهبات وبكلّ الحاضرين، مهنّئًا الناذرين والمبتدئين الجدد، وشاكرًا أوّلًا الربّ الذي يرسل الدعوات إلى الرهبانيّة، وثانيًا معلّمَي الابتداء السابق الأب المدبّر نبيل واكيم، والحاليّ الأب نضال جبلي مع مساعده الأب ميخائيل حدّاد. وبعد دورة القرابين جدّد أبناء ب. م. نذورهم الرهبانيّة بدءًا بالأب العامّ مرورًا بالآباء ثمّ الإخوة. تلا القدّاس غداء للجميع في مائدة المدرسة.
أُقيمت الرياضة الروحيّة السنوية في دير المخلص من 14 الى 18 تشرين الثاني 2016، ألقى مواعظها الأب يونان عبيد المرسل اللبناني، وكانت بعنوان “جديد الحياة الجماعية”. وانطلق من “إشارة الصليب” الى “الحياة المشتركة” و”التنوّع في الجماعة” و”الجماعة في حالة تنشئة دائمة” و”التجربة”، و”السلطة” و”الجماعة تقهر الشرّ بالخير” و”الحياة الجماعيّة والحقيقة” و”المسنّون” و”وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعيّ”. وكان لجميع المواضيع الأثر الطيّب في نفوس المشاركين جميعًا، خصوصًا للطريقة المحبّبة التي يعتمدها الأب الواعظ المحترف. كلّ رياضة وأنتم بألف خير
الخميس 13 تشرين الأوّل 2016 لبس ميخائيل هام Michael Hamm ، الأميركيّ الأصل، مواليد 1969، ثوب الابتداء عن يد معلّم المبتدئين ورئيس دير مار باسيليوس الأب فارس خليفات في الدير المذكور في ميثون (الولايات المتّحدة الأميركيّة)، بحضور سيادة المطران جان عادل إيليّا والأبوين مارتن حياة ولاري تومينلي وأهل المبتدئ الجديد.
ألف مبروك!
نظَّمت “عيلة أبونا بشارة” مسيرتها السنويّة، وذلك نهار السبت 1 تشرين الأوّل 2016، من دير الراهبات المخلّصيّات الى دير المخلّص بمشاركة وفود كبيرة أتت من كلّ لبنان، وفي كنيسة الدير ترأّس راعي الأبرشيّة المطران إيلي بشارة الحدّاد القدّاس الإلهيّ يعاونه الآباء: جهاد فرنسيس ونضال جبلي وفادي بركيل، بحضور الرئيس العامّ وعدد من الآباء والراهبات والإخوة والوفود المشاركة. خدم القدّاس جوقة الإخوة المبتدئين بإدارة الأب حنّا كنعان. وفي ختام القدّاس بارك سيادة المطران القرابين، وحمل شمعة كبيرة عليها صورة أبونا بشارة، وانطلق وخلفه المؤمنون في تطواف نحو الضريح.
عشيّة عيد القدّيس البادري بيّو، الخميس 22 أيلول 2016, أبرز الأب شربل راشد نذوره المؤبّدة أمام قدس الأب العامّ، خلال صلاة الغروب في كنيسة دير المخلّص.
ألف مبروك للأب شربل وللأمّ الرهبانيّة.
برعاية وزير الثقافة الأستاذ روني عريجي، أقام مجلس بلدة دوما مؤتمرًا بعنوان “دوما في التاريخ”، في 19 و20 آب 2016، تخلّله محاضرة قيّمة للمؤرّخ البروفسور جوزيف أبو نهرا، بعنوان “الأب قسطنطين الباشا المؤرّخ الرائد والبحّاثة الناقد”. حضرها قدس الأب العامّ وأشاد بأهمّيّتها وبوقعها على المشاركين بالمؤتمر. تجدون نصّ المحاضرة الكامل في موقع الرهبانيّة هذا، تحت خانة “المنشورات” – الأب قسطنطين الباشا.
بمناسبة عيد انتقال السيّدة العذراء في ١٥ آب ٢٠١٦، إحتفل الرئيس العامّ بالقدّاس الإلهيّ في دير السيّدة للابتداء، وعاونه الأبوان المدبّران نبيل واكيم وجوزيف جبّور. تخلّل القدّاس إبراز النذور المؤقّتة للأخ هاني عرمان، بحضور عدد من الرهبان والراهبات وذوي الناذر الجديد وحشد من المؤمنين. واتخذ الأخ هاني شعارًا له كلمات القدّيس أغسطينوس: “بحثتُ عنك يا ربّ في كلّ مكان فوجدّتك في قلبي”. بعد القدّاس والتهاني، أقيم عشاء للجميع في باحة الدير. ألف مبروك للأخ هاني وللرهبانيّة.
بمناسبة عيد سيّدة الانتقال مساء السبت ١٣ آب ٢٠١٦، في كنيسة سيّدة الانتقال في أبلح، وبرعاية الأب العامّ الأرشمنديت أنطوان ديب، وحضور كلّ من الآباء: نبيل واكيم، أنطوان سعد، جورج إسكندر وشربل راشد ورئيس بلديّة أبلح السيّد روبير سمعان وحشد كبير من المؤمنين، أحييت جوقة “The Eternal Love” بقيادة الآنسة إليان غاوي أُمسية روحيّة بعنوان “نحو الحبّ الأبديّ”. في بداية الأمسية رحّب كاهن الرعيّة الأب فادي الفحل بالرئيس العامّ وبالحضور الكرام. تلاه تقديم الأمسية مع الشاعر شربل حنّا، ثمّ باقة من الترانيم والتأمّلات على مدى ساعة من الوقت. وكانت كلمة ختاميّة للأب العام هنّأ فيها الجوقة على انطلاقتها الناجحة، مشيدًا بما تقدّمه هذه الجوقة في عدّة رسيتالات من أداء متميّز تفخر به الرهبانيّة، إنّها ليست فقط جوقة “الحبّ الأبديّ” التابعة لرعيّة أبلح، بل هي جوقة الرهبانيّة الباسيليّة المخلّصيّة. وأضاف نحن نرى اليوم “أعجوبة” لأنّي أعرف كم يتطلّب هذا الرسيتال من الوقت والجهد والمثابرة، وهذه الجوقة التي لم يبلغ عمرها السنة، قدّمت اليوم إنجازًا من ضمن الإنجازات والأعاجيب الكثيرة التي تتحقّق في رعيّة أبلح المباركة، بقيادة كاهنها النشيط الأب فادي الفحل. وسأل الأب العامّ ما سرّ هذا النجاح؟ إنّه بكلّ بساطة الإيمان، وهذا الإيمان هو الذي يصنع كلّ هذه الإنجازات و”الأعاجيب”. ثمّ شكر الأب العامّ أهالي أعضاء الجوقة بشكل خاصّ، وطلب منهم أن يقفوا وسط تصفيق الحاضرين، وجدّد شكره للجوقة على أدائها المصلّي بامتياز، طالبًا من الجميع أن يقفوا وينشدوا على نيّتها ترنيمة “خلّصي عبيدك من الشدائد”. وفي الختام قدّمت الرعيّة للأب العامّ، أيقونة العشاء السرّي كعربون شكر وتقدير.
