يوم السبت ٢٥ تشرين الثاني ٢٠١٧، احتفل الأب العامّ بقدّاس عيد المؤسّس، عاونه الآباء: نبيل واكيم، جوزيف جبّور، جوزيف واكيم، حبيب خلف، نضال جبلي، جيلبير وردي، نقولا الصغبيني، جوزيف الصغبيني، توفيق عيد، سالم الفرح، طلال تعلب ورامي حجّار، بحضور غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث وراعي الأبرشيّة المطران إيلي بشارة حدّاد والرئيسة العامّة للراهبات المخلّصيّات الأمّ منى وازن، والرئيسة العامّة لراهبات سيّدة الخدمة الصالحة الأمّ جوسلين جمعة وجمهور من الرهبان والكهنة والراهبات وحشد من المؤمنين. تخلّل القدّاس إبراز النذور المؤقّتة للإخوة الجدد: عامر (إستفانوس) وهبي من معلولا، رودي (شربل) أبو سعدى من بيت ساحور، وأنطوني (يوحنّا) داغر من مراح الحباس بحضور ذويهم وبعض الأصدقاء. في العظة رحّب الأب العامّ بصاحب الغبطة وبراعي الأبرشيّة، شاكرًا الله على النعم الكثيرة التي يغدقها على الرهبانيّة من خلال الدعوات ونذور ثلاثة إخوة جدد، شاكرًا أيضًا ذويهم الحاضرين والغائبين، وجاء في عظته: “يطيب لي أن أتأمّل معكم في هذا اليوم المبارك بكلمات مؤسّسنا الصيفيّ السعيد الذكر: “أنا أسّستكم وصيّرتكم قربانة رهبانيّة وجئت بكم من أماكن مختلفة وبلاد متفرّقة وكمّلتكم بالوسم الكهنوتيّ المقدّس”: هذه الكلمات أرادها المؤسّس “وصيّة” أي وثيقة يعلن فيها إرادته الأخيرة في تأسيس الرهبانيّة، ليكون الرهبان على بيّنة من أمرهم ومن موضوع التزامهم وتكرّسهم ومن تحديد هويّتهم، فيصوّبوا المسيرة نحو هدف حياتهم الأساسيّ، متجنّبين بذلك كلّ فوضى وضياع قد يربكهم ويعثّر خُطاهم. بتأمّلي هذا معكم أقصد العودة إلى الجذور، إلى الينابيع، حيث صخرة الحياة والماء الحيّ، علّي بذلك أعمّق إيمانكم وإيماني بحاضر الرهبانيّة الذي هو حاضر كلّ واحد منّا، هذا الحاضر الغارق في القديم، المتأصّل في التاريخ، فنبنيه معًا، مترفّعين عن كلّ ما يُسيء إليه، وبالتالي إلينا وإلى الآباء والأجداد، وأوطّد رجاءكم ورجائي بمستقبل زاهٍ، نؤسِّسه لأجيالنا الطالعة. ١- أنا أسّستكم: لقد أسّسنا الصيفيّ ولا شكّ على صخرة يسوع المسيح، ليكون بناؤنا راسخًا ومنيعًا على القوات المعادية لنا، وما أكثرها في زمننا، أوَ لم يُسَمِّ رهبانيّته على اسم المخلّص؟ أتساءل معكم كم عملت الرهبانيّة من الخير، على مدى تاريخها لأنّها مؤسّسة على المسيح؟ لا شكّ أنّها عملت الكثير الكثير! وهذا ما يجب أن يدفعنا إلى المزيد من الوعي لحقيقة أنّنا مكرّسون لله تعالى، وليس لنا حياة في ذواتنا، وإلى المزيد من الإرادة لنعمل بوحي من حقيقة هذا التكرّس. ٢- وصيّرتكم قربانة رهبانيّة: صيّرتكم يعني حوَّلتكم إلى، نقلتكم من وضع إلى وضع آخر. هذا التحويل يتطلّب عمل الروح وعملاً تربويًّا. إنّ عمل الروح هذا يوجب علينا استعدادًا متواضعًا وشفافيّة ملموسة وطواعيّة راهنة وتنقية دائمة. وإِنَّ العمل التربويّ هو أكثر من تثقّفنا بشتى العلوم، ولا ينتهي على مقاعد الدراسة. إنّه صقل لشخصيّتنا لتحقّق أكثر فأكثر إنسانيّتها، وتتقرّب بالتالي شيئًا فشيئًا إلى مثالها الذي على صورته خُلقت. لذا فإنّ روح التلمذة هي رفيقتنا وهي ضمانتنا لئلاّ نستكبر فيُقضى علينا. أمّا القربانة فهي خبز القربان المقدّس، والقربان هو كلّ ما يُتقرّب به إلى الله تعالى من ذبيحة وغيرها. ما أجمل صورة القربانة! إنّها مجموع حبّات القمح المزروعة هنا وهناك، فهنالك ماتت ثمّ قامت ونمت وكبرت ونضجت وصارت بلون الذهب بعدما تعرّضت لتقلبات الأيّام، فنالت نصيبها من الأمطار والأهواء ومن حرّ الشمس، وأعمل فيها المنجل الحصاد، وذهب بها صاحبها إلى الأهراء لتخزن، ثمّ نقلها التاجر إلى المطحنة ليطحنها، وأخذها الخبّاز إلى الفرن فعجنها، وخبزها بالنار لتكون قربانًا يُقدّم على مذبح الله ولتقدّم إلى المؤمنين ليأكلوها وليتجدّدوا بعضهم ببعض وبالله. أمّا صفة رهبانيّة فهي نسبة إلى راهب، والراهب هو من تخلَّى عن ملذّات الدنيا واعتزل الناس إلى الدير طلبًا للعبادة. هكذا نحن على مثال حبّات القمح، أتينا من أماكن مختلفة، تمامًا كما يقول المؤسّس في وصيّته. دعانا الربُّ كلّ واحد باسمه، ويُفترض فينا كحبّات القمح التي استحالت قربانة أن نكون قد زُرعنا في الأرض ومتنا ونبتنا ونضجنا ولفحتنا الريح ولوّحتنا الشمس وحصدنا بالمنجل وخُزنّا وجُمعنا في الأهراء وطُحنّا بالحجارة وعُجنّا بالماء وخُبزنا بالنار، فصرنا هذه القربانة الرهبانيّة المقدّمة بلا عيب للربّ. يكفي أن نتصوّر ذواتنا قربانة رهبانيّة، أي جسمًا واحدًا، بعد أن كنّا أفرادًا متفرّقين، مات في التراب وقُطع بالمنجل وحُبس في الأهراء وطُحن بالحجر وأُحرق بالنار ليقرَّب إلى الله قربانًا أي ذبيحة. كم تحمل هذه الكلمات من المعاني السامية والرمزيّة معًا؟ لقد تركنا عائلاتنا الأرضيّة ودخلنا الدير، وانتمينا إلى عائلة جديدة، عائلة الرهبانيّة، لنتربّى على عطاء الذات لله وللآخرين، لنموت عن العالم ونحيا لله وحده. ٣- وكمّلتكم بالوسم الكهنوتيّ المقدّس: الكهنوت في رهبانيّتنا مكمِّل للحياة الرهبانيّة. هي الأساس وهو التابع ولكنّه أيضًا أساس. ما أجمل ما كُتب على لوحة قبر خادم الله الأب بشارة أبو مراد “مثال الحياة الرهبانيّة العالية والكمال الكهنوتيّ السامي”. وقد نصّت فرائضنا الرهبانيّة المقدّسة في مطلعها: “الرهبانيّة الباسيليّة المخلّصيّة منظّمة رهبانيّة، إكليريكيّة…”. الكهنوت وسم، والوسم وضع سمة أو علامة، وهو دفع إنّه سرّ مقدّس، يتلبّسنا ونتلبّسه، يلازمنا مدى الحياة وإلى الأبديّة. إنّه كوسم العماد تمامًا. إنّه كهنوت الخدمة، خدمة الله وخدمة القريب. كلمة كاهن تعني من يُقدّم الذبيحة إلى الإله. وأفضل ذبيحة هي ذبيحة الذات، فنصبح هكذا، عن غير استحقاق منّا، كالمسيح “المقرِّب والمقرَّب والقابل والموزَّع”، وبذلك نشترك بكهنوت المسيح. يستحقّ السيّد المسيح أن نبذل له ذواتنا بل أن نموت لأجله. وتستحقّ رهبانيّتنا أن نضحّي لأجلها لنعلّي بنيانها ونزيد أمجادها! ويستحقّ قطيع المسيح أن نبذل ذواتنا لأجله. ثقتي كبيرة بكلّ واحدٍ منكم، بأنّكم لله وللرهبانيّة وللنفوس قبل أن تكونوا لذواتكم. نحن قربانة رهبانيّة تكمّلنا بالوسم الكهنوتيّ المقدّس! إنّنا رهبان المخلّص. لينعم علينا الربّ بأن نكون جديرين بهذا الإسم، ولنعقد العزم على مزيد من الإلتزام الواعي بالدعوة التي دُعينا إليها، نجسّده بسعي أفضل إلى عيش حياة رهبانيّة مثاليّة ورسالة كهنوتيّة سامية. فنمجّد المخلّص ونُرضي الضمير ونكتب للرهبانيّة دوام النمو والازدهار”. بعد دورة القرابين جدّد أبناء ب. م. نذورهم الرهبانيّة بدءًا بالأب العامّ مرورًا بالآباء والرهبان أصحاب النذور المؤبّدة ثمّ الإخوة أصحاب النذور المؤقّتة. بعد القدّاس جرى تقبّل التهاني في صالون الكبير، ثمّ دُعي الجميع إلى لقمة المحبّة على مائدة الدير.
يوم الأحد ٢٤ أيلول ٢٠١٦، إحتفل راعي أبرشيّة زحلة المطران عصام يوحنّا درويش بقدّاس عيد مار تقلا في دير عين الجوزة، يعاونه الأب المدبّر جوزيف جبّور ممثّلاً الأب العامّ المتغيّب خارج البلاد، ورئيس الدير الأب سليمان جرجورة، والأبوين نضال جبلي وعماد الحاج والشماس الياس إبراهيم، بحضور إخوة الإكليريكيّة الكبرى والابتداء الذين خدموا القدّاس، وحشد من المصلّين.
عشيّة عيد ميلاد السيّدة العذراء مريم، الخميس 7 أيلول 2017، وفي ختام الرياضة الروحيّة السنويّة الأولى، في صلاة الغروب، أبرز الأخوان سليمان كشاشة وروني حدّاد الذي اتّخذ اسم سيرافيم، نذورهما المؤبّدة أمام قدس أبينا العامّ الأرشمندريت أنطوان ديب، بحضور الواعظ سيادة المطران مارون عمّار ولفيف من الكهنة والرهبان والراهبات وأهل الناذرين وأصدقائهما. بعد الصلاة تمّ تقبّل التهاني ثمّ تشارك الجميع لقمة المحبة على سطح “المريسيّة”. ألف مبروك والله ينمي الرهبانيّة.
اليوم الأوّل من الرياضة الروحيّة السنويّة الأولى في دير المخلّص، مع المطران مارون عمّار راعي أبرشيّة صيدا المارونيّة. وتمحورت عظتا اليوم الأول حول روحانيّة وتعاليم البابا فرنسيس من خلال الإرشادات والإرادات الرسولية التي أصدرها، وبيّن أنّ الفكرة المحوريّة التي تربط تعليم البابا كلّه هي الفرح (فرح الإنجيل، فرح الحب…) والرحمة (سنة الرحمة و”يسوع الرحوم والعطوف”). العنصر الجديد الذي أدخله البابا هو احترام وتقديس وقت الإنسان وحياته والبيئة التي يعيش فيها وقد دعاها “البيت المشترك”. مع التشديد على أولويّة كلمة الله في الكتاب المقدّس وخصوصًا في الإنجيل. ثمّ ركّز على دور الروح القدس الحاضر في الكنيسة وفي الرهبانيّات والأبرشيّات وهو يقود تعليم الكنيسة ويرشدها الى الحقيقة يومًا بعد يوم ويُرسل رعاةً مناسبين لكلّ زمان ومكان. الأولاد هم كالسهام في يد الرامي (الأهل)، يجب أن يُطلقوهم ويوصلوهم الى أبعد ما يمكن في كلّ المجالات الروحيّة والعلميّة والاجتماعيّة. في الحياة العائليّة كما هي أيضًا الحياة الليترجيّة، أمور كثيرة تبقى بعيدة عن الفهم ولكن ما يعوّض عن ذلك فهو الثقة المتبادلة. كما أنّ صلاة الجماعة تعوّض عن قلّة استيعاب الفرد. وفي الختام شدّد سيادة المطران الواعظ على الممارسات التقويّة القديمة التي تُنقذ عائلات اليوم من كل ما يهدّدها في المجتمعات المتنوّعة. الرباط العائليّ هو الذي ينمي العائلة بالحبّ.
الحديث الثالث
“الحياة العائليّة وتحدّياتها”: أكبر خطر على الحياة العائليّة هو التفرّد والاستقلاليّة، واستبدال العلاقة العائليّة بعلاقة قانونيّة. علينا أن نعمل من أجل أنسنة الحياة العائليّة. رغم إيجابيّات الحضارة الحديثة، فمن أخطارها أنّها تُبعد الإنسان عن الآخر. يعترف البابا فرنسيس بجرأة نادرة بأنّ الكنيسة أخطأت في نظرتها نحو العائلة:
1- عندما حدّدت الهدف الأساسي للزواج في إنجاب البنين، بينما أنّ الهدف الحقيقيّ هو النموّ في الحبّ والتعاون المتبادل في تربية البنين. الزواج ليس عقدًا جافًّا ولكنّه نمط حياة ينمو ويكبر يومًا بعد يوم، لذلك يجب أن أغذّيه وأحميه. التعاون مهمّ جدًّا بين الزوجين مع الحفاظ على خصوصيّة كلٍّ من الأب والأم.
2- أخطأنا بتركيزنا على المفاهيم العقائديّة والأخلاقيّة للزواج، مع أنّ كلّ عائلة هي حالة فريدة، لا يمكن أن تنطبق عليها المفاهيم العامّة. فالواقع أكبر من القانون بكثير.
من مشاكل العائلات اليوم:
1- التوقّف عند ثقافة المؤقّت، ومفهوم الاستفادة من الآخر والرغبة المؤقّتة التي حلّت مكان الحبّ الحقيقيّ.
2- الخوف من الإلتزام الدائم مدى الحياة.
3- التوقّف عند العاطفة النرجسيّة فقط. فلسفة “شو عليه” غالبًا ما تنقلب سلبًا على الطرفين.
4- التأخّر في موعد الزواج، وعقيدة تحديد النسل بولد أو ولدين فقط.
5- ضعف الإيمان.
