السبت 22 كانون الأوّل 2018، الساعة الرابعة بعد الظهر، كان دير المخلّص على موعد مع فرحة رسامة الإيبودياكون ماركوس ديب شمامسًا إنجيليًّا، بوضع يد صاحب السيادة راعي أبرشيّة صيدا ودير القمر المطران إيلي بشارة الحدّاد. وقد شارك في القدّاس الاحتفاليّ الأب العامّ والآباء المدبّرون وجمع من الآباء المخلّصيّين، وخدمت الرسامة جوقة الإكليريكيّة الكبرى وبعض الآباء. في ختام القدّاس خرج الجميع باحتفال الى صالون الدير لتقبّل التهاني وتناول الجميع لقمة المحبّة في جوّ عابق بالفرح والبهجة.
ترأّس النائب العامّ للرهبانيّة الباسيليّة المخلّصيّة ورئيس دير المخلّص، الأرشمندريت نبيل واكيم، قدّاسًا احتفاليًّا في كنيسة الدير، تكريمًا لعدد من موظّفي الدير، الذين خدموا الدير لأكثر من عشرين عامًا، في حضور المكرّمين وأهاليهم.
وألقى، بعد تلاوة الإنجيل المقدّس، عظة بالمناسبة فقال فيها: “نحتفل بفرح بتكريم كوكبة من الأشخاص الذين خدموا بتفانٍ وحبٍّ وعطاء لا مثيل له. لماذا هذا التكريم؟ لأنّ الانسان الذي خلقه الله، يجب أن يعكس صورة جمال الله فيه، وجوهر هذه الصورة في العطاء المجّاني المحِبّ، والتي هي فيض من حبّ الله للإنسان.”
وأضاف: “التكريم اعتراف من قبل المسؤول بأنّ هؤلاء هم نموذج يُحتذى بهم في أمانتهم وخدمتهم وتضحياتهم التي قدّموها لكي يقتدي الآخرون بذلك. إنّه شعور إنسانيّ مميّز وسامٍ جدًّا أن تقدّر إنسانًا تعب وضحّى وعمل من أجل الخير العامّ”.
وقال: “إنّ الدير العامر اليوم يفتخر بهؤلاء الأشخاص ويرفعهم قدوة أمام الجميع كأنوار بالمحبّة التي تجسّدت بعطاءاتهم وخدمتهم المحبّة الأمينة، التي لا توازي المال والدروع البشريّة، لأنّ قيمتها إلهيّة بالصميم.”
بعد القدّاس انتقل الحضور الى صالون الدير، وقدّم رئيس الدير الدروع للمكرّمين، وهم: جان خرياطي، سالم الياس، نخلة الياس، سمير دبيان، كليمانس بطرس، فادي وهبي، عماد وهبي ، بطرس شخلول ونقولا سعيد .
ثم أقيمت مأدبة غداء في الدير على شرفهم.
السبت 1 كانون الأوّل 2018، إحتفل الأب العام الأرشمندريت أنطوان ديب بالذكرى السنويّة لمؤسّس الرهبانيّة المخلّصيّة السعيد الذكر المطران أفتيميوس الصيفيّ، وعاونه النائب العامّ رئيس دير المخلّص الأب المدبّر نبيل واكيم والآباء المدبّرين ولفيف من الكهنة المخلّصيّين، بحضور غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث وراعي أبرشيّة صيدا المطران إيلي بشارة الحدّاد والمطرانين إبراهيم إبراهيم وجان عادل إيليّا والأمّ العام للراهبات المخلّصيّات منى وازن والأمّ العامّة للراهبات الأنطونيّات جوديت هارون، وعدد من كهنة أبرشيّة صيدا والرهبان والراهبات والأصدقاء. بعد الإنجيل ألقى الأب العامّ عظة، هذا ملخّص عنها: “نسمع اليوم صوت المسيح يدعونا الى التقدّم الى العمق، وعمقنا الأوّل هو العمق الروحيّ المؤسَّس على صخرة يسوع المسيح، والعمق الثاني هو المؤسِّس وآباؤنا الأوّلون، نعود بلهفة إليهم كما إلى ينبوع صافي. فالمطران الصيفيّ شخصيّة فذّة كاريزماتيكيّة، أسّس رهبانيّة ضمّت شهداء وقدّيسين ومعترفين وأساقفة وبطاركة ورسلاً وعلماء… وما زال أبناء المخلّص يبذلون الغالي والنفيس للقيام برسالتهم على مثال مؤسّسهم الذي بقي ثابتًا على إيمان الكنيسة رغم الأحزان والاضطهادات ومخاطر الدم. الرهبانيّة هي عطيّة الروح القدس وقربانة مقدّسة وذبيحة خلاصيّة امتدادًا لذبيحة المسيح على الصليب”. بعد دورة القرابين جدّد الأب العام نذوره وتبعه الكهنة ذوو النذور المؤبّدة ثمّ ذوو النذور المؤقّتة. في ختام القدّاس تمّ تبادل التهاني في الصالون الكبير ودُعي الجميع الى لقمة المحبّة على مائدة الدير.
سافر الأب العام الى روما للمشاركة في اجتماعات الرؤساء العامّين العالميّين ولمتابعة ملفّات وكالة روما وترميم دير مار باسيليوس وأمور رهبانيّة أخرى.
الرياضة الروحيّة السنويّة الثانية في دير المخلّص، ألقى مواعظها الأب طوني قضماني (من الإكليروس المارونيّ في أبرشيّة زحلة), وكانت بعنوان “حياة المكرّس وجود دائم مع الله، سبلها فرح الروح…”.