برعاية الرئيس العامّ وبحضور رئيس الدير الأب المدبّر جوزيف واكيم والأبوين المدبّرَين نبيل واكيم ومكاريوس هيدموس، وعدد من المسؤولين الرسميّين والعسكريّين، وعدد من الآباء الأصدقاء أُقيم حفل تدشين جناح التأسيس في دير القدّيس جاورجيوس-المزيرعة، وذلك يوم الأحد ٧ آب ٢٠١٦.
إبتدأ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبنانيّ، فكلمة ترحيب لعريف الاحتفال الشاعر فياض كريِّم، ثمّ كانت الكلمة لرئيس الدير، فقال: يفرّحني اليوم، بوجود هذه الوجوه الكريمة، أن نتشارك معكم بتدشين جناح التأسيس بعد ترميمه، ولكن بالفعل نفسه سندشّن كلّ الدير، وخصوصًا بعد أن هُجِّر ١٣ سنة، من ١٩٨٧ حتّى سنة ١٩٩٩، بسبب وجود الاحتلال آنذاك. أيّها الأحبّاء، إستلمت الرهبانيّة الباسيليّة المخلّصيّة دير مار جاورجيوس المزيرعة في حزيران ١٩٩٩ بعد انسحاب جيش لحد من منطقة جزّين، وبدأ العمل بالدير عمرانيًّا وزراعيًّا وحضورًا روحيًّا واجتماعيًّا وإعادته الى سابق عهده فاعلاً وجامعًا بين كلّ أبناء المنطقة. أيّها الأحبّاء، إنّ الرهبانيّة المخلّصيّة في كلّ عهودها منذ عام ٢٠٠٠ لم توفّر جهدًا لإعادة الترميم وزراعة بساتين التفاح والفواكه المتنوّعة وتشجيع الاستثمارات في أرض الدير. ولكن كما تعلمون إنّ ظروف لبنان السياسيّة والأمنيّة والاقتصاديّة غير مستقرّة ولم تشجّع المستثمرين على الاستثمار في مجال الزراعة. ونأمل أن يتحسن الوضع السياسيّ والأمنيّ لكي يبقى لبنان دائمًا وطن المحبّة والسلام ووطن الرسالة والعيش المشترك. أيّها الأحبّاء، لقد اعتادت الرهبانيّة المخلّصيّة وأديارها ومراكزها على النكبات نتيجة الأحداث الأليمة التي مرّ بها لبنان منذ أكثر من قرن ونصف قرن، فكانت بعد كلّ نكبة تنهض من تحت الركام بقوّة المخلّص لتعيد بناء ما قد هُدم ودُمّر بالإضافة الى الحريق الذي أكل الكثير من المحفوظات والأرشيف، وسرقة الأيقونات والمخطوطات، وقد أُعيد جزء كبير منها في أواخر القرن الماضي ومطلع هذا القرن. إنّ الغاية من التدشين هي الإضاءة على تراث الآباء والأجداد على مرّ العصور وإحياء هذا التراث العريق الذي مهما عملنا، وجمّلنا به، سنبقى كمن عمل على جمع حفنة من التراب أمام إيمان آبائنا وسهرهم وإصرارهم وصبرهم وإنجازاتهم وإبداعهم. إنّنا كنّا وسنبقى نؤمن برسالة الرهبانيّة المخلّصيّة، رسالة الأخوّة والمحبّة الجامعة بين كلّ أبناء الوطن. فلذلك فإنّنا نؤمن ونفتخر بنهج وعمل الآباء والأجداد وبجميع الإخوة الذين عملوا وساهموا معهم في رفعة هذا الدير، والمثابرة على زرع القيم الروحيّة والانسانيّة وإرساء مبادىء العيش المشترك في كلّ جنوبنا الصامد والحبيب. أيّها الأحبّاء، منذ عودتنا الى الدير، تمّ ترميم جناح خاصّ للمنامة لاستقبال المخيّمات الرسوليّة والمؤسسات الاجتماعيّة المتنوّعة والرياضات الروحيّة، فمنذ عام ٢٠٠٣ حتّى اليوم استقبلنا ما لا يقلّ عن ٤٠ جمعيّة وحركة رسوليّة ضمّت حوالي ٤٠٠٠ شابّ وشابّة من مختلف المناطق اللبنانيّة. وعملنا على جمع شمل أبناء المنطقة في مناسبات متنوّعة، وعيد مار جاورجيوس ما زال يجمع أبناء المنطقة كافّة من كلّ حدب وصوب في جوّ من الألفة والمحبّة والأخوّة. إنّنا بعودتنا وصمودنا في الدير وإعادة الترميم وزراعة البساتين، قد أعطينا أبناء المنطقة جرعة من الأمل في الصمود والتحدّي والتجذّر في القرى النائية، بالرغم من إهمال المسؤولين في الدولة في إنماء الريف اللبنانيّ، ومنع النزوح من الجبل الى المدينة. فكلّنا أمل بسواعدكم البيضاء ونواياكم الطيّبة لمساعدة أبناء الريف على الصمود وعدم بيع أراضيهم. وأخيرًا إخوتي الأحبّاء، الشكر للباري تعالى الذي منّ علينا بالصحة والخير لإنجاز العمل. والشكر لكلّ من ساهم وعمل في إعادة الترميم، والشكر لكم يا أبتِ الرئيس العامّ لرعايتكم هذا الاحتفال المبارك. أدامكم الله ذخرًا وعافية وحكمة لإدارة الأمّ الرهبانيّة. أشكركم إخوتي الأحبّاء جميعًا فردًا فردًا لحضوركم ومجيئكم لتشاركونا هذه الفرحة أدامكم الله بالصحة والعافية. وأشكر كلّ من عمل على تحضير هذا الاحتفال من الأصدقاء الأوفياء. وأخيرًا أشكر خاصة أخي وصديقي الشاعر فيّاض كريِّم ابن كفرحونة البارّ الذي تكرّم علينا بقبوله أن يكون عريف الحفل. شكرًا لأنّك أتحفتنا بكلماتك الرقيقة التي لمست القلوب بجمالها ورونقها، أدامك الله بالصحة والخير والبركة. شكرًا لكم جميعًا وأهلاً وسهلاً بكم.