6- المشاكل الإقتصاديّة.
7- الهجرة وابتعاد الزوج عن الزوجة. التنقّل الدائم يعرّض العائلة للخطر.
8- إعاقة أحد الأطفال وعدم إرساله الى مدارس مختصّة. العناية بالمسنين الذين في الغالب يحبّون البقاء بقرب أسرتهم التي ضحّوا كلّ حياتهم في سبيلها.
9- التعب الى حدّ الإرهاق عند الأهل.
10- تربية الأولاد التي كانت مهمّة الأهل والكاهن والأستاذ، أصبحت تشكّل 10% من عناصر التربية المعاصرة.
11- انعدام التواصل بين أفراد العائلة والصلاة سويّة والأكل والتحّدث سويّة.
12- الإدمان على أنواعه: المخدّرات والمقامرة والإنترنت.
13- العنف الأسريّ: خفّت أشكاله ولكن تغيّرت أنواعه. غير مسموح لأحد التدخّل بمال ولا بخصوصيّة الآخر. والأولاد في الغرب يهدّدون أهلهم بالبوليص. التحرش من قبل الطرفين.
أضاف الأب جوزيف صغبيني تحدّيًا آخر يتمثّل في عدم تخصيص الأهل الوقت الكافي لتربية أطفالهم، ممّا يساهم في انعدام سلّم الأولويّات في لاوعي الأطفال، وكذلك انعدام سلطة الأهل على أبنائهم. فحلّ اسم الوالد والوالدة مكان كلمة بابا وماما التي تحمل في طيّاتها الكثير من معاني البنوّة والطاعة لهما.
الحديث الرابع
“دعوة العائلة”: الفصل الثالث من الإرشاد “فرح الحبّ” يحتوي على مراجع كثيرة حول العائلة، وهي من أهمّ المواضيع التي تكلّم عنها البابوات من بعد المجمع الفاتيكاني الثاني حتّى اليوم. والقاسم المشترك بين كلّ هذه التعاليم هو التركيز على سرّ الزواج كهبة ونعمة من الربّ، لا يفهمها سوى الإنسان المسيحيّ. وهي بالتالي وسيلة لتقديس الزوجين والأولاد والمجتمع.
الفصل الرابع: “الحبّ في الزواج”: في الزواج يجب رفع الحب الى درجة الكمال. (مثل: رجل أعمال ناجح اعترف للواعظ أنّ أكبر نعمة في حياته الزوجية منذ 35 سنة هي زوجته، التي كرّست ذاتها لأسرتها وجعلته مطمئنًّا كلّ تلك السنين). كلّ إنسان وهبه الله نِعَمًا كثيرة، عليه أن يكتشفها ويتجنّب التلهّي بالأمور السلبيّة.
“خصائص المحبّة”: نقطة الانطلاق نشيد المحبّة للقدّيس بولس (1كور: 13: 4-7). لكي نطبّق هذا النشيد يجب أن يكون كلّ شيء مشتركًا في العائلة، ومن دون شروط مسبقة. مهمّ جدًّا أن نجد كلمات تزيل أسباب ونتائج الخلافات التي يمكن أن تحصل. ولكي تكون حياتنا واقعيّة يجب أن تستند الى ثلاث كلمات: 1- من فضلك (إذا بتريد)، وهي علامة احترام الآخر 2- شكرًا (نابعة من القلب تعبيرًا عن التقدير للآخر) 3- عذرًا (أنا آسف) إذ لا أحد كامل في العائلة، والاعتذار عنصر أساسيّ للمغفرة. إذا استعملنا هذه الكلمات الثلاث يصبح حوارنا بنّاءً ومعبّرًا عن الحبّ الحقيقيّ. يُطلَب دائمًا من المسؤولين ابتكار تصرّفات ومفاجآت تعبّر عن الحبّ والاحترام والتقدير. من أكبر النعم في حياتنا الصبر، أمّا التسرّع فهو من أكبر الأمراض داخل العائلة. التسرّع الى الإدانة، الى سوء الظن, الى الضرب… أخطاء كبيرة نرتكبها نتيجة التسرّع.
“الوحدة”: وهي لا تعني التطابق، ولكن الوحدة في التنوّع، أو التنوّع المتناسق. مهمّ جدًّا التعبير عن الشعور تجاه الآخر، فالصمت مخيف. علينا أن نُظهر الشغف في علاقتنا مع الآخر، الشغف في الفرح وفي الحزن. وهو ما نكبته أحيانًا، لأنّ في الشغف ضعف.
“البعد الجنسيّ في الحبّ”: إنّه في العمق هديّة من الله للإنسان، لأن به يكتمل التواصل بين الزوجين. العلاقة الموفّقة تستر جمًّا من الخطايا، وإلاّ فالخطر كبير. علينا أن نتقبّل هذه الهديّة لأنّها ليست ضعفًا ولا خطيئة بل هبة من الله. أمّا بالنسبة لنا نحن المكرّسين فالبتوليّة هديّة تعبّر عن الحبّ الإلهيّ.
في دير المزيرعة: يوم الجمعة ١١ آب ٢٠١٧، في دير القدّيس جاورجيوس المزيرعة، إستقبل الرئيس العامّ والنائب العامّ الأب نبيل واكيم ورئيس الدير الأب المدبّر جوزيف واكيم أهل شهداء الجيش برفقة العقيد مقدسي وتسعين شخصًا على الغداء على مائدة الدير.
في دير المخلّص: ويوم الأحد ٣ أيلول ٢٠١٧، أقامت الرهبانيّة غداءً لحوالي ٣٥٠ شخصًا من أولاد العسكريّين وأهاليهم، في مدرسة الدير. بدأ الاستقبال في كنيسة الدير حيث وقف الجميع وقفة صمت عن روح الشهداء، ثمّ ألقى الأب العامّ كلمة، هذا أبرز ما جاء فيها: “في هذا اليوم الذي نكرّم فيه شهداءنا، من واجبنا أن نقول لكم إنّنا نحبّكم وإنّنا معكم في هذه التضحيّة التي تقدّمونها من أجل الوطن. الكنيسة التي نحن فيها الآن عمرها حوالي ٣٠٠ سنة والدير عمره أكثر من ٣٠٠ سنة والرهبانيّة أيضًا عمرها ٣٣٣ سنة. وهذا يعني أنّه إن كنّا نؤمن بالمكان أو المؤسّسة أو الوطن الذي ننتمي إليه، فمهما كانت صعوبات التاريخ ومهما قست الأيّام، يبقى ثمر الحقّ ويبقى ما قدّمه الشهداء لأجل الوطن وبالمقابل، كلّ ظلم وباطل يمر ويُمحى. رهبانيّتنا أيضًا، وخاصّة هذا الدير، قدّموا شهداء وهناك رهبان ماتوا ذبحًا وبقي استشهادهم مدوّن في سجل التاريخ وبقيت الرهبانيّة لأنّه كان هناك دائمًا الإيمان والرجاء والمحبّة للرهبانيّة وللوطن. من هذا المنطلق نقول إنّ الشهيد لا يموت، لأنّ محبّته تثمر في الوطن وفي قلوب المواطنين، وأنتم أيضًا زوجات وأولاد شهداء الجيش جزء لا يتجزأ من هذه الشهادة. إنّ مؤسّسة الجيش استطاعت أن تحافظ على شهدائها وعلى عائلاتهم ولذلك نؤكّد أنّ لقاءنا اليوم هو عمل مقدّس ومهمّ لنقول للعالم أجمع أنتم مثال حيّ للمحبّة والتضحية في سبيل الوطن. واليوم نجتمع في هذه الكنيسة مسلمون ومسيحيّون بقلب واحد ورجاء واحد كعائلة واحدة، ووجودكم هنا في الكنيسة هو لأنّكم أبناء المؤسّسة العسكريّة الواحدة التي لا تميّز بين أبنائها وهذه الروح يجب أن نحافظ عليها، لأنّها الصورة الأجمل للبنان وللمؤسّسة العسكريّة. وأنا أقول لكم اليوم إنّ كلّ مؤسّساتنا الرهبانيّة ستكون بتصرّفكم وتصرّف المؤسّسة العسكريّة وسنكون مستعدّين لتلبية النداء في كلّ ما يطلب منّا. أهلاً وسهلاً بكم في دير المخلّص. تحيّة لكم، تحيّة للشهداء وللمؤسّسة العسكرية وتحيّة للبنان. تلا كلمة الأب العامّ شرح من رئيس الدير عن أبرز محطات الدير التاريخيّة، بعدها قدّم النقيب الطبيب حسام دمج، باسم قيادة الجيش، كتاب شكر موجَّه للرئيس العامّ ولرئيس الدير وأيضًا كتاب شكر لمؤسّسة المقدّم المغوار الشهيد صبحي العاقوري. عقب الاستقبال غداء في باحة المدرسة. أدام الله جيشنا الباسل والرهبانيّة الحبيبة.