ألبس الأب العام ثوب الابتداء للأخوين إيلي فرج من تربل (البقاع-لبنان) وعماد برنوطي من حلب (سوريا).
إحتفل قدس الأب العام الأرشمندريت أنطوان ديب الجزيل الاحترام بالذبيحة الإلهيّة في كنيسة الإكليريكيّة الكبرى في جعيتا، التي أبرز خلالها الأخوان شربل يوسف وماركوس ديب نذورهما المؤبّدة.
في 15 آب 2018 أبرز الأخوان باسيليوس قزني وشربل أنطونيوس نذورهما الرهبانيّة المؤقّتة أمام الرئيس العام في دير السيدة.
في 15 آب 2018 أبرز الأخ مروان الخوري نذوره الرهبانيّة المؤقّتة أمام رئيس دير مار باسيليوس في ميثون، واتخذ اسم “مايكل أنطونيوس”.
السبت 28 تمّوز 2018، الساعة الرابعة بعد الظهر، كان دير المخلّص على موعد مع فرحة رسامة الإخوة الثلاثة سليمان كشاشة وروني (سيرافيم) حدّاد وجورج عنتر شمامسة إنجيليّين، بوضع يد صاحب السيادة راعي أبرشيّة صيدا ودير القمر المطران إيلي بشارة الحدّاد. وقد شارك في القدّاس الاحتفاليّ الأب العامّ والآباء المدبّرون وجمع من الآباء المخلّصيّين، وخدمت الرسامة جوقة الإكليريكيّة الكبرى وبعض الآباء. وحضر الاحتفال أهالي المرتسمين وأصدقاؤهم ومعارفهم. في ختام القدّاس خرج الجميع باحتفال الى صالون الدير لتقبّل التهاني، ثمّ تناول الجميع لقمة المحبّة على سطح المريسيّة في جوّ عابق بالفرح والبهجة.
صباح يوم الخميس 19 تمّوز ٢٠١٨، قام الأب العامّ والهيأة القانونيّة بزيارة رسميّة الى السفارة البابويّة في حريصا لتهنئة السفير البابويّ الجديد المطران جوزيف سبيتيري (Mgr Joseph Spiteri)، وكانت مناسبة جميلة لكي يعرّف الأبُ العامّ بإيجاز عن تاريخ الرهبانيّة المخلّصيّة وأديارها ومؤسّساتها وأماكن انتشارها ورسالتها وموقعها في كنيسة الروم الملكيّين الكاثوليك. واغتنم الفرصة لكي يدعو سعادة السفير الى قدّاس عيد الربّ في دير المخلّص في 6 آب 2018، فشكره السفير على زيارته وأمل أن يلبّي الدعوة فتكون بمثابة أوّل زيارة له الى إقليم الخرّوب والجنوب اللبنانيّ.
في الحادي عشر من شهر تموز 2018 زار غبطة أبينا البطريرك يوسف العبسي الكلّيّ الطوبى دير القدّيس باسيليوس في ميثون وكان على رأس الاستقبال قدس الأب أنطوان رزق الرئيس الإقليميّ للرهبانيّة المخلّصيّة في الولايات المتّحدة الأميركيّة ورئيس دير القدّيس باسيليوس الأب فارس الخليفات وجمهور الدير، شارك في الاستقبال سيادة المطران روبيرت هنسي مطران اللاتين في الولايات المتّحدة والشريف جوزيف سلمون رئيس الأمن العام في ميثون وجمهور الكورسيو وأصدقاء الدير الذين تجاوز عددهم المئتين، وجمعية نايت أوف كولومبوس، أتوا جميعًا للترحيب بضيف الدير غبطة أبينا البطريرك، وقد كان برفقته سيادة المطران نيقولا أنتيبا النائب البطريركيّ العامّ في دمشق والأب الدكتور رامي واكيم أمين السرّ البطريركيّ والأب إيلي علاّم من أبرشيّة بيروت، كما رافق البطريرك في زيارته مطران أبرشيّة نيوتن للروم الكاثوليك.
بعد استقبال غبطته والضيوف الكرام في صالون الدير الرسميّ، انتقل الجميع بموكب رسميّ الى الكنيسة وتمّت تلاوة صلاة الساعة السادسة، ثمّ ألقى غبطة البطريرك كلمة روحيّة شدّد فيها على أهمّيّة الرسالة المخلّصيّة ودور دير القدّيس باسيليوس في الولايات الأميركيّة حيث قال غبطته في كلمته: وهذا ما يجعلني أشعر بالفخر عندما دخلت هذا الدير المقدس الذي سمعنا الكثير عنه والذي انتشرت سمعته وأنشطته في جميع أنحاء الولايات المتّحدة. للأسف، لم تتح لي فرصة زيارته من قبل…. إنّ كنيستنا في الولايات المتّحدة ممتنّة للغاية لدير القدّيس باسيليوس الشهير، الذي عمل على تنشئة الكهنة فيه، والعمل الرائع مع الكورسيّو والرياضات الروحيّة وكلّ العمل العظيم مع الشبيبة، وذلك بفضل كل الذين عملوا في هذا المكان…. شكرًا لك أيّها الأب فارس على الترحيب الحارّ الذي خصّصته لنا وشكرًا لجميع أعمالك الشاقّة للحفاظ على الدير مركز النور الذي يمكن للناس من خلاله التعرّف على تراث وثروة كنيستنا وتحويله مركز للاستنارة على جميع المستويات، اللاهوتيّة، الليتورجيّة، ولا سيما الروحيّة. لأنّ عالمنا اليوم بحاجة إلى فهم كامل للحياة الروحيّة وبحاجة للنموّ الروحيّ. (نورد لكم في ما يلي كلمة البطريرك كاملةً باللغتين العربيّة والإنجليزيّة). بعدها رحّب الرئيس الإقليميّ ورئيس الدير بالبطريرك والضيوف الكرام. ثمّ انتقل الجميع الى مائدة الدير لتناول الغذاء. وقد ألقت فعاليّات الدير من كورسيّو والشبيبة وفريق الصلاة ومسؤولي دورة الخطاب… كلمة ترحيبيّة بغبطته وشرحًا وجيزًا عن عمل كلّ منهم، وتمّ تقديم الهدايا لغبطته بمناسبة زيارته الأولى للدير.