بعدها كانت الكلمة للأب العام راعي الحفل فقال: حضرة الأب الرئيس والمدبّر جوزيف واكيم المحترم، الحضور الكريم، كلّ منكم بصفته وشخصه، من ليس له تاريخ، ليس له مستقبل، والذي لا يُقدِّر تاريخه ليس له رؤية للمستقبل. الرهبانيّة المخلّصيّة تُعيّد اليوم ٣٣٣ سنة على تأسيسها، والرقم ٣ هو رقم مقدّس في المسيحيّة، فكيف إذا كان الرقم ٣ يتكرّر ثلاث مرّات، أي إنّ كمال النعمة تفيض على الرهبانيّة بأبنائها مثل أبونا جوزيف. عندما نتكلّم عن الرهبانيّة نعني الرهبان ومسيرة تاريخ ورؤية للمستقبل. أتذكّر بعد التهجير كنّا نقول هذا الدير “خربة”، وكان من الصعب بمكان أن يقبل راهب بطواعيّة ومحبّة أن يكون رئيسًا لهذا الدير، لأنّه كان ينقصه كلّ شيء، إلاّ شيء واحد لم يكن ينقصه، أي حجر الزاوية ألا وهو يسوع المسيح. بدأ أبونا جوزيف مسيرة الترميم، وأتذكّر جيّدًا، حينها كنتُ أنا مدبّرًا، واليوم أتشارك وإيّاه المسؤوليّة العليا في الرهبانيّة كونه مدبّرًا أيضًا. يومها كان المحسنون كُثُرًا، وذلك لأنّهم وجدوا أنّ أبونا جوزيف صادق وصدوق لا ينظر الى ذاته ولا يبغي شيئًا. نعم هذا هو أبونا جوزيف، لا يريد شيئًا لنفسه، يحمل تاريخ الرهبانيّة على كتفيه ويمشي نحو المستقبل. في مراجعة لمسيرتنا، أودّ أن أقول شيئًا وهو أن الرهبانيّة حاليًّا في ورشة ترميم في كلّ من الأديار التالية: دير مار جريس-المزيرعة، دير مار تقلا-عين الجوزة، دير مار ميخائيل-عمّيق ودير مار الياس-رشميا ودير المخلّص، والعديد من المراكز، بالاضافة الى دير مار سركيس وباخوس في معلولا الذي قمنا بترميمه تحت القصف وبفضل ترميم الدير ساعدنا في إعادة ٣٠٠ عائلة الى معلولا. إذًا نحن لا نخاف، والرهبانيّة المخلّصيّة لديها ٤٨ راهبًا شهيدًا ماتوا ذبحًا، أي أنّ قصة داعش ليست جديدة علينا ولا تخيفنا، لسبب بسيط وهو أن كلّ ما هو شيطانيّ الى زوال وكلّ ما هو إلهيّ هو أبديّ، نحن إلهيّون وأبديّون، ولا شيء يخيفنا. مسيرتنا ستكمّل وعملنا في لبنان وفي هذا الشرق وفي الاغتراب أيضًا سيكمّل، حتّى في أميركا هناك ترميم، كنائسنا تُرمّم وتُبنى، وأؤكّد لكم بأنّ كلّ حجر كنيسة يُهدّ، ستبنى مقابله كنيسة، لسبب بسيط وهو أنّه بالاصالة اللبنانيّة المسلم يريد المسيحيّ والمسيحيّ يريد المسلم، وكلّكم تعرفون قصّة المطران باسيليوس حجّار في صيدا الذي قبل أن يبني الكنيسة في صيدا بنى جامع البحر، نعم هذا تاريخنا وهذه هويّتنا. هويّتنا الانفتاح على الآخر وقبوله والعيش معه. قصّة العيش المشترك صارت اليوم مستهلكة، فنحن نعيش معًا منذ القدم، وهذا ما عمله وشهد عليه أبونا جوزيف هنا بالذات. أيّها العزيز فياض ليس وحدك تُطالب بأبونا جوزيف، أحبّ أن أؤكّد لكم أنّ أبونا جوزيف عندما عمل لم يعمل باسمه وبقوّته، والرهبانيّة كذلك لا تعمل باسمها وبقوّتها بل باسم المخلّص وبقوّته. هذه رسالتنا، سنكمّل حيثما وجدنا وكيفما وُجدنا، وأكثر من ذلك عندما نعرف أن الآخرين انسحبوا، هناك ستكمل الرهبانيّة، لأنّ الله في وسطها فلن تتزعزع. أشكر الله وأشكر كلّ الذين آمنوا بنا وبهذا العمل، واليوم هناك أشخاص حاضرون أشكرهم جميعًا، وخاصّة جيراننا أهل كفرحونة، لأنّهم مع الدير حال واحد، ونحن نُصرّ على أن نبقى وإيّاكم حالًا واحدًا، مسؤوليّة الدير ليست من الرهبانيّة بل منكم، وبالمقابل مسؤوليّتكم هي من الرهبانيّة. أطلب من الله أن يبارك هذا الدير وأن يبارك أبونا جوزيف، وباسم الرهبانيّة أقول: سنذكرك كلّ يوم على مذابح دير المخلّص. بارك الله فيكم وشكرًا.
بعد كلمة الأب العام توجه الجميع الى الأقبية، حيث تمّ تدشين جناح التأسيس، ثمّ العشاء في باحة الدير.
إحتفل الرئيس العام بقدّاس عيد الربّ، يوم السبت 6 آب 2016، عاونه الآباء المدبّرون: نبيل واكيم، جوزيف جبّور، جوزيف واكيم، والآباء: حنّا نخّول، عبدو رعد، طوني قسطنطين، طلال تعلب وسمير سركيس. بحضور غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث، وراعي الأبرشيّة المطران إيلي بشارة الحدّاد، والخوري نعمة الله عيد ممثّل راعي أبرشيّة صيدا المارونيّة المطران الياس نصّار، والأم منى وازن، والنائب الدكتور ميشال موسى، والسيّد الياس كساب الرئيس العالميّ للجامعة اللبنانيّة في العالم وأعضاء المجلس الأعلى للروم الكاثوليك وحشد من المؤمنين من المناطق اللبنانيّة كافّة. بعد الطروباريات تقدّم الطلبة: جورج شعيا، إيلي عطالله وأسامة البدوان، ولبسوا ثوب الابتداء عن يد الرئيس العامّ. في ختام القدّاس تمّ تبريك العنب بحسب العادة في مثل هذا اليوم المبارك. ثمّ توجّه الجميع الى باحة المدرسة لتناول طعام الغداء.
مساء الجمعة 5 آب 2016، أحيت جوقة شبيبة المخلّص أمسية دينيّة بعنوان “أنت خلاص نفسي”، في باحة مدرسة دير المخلّص. في بداية الرسيتال رحّب الأب مكاريوس هيدموس بالحضور وشكر القيّمين على الجوقة: الأستاذ بسّام نصرالله والآنسة ماري لين خوري والسيّد طوني مرقس ومهندس الصوت السيّد جورج عيد وكافة أعضاء الجوقة. واختتم الأب العام الرسيتال بكلمة شدّد فيها على أهمّيّة دور الجوقة في رسالة الرهبانيّة المخلّصيّة، خاصّة وقد أصبح عمرها 18 سنة. إنها جوقة مطبوعة برسالة المخلّص وبروح مؤسّسها الأب مكاريوس هيدموس المخلّصيّ. وأثنى الأب العامّ على التزام أعضاء الجوقة والمواظبة على التمارين بشكل أسبوعيّ، وقال: نحن اليوم أمامكم ومعكم في مسيرتكم ومستعدّون لأيّ شيء تريدونه لأنّكم دائمًا معنا في مسيرتنا وكلّ احتفالاتنا، فلستم أنتم تنتمون إلينا بل نحن ننتمي إليكم. أعاد الله علينا جميعًا هذا العيد المبارك في كنف المخلّص وأمّنا العذراء مريم. آمين.
مساء الأحد 31 تمّوز 2016، فرحت الرهبانيّة بالرسامة الشمّاسيّة لابنها الأخ رامي حجّار، في دير المخلّص، بوضع يد راعي أبرشيّة كندا للروم الملكيّين الكاثوليك المطران إبراهيم إبراهيم، وبحضور راعي أبرشيّة صيدا ودير القمر المطران إيلي بشارة حدّاد، وذلك في قدّاس احتفاليّ شارك فيه الرئيس العامّ والآباء: نبيل واكيم، جوزيف جبور، عبدو رعد، أغابيوس أبو سعدى وأنطوان قسطنطين. وحضره عدد من أبناء ب.م. وذوي المرتسم الجديد والأصدقاء.