أثناء الليترجيا الإلهيّة، في دير القدّيس باسيليوس في ميثون (الولايات المتّحدة الأميركيّة)، ألبس رئيسُ الدير ومعلّم المبتدئين الأب فارس خليفات ثوبَ الابتداء الرهبانيّ للأخ الجديد مروان الخوري (من دوما – لبنان)، وعاونه الآباء مارتن حياة ولاري تومنلّي، بحضور البعض من أهل الأخ الجديد وجمع من المؤمنين.
يوم الثلاثاء ١٥ آب ٢٠١٧، الساعة السادسة مساءً، إحتفل الأب العامّ بقدّاس عيد سيّدة الانتقال في دير الابتداء يعاونه الأب المدبّر نبيل واكيم ومعلّم الابتداء الأب نضال جبلي. تخلّل القدّاس إبراز النذور الرهبانيّة المؤقّتة للأخوين جورج شعيا وإينياس عطالله (وكلاهما من بيروت)، بحضور الآباء المدبّرين وجمهور من الآباء والإخوة والأخوات الراهبات وذوي الناذرين وحشد من الأصدقاء والمؤمنين. واختار الناذران الجديدان آية لهما من سفر أشعيا “الربُّ ينبّه أذنيّ كلّ صباح لأسمع كتلميذ” (أش ٥٠: ٥). وفي عظته قال الأب العامّ: “طوبى للذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها”. هذه الطوبى يسمعها اليوم الناذران جورج وإينياس لأنّهما سمعا كلمة الله أوّلاً في البيت وثانيًا في فترة الابتداء في الدير وسيظلّان يسمعانها ويعملان بها في حياتهما الرهبانيّة في المستقبل، وفي تأمّلنا اليوم بشخصيّة مريم، ندرك أنّها هي أوّل من سمع كلمة الله وآمن بها، وهذا السماع أثمر سرّ التجسّد، ولكنّ مسيرة الإيمان بيسوع التي عاشتها مريم لا تنتهي بالتجسّد بل تتابع وتصل إلينا، وهنا يبدأ دور كلّ واحد منا بأن يسمع كلمة الله ويعمل بها، فيجسّد يسوع في هذا العالم ويكون سبب خلاص للآخرين. وأضاف: إنّ غاية الحياة الرهبانيّة ليست النذور، ولا حمل الصليب، بل هذه كلّها وسائل، أمّا الهدف فهو أوّلًا العيش مع يسوع والاتّحاد به، وثانيًا حمله إلى العالم من خلال الرسالة. ونحن بدورنا علينا أن لا ننسى هذا الهدف مهما تقدّمنا في مسيرتنا الرهبانيّة والكهنوتيّة. وتوجّه الأب العامّ إلى الناذرين الجديدين جورج وإينياس قائلاً: أذكّركما بأن يبقى يسوع الغايةَ الوحيدة في حياتكما. وأنّكما مدعوّان اليوم لأن تشهدا أمام العالم أجمع لهذا النصيب الصالح الذي اخترتماه من خلال التزامكما بالنذور الرهبانيّة المقدّسة، لأنّه عندما يضيع الهدف يصبح تكرّسنا بدون قيمة. واختتم كلمته مهنّئًا الأمّ الرهبانيّة وشاكرًا الأبوين نضال جبلي معلّم الابتداء ومساعده الأب ميخائيل حدّاد اللذين يشرفان على التنشئة، والأبوين المدبّرين نبيل واكيم ومكاريوس هيدموس مرشدَي الناذرين الجديدين، وشكر الأهل الأعزّاء الذين قدّموا ثمرتهم الصالحة، والذين لولا تربيتهم لما وصل الناذران إلى هذه اللحظة المباركة. بعد القدّاس والتهاني دُعي الجميع إلى العشاء في باحة الدير، تخلّله ترانيم روحيّة وعرض محطّات مصوّرة من حياة الابتداء في دير السيّدة. ألف مبروك !
مساء الإثنين ١٤ آب ٢٠١٧، أثناء صلاة غروب عيد دير سيّدة الانتقال للابتداء، ألبس الأب العامّ الطالبين شربل عصام قزني (من زحلة) وشربل الياس أنطونيوس (من عينبال- الشوف) ثوب الابتداء الرهبانيّ، وهكذا انضما إلى جمهور المبتدئين. ألف مبروك !
تحت عنوان “الرب بحاجة إلى نَعَم منك لنقل بشرى الخلاص”، أقامت مدرسة دير المخلّص دورة صيفيّة للإكليريكية الصغرى من ٧ آب إلى ١٢ منه ٢٠١٧ من تنظيم الأب جيلبير وردة رئيس الإكليريكيّة، شارك فيها 22 طالبًا من مختلف المناطق اللبنانيّة، وأحيى نشاطاتها إخوة الإكليريكيّة الكبرى، وتنوّعت برامجها بين الروحيّة والثقافيّة والترفهيّة.