كما كان لغبطة البطريرك كلمة لتلفزيون OTV اللبنانيّ، وإذاعة ميثون الإخباريّة، الذين عملا على تغطية زيارة البطريرك الى دير القدّيس باسيليوس.
في 6 تمّوز 2018 نال الأب فادي الفحل شهادة دبلوم في اختصاص العائلة والزواج من جامعة الحكمة ومعهد العلوم الكنسيّة للبابا يوحنّا بولس الثاني. ألف مبروك للأب فادي وللرهبانيّة.
إنتقل الأب نبيه صافي الى رحمته تعالى مساء الخميس في 14حزيران 2018، في مستشفى أوتيل ديو الأشرفيّة، متزوّدًا بالأسرار الإلهيّة وهو في السنة السادسة والسبعين من عمره والرابعة والخمسين من نذوره الرهبانيّة، والتاسعة والأربعين من رسامته الكهنوتيّة. وأقيم له جناز في دير المخلّص يوم 18 حزيران 2018، وذلك لكي يتسنّى للأب العامّ العودة من أوستراليا وترأّس الجناز الذي شارك في المطارنة إيلي بشارة الحدّاد والياس رحّال وعصام يوحنّا درويش وحشد من الكهنة والرهبان والراهبات والرسميّين والأصدقاء وأهل الفقيد.
بتاريخ 2/6/2018 تمّ إعادة افتتاح “درب القداسة” طريق أبونا بشارة لتكون واحة صلاة وتأمّل وإصغاء، وبالتالي حافزًا روحيًّا للسير في طريق القداسة اقتداءً بإخوتنا القدّيسين، وأقيم قدّاس احتفاليّ في كنيسة الدير تزامنًا مع مسيرة عيد الجسد التي قامت بها عائلة أبونا بشارة من بلدة عبرا إلى الدير. ومساء السبت 23 حزيران 2018، احتفل رئيس دير المخلّص الأب المدبّر نبيل واكيم بالقدّاس الإلهيّ في وسط الدرب وتلاه مسيرة بالشموع وتأملات وبركة بالقربان المقدّس وصولاً الى ضريح الأب بشارة في كنيسة الدير.
إنتقل الأب لورنسيوس أيّوب (فيصل) إلى رحمته تعالى صباح الأربعاء في 30 أيار 2018، في بريسبن أوستراليا متزوّدًا بالأسرار الإلهيّة، وهو في السنة الرابعة والتسعين من عمره والرابعة والسبعين من نذوره الرهبانيّة، والسادسة والستين من رسامته الكهنوتيّة. وأقيم له جناز يوم السبت 9 حزيران 2018، في بريسبن- أوستراليا، ترأّسه راعي الأبرشيّة سيادة المطران روبير ربّاط وشارك فيه الأب العامّ والأب عبدالله الحمديّة والأب إيلي فرنسيس وبعض الكهنة وجمع كبير من أبناء الرعيّة الذي أحبوا الراحل وثمّنوا فيه الصفات الرهبانية والكهنوتيّة والرسوليّة العالية.
دأب الأب العام على المشاركة في اجتماعات الآباء العامّين العالميّين السنويّة في روما، وقد عقدوا اجتماعاتهم من 22 الى 27 أيّار 2018. واغتنم فرصة وجوده في المدينة الخالدة لمتابعة ملفّات وكالة روما وترميم دير مار باسيليوس وأمور رهبانيّة أخرى.
مساء السبت ١٢ أيار ٢٠١٨، وبعد أن احتفل بالقدّاس الإلهيّ في مقام سيّدة المنطرة مغدوشة، زار نيافة الكاردينال ليوناردو ساندري (رئيس المجمع الشرقيّ) ديرّ المخلّص وكان في استقباله الرئيس العامّ والآباء المدبّرين وجمهور الآباء، بحضور راعي الأبرشيّة المطران إيلي بشارة حدّاد والمطارنة عصام يوحنّا درويش وميخائيل أبرص والمونسينيور إيفان سانتوس القائم بأعمال السفارة البابويّة في لبنان والأم تريز روكز ممثّلة الرئيسة العامّة الأم منى وازن، ولفيف من الكهنة والرهبان والراهبات والإخوة. دخل نيافته أوّلاً إلى الكنيسة دخولاً احتفاليًّا فرحّب به الأب العامّ مشدّدًا على أهمّيّة دور الرهبانيّة في هذه المنطقة والعلاقات العريقة بالكرسيّ الرسوليّ. بعدها ألقى نيافته كلمة باللغة الفرنسيّة، مشجعًا الرهبانيّة للمضيّ في رسالتها وشهادتها في هذا الشرق المتألّم، وقدّم للأب العامّ ميداليّة البابا يوحنّا بولس الثاني بمناسبة عيد العنصرة. ثمّ دعي نيافته الى مأدبة عشاء أقيمت على شرفه بصحبة السادة الأساقفة وجميع الحضور من إكليروس أبرشيّة صيدا وصور الموارنة والكاثوليك.