وفي العظة عبّر الأب العام عن فرحة الرهبانيّة المضاعفة بهذا اليوم أوّلاً بالرسامة الشماسيّة للأخ رامي وثانيًا بوجود صاحبَي السيادة بيننا، وخاصّة المطران إبراهيم الذي يقوم بأوّل رسامة له في لبنان.
أمّا المطران إبراهيم إبراهيم فقال: أخي صاحب السيادة المطران إيلي بشارة حدّاد الفائق الاحترام وابن هذه الرهبانيّة المباركة وحامل أمانة الأسلاف العظماء. قدس الرئيس العامّ الأرشمندريت أنطوان ديب السامي الاحترام الذي يُدير بجدارة شؤون هذه الرهبانيّة العريقة. حضرات الآباء والكهنة والرهبان والراهبات وأهل وعائلة وأصدقاء الشمّاس الجديد. لا يسعني إلا أن أشكر الله على هذه العطيّة الغالية وعلى هذه المناسبة المقدّسة التي أتاح لي فيها قدس الأب العامّ أن أضع يدي على أخينا رامي حجّار الراهب المخلّصي المزمع أن يرتسم شمّاسًا إنجيليًّا لخدمة مذابح الأم الرهبانيّة المفدّاة. إنّها لحظات يسكب فيها الروح مرّة جديدة الكهنوت المقدّس على أحد أبناء هذه الأكمة النيّرة، أي على أخينا الراهب المحبوب من الله رامي حجّار، كي يبدأ دون إبطاء مسيرة خدمة شعب الله في زمن صعب تحوّلت فيه عقول وقلوب كثيرة الى عبادة الذات بدل التحوّل نحو عبادة الله بنكران الذات كي يصيروا كنيسة حقيقيّة على حسب قلب وفكر الله. أنت اليوم يا أخي رامي دُعيت الى الخدمة. ففي الرسامة تُعلن أنّك مكرّس لله لا تعرف غيره. أنت اليوم لم تعد ابن أرض معيّنة، بل صرت من الله وليس من أيّ مكان آخر. وإن لم تكن من الله فخدمتك في الشماسيّة وفي الكهنوت تصبح مستحيلة. نقول إنّك خادم، فقد صرت خادمًا مثلنا. لكن ليس من خادم إلّا ذاك الذي قال إنّه جاء الى الأرض ليخدم لا ليُخدم. هو الخادم الذي منه نستمدّ قوة الخدمة والذي بمثاله في الخدمة نقتدي. نغتسل منه أوّلاً قبل أن نغسل الآخرين لكي يكون لنا معه نصيب. إن تشبّهت به تصبح خادمًا، تصبح للآخرين مسيحًا. وفي الكهنوت ستصير قربانًا، أي ذبيحة، تقدّم ذاتك كما تقدّم المسيح، في الخدمة أيّها الشمّاس الحبيب، تنظر الى ذاتك وكأنّك المسيح، لأنّك بدونه لا تُعدّ شيئًا وبه تصبح لذاتك وللآخرين كلّ شيء. مسيرة خدمتك لا تقوم إلّا إذا نزّهت ذاتك عن الخطيئة، فعلى الخطيئة أن تبصقك كما بصق الحوت يونان لكي تولد من جديد لرسالتك التي دعاك إليها الله. المشكلة أنّنا كثيرًا ما نؤمن بذواتنا وننسى أنّ المسيح قد اشترانا من ذاتنا لكي يضمّنا إليه ويُعيدنا لذاتنا نفوسًا محرّرة، نيّرة وقائمة. إنطلق اليوم إذًا إنسانًا جديدًا، مكرّسًا مجرّدًا، محرّرًا من ضعفك ومحدوديّاتك وسر مع الذي يقوّيك مدركًا أنّك حليف الأقوى، ولا تسمح لذاتك يومًا أن تستقوي بسواه، إجعل الله كلّ شيء في حياتك ليجعلك الله شيئًا. لا تستسلم لروح العالم وشهواته لأنّك إن فعلت فكيف ستحارب ومن ستحارب؟ إن سيطر عليك فكر وكلام العالم فكيف ستنطق بفكر وكلمة الله؟ عليك أن تصير بقدرة الروح أنت أيضًا كلمة الله قبل أن تقولها. والرهبانيّة، أيّها الأخ الحبيب، شاخصة إليك اليوم بأحيائها وأمواتها لأنّها عليك تعوّل. فأنت مخلّصيّ ليس من باب الصدفة بل من باب التدبير الإلهيّ. أنت مخلّصيّ أي إنّك تنضمّ ليس الى لائحة أصدقاء يناسبونك بالفكر والطبع وربما المصالح، بل أنت تنضمّ الى كلّ المخلّصيّين منذ انطلاقة رسالتهم وتأسيسهم على يد العظيم أفتيموس الصيفيّ. الرهبانيّة يجب أن تكون لك المسيح. خذ جرعة الروح التي فُتحت اليوم، استلهمها وصلّ الى الروح كي يجعل الرهبانيّة أناء مصطفى، كي يجعلها لك ولنا وللآخرين المسيح الذي إليه تصبو نفوسنا وعقولنا. الرهبانيّة للمسيح فقط، لأجل هذا توحّدنا بها، وأنت أيضًا كن للمسيح فقط في الرهبانيّة التي أحببت وأحبّتك. تمسّك بالكهنوت الذي ينسكب عليك اليوم فلا يعود من خوف عليك، أو على النفوس الموكلة إليك. إنطلق دون خوف! فالنعمة الإلهيّة التي وُهبت تكمّل ما نقص فيك وتُقوّيك.
بعد الرسامة تقبّل الشمّاس الجديد التهاني ودُعي الجميع الى كوكتيل في باحة الدير.
في يوم العيد، الأربعاء 20 تمّوز 2016، إحتفل الأب العامّ بالقدّاس الإلهيّ في كنيسة مار الياس المخلّصيّة في زحلة بمشاركة الآباء نبيل واكيم، أنطوان سعد، عبدالله الحمدية وحنّا كنعان، بحضور رئيس الدير الأب نضال جبلي وعدد من الآباء والإخوة وحشد من المؤمنين. وفي العظة ألقى كلمة من وحيّ العيد، وشكر الأبوين نضال وحنّا على كلّ ما يقومان به في الدير والرعيّة مع كلّ معاونيهما من الجوقة والأخويّات والشبيبة. ولم ينس ذكر كلّ الآباء الذين خدموا في الدير والذين انتقلوا الى الحياة الأبديّة، والذين يعود لهم الفضل في أن نكون هنا اليوم، لأنّهم عملوا على أن يكون هذا الدير كالخمير في العجين. بعد القدّاس، أُقيم غداء في صالون الدير ضمّ الآباء والإخوة.