الأحد ٦ آب ٢٠١٧، إحتفل الرئيس العامّ بالقدّاس الإلهيّ يعاونه الآباء المدبّرون ولفيف من الكهنة المخلّصيّين. بحضور غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث وراعي الأبرشيّة المطران إيلي بشارة حدّاد والمطران إبراهيم إبراهيم، وحضور الرئيسة العامّة الأمّ منى وازن وأعضاء المجلس الأعلى لطائفة الروم الكاثوليك، ورؤساء البلديّات والمخاتير وجمهور من الكهنة والرهبان والراهبات وحشد كبير من المؤمنين. وقامت جوقة شبيبة المخلّص بقيادة المهندس بسّام نصرالله بخدمة القدّاس بأدائها الجميل والمميّز. بعد الإنجيل، ألقى الأب العامّ كلمة نوردها كما هي: أيّها الإخوة والأخوات الأحبّاء يبدأ متّى إنجيل التجلّي بالقول: “وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَل عَال مُنْفَرِدِينَ” ( متّى 17: 1). ما هو هذا الحدث الذي جرى قبل ستّة أيّام لكي يعطيه الإنجيليّ متّى هذه الأهميّة؟ قبل ستّة أيّام سأل يسوع تلاميذه السؤال الأساسيّ في حياتهم معه ألا وهو: “وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟” (متّى 16: 15). على هذا السؤال أجاب بطرس: “أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ” (متّى 16: 16). إنّ اعتراف بطرس ببنوّة المسيح وألوهيّته دفع يسوع ليُظهر لتلاميذه ماذا سيحدث له، أي لابن الله الحيّ قائلاً لهم: “إنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيرًا مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ” (متّى 16: 21). كلمات المسيح هذه لم يفهمها الرسل ولم يقبلوها، فجاء الجواب أيضًا على لسان بطرس قائلاً: “حَاشَى يَا رَبُّ لاَ يَكُونُ لَكَ هذَا” (متّى 16: 22). فجاءت كلمات يسوع لبطرس: “إذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ” (متى 16: 23). إنّ هذا الحدث المحوريّ في حياة الرسل مع يسوع هو المقدّمة الفعليّة لحدث التجلّي. الأيّام الستّة ترمز أيضًا إلى الأيّام الستّة الأولى التي خلق فيها الله العالم قبل أن يستريح في اليوم السابع. ففي اليوم السادس يقول لنا الكتاب المقدّس إنّ الله خلق الإنسان على صورته ومثاله، حيث كان الإنسان يرى الله وجهًا لوجه، ويعيش معه في الفردوس. وكأنّ جواب بطرس قبل ستّة أيّام من حدث التجلّي هو خطوة أولى، والعلامة الأولى التي عاد فيها الإنسان لرؤية وجه الله بيسوع المسيح، حتّى لو كانت هذه الخطوة ناقصة كي تكتمل في التجلّي. فاليوم السابع هو يوم التجلّي وليس يوم راحة. إنّه يوم دخول الإنسان في علاقة حميمة مع الله وذلك بدعوة شخصيّة من الله وتجلّت باصطحاب يسوع لتلاميذه الثلاثة إلى جبل ثابور، إنّه يوم الخليقة الجديدة، إنّه استباق للزمن الجديد، إنّه زمن العهد الجديد. اليوم، كما بالأمس، يتوجّه المسيح لنا بالسؤال عينه: وأنتم من تقولون إنّي أنا؟ أراد المسيح أن يعلّم التلاميذ ويعلّمنا فهم كلام بطرس لكي نتمكّن من رؤيته متجلّيًا. أراد المسيح أن يفهمنا أن الاعتراف بمسيحانيّته وألوهيّته، مهما لاسمى، غير كافٍ إن لم يكن نابعًا من خبرة حياتيّة مع المسيح. لذلك إنّ حدث التجلّي هو تلك الخبرة التي عاشها بطرس ويعقوب ويوحنا لفهم هويّة المسيح الحقيقيّة، وعندما عاينوا هذه الحقيقة وعاشوها بكلّ أبعادها قال بطرس ليسوع: “يَا رَبُّ، حَسَنٌ أَنْ نَكُونَ ههُنَا” (متّى 17: 4). إنّ فهم بطرس لبنوّة المسيح قبل التجلّي، كان فهمًا ناقصًا، لا بل مغلوطًا رغم اعترافه ببنوّة المسيح. فيسوع إبن الله الحي، بالنسبة لبطرس والرسل، هو ابن الله الجبّار، القويّ، الذي لا يُغلب، الذي يصنع العجائب ولا يمكن أن يتخطّاه أحد، وبالتالي لا يمكن أن يتألم وأن يموت. فبطرس لم يفهم حقيقة من هو الإبن ومن هو الآب. وبلتالي قال للمسيح: “حَاشَى يَا رَبُّ لاَ يَكُونُ لَكَ هذَا” (متّى 16: 22). وبهدف مساعدة بطرس ومساعدتنا أخذه يسوع على جبل مع يعقوب ويوحنّا وتجلّى أمامهم. لذلك كان عليه أن يذهب مع المسيح إلى هذا الجبل، ان يرتفع في عقله وفكره وقلبه وروحه إلى ما هو أرفع وأسمى. إنّ واقع بطرس يتكرّر في كلّ واحد منّا. وعلى سؤال المسيح غالبًا ما نجيب مثل بطرس: أنت المسيح ابن الله الحي، ونضيف حاشى أن يحدث لك ذلك يا رب، وبالوقت عينه نقول: حاشى أن يحدث ذلك لي يا رب، لا أريد أبدًا أن يحصل لي ما حصل لك. ففهم ذواتنا هو من فهمنا للمسيح. لذلك كي نفهم ذواتنا علينا أن نفهم المسيح، وكي نتمكّن من ذلك نحن بحاجة إلى نعمة خاصّة، هذه النعمة هي نعمة التجلّي، لذلك علينا أن ندخل في تلك الغمامة كي نستقبل فعلاً إبن الله، كي ندخل في معرفة وخبرة حقيقيّة لله. قبل ستّة أيّام حصلت شهادة إنسانيّة ليسوع وذلك على لسان بطرس، شهادة بقيت ناقصة. في التجلّي اكتملت الرسالة وظهرت على حقيقتها لأنّها أتت من الآب، أتت من الله ذاته. صوت الآب قال للتلاميذ: إنّ يسوع هذا الذي عاش معكم هو “إبني الحبيب”. هذا ال يسوع الذي عرفتموه محبًّا، قريبًا، جذّابًا هو أيضًا حسّاس، ضعيف ومهان. إنّ إبني الحبيب هو يسوع الذي تكلّم عن ألمه وموته، هو الإبن الذي سترونه خائفًا على جبل الزيتون، شاحب اللون بسبب الموت على الصليب. هذا الإبن هو نفسه الذي سترونه قائمًا من الموت مشعًّا ممجّدًا. إنّ الجمع بين هذين الوجهين صعبٌ جدًّا، وصعبٌ فهمه. ولكنّ هذا الوجه هو الوجه الوحيد للإبن المختار من الآب، الذي يتنازل حتّى الموت والذي يعمي أعداءه بنور القيامة. إنّ هذا السرّ العظيم لا يمكن أن نسبر غوره إلّا في السماء. والسماء هذه ظهرت على الأرض أمام التلاميذ في حدث التجلّي. في التجلّي ندخل في علاقة مباشرة مع الآب وليس فقط نرى وجه الابن، حيث نسمع كلام الآب يقول: “لَهُ اسْمَعُوا” (متّى 17: 5). إنّ الآب يُظهر لنا ذاته في إبنه الذي نراه متناقضًا، لأنّه في الوقت عينه ضعيف وقويّ، رقيق وجبّار، مهان وممجّد. “له اسمعوا” أي إقبلوه كما هو، كما ظهر لكم. فإذا تأمّلتم في وجهه تدخلون في سرّ الآب الذي يتجلّى في العدل والرحمة، في القوّة والتواضع. الأمس كما اليوم يتوجّه لنا الآب قائلاً: “له اسمعوا”، أي ضعوا فيه كلّ ثقتكم، إجعلوه محور حياتكم، إنّها دعوة لكلّ مسيحيّ، وبشكلٍ خاصّ لكلذ مكرّس. إنّ أمر الرب لنا بالسماع لإبنه يكمّل دعوة الإبن لنا لاتّباعه وحمل صليبه. إنّ يوم التجلّي هو يوم عنصرة جديدة، الذي نقبل فيه المسيح مصلوبًا وممجّدًا. ونحن كرهبان مخلّصيّين نحمل اسم المخلّص مدعوّون اليوم من الآب السماويّ، إلى سماع صوت المسيح وروحه القدّوس. فلنتقبّل هذه الدعوة إلى إتّباع المسيح الذي قبلنا للعيش بألفة معه بواسطة الروح القدس، نحن مدعوّون إلى التشبّه به واتخاذه مثالاً لنا في وجوده على الأرض: أي يسوع التطويبات، يسوع الغفران، يسوع الفقر، يسوع الإذلال، يسوع الوداعة. علينا أن نكون أمناء لرهبانيّتنا وأن نسير قدمًا في خدمة الكنيسة والعالم. واثقين وغير خائفين، هادئين في المحنة، آمنين في عالم غير آمن، أغنياء بفقرنا، مبشّرين بصمتنا. نحن نحتاج ليسوع ولنكون شهودًا على مجد الله، فنصبح عندها قادرين على العمل في سبيل تجلّي العالم! لنقترب إذًا من يسوع ولنكتشف بساطة حياته ورسالته، فلا يكون بعدها حدث التجلّي حدثًا رائعًا حصل في أحد الأيّام، منذ زمن طويل، في مكان ما على جبل الجليل، إنّما حقيقة تغمر عالمنا المتعطّش إليها. لنسمح إذًا ليسوع بأن يقترب منّا، ويلمسنا بواسطة جسده الذي يعطينا إيّاه في سرّ الإفخارستيّا والمغفرة التي يعطينا إيّاها في سرّ التوبة والاعتراف. ولنصغِ إلى صوته يدعونا ويقول لنا: “قوموا ولا تخافوا”، “لا تخافوا أنا غلبت العالم”! دعوا يسوع يلمسكم، لأنّ تجلّي العالم هو وديعة بين أيديكم. بعدها ألقى غبطة البطريرك كلمة هنّأ فيها الرهبانيّة بالعيد وقدّم لها كهديّة، بشخص رئيسها العامّ، التاج الأسقفيّ من تركة المثلث الرحمات المطران باسيليوس خوري، والذي كانت الرهبانيّة قد قدّمته لغبطته يوم انتخابه بطريركًا. بعد القدّاس أُقيم غداء للجميع في مدرسة دير المخلّص.