جال رئيس لائحة المصالحة في دائرة الشوف – عاليه، تيمور جنبلاط في إقليم الخروب يرافقه وفد من مرشحي اللائحة متابعًا قضايا المنطقة وشؤونها. وضمّ الوفد: وزيرَي التربية والثقافة مروان حمادة وغطاس خوري، والنوّاب علاء ترّو ونعمة طعمة ومحمّد الحجّار والمرشح الدكتور بلال عبد الله ووكيل داخليّة الإقليم الدكتور سليم السيّد، وأعضاء مجلس القيادة ميلار السيّد ومحمّد بصبوص وأحمد مهدي، والمخاتير جوزف فارس، شفيق عيد ويوسف مارون وسمير عيسى ومعتمدين وأعضاء اللجنة الانتخابيّة الفرعيّة.
وأكّد الأب العامّ للوفد على العلاقة التاريخيّة التي تربط الرهبانيّة المخلّصيّة مع آل جنبلاط والتي تعود الى بدايات بناء الدير سنة 1711، وشدّد على أنّ تاريخ الرهبانيّة ثابت مع المختارة ولن يتغيّر مهما كانت الظروف والأوضاع. ونوّه بالعلاقة التي تربط الدير مع النائب وليد بك جنبلاط.
ومن جهته، أكّد تيمور جنبلاط على التمسّك بالمصالحة، وقال: “سنعمل على تعزيز المصالحة بمشاريع تنمويّة في الجبل”، مشدّدًا “على استمرار العلاقة مع الرهبانيّة المخلّصيّة”، ناقلاً تحيّات النائب جنبلاط للرئيس العامّ وللرهبانيّة المخلّصيّة وكهنة الدير.
بمناسبة عيد القدّيس جاورجيوس، يوم الأحد ٢٢ نيسان ٢٠١٨، إحتفل الأب العام بالقدّاس الإلهي في دير مار جريس المزيرعة بمشاركة رئيس الدير الأب جوزيف واكيم. خدمت القدّاس جوقة الإكليركيّة الكبرى. وألقى الأب العامّ عظة من وحي العيد شاكرًا الأب جوزيف على جهوده المبذولة منذ سنوات في خدمة الدير والرهبانيّة. بعد القدّاس دُعي الجميع الى غداء في باحة الدير.
يوم الأحد ١٨ آذار ٢٠١٨، وبمناسبة عيد مار يوسف، إحتفل الأب العامّ بالقدّاس الإلهيّ في رعيّة مار يوسف حوش الأمراء، بمشاركة كاهن الرعيّة الأب أنطوان سعد والأب يوسف نصر وابن الرعيّة الأب جيلبير وردة. بحضور جمهور كبير من أبناء الرعيّة. بعد تلاوة الإنجيل رحّب كاهنُ الرعيّة بالأب العامّ وبالآباء والحضور الكريم، بعدها تلا الأب العام عظة من وحي روحانيّة القدّيس يوسف العامل الصامت، ودوره الكبير والخفيّ في حياة المسيح الأرضيّة. بعد القدّاس توجّه الجميع الى صالون الرعيّة حيث تمّ قطع قالب الحلوى احتفالاً بالعيد.
يوم السبت 24 شباط 2018، بدعوة من الرئيس العامّ ولمناسبة الذكرى السنويّة للمكرّم الأب بشارة أبو مراد، زار غبطة البطريرك يوسف العبسي دير المخلّص وكان في استقباله عند مدخل الدير الرئيس العامّ وحشد من المطارنة والوزراء والنواب والشخصيّات والرهبان المخلّصيّين، وعلى الأثر توجّه البطريرك إلى كنيسة الدير، حيث ترأّس قدّاسًا احتفاليًّا، عاونه فيه الأب العامّ والآباء المدبّرون: نبيل واكيم، جوزيف جبّور وجوزيف واكيم. ولفيف من الآباء وهم: نضال جبلي، جيلبير وردة، جوزيف الصغبيني، الياس صليبا، الياس مايو، فادي الفحل، شارل ديب، فادي بركيل. حضر القدّاس المونسينيور إيفان سانتوس القائم بأعمال السفارة البابويّة في لبنان، المطران إيلي بشارة الحدّاد، المطران كيرلس بسترس، المطران عصام يوحنّا درويش، المطران جورج حدّاد، المطران إبراهيم إبراهيم، المطران ميخائيل أبرص، المطران إدوار جاورجيوس ضاهر، المطران مارون العمّار، المطران شكرالله نبيل الحاج، وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون، وزير البيئة طارق الخطيب، النوّاب: ميشال موسى وعلي عسيران وإيلي عون وأمل أبو زيد وعلاء الدين ترّو، النائب نعمه طعمه ممثّلا النائب وليد جنبلاط، أندريه السرنوك ممثّلا النائب جورج عدوان، نزار الرواس ممثّلا النائب بهيّة الحريري، وكيل داخليّة الحزب التقدّميّ الاشتراكيّ في إقليم الخرّوب الدكتور سليم السيّد ممثّلا تيمور جنبلاط، الوزير السابق الياس حنّا، الأب العامّ الأرشمندريت الياس معلوف، الأب العامّ الأرشمندريت نجيب طوبجي، الرئيسة العامّة الأمّ منى وازن، الرئيسة العامّة الأمّ دنيز عاصي، الرئيسة العامّة الأمّ نيكول حرّو، أعضاء المجلس الأعلى لطائفة الروم الكاثوليك، قائمقام الشوف مارلين قهوجي ضومط، العميد جورج الياس ممثّلاً المدير العامّ لقوى الأمن الداخليّ اللواء عماد عثمان، العقيد بشارة حدّاد ممثّلاً المدير العامّ لأمن الدولة، رئيس اتّحاد بلديّات إقليم الخروب الجنوبيّ جورج مخّول ورؤساء بلديّات الاتّحاد وحشد من الآباء والرهبان والكهنة والراهبات من مختلف الرعايا والأديار، وحشد من الأهالي والشخصيّات من مختلف المناطق.
بعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى الرئيس العامّ للرهبانيّة المخلّصيّة الأرشمندريت أنطوان ديب كلمة قال فيها: “أرحّب بكم يا صاحب الغبطة مع صحبكم الكريم باسم كلّ أبناء الرهبانيّة المخلّصيّة: أساقفة ورهبانًا وراهبات. إنّ هذا اليوم هو يوم بركة مضاعفة، فزيارتكم لهذا الدير العامر هي بركة بذاتها، وأن تكون هذه الزيارة في ذكرى المكرّم الأب بشارة أبو مراد هي بركة فوق بركة.
إنّ الرهبانيّة المخلّصيّة هي رهبانيّتكم وتؤكّد لكم اليوم، كما على مرّ تاريخها، أنّها راسخة بإيمانها المسيحيّ والكاثوليكيّ، وخاضعة للسلطة التي اختارها الروح القدس على رأس هذه الكنيسة المتمثّلة بغبطتكم.
إنّ رهبانيّتنا التي تأسّست كاثوليكيّة سنة 1683، أي قبل انقسام الكنيسة الانطاكيّة، تستقبلكم في ديرها الأمّ الذي بناه المؤسّس السعيد الذكر المطران أفتيميوس الصيفيّ سنة 1711. وفي هذه الكنيسة التي بدأ ببنائها رهبان هذا الدير سنة 1717 وأنهوه سنة 1721، والتي من رحمها تكرّس الرهبان الذين عاشوا النسك والرسالة في آن، عاشوا الصلب والقيامة، عاشوا الانفتاح والخلوة، خدموا المخلّص شاهدين له ومستشهدين من أجله. إنّ هذه الكنيسة شهدت في العصور الماضية حوادث هامّة منها ما كان خيرًا كالمجامع الكنسيّة التي كانت تُعقد داخلها (السينودسات من سنة 1730 الى سنة 1856) فكانت الحضن الروحيّ الذي انطلقت منه كنيستنا الروميّة الكاثوليكيّة ومنها ما كان أليمًا كالنكبات التي حلّت في الدير بين 1777 و 1985. وروت دماء شهدائها القدّيسين بذار الإيمان فيها. وأخصّ بالذكر منهم الأب ديمتري العبسي سنة 1860. إنّ الكنيسة لا تُبنى إلاّ على ذخائر الشهداء، كما قال ترتليانوس: إنّ دم الشهداء هو بذار المسيحيّين، وقد قامت كنيسة الروم الملكيّين الكاثوليك على دماء الشهداء. لقد أنعم المخلّص على رهبانيتنا بشهداء كثر: 49 ذبحوا لإيمانهم، و41 استشهدوا في خدمة المصابين بالطاعون رافضين التخلّي عن رسالتهم. فكان لنا إكليل الغار بالمكرّم الأب بشارة.
وما أشبه اليوم بالأمس يا صاحب الغبطة، إنّ كنيستنا بُنيت على الشهادة والاضطهاد، وهي اليوم تعيش هذه الشهادة في سوريا ولبنان وفلسطين وحتّى في دول الانتشار، ومنذ أيّام فقط قُصفت البطريركيّة وقُصفت الكنائس في دمشق وسقط الشهداء الأبرار.
اليوم يتبارك هذا الدير، بدخولكم إليه، والذي عاش فيه أسلافكم أصحاب الغبطة البطاركة منذ التأسيس لمدّة مئة عام ونيّف، فلجؤا إليه بسبب الاضطهاد الذي لحق بهم لإيمانهم الكاثوليكيّ، فكان هذا الدير الحصن المنيع والغذاء الروحيّ لهم الذي دفعهم للمضيّ قدمًا في رسالتهم.
أنتم اليوم يا صاحب الغبطة الأب والرأس لكنيستنا وقد حباكم الله من النعم والغنى الإنسانيّ والروحيّ والعلميّ والفنيّ والثقافيّ ما يساعدكم في تحمّل المسؤوليّة الكبيرة الملقاة على عاتقكم مع أصحاب السيادة الموقّرين، وكلّنا ثقة أنّكم ستكونون على غرار أسلافكم الكبار الذين عرفوا أن يذلّلوا المصاعب وينشروا عطر المسيح الطيّب في العالم، ونحن نؤكّد لكم أنّنا، ببركتكم مستمرّون بالنهوض في خدمة رعايانا وإنماء مؤسّساتنا وأديارنا في لبنان وبلاد الانتشار، محافظين على قيم رسالتنا الروحيّة والإنسانيّة. إنّ رهبان دير المخلّص يحملونكم في صلاتهم مع بزوغ كلّ صباح وغروب كلّ مساء ولسنين كثيرة يا صاحب الغبطة.