إحتفل الرئيس العامّ بقدّاس عيد النبي إيليّا في دير مار الياس-رشميّا، وذلك ليلة العيد يوم الثلاثاء ١٩ تموز ٢٠١٦، وشارك في القدّاس رئيس الدير الأب جورج ميماسي والآباء نبيل واكيم، عبدالله الحمديّة وأنطوان قسطنطين، بحضور عدد من الرهبان الى جانب الرئيسة العامّة للراهبات المخلّصيّات الأمّ منى وازن وحشد من المؤمنين. وفي العظة قال الأب العام: أشكر الأب جورج الذي يعمل منذ ثلاث سنوات بجهد ونشاط ليغيّر في هذا الدير، وهذا واضح من خلال إكمال أعمال البناء والتنظيف، عسى أن تكون السنة المقبلة مرحلة تغيير أكبر في هذا الدير، لأنّ الله زرعنا في هذه الأرض بالذات لنكون خميرًا يخمّر العجين. أعايد كلّ من يحمل اسم هذا النبيّ العظيم مار الياس. أعطانا الله أن نكون على مثاله، أوّلًا في سماع كلمة الله ثمّ العمل بها لنغيّر وجه العالم. آمين.
وفي الختام أُقيمت صلاة الغربنيّة. بعدها شكر الأب جورج ميماسي الرئيس العامّ على ترؤّسه القدّاس، وشكر كلّ من ساهم في بناء الكنيسة ويساهم اليوم أيضًا في بناء الدير.
بعد القدّاس دُعي الآباء جميعًا الى العشاء في مطعم قرب الدير.
من 11 تمّوز 2016 إلى 16 منه، إلتأم المجمع الرهبانيّ غير الانتخابيّ الثامن والثمانون في دير المخلّص العامر. وقد حضره 35 راهبًا، 12 منهم دخلوا بقوّة الشرع و23 كمندوبين، بسبب تغيّب واحد بعذر شرعي. إفتُتح المجمع بصلاة السحر والقدّاس الإلهيّ، وبحديث روحيّ ألقاه الأب المدبّر جوزيف جبّور بعنوان «إفعلوا ما يقوله لكم». إفتُتحَت الجلسة الأولى بكلمة ترحيبيّة للرئيس العامّ الأرشمندريت أنطوان ديب، قال فيها: “على اسم المخلّص وأمّه مريم البتول نفتتح مجمعنا العام الثامن والثمانين، وأرحّب بكم في ربوع دير المخلّص العامر، ونفرح باجتماعنا معًا كعائلة مخلّصيّة واحدة، ونصلّي ونعمل لما فيه خير الرهبانيّة والكنيسة. كما أرحّب بالآباء الداخلين المجمع الرهبانيّ للمرّة الأولى، وأهنّئ الذين حصلوا على ثقة إخوتهم وانتُدبوا الى المجمع العامّ. نسأل الراحة الأبديّة للآباء الذين غادرونا الى الأخدار السماويّة وهم روس فراي وإميل موسى وميشال سيدة وألفونس صبّاغ وجان جدع، رحمهم الله”. بعد الكلمة الافتتاحيّة، تمّ التأكّد من النصاب القانونيّ للمجمع، وتمّت بعدها عمليّة انتخاب أمين سرّ المجمع فانتُخب الأب مكاريوس هيدموس، وانتُخب الأبوان عبدالله الحمديّة وميلاد الجاويش مساعدين له. ثمّ توزّع الآباء على أربع لجان بالإضافة إلى اللجنة الماليّة المنتخبة سابقًا، لدرس كلّ الملفّات المطروحة وعرض القرارات والتوصيات للتصويت عليها.
بعد الدرس أتت التوصيات على الشكل التالي:
1) “يوصي المجمع العامّ بإنشاء بيتٍ رهبانيّ في الأرض المقدّسة، على أن تُحدِّد الهيأة القانونيّة المكان المناسب ووجهة الاستعمال”.
2) “يوصي المجمع العامّ بأن يتمّ استثمار الأموال التي ستحصل عليها الرهبانيّة من استملاكات الأراضي في مشروع سدّ بسري في شراء عقارات أخرى في لبنان أو خارجه مع مراعاة ما يجب مراعاته من القوانين الكنسيّة”.
3) “يوصي المجمع العامّ الهيأة القانونيّة بتشكيل لجنة من الكهنة والخبراء لدرس واقع المسيحيّين في الشرق وبلاد الانتشار. وعلى ضوء توجيهات هذه اللجنة، يُصار إلى عقد مؤتمر يكون من أهدافه تنوير الهيأة القانونيّة في اتّخاذ التدابير العملانيّة التي تخدم رسالة الرهبانيّة الرعويّة”.
4) “يوصي المجمع العامّ الهيأة القانونيّة بتشكيل لجنة من أخصّائيّين لدرس واقع مدارس الرهبانيّة من النواحي التربويّة والماليّة والاجتماعيّة، ورفع تقرير الى الهيأة القانونيّة لاتّخاذ القرار المناسب لكلّ مدرسة”.
5) “يوصي المجمع العامّ الهيأة القانونيّة بإنشاء مؤسّسة خيريّة للرهبانيّة بموجب علم وخبر، تهدف الى جمع الأموال والتبرّعات بغية العمل الإنسانيّ. ويُقتطع من قيمة العقود المبرمة في القيّميّة العامّة وأديارنا ومؤسّساتنا مبلغ خمسة بالمئة لتغذية صندوقها. ويعود الى الهيأة القانونيّة الإشراف المباشر عليها”.
6) يوافق المجمع العامّ على ضمّ ملفّ مدرستي مار يوسف في حوش الأمراء ومدرسة صغبين الى لجنة المدارس.
7) الموافقة على مشروع بناء محلاّت تجاريّة لدار الصداقة.
8) “يوصي المجمع العامّ الهيأة القانونيّة بإنشاء بيت رهبانيّ في سوريا مع مراعاة أحكام وقواعد مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة والسعي الى تأمين صفة الشخص المعنويّ للرهبانيّة في الجمهوريّة العربيّة السوريّة”.
9) “يوصي المجمع العامّ الهيأة القانونيّة باستثمار ما تحصل عليه من دعوى بستان صيدا ضدّ بلديَّة صيدا في شراء عقاراتٍ داخل لبنان أو خارجه”.
10) “يوصي المجمع العامّ الهيأة القانونيّة بإنشاء صندوق تقاعديّ إلزاميّ، بعد أن يتمَّ وضعُ نظامٍ خاصّ وواضح له”.
11) “يوصي المجمع العامّ الهيأة القانونيّة بإنشاء مجمّع تجاريّ في أبلح على العقار رقم 489، على أن يشمل فقط المرحلة الأولى، أي المحلاّت التجاريّة”.
12) “يوصي المجمع العامّ بنقل الكاراجات والمحلاّت والمعصرة من مدخل دير المخلّص بعد وضع مخطّط هندسيّ عامّ لتجميل مدخل الدير وإيجاد واحة خضراء مكانها وتأمين الخدمات ومكان للتقويّات”.
13) يوصي المجمع العامّ بتعيين مدقِّق حسابات (Finance Audit) متفرِّغ لتدقيق حسابات الأديار والمراكز والمؤسّسات والمدارس والرعايا بشكلٍ سنويّ.
14) يوافق المجمع العامّ، على أن تتابع الهيأة القانونيّة الحوار مع مطران أبرشية ألبانو مارشيلّو سيميرارو الزائر الرسوليّ على رهبانيّة القدّيس نيلس في Grottaferrata، بغية الوصول الى الكونفدراليّة معها.