ببركة غبطة البطريرك يوسف الأوّل، إنطلق “المؤتمر العالميّ لشبيبة الروم الملكيّين الكاثوليك” في أبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع، يوم الجمعة 4 آب 2017، وامتدّ ثلاثة أيّام. وقد شارك فيه أكثر من 250 شابًّا وشابّة من الحركات الرسوليّة والشبابيّة، من فلسطين والأردن ومصر وسوريا، الى جانب كهنة ورهبان من كلّ أبرشيّات لبنان، وشارك أيضًا جمهور الإكليريكيّة الكبرى وعدد من الكهنة المخلّصيّين. ويوم الأحد ٦ آب ٢٠١٧، إختَتم المؤتمر أعماله بزيارة إلى دير المخلّص، حيث استقبلهم الرئيس العامّ بالترحيب، مستعرضًا أمامهم أهم محطّات تأسيس الرهبانيّة، مشدّدًا على أهمّيّة الدير وقدسيّته، لأنّه قدّم شهداء وآباء قدّيسين، من بينهم الأب المكرّم بشارة أبو مراد الراهب المخلّصيّ. تلا الاستقبال عشاء وسهرة ترفيهيّة في باحة المدرسة.
إحتفلت الرهبانيّة المخلّصيّة كعادتها بصلاة الغروب، مساء السبت ٥ آب ٢٠١٧، في كنيسة الدير، بحضور غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث وراعي أبرشيّة كندا المطران إبراهيم إبراهيم وراعي أبرشيّة صيدا المارونيّة المطران مارون عمَّار والرئيسة العامّة الأمّ منى وازن والأخوات الراهبات وعدد كبير من أبناء ب م، وحشد من المؤمنين. في ختام الصلاة أُقيمت رتبة تبريك الخبزات. بعدها دُعي الجميع إلى أمسية موسيقيّة غنائيّة أحيتها الأوركسترا الهارمونيّة الوطنيّة لموسيقى قوى الأمن الداخليّ، في الباحة الداخليّة لمدرسة دير المخلّص، بقيادة العقيد الدكتور زياد مراد والأداء المنفرد لكارول عون وشادي عيدموني. في بداية الأمسية رحّب رئيس الدير الأب نبيل واكيم بالحضور الكريم وبالفرقة الموسيقيّة. وفي الختام شكر قائد الأوركسترا الرهبانيّة المخلّصيّة مُمثّلة بشخص رئيسها العامّ لدعوتها وتنظيمها لهذا النشاط وخاصّة بالتنسيق مع رئيس الدير الأب نبيل واكيم، وهنّأ طائفة الروم الملكيّين بانتخاب البطريرك يوسف الأوّل الذي كان أستاذه في الموسيقى في جامعة الروح القدس الكسليك، مُعربًا عن فرحه بتقديم هذه الأمسية لأوّل مرّة بحضور غبطة البطريرك لحّام والمطران إبراهيم إبراهيم، وشاكرًا الجميع على حضورهم. بدوره رحّب الأب العامّ بالجميع شاكرًا الفرقة الموسيقيّة بقيادة العقيد زياد مراد، التي نقلتنا إلى السماء من خلال ألحانها وأدائها المميّز، ووعد بأنّ الرهبانيّة سوف ترفع الصلاة كلّ يوم من مذبح الدير على نيّة قوى الأمن بشكل خاصّ. وختم الأب العامّ مطمئنًا الجميع بأنّه لا خوف على لبنان إطلاقًا بوجود مؤسّسة قوى الأمن والجيش وبوجود العيش المشترك حيث تتجلَّى المحبّة والألفة بين جميع أبناء الوطن. وفي الختام قدّم الأب العامّ لسيادة العقيد أيقونة السيّدة العذراء عربون شكر ومحبّة.
مساء السبت 5 آب 2017، تفقد وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل، سلسلة من المشاريع المائيّة التي تنفّذها الوزارة في منطقة إقليم الخرّوب. ومن ضمن برنامج الزيارة كان له محطّة في دير المخلّص في جون، حيث التقى بالرئيس العام للرهبانيّة ورئيس الدير الأب نبيل واكيم ورهبان الدير، واطّلع على أوضاعهم وحاجاتهم من مختلف الجوانب. ثمّ جال أبي خليل في أرجاء الدير مبديًا إعجابه بهندسته وبرسالته التاريخيّة، واستمع من الأب العامّ إلى تفاصيل تاريخ التأسيس منذ العام 1711 والمراحل التي مرّت بها الرهبانيّة.
يوم العيد، 20 تموز ٢٠١٧، إحتفل الأب العامّ بالقدّاس الإلهيّ ، وعاونه رئيس الدير الأب نقولا الصغبيني والآباء: جورج إسكندر، فادي البركيل وثيوذورس زخّور. بحضور حشد من أبناء الرعيّة. بعد الإنجيل، ألقى الأب العامّ كلمة من وحي العيد داعيًا المؤمنين لعدم الخوف، لأنّ الله في وسط الكنيسة فلن تتزعزع، وكجواب على حضور الله في حياتنا، علينا أن نقبله ونترك كلمته تغيّرنا وتحوّلنا لنكون على مثال النبيّ إيليّا، خاصّة بقول الحقّ وبمجابهة الباطل. وختم الأب العامّ شاكرًا الأب نقولا صغبيني على خدماته التي يقوم بها في سبيل الدير والرعيّة، ومهنّئًا المؤمنين بالعيد. بعد القدّاس تناول الآباء لقمة المحبّة على مائدة الدير.