ثمّ ألقى البطريرك العبسي كلمة قال فيها :””فرحت لـمّا قيل لي لنذهب إلى بيت الربّ”. هذه هي الآية الكتابيّة الجميلة التي خطرت ببالي ولمست إحساسي لـمّا دعاني قدس الأب العام للرهبانيّة الباسيليّة المخلّصيّة الأرشمندريت أنطوان ديب إلى زيارة هذا الدير المقدّس العامر في ذكرى رقاد “خادم الله” المكرّم الأب بشارة أبو مراد. وفي طريقي اليوم إلى هذه “الأكمة النيّرة” المعطّرة بقداسته كان قلبي الفرحان يرنّم له هذا النشيد الكنسيّ: “مغبوطة الأرض التي وطئتها أقدامك يا أبانا البارّ بشارة خادم الله ومقدّسة الأماكن التي أخصبتها كلماتك فقد غلبت العدوّ في الميدان وكرزت بالمسيح بشجاعة”. في هذا النشيد خلاصة لحياة الأب بشارة.
كان الأب بشارة “خادم الله” حتّى إنّه لُقّب بذلك. وما أصدق وما أجمل هذه العبارة في حياتنا نحن المسيحيّين وفي حياتنا نحن المكرّسين لله بنوع خاصّ. قد ينفر البعض من هذه العبارة ويعدّها انتقاصًا من كرامة المسيحيّ بإزاء أبوّة الله، أمّا الأب بشارة فقد كان يرى فيها حقيقته. إنّها الطاعة لله. لذلك ما رفض يومًا خدمة طلبها منه رؤساؤه. إنّه بتصرّف الله من خلال المسؤولين. ألم يقل لنا الربّ يسوع: “مهما فعلتم فقولوا إنّنا خدّام بطّالون”؟ وما طلبه الربّ يسوع منّا إنّما عَمِلَهُ هو أوّلاً حين اتّخذ صورة خادم وصار طائعًا حتّى الموت على الصليب كما يقول القدّيس بولس، ممّا جعل هذا الرسول يقدّم بدوره نفسه على أنّه خادم ليسوع طالبّا منّا جميعًا أن لا نرى فيه إلاّ كذلك، من ناحية، وأن نكون نحن خدّامًا بعضنا لبعض بالمحبّة، من ناحية أخرى. الأب بشارة أبو مراد “خادم الله”، يعني أن يدع الله يعجن حياته، يوجّه أعماله، يلهم أفكاره، ينير قلبه. أن نكون خدّاما للربّ يسوع هذا لقب الشرف لنا. وكم نحن بحاجة إلى إقناع ذواتنا بأنّنا كذلك، وبأنّنا لسنا إلاّ كذلك.
قضى الأب بشارة خدمته الرهبانيّة الكنسيّة، خدم الله، أكثر ما خدم، في العمل الراعويّ، متنقّلاً من قرية إلى قرية، واعظًا، مرشدًا، ناصحًا، معطيًا الأسرار، مشدّدًا، محسنًا، فقيرًا، لا يحسب حسابًا لا لبرد ولا لحرّ، لا لخوف ولا لخطر، لا لجوع ولا لتعب، حتّى قال عنه أحدهم: “إذا كان القدّيس شربل تقدّس في النسك فالأب بشارة تقدّس في الخدمة الرعويّة”. كلام صحيح. بيد أنّ الأب بشارة الراهب لم يغب يومًا عن الأب بشارة الراعي والمرسل. لقد كان ساكنًا فيه، وهذا في اعتقادنا ما جعل خدمته بلا عيب ولا مشتكى. لقد كان الأب بشارة راهبًا في كلّ عمل وفي كلّ لحظة وفي كلّ خاطرة. وإنّه بذلك يقدّم لنا مثالاً للراهب الذي يمارس الخدمة الرعويّة ويعلّمنا في الوقت نفسه أنّ الجمع بين الترهّب والرعاية ممكن بل لازم. فالترهّب هو أسلوب تفكير وأسلوب عمل ينبغي أن يكون لدينا كلّنا ولو تنوّعت الأعمال. هذه نقطة ملحّة في أيّامنا الحاضرة لا تحتمل الانتظار يجدر بل يجب التوقّف عندها في تأمّلنا بسيرة الأب بشارة وفي سعينا إلى إعلان قداسته.
أيّها الأحبّاء، نحن اليوم واقفون في المكان حيث وُضعت الحجارة والمداميك الأولى لكنيستنا الملكيّة على يد المثلّث الرحمة المطران أفتيميوس صيفي الدمشقيّ، مطران صور وصيدا آنذاك، الذي تمكّن من أن يجمع في ذلك الوقت من حوله، هنا وفي صيدا، جماعة من الكهنة والرهبان، وشرع من ثمّة في عام 1710 يبني لهم هذا الدير ومن بعد هذه الكنيسة في عام 1720، وكان من بينهم أوّل بطريرك لنا، البطريرك كيرلّس طاناس الدمشقيّ. ومنذ ذلك الحين إلى اليوم الحاضر انطلق الرهبان المخلّصيّون لخدمة كنيستنا بشتّى الوسائل والأساليب المتاحة، بغيرة واندفاع، في كلّ مكان استطاعت أقدامهم أن تطأه، عملاً بوصيّة مؤسّسهم القائل: “إنّي أرغب أن أبشّر بالإيمان الكاثوليكيّ في كلّ آن وأين تيسّر لي الإنذار فيه. وما رغبت قطّ في عمار هذا الدير لراحتي ولا لراحتكم. ولا صيّرتكم رهبانًا متدرّجين لكي تخدموا ديركم وذواتكم فقط. ولا قصدت أن أجعل سكّان هذا الدير عقيمين من كلّ ثمرة نظرًا للقريب”. هذه الوصيّة كانت متغلغلة في روح الأب بشارة وحاضرة في ذهنه تشغل باله فجسّدها حقّ تجسيد وتمكّن بواسطتها من أن يبلغ إلى درجة القداسة.