15) يوافق المجمع العام على عقد اتفاقيّة طويلة الأمد مع رهبان غروتا فيراتا، الممثّلة بالزائر الرسوليّ عليها المطران سميرارو لاستلام دير القدّيس باسيليوس في روما.
إقتراع استشاري: 1- عطفًا على توصيات وقرارات المجامع العامّة السابقة بخصوص شراء دير في روما، والتي لم تزل سارية المفعول، جرى اقتراع استشاري لشراء دير في روما Via della Pineta Sacchetti 55)) وجاءت النتيجة بالموافقة. 2- أمّا على مسألة نقل الإكليريكيّة الكبرى الى روما، فجاءت النتيجة على الشكل التالي: 8 نعم. 8 نعم مع دراسة معمّقة. 1 نعم فلسفة في لبنان ولاهوت في روما. 1 لدراسة الموضوع أكثر وأخذ القرار لاحقًا. 14 كلا.
مسائل لم تتمّ الموافقة عليها: – مسألة تعديل الفرائض للتمكّن من انتخاب الرئيس العام والمدبّرين من قِبَل جميع الرهبان.
تعيينات جديدة
الأب نبيل واكيم: المدبّر الأوّل والنائب العام ورئيس دير المخلّص
الأب جوزيف جبور: المدبّر الثاني ورئيس الإكليريكيّة الكبرى جعيتا
الأب جوزيف واكيم: المدبّر الثالث ورئيس دير القدّيس جاورجيوس في المزيرعة
الأب مكاريوس هيدموس: المدبّر الرابع وأمين السرّ العامّ (إنتُخب من الهيأة القانونيّة على أثر استقالة الأب عبدو رعد من المدبّريّة)
الإقليم الأميركيّ: الأب أنطوان رزق: الرئيس الإقليميّ، الأب فارس خليفات: المستشار الأوّل ورئيس دير ميثون ومعلّم المبتدئين، الأب مارتن حياة: المستشار الثاني، الأب كليمان يوسف: قيّم الإقليم
الأب حبيب خلف: القيّم العامّ
الأب نضال جبلي: معلّم الابتداء في دير السيّدة
الأب جيلبير شبل وردي: رئيس مدرسة دير المخلّص – جون، ورئيس الإكليريكيّة الصغرى، وكاهن رعيّة جون
الأب ميخائيل حداد: مساعد معلّم الابتداء ومسؤول عن مكتب الدعوات
الأب شارل الشاميّة: نائب رئيس الإكليريكيّة الكبرى ووكيلها
الأب سليمان جرجورة: رئيس دير القدّيسة تقلا-عين الجوزة
الأب نقولا الصغبيني: رئيس دير مار الياس المخلّصيّة-زحلة
الأب جورج ميماسي: رئيس دير مار الياس-رشميّا
الأب عبدالله الحمدية: رئيس دير مار سركيس وباخوس-معلولا
الأب سالم الفرح: رئيس دير مار مخائيل-عمّيق
الأب طلال تعلب: مدير دار العناية-الصالحيّة
الأب عبدالله عاصي: رئيس مدرسة مار يوسف-حوش الأمراء
الأب أنطوان سعد: مساعد القيّم العامّ وكاهن رعيّة مار يوسف-حوش الأمراء
الأب أغابيوس أبو سعدى: كاهن رعيّة النبيّ الياس في حيفا ووكيل الرهبانيّة في الأراضي المقدّسة
الأب عماد الحاج: مساعد في دير مار تقلا-عين الجوزة
الأب نبيه صافي: مقيم في دير القدّيس جاورجيوس-المزيرعة
الأب حنّا كنعان: كاهن مساعد في رعيّة القدّيس كيرلّس-القصّاع
الأب ثيوذورس زخّور: نائب مدير دار الصداقة
الشمّاس رامي حجّار: مساعد في دار العناية
السبت 25 حزيران 2016، فرحت الرهبانيّة برسامة الشمّاس ثيوذورس زخّور كاهنًا على مذابحها، بوضع يد صاحب السيادة وراعي الأبرشيّة المطران إيلي بشارة الحدّاد. وذلك بحضور صاحب السيادة المطران إبراهيم إبراهيم، وآباء وإخوة ب. م. وأهل المرتسم الجديد وحشد من الراهبات المخلّصيّات. في العظة عبّر راعي الأبرشيّة عن فرحته برسامة “أبونا تيو” وربط بين الكاهن والراعي الصالح الذي هو هديّة من السيّد المسيح في وجه الرعاة الغير صالحين، وهذا الراعي له صفتان: الأولى هي معرفة الخراف وتعني محبّة هؤلاء الخراف بضعفهم وقوّتهم. والثانية هي بذل الذات، وتعني التماهي مع الرسالة كشريك للمسيح وليس كموظّف عنده، وهذا البذل هو شرط من دونه لا تتحقّق الرسالة المؤتمن عليها.
بعدها ألقى الأب الجديد كلمته، وممّا جاء فيها:
سيادة المطران إيلي بشارة الحدّاد الكلّي الوقار سيادة المطران ابراهيم ابراهيم الكلّيّ الوقار سيادة الرئيس العامّ الارشمندريت أنطوان ديب الجزيل الاحترام ومجلس مدبريه الكرام إخوتي الكهنة والرهبان، أخواتي الراهبات، إخوتي وأخواتي في المسيح يسوع. بعيدةٌ هي الكلماتُ عن خواطري لكنّي أحاولُ أن أستمطِرَ السماءَ عبارةً تفي أو تقولُ، فلا أجدُ غيرَ قطراتِ الدمعِ المخطوفِ من عيونِ السماءِ التي تنادي فرِحةً “إنّي أقمتك اليوم لتبني وتغرس …” (إرميا 1 :10) في هذه الساعةِ الرهيبةِ أقفُ جسدًا وروحًا أمامَ مذبح الربّ وأمامكم لأُعَبِّر عمّا يختلجُ في نفسي من شعورٍ بالخُشوع والعظمة وقد حلّت عليّ أنا العبد الضعيف، نعمة وبركة الكهنوت. نعم لقد تقدّمتُ أمام عَظمة الله في هذا اليوم المقدّس ملبِّيًا هذه الدعوةَ، دعوة خدمة الربّ الإله وكنيسته المقدّسة، وأنا عالم بأنّ الله كما يقول الرسول بولس، “يختار الضعيف لكي لا يفتخر كلّ ذي جسد أمامه”، فسرّ القوّة إذن لا يكمن في الإناء المختار، وإنّما في العامل فيه. في هذا اليوم المميز والذي كنت أتوق إليه باستمرار، أقدّم شكريَ العميق أوّلاً لله على كلّ النعم التي خصّني بها طيلة أيّام حياتي، ولا سيّما في هذه الأيّام التي فيها منحني نعمة الكهنوت المقدّس، بالرغم من عدم استحقاقي، كما وأشكر والدته القدّيسة مريم سيّدتي راعية دعوتي وأكرم من أحبّ. في هذه المسيرة الطويلة، وقف كثيرون معي وبجانبي، ومنحوني الثقة دومًا، فاسمحوا لي أن أذكرهم وأقدّم لهم شكري الجزيل: أشكر أولاً عائلتي التي كانت أوّل من منحني الإيمان المسيحيّ، وعلّمتني محبّة الله والكنيسة، وربّتي تربيةً صالحة، وعلّمتني أفضل تعليم، واليوم وبرضى كامل قدّمتني لأكون خادمًا في حقل الربّ. نعم، لقد ضحّيتم وتحمّلتم الكثير معي ومن أجلي، عاونتموني في حمل صليبي وخفّفتم عنّي الكثير، وها إنّكم اليوم تحتفلون معي بيوم ولادتي وسيامتي الكهنوتيّة، وتفتخرون بي كاهنًا باذلاً ذاته من أجل الجميع. تريدونني كاهنًا قدّيسًا، فأعدكم أن أسعى دومًا وبنعمة الروح القدس وصلواتكم أن أكون حسبما تمنّيتم. سوف لن أنساكم أبدًا، والله يمنحكم مائة ضعف. معكم أشكر أمّي الرهبانيّة الباسيليّة المخلّصيّة، بشخص رئيسها العامّ الأرشمندريت أنطوان ديب الجزيل الاحترام، التي رعت دعوتي وقدّمت لي التنشئة الرهبانيّة والفلسفيّة واللاهوتيّة ورسمتني كاهنًا على مذابحها.