بمناسبة عيد مار الياس، إحتفل الأب العامّ بالقدّاس الإلهيّ، مساء الأربعاء ١9 تموز ٢٠١٧، عاونه الآباء: جورج ميماسي رئيس الدير، جوزيف جبور، نضال جبلي وطوني قسطنطين. بحضور الآباء : نبيل واكيم، جوزيف واكيم، جورج إسكندر، الياس مايو، إدمون طانيوس وثيوذورس زخّور، وجمع من فعاليّات المنطقة والرسميّين وحشد كبير من المؤمنين. وقامت جوقة الإكليريكيّة الكبرى بخدمة القدّاس. شكر الأب العام في العظة الأب جورج ميماسي على جهوده المبذولة في خدمة الدير، ثمّ ألقى كلمة من وحي الإنجيل والعيد، مشدّدًا على أهميّة سماع الكلمة والنعمة والحقيقة التي تخرج من فم يسوع، هذه الكلمة إمّا أن نقبلها في داخلنا فتشفينا وتثمر في حياتنا، كما قبلتها أرملة صرفة صيدا ونعمان السوري على عهد إيليّا وأليشع، وإمَا أن نرفضها ونمتلىء حنقًا وشرًا فنغلق قلبنا وآذاننا وبالتالي نقتل النعمة ونقتل الله في حياتنا، تمامًا مثل الشعب، في المجمع، عندما أراد أن يرمي بيسوع من أعلى الجبل كما ورد في الإنجيل، ومثل الملكة إيزابيل التي رفضت صوت الحقّ في داخلها فتوعّدت النبي إيليّا بالقتل مما أدّى إلى هربه من وجهها. في ختام القدّاس بارك الأب العامّ الخبزات وبعدها دُعي الجميع إلى التهاني بالعيد ثمّ العشاء في مطعم جنة النهرين قرب الدير.
بحضور نيافة الكاردينال ليوناردو ساندري رئيس مجمع الكنائس الشرقيّة، والمطران مارتشلّو سميرارو مطران ألبانو والزائر الرسوليّ لدير غروتافيرتا، والرئيس العامّ للرهبانيّة الأنطونيّة الأبّاتي داود رعيدي، ووكلاء البطاركة الكاثوليك في روما، وأمين السرّ المساعد في المجمع الشرقيّ الأب لورنسو، ووكلاء الرهبانيّات ورؤساء الإكليريكيّات الشرقيّة في روما، وبعض الآباء من دير غروتّافيراتا وبعض ممثّلي الرهبانيّات وحشد من الرسميّين والمؤمنين، دشّن الرئيس العامّ دير القدّيس باسيليوس في روما في القدّاس الإلهيّ الذي ترأّسه في كنيسة الدير المذكور، مساء الإثنين 5 حزيران 2017، وشارك فيه الآباء: سليمان أبو زيد، مطانيوس حدّاد، جوزيف جبّور، عبدو رعد، مارتن حياة وسالم فرح ووسيم المرّ. خدم القدّاس جوقة الإكليريكيّة الكبرى. بعد الإنجيل ألقى الأب العامّ كلمة وفي الختام ألقى نيافة الكاردينال ساندري كلمة، وأعطى البركة الختاميّة. بعد القدّاس دُعي الجميع إلى حفل عشاء في باحة الدير.
يوم العيد احتفل الأب العامّ بالقداس الإلهيّ في دير القدّيس جاورجيوس في كفرحونة بمشاركة رئيس الدير الأب المدبّر جوزيف واكيم والأب المدبّر جوزيف جبّور، بحضور عدد من الآباء والإخوة وبعض فعاليّات المنطقة وحشد كبير من المؤمنين. بعد الإنجيل ألقى الأب العامّ عظة شرح فيها المعنى الحقيقيّ لعيد القدّيس جاورجيوس الشهيد المناضل عن الكنيسة والشاهد للمسيح بدون خوف، وذلك انطلاقًا من حدث القيامة الذي غيّر حياته مثلما غيّر حياة الرسل وحياة الكنيسة، لتنزع عنها الخوف، وتكون مرسَلة وشاهدة في العالم أجمع. في الختام شكر رئيس الدير الأب جوزيف الرئيسَ العامّ والكهنة المشاركين والإخوة الذين خدموا القدّاس، داعيًا الجميع إلى الغداء في الدير.
يوم السبت ٢٢ نيسان الساعة السادسة مساءً، إحتفل الأب العامّ في قدّاس عيد القدّيس جاورجيوس، في المعلّقة-زحلة، يعاونه كاهن الرعيّة الأب فادي البركيل والآباء: نقولا الصغبيني وجورج إسكندر وفرانسوا كتّورة وربيع أبو زغيب وثيوذورس زخّور. بحضور عدد كبير من المؤمنين. شكر الأب العامّ في عظته الأب فادي على كلّ ما يبذله من جهد وتعب من أجل الرعيّة، وتابع عظته من وحي عيدَي القيامة والقدّيس جاورجيوس مشدّدًا على أنّ محور إيماننا هو يسوع المسيح القائم من الموت، والذي ظهر للتلاميذ والأبواب مغلقة مبدّدًا الخوف بقوله لهم: “السلام لكم… كما أرسلني الآب كذلك أنا أرسلكم”، وهذا السلام هو الرسالة التي حملها التلاميذ إلى العالم أجمع، وخاصّة الى الإنسان الخائف والضعيف، وذلك من أجل إبقاء شعلة الإيمان مضاءة، وأضاف: نتذكّر اليوم شهداء معلولا الذين باستشهادهم يكملون حمل شعلة الإيمان، مع طغمة التلاميذ والقدّيسين، وخاصّة شفيع هذه الرعيّة القدّيس جاورجيوس المظفّر؛ وهذه الشعلة علينا أن نحملها نحن أيضًا. تلا القدّاس عشاء في مطعم تري لايت- كسارة، قدّمت فيه لجنة الوقف درعًا تذكاريًّا للأب فادي تقديرًا لجهوده المبذولة في الرعيّة.
لبّى راعي أبرشيّة صيدا الجديد للموارنة المطران مارون عمّار دعوة الرئيس العامّ لزيارة دير المخلّص، وذلك يوم الثلاثاء 18 نيسان 2017، يرافقه بعض كهنة الأبرشيّة المارونيّة، بحضور المطران إيلي بشارة الحدّاد. بعد جولة على الكنيسة والصالون الرئاسيّ أُقيم على شرفهم غداء على مائدة العامر. وكان للزيارة الوقع المميّز في نفوس الجميع.
يوم الجمعة ١٧ آذار ٢٠١٧، وضمن برنامجه في ممارسة رياضة المشي الجبليّ، قام الرئيس السويسريّ السابق السيّد Pascal Couchepin بزيارة إلى دير المخلّص، يصحبه كلّ من السفير السويسريّ في لبنان François Barras والسيّد Yves Tabin والسيّد ميشال مفرّج. وكان في استقبالهم، في الصالون الرئاسيّ، الرئيس العامّ الأرشمندريت أنطوان ديب، بحضور النائب العامّ ورئيس دير المخلّص الأب نبيل واكيم والقيّم العامّ الأب حبيب خلف والأب جيلبير وردة. وخلال الغداء تبادل الرئيس السويسري والأب العامّ الأحاديث حول مواضيع عديدة على المستويين السياسيّ والدينيّ وحول تاريخ تأسيس الدير ونشأة كنيسة الروم الملكيّين الكاثوليك. بعد الغداء جال الجميع في أرجاء الدير.