وهي ذي الرهبانيّة المخلّصيّة بل نحن الملكيّين بل نحن المسيحيّين بل لبنان كلّه منشغلون اليوم بالأب بشارة نترقّب ساعة إعلان تلك القداسة. أجل نحن منشغلون بذاك الذي لم يشأ إلاّ أن يكون خادمًا لله، ومنشغلون بصواب. غير أنّ انشغالنا به اليوم لا يقدر أن يمحو من ذاكرتنا، أن ينسينا تلك السحابة من الرهبان القدّيسين الذين ولدتهم الرهبانيّة المخلّصيّة على مدى تاريخها ولو أنّها لا تسعى إلى إعلان قداستهم. أولئك الشاهدون الصامتون على مخلّصهم والذين بلغ عدد منهم شهادة الدم. أولئك القدّيسون المنسيّون، حماة هذه الرهبنة وضمانتها واستمرارها. وحين نقيم اليوم وفي غير اليوم تذكارًا للأب بشارة نذكرهم معه. إنّه واحد منهم وهو نفسه شاهد على قداستهم، ولا أظنّه يرضى بأن نكرّمه من دون أن نكرّمهم. في هذا التذكار المقدّس إذن لا نذكر الأب بشارة وحده بل أولئك كلّهم وما كان أكثرَهم لو أحصيناهم.
بل إنّي أرى ما هو أبعد من ذلك. بتكريمنا للأب بشارة نكرّم الرهبانيّة المخلّصيّة التي ولدته واحتضنته ورعته. كان للأب بشارة معلّم بلا شكّ هو يسوع، ولكن كان له مدرسة أيضًا هي الرهبانيّة المخلّصيّة. أجل، لهذه الرهبانيّة ضلع في قداسة الأب بشارة وغيره، إنّما ليس في ذلك فقط بل في أمور أخرى كثيرة. منها نبت بطاركة وأساقفة. من رحمها وُلدت الجمعيّة البولسيّة. من مدرستها الأمّ وغيرها تخرّج أطبّاء ومحامون ومهندسون وكتّاب وأدباء وصحفيّون وفنّانون وسياسيّون. أبواب محبّتها ورحمتها كانت وما زالت إلى هذه الساعة مشرعة للفقير والمعوز والجائع والمريض والمتروك، لا تميّز بين لون ولون، لا تمدّ يدًا وتحبس أخرى. مشاريعها الإنمائيّة ذاع صيتها وأدّت للبنان خدمات جلّى. ديرها هذا الذي نحن واقفون فيه، دير المخلّص، منارة الإشعاع ومرجع التشاور وملتقى الحوار وواحة السلام، وجوده في هذه المنطقة على الأخصّ حاجة لا يُستغنى عنها، ليس لأبنائنا فقط بل لجميع من هم حوله، يبني القيم الروحيّة والإنسانيّة ويغذّي المواطنة والعيش معًا وينشر مناخات المحبّة والتسامح والتوافق. ولا عجب بعد ذلك أن نسمع الكلّ، من قمّة الجبل إلى شاطئ البحر، بعد كلّ نكبة أصابت الدير وكلّ تهجير، وما كانت قليلة، ينادون بعودته إلى حضنهم لأنّه الجامع والضامن لبقاء كلّ الفئات معًا. ولا عجب كذلك أن نرى المخلّصيّين يصرّون على البقاء هنا حيث زرعهم الله وأن يرمّموا صداقات ويبنوا أخرى جديدة، وأن تكون بيوتهم مراكز حوار ودورًا للصداقة. وزيارتنا اليوم في جانب منها تأكيد وتشجيع على ذلك.
أمّا الجانب الآخر الذي ابتدأت الكلام عنه فأودّ العودة إليه لأشير إلى أنّ الكنيسة حين تعلن البعض من أبنائها قدّيسين فذلك ليس لتكريمهم بقدر ما هو للاقتداء بهم. والأب بشارة ليس هو موضوع تكريم بقدر ما هو موضوع اقتداء. القدّيسون لا يحتاجون إلى التكريم البشريّ. الله وحده هو نصيبهم. هو الذي يكرّمهم ويكلّلهم. وهذا حسبهم: “كريم لدى الربّ موت أصفيائه”، يقول الكتاب المقدّس. “الله وحسبي” تقول القدّيسة تريزيا. حين بلغ القدّيس بولس غروب حياته قال لتلميذه تيموثاوس: ” إنّما يبقى إكليل البرّ المحفوظ لي الذي سيجزيني به في ذلك اليوم الربّ الديّان العادل” (2تيم 8: 4). كم من أناس يأتون إلى قبر الأب بشارة للتبرّك. كم من صلوات نرفعها إلى الله بشفاعته. كم من حفلات نقيمها لتكريمه. ما أكثر ما نمدح فضائله ونعجب لمعجزاته. هل فكّرنا يومًا بأن نكون على مثاله؟ “كونوا قدّيسين كما أنّ أباكم السماويّ هو قدّوس” يقول يسوع. “اقتدوا بي كما أنّني أنا أقتدي بالمسيح” يقول بدوره القدّيس بولس (1كور 1: 11. راجع أيضًا في 3: 17). إن لم نكن كذلك لا نستفيد شيئًا، بل نكون كالوثنيّين الذين يكرّمون هم أيضًا آلهتهم وأبطالهم والبعض منهم شرّير.