أرفع شكري الجزيل لسيادة المطران إيلي بشارة الحدّاد الكلّيّ الوقار الذي تكرّم ووضع يده على رأسي ووسمني بالكهنوت المقدّس. أشكر الآباء المخلّصيّين الذين تعاقبوا على تنشئتي الرهبانيّة طيلة ثماني سنوات: الأب ميلاد الجاويش، الأب ميشال نقولا، الأب نضال جبلي رئيس دير مار الياس، الأب المدبّر جوزف جبّور، رئيس الإكليريكيّة المخلّصيّة، الأب مكاريوس هيدموس. لكم منّي جزيل الشكر والاحترام. كما وأودّ أن أشكر وبنفس الدرجة عرّابي الأب سالم الفرح الذي غمرني بمحبّته وكان يحثّني على المثابرة والاجتهاد والنمو بالحياة الرهبانيّة. أرجو أن أبقى في صلواتك دومًا، وأعدك دومًا بصلاتي. أتقدّم بالشكر أيضًا للأب جورج إسكندر مدير دار الصداقة الذي وقف معي وبجانبي، ومنحني الثقة، منذ لحظة تعييني مساعدًا له حتّى الآن. أشكر إخوتي الرهبان الذين قضيت معهم سنوات التنشئة، فمنهم من أصبحوا كهنة ومنهم من يستعدّ لنيل هذا السرّ العظيم. أشكر جامعة الروح القدس الكسليك التي درست فيها الفلسفة واللاهوت، آباء وأساتذة وإدارة وموظّفين. والآن لا بدّ لي إلاّ أن أرفع صلاتي إلى أمّي مريم العذراء، وأطلب شفاعتها دومًا، لكي تزداد الدعوات الكهنوتيّة والرهبانيّة في رهبانيّتي وفي أرضنا المقدّسة هذه. ولأحتفل بكلّ وقار بالأسرار المقدّسة، وبكلّ تقوى وإيمان بالذبيحة الإلهيّة، ولتجعلني أخدم شعب الله بمحبةٍ وحكمة، وأكون دومًا مستعدًا لقول: “لأجلهم أقدّس أنا ذاتي ليكونوا هم أيضًا مقدّسين في الحق” (يو 17: 19).
عقدت جمعيّة تنمية الحجّ والسياحة الدينيّة في لبنان اجتماعها الدوريّ في دير المخلّص، في 3 حزيران 2016، بحضور رؤساء وكهنة المزارات والأديار في لبنان. بدأ اللقاء بجولة ميدانيّة في أرجاء الدير، أعطى خلالها الأب طلال تعلب المخلّصّي لمحة عن تاريخ الدير والكنيسة وحياة الأب المكرّم بشارة أبو مراد المخلّصّي، وأديار الرهبانيّة، وبعدها استقبل الرئيس العامّ أعضاء الجمعيّة في صالون الدير، مرحّبًا بهم، ودار الحديث عن الجمعيّة ومنجزاتها، وأُخذت الصورة التذكاريّة بعدها، ومن ثمّ انتقل الجميع الى قاعة الاجتماعات، حيث تحدّث الأعضاء عمّا حصل في الشهور السابقة في المزارات والأديار، وخصوصًا وضع مقام سيّدة المنطرة- مغدوشة على لائحة السياحة الدينيّة العالميّة، وعرض الأب خليل علوان تقريرًا شفويًّا عن مؤتمر السياحة الدينيّة، ومن ثمّ جرت قراءة أخيرة لنظامَي الجمعيّة الأساسيّ والداخليّ من قبل المؤسّسين ووقّع الجميع بعدها نظامَي المجلـس، متمنّين لها النجاح والتقدّم،كما فُوِّض الأب الرئيس خليل علوان، والأب الياس صليبا المخلّصيّ ومن يختارانه من الأعضاء لتأليف “هيئة تأسيسيّة” مهمّتها إجراء معاملات العلم والخبر، وبعدها دَعا رئيس الدّير الأب سليمان جرجورة الجميع الى مائدة الغداء.
قام سيادة المطران بولس مطر، راعي أبرشيّة بيروت للموارنة والزائر الرسوليّ على أبرشيّة صيدا المارونيّة، في 16 أيّار 2016، بزيارة ودّيّة الى دير المخلّص، تلبية لدعوة من الرئيس العامّ، المنتخَب من مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان نائبًا لرئيس اللجنة الكاثوليكيّة لوسائل الإعلام، التي يرأسها المطران بولس مطر نفسه، وكان برفقته الأبوان عبدو أبو كسم مدير المركز الكاثوليكيّ للإعلام والأب مارون كيوان النائب القضائي في أبرشيّة صيدا المارونيّة. وبعد جولة في كنيسة الدير والصالون الرئاسيّ تناولوا طعام الغداء مع جمهور الدير.
السبت 23 نيسان 2016، ترأّس الأب العامّ القدّاس الإلهيّ في دير القدّيس جاورجيوس-المزيرعة عاونه فيه رئيس الدير الأب المدبّر جوزيف واكيم والأب المدبّر نبيل واكيم. بحضور الرئيسة العامة لراهبات سيّدة الخدمة الصالحة الأم باسكال خضره، وبعض فعاليّات المنطقة، وحشد من الآباء والإخوة والمؤمنين. عقب القدّاس غداء في باحة الدير.
مساء الأربعاء 27 شباط 2016، وبتنظيم من “عيلة أبونا بشارة” و”الشبيبة الطالبة المسيحيّة”، أحيت جوقة سانتا ماريّا، أمسية روحيّة ورسيتالًا دينيًّا في كنيسة دير المخلّص، وذلك بحضور الأب العامّ والآباء والإخوة والأخوات الراهبات، وحشدٍ من المؤمنين من مختلف المناطق اللبنانيّة.