ترأّس غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، القدّاس الإلهيّ، في مناسبة ذكرى انتقال الراهب المخلّصي المكرَّم الأب بشارة أبو مراد، في كنيسة دير المخلص، وعاونه في الخدمة: الرئيس العامّ الأرشمندريت أنطوان ديب ولفيف من الآباء المدبّرين وكهنة الرهبانيّة، في حضور الرهبان والراهبات وحشد من المؤمنين. بعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى غبطته عظة، اعتبر فيها أن “الأب بشارة أبو مراد هو رجل صلاة، وقد تصفحت حياته للأب قسطنطين الباشا، فوجدت الأمر أكثر تردادًا في ذكريات الأب قسطنطين الباشا الخاصّة، وما سمعه من الآخرين: هو الصلاة، الصلاة منذ الصباح الباكر بحيث كانت الصلاة عنده حالة وليست عملا، كما كانت انطلاقة عمله وخدمته”. وقال: “ان بشاشة الأب بشارة مشتقّة من لقائه مع الله، وهذا ما انعكس على علاقته مع الآخرين، ومن هنا، بشاشته ولطفه نحو الآخرين”. اضاف “نحن على أبواب الصوم، ويجب الاقتداء بالأب بشارة أبو مراد، الاقتداء بمحبّة الفقراء، لا سيّما أيّام الحرب العالميّة الأولى، فقد كان الأب بشارة يحرم ذاته من الأكل لأجل الفقراء، وذلك حتّى الجوع. ومرض من الجوع ومات متأثرًا بمفاعيل الجوع عليه. شهيد الفقراء! شهيد الجوع!”. وتابع “إنا نستنشق الآن روائح زكيّة، كأنّا متخطرون في فردوس آخر، فردوس فضائل النسّاك التي غرسها الله، وبها أزهر هؤلاء الكاملو البرّ بإمساك ودموع، مقدمين لله أثمار سيرتهم المتنوعة”، متوجها إلى الحاضرين: “لنمدح يا مؤمنون بالتسابيح، محفل جميع الآباء الناسكين ببرّ، ونكرّم بالأناشيد يا إخوة، بنفوس متفقة وعقول إلهيّة، رؤساء كهنة المسيح، لأنّهم ساروا بالإمساك والصيام النقيّ، وكشفوا لنا إنجيل المسيح، ولنقرّظ معهم النساء المتّشحات بالله اللامعات، ولنقتد بسيرتهم بما يليق بالله، لننال عنده غفران الخطايا”. وقال: “ها قد وافى الزمان، فاتحة الجهادات الروحيّة، والغلبة على الشياطين، وسلاح الإمساك، وجمال الملائكة والدّالة لدى الله. لأنّ موسى بالصوم صار كليمًا للخالق، وسمع بأذنيه صوتًا من غير أن يرى. فيا ربّ… أهّلنا بواسطته أن نسجد لآلامك وقيامتك المقدّسة، بما أنّك محبّ للبشر”. وختم “باقبالنا على الصيام الطاهر، هلمّ نبادر كلّنا إلى تذليل البشرة بالإمساك. ولنطلب الربّ مخلّصنا بالدموع والصلوات، ولننس الشرور كلّ النسيان، هاتفين: خطئنا إليك أيّها المسيح الملك، فخلّصنا كما خلّصت أهل نينوى قديمًا، واجعلنا شركاء في ملكوتك السماويّ أيّها المتحنّن، ولنبتدئ بالإمساك الكامل الإكرام مسرورين، متلألئين بأشعّة أوامر المسيح إلهنا المقدّسة، بضياء المحبّة الساطع، وبرق الصلاة، وطهارة العفاف، وقوّة الشجاعة، لكي نبلغ مضيئين بنور عدم الفساد إلى قيامة المسيح المقدّسة”.
كما كانت كلمة للرئيس العامّ، أكّد فيها أنّ “عيد الأب بشارة هذا العام هو بمثابة عيدين: الأوّل لأنّه عيده، والثاني لوجود غبطة البطريرك بيننا، وهو ابن الرهبانيّة المخلّصية، الذي به تفتخر وتكبر وتتقدّس”، معتبرًا أنّ “وجود البطريرك لحام هو اجتماع العائلة المخلّصيّة حول الأب بشارة”، آملا أن “يأتي العام المقبل ويكون الأب بشارة قد أصبح طوباويًّا”.
وفي ختام القدّاس قدّم البطريرك إنجيلاً ذهبيًّا للرهبانيّة المخلّصيّة.
يوم السبت 18 شباط 2017، بتنظيم من “عيلة أبونا بشارة”، أحيت جوقة سانتا ماريّا، بقيادة السيّد جميل توفيق، رسيتالاً روحيًّا في دير المخلّص بحضور راعي الأبرشيّة المطران إيلي بشارة حدّاد والرئيس العامّ ومرشد الجوقة الأب المدبّر نبيل واكيم، والأب المدبّر جوزيف واكيم، والأب جهاد فرنسيس والمخرج طوني نعمة، وعدد كبير من الآباء والرهبان والراهبات والمؤمنين. تخلّل الرسيتال محطّات تأمّليّة من وحي الأب بشارة. في الختام شكر الأب العامّ جوقة السانتا ماريّا التي قدّمت أداءً مميّزًا رفعت فيه المؤمنين إلى السماء، وبدوره رفع راعي الأبرشيّة صلاة الأبانا والسلام على نيّة الجوقة مانحًا البركة للجميع.
يوم الأربعاء ١٥ شباط ٢٠١٧، إحتفل الأب العامّ في ذكرى الأب المكرّم بشارة أبو مراد الراهب المخلّصيّ في بيت الأب بشارة – الإكليريكيّة الكبرى في جعيتا، وعاونه الآباء: نبيل واكيم، جوزيف جبّور، نضال جبلي، الياس صليبا وشارل شاميّة. بحضور غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث، والرؤساء العامّين نجيب طوبجي، إيلي معلوف ومالك أبو طانوس، والرئيسات العامّات دنيز عاصي ومنى وازن، وبعض الرسميّين والعسكريّين ورؤساء البلديّات والمخاتير، إضافة إلى رؤساء الإكليريكيّات وحشد من الآباء والرهبان والراهبات والإخوة من مختلف الرهبانيّات وجمع كبير من المؤمنين. بعد الإنجيل ركّز الأب العامّ في عظته على بطولة الأب بشارة في عيشه الفضائل الإلهيّة والأدبيّة ولاسيّما فضيلة الطاعة التي عاشها بكمالها، وذلك من خلال ما كتبه معاصرو الأب بشارة، وأضاف: إذا أردنا أن نختصر حياة هذا الراهب نقول إنّها تجسيد لنعمة الله في العالم، هو الذي أفرع ذاته من كلّ شيء ليمتلئ من المسيح فقط. ولذلك صار مسيحًا آخر، نذر نفسه ليضعها في خدمة الله وخدمة الإنسان. لقد عرف الأب بشارة أن ينقل إلى العالم روح الله من قلاّيته ليتنسّك في العالم وفي الرعيّة وهذه بطولته أنّه عاش راهبًا ناسكًا، زاهدًا وسط عالم صاخب يلهث وراء المادّة. وفي الختام وضع الأب العامّ الحاضرين في أجواء سير دعوى التطويب والأعجوبة التي رُفعت من لبنان بانتظار إثباتها في روما، طالبًا من الحاضرين الصلاة لنيل نعمة التطويب في القريب العاجل. بعد القدّاس دُعي الجميع إلى العشاء على مائدة الإكليريكيّة.