السبت 20 شباط 2016، الساعة ١٠:٣٠، بمناسبة ذكرى رقاد المكرّم الأب بشارة أبو مراد، إحتفل الأب العامّ بالقدّاس الإلهيّ، والتف حوله الآباء المخلّصيّون، بحضور راعي أبرشيّة صيدا ودير القمر المطران إيلي بشارة حدّاد، والمطران الياس رحال، والأمّ منى وازن والأمّ باسكال خضره الرئيسة العامّة لراهبات سيّدة الخدمة الصالحة، وجمهور من الرهبان والأخوات الراهبات وحشد من المؤمنين. أثناء القدّاس، أبرز الأخ باتريك أبو سليمان نذوره المؤقّتة أمام الرئيس العامّ، بحضور ذويه وبعض الأصدقاء، واختار شعارًا له: “كلمتك مصباحٌ لخطاي ونورٌ لسبيلي”. أمّا الأب العامّ فألقى كلمة من وحي المناسبة. وبعد القدّاس دُعي الجميع الى الغداء على مائدة الدير.
في ٢٧ كانون الثاني ٢٠١٦، قام الأب العامّ يرافقه الأب شربل راشد، بزيارة الى أستراليا، ولدى وصوله الى سيدني كان في استقباله السيد زياد الغزال، إبن أخ المثلّث الرحمة المطران سليم غزال. في اليوم التالي سافر الى بريزبن حيث التقى هناك بالأب لورنسيوس أيّوب المقيم في بيت الراحة (سان فانسان)، صحبة الأب إيلي فرنسيس كاهن الرعيّة هناك والأب المرافق شربل. وكان اللقاء مؤثّرًا والعناق أخويًّا بين الأب لورنسيوس الراهب المخلّصيّ المشبع من العمر المهيب والتاريخ المعطاء، وبين قدس الرئيس العامّ، وكان حديث عن الماضي المجيد لأبونا لورنسيوس الذي خدم حوالي ٦٤ سنة من الكهنوت بين لبنان والأراضي المقدّسة والعراق وأستراليا التي أمضى فيها 29 سنة. وفي سياق الحديث حاول الأب العامّ تذكير أبونا لورنسيوس بماضيه والبلدان التي خدم فيها وببعض القصص والطرائف التي يتناقلها عنه الآباء المعاصرون له، مثل الزيارة الشهيرة للبطريرك أثيناغوراس، برفقة الآباء أندره حدّاد وجورج كويتر وسليم غزال. وعندما سأله الأب العامّ عمّا هو أجمل شيء وما هو أصعب شيء في كهنوته؟ أجابه بأنّ أجمل شيء في كهنوته هو موهبة الوعظ معتبرًا إيّاها من أكثر المواهب التي منّ بها الله عليه، أمّا أصعب شيء في كهنوته فهو مواجهة الرأي العامّ، وخاصّة عندما يقوم الشعب بانتقاد الكاهن. واليوم هو لا يبرح يطلب رحمة الله وبركة الأب العامّ الذي بدوره فرّح قلب الأب لورنسيوس بزيارته له، واضعًا إيّاه في أجواء ومستجدّات الرهبانيّة في العالم، وخاصّة على صعيد الدعوات الجديدة. وفي ٣٠ كانون الثاني الواقع فيه سبت الأموات، أقام الرئيس العامّ في بيت الراحة قدّاسًا خاصًّا مع أبونا لورنسيوس قدّمه على نيّته، شاكرًا الله على السنين الطويلة التي قضاها هذا الأب الجليل في خدمة الله والناس والأمّ الرهبانيّة. وعلى وجود الأب إيلي فرنسيس الذي يقوم بتفقّد الأب لورنسيوس بتواتر، واصفًا إيّاه بأنّه خير ممثّل للرهبانيّة المخلّصيّة في أستراليا. ويوم الأحد ٣١ كانون الثاني بعد زيارته للأب لورنسيوس والصلاة معه، إحتفل الأب العامّ بقدّاس الأحد في كنيسة سان كليمان في رعيّة الأب إيلي فرنسيس، وفي العظة جدّد شكره للأب لورنسيوس أمام الرعيّة التي خدمها وأحبّها، كما وشكر أبناء الرعيّة الذين أحبّوا بدورهم هذا الأب الفاضل وبادلوه الوفاء والاحترام، ولم يغب عن بال الأب العامّ أن يشكر ثانية الأب إيلي على كلّ ما يقوم به، مشدّدًا على أنّ الرهبانيّة المخلّصيّة بإمكانها أن تكون مطمئنّة البال على أبونا لورنسيوس لأنّه في أيدٍ أمينة وقلوب محبّة. وفي المساء زار الأب العامّ الأب إيلي في بيته ومع عائلته وتناول العشاء معهم. ويوم الاثنين ١ شباط، بعد تفقّد الأب لورنسيوس في بيت الراحة، قام الأب العامّ بصحبة الأب إيلي بزيارة للشمّاس سامي عمّار، وهو من أصدقاء أبونا لورنسيوس وأحد المؤتمنين على تنفيذ وصيّته، وهناك دار الحديث حول إمكانيّة تنفيذ الوصيّة، وإمكانيّة نقل إيداعه المصرفيّ الى الرهبانيّة. وتمّ الاتفاق على أن يقوم الشمّاس سامي عمّار بالسؤال عن آلية تنفيذ هذا الموضوع لبحثه رسميًّا مع الأب العامّ. يوم الثلاثاء ٢ شباط عاد الأب العامّ الى سيدني، وهناك التقى بسيادة المطران روبير ربّاط في بيته وبعدها مباشرة شاركه بقدّاس عيد دخول السيّد المسيح الى الهيكل، تلاه عشاء ضمّ المطران ربّاط والأب العامّ والأبوين سايد قزحيّا وشربل راشد والسيّدين زياد غزال ووسيم بو فرحات. وبقي الأب العامّ طيلة هذه المدّة في سيدني حيث كان له لقاءات متعدّدة مع راعي الأبرشيّة ومع ذوي المثلّث الرحمة المطران سليم وغزال وبعض أصدقائه. الأحد ٧ شباط، إحتفل الأب العامّ في كنيسة مار مخائيل في سيدني بقدّاس عن راحة نفس المثلّث الرحمة المطران سليم غزال بحضور ذويه وحشد من المؤمنين، وفي العظة رحّب كاهن الرعيّة الأب إبراهيم سلطان، وهو راهب سابق في دير المخلّص، بالرئيس العامّ شاكرًا الرهبانيّة المخلّصيّة على كلّ ما قدّمته له طيلة سني تنشئته في الدير ومعترفًا بفضلها عليه. وأمّا الأب العامّ فتناول في عظته بعض صفات المطران سليم غزال واصفًا إيّاه بأنّه قدوة لنا خاصّة في التواضع وصنع السلام، وشاكرًا بدوره الأب إبراهيم سلطان ابن الرهبانيّة الوفيّ، داعيًا المؤمنين الى عيش الصوم بفرح لأنّ القداسة لا تكتمل بدون الفرح. بعد القدّاس، تناول الأب العامّ الغداء مع ذوي المطران سليم. ويوم الاثنين ٨ شباط، رجع الأب العامّ ثانية الى مدينة بريزبن لوداع الأب لورنسيوس سائلًا إيّاه عن نصيحته للرهبان الجدد، فأجابه: “أوصيهم بالمحبّة فوق كلّ شيء”، بعدها عاد الى سيدني، وفي اليوم التالي عاد الى لبنان، مختتمًا زيارته إلى أستراليا.