أيّها الأحبّاء، يوم كان المطران أفتيميوس الصيفيّ يؤسّس ويبني دير المخلّص هنا جاء عدد صغير من الرهبان من دير سيّدة البلمند إلى دير يوحنّا الصابغ في الخنشارة ليؤسّسوا هم أيضًا جماعة رهبانيّة. كنيستنا نشأت وقامت على الحياة الرهبانيّة. الحياة الرهبانيّة عصب الكنيسة. الحياة الرهبانيّة معيار الكنيسة. إن كانت هذه الحياة حياة قداسة فالكنيسة بخير. طالما أنّ عندنا الأب بشارة أبو مراد وأمثال الأب بشارة أبو مراد فنحن بخير. فلنصلِّ إذن من أجل أن يقيم الله منّا رهبانًا. لنصلِّ من أجل كلّ راهب نذر ذاته لله. لنصلِّ من أجل الرهبانيّة المخلّصيّة الكريمة. لنصلِّ من أجل الرهبانيّات ورهبانيّاتنا الملكيّة بنوع خاصّ لكي تتّسع أماكن تلاقيها وتعاونها وعملها المشترك.
أيّها الأحبّاء أشكركم جميعًا على حضوركم ومشاركتكم. أشكر أبنائي الكهنة والرهبان والراهبات. شكري الخاصّ لإخوتي السادة المطارنة الأجلاّء على حضورهم ومشاركتهم. والشكر الخالص لقدس الأب العامّ الأرشمندريت أنطوان ديب وللآباء المدبّرين وجميع الرهبان المخلّصيّين المحبوبين على هذا النهار المقدّس. الشكر الأوّل والأخير لله تعالى على العطيّة التي جاد بها علينا بشخص خادمه الأب بشارة أبو مراد المخلّصيّ، مع الوعد بالسير على خطاه في درب القداسة، ومع الرجاءِ بأن نشاهد في أقرب وقت إيقونته مرفوعة فوق مذابحنا.
بعد العظة قدّمت الرهبانيّة لغبطته هديّة تذكاريّة عبارة عن طقم أيقونات الصدر كعربون شكر ومحبّة. وبعد القداس أقيمت مأدبة غذاء في المدرسة على شرف غبطة البطريرك.
قداس في الإكليريكيّة الكبرى: يوم الأربعاء ٢١ شباط إحتفل الأب العامّ بالقدّاس الإلهيّ في بيت الأب بشارة أبو مراد- الإكليريكيّة الكبرى في جعيتا. عاونه رئيس الإكليريكيّة الأب المدبّر جوزيف جبور والأب المساعد شارل ديب. بحضور رؤساء الإكليريكيّات وحشد من الآباء وجمهور الإخوة والأخوات الراهبات. وبعد الإنجيل ألقى الأب العامّ العظة من وحي روحانيّة الأب بشارة. عقب القدّاس إستقبال وعشاء على مائدة الإكليريكيّة.
سهرة روحيّة على الضريح: يوم الجمعة ٢٣ شباط ٢٠١٨، أقيمت سهرة روحيّة عند ضريح الأب المكرّم بشارة أبو مراد أحيا السهرة جماعة الإكليريكيّة الكبرى وجماعة الابتداء بحضور الآباء والأخوات الراهبات.
مساء الخميس 22 شباط 2018، برعاية سفير النمسا في لبنان ماريان وربا (Marian Wrba)، إفتُتح في دار العناية – الصالحيّة مركز Voestalpine cares للتدريب بدعم من منظّمة هلفزورك العالميّة Hilfswerk وذلك بحضور ممثل الرئيس فؤاد السنيورة المهندس طارق بعاصيري، والنائب الدكتور ميشال موسى، وممثّل النائب السيّدة بهيّة الحريري منسّق تيار المستقبل الدكتور ناصر حمود، ممثل مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان الشيخ إبراهيم الديماسي، مدير عام فروع بنك عودة في لبنان السيّد مارك عودة وحشد من الشخصيّات، وكان في استقبالهم الرئيس العامّ للرهبانيّة المخلّصيّة الأرشمندريت أنطوان ديب والرئيسة العامّة للراهبات المخلّصيّات الأمّ منى وازن والنائب العامّ الأب نبيل واكيم والقيّم العام الأب حبيب خلف ومدير الدار الأب طلال تعلب والأب شربل راشد .
وألقى كلّ من السفير وربا ورئيس منظّمة هلفزورك العالميّة إستيفان فريتز ومنسّقة المشروع السيّدة ميراي كركي، والمسؤولة الإجتماعيّة عن المشروع كارول عبد الساتر كلمات بالمناسبة، تخلّلها تقديم ورود للسفير وربا ووصلات أوبراليّة قدّمتها السيّدة تارا معلوف.
وختامًا قام الجميع بجولة في أرجاء المركز الذي تمّ افتتاحه وحضروا فيلمًا عن المشروع (ورشة المعادن).
ويقول السيّد إستيفان فريتز عن المشروع إنّه يهدف لتدريب مهنيّ على مادّة الحديد باستخدام آلات حديثة ومنهج جديد لمن يرغب باكتساب مهارات جديدة وتحسين حالته الاجتماعيّة عبر العثور على فرص عمل جديدة. وتمّ تجهيز المشغل بـاثنتي عشرة آلة حديثة وعدد من المعدّات والأكسسورات لتسهيل تدريب المتدرّبين.
من جهته، اعتبر الأب طلال تعلب أنّ دار العناية هي الجسر الرابط بين الأخ وأخيه، بين صيدا وبحرها وجزين وجبلها فهي مؤسّسة لا تؤمن بالجدران ولا بالحواجز بل بصلات الوصل والجسور.
وشكر كلّ من دعم ورعى المشروع.
بعد الانتهاء من حفر البئر الارتوازيّ في دير السيّدة وخروج الماء، تمّ تدشين البئر بالصلاة والتُقطت بعض الصور التذكاريّة للرئيس العام والهيأة القانونيّة يوم الثلاثاء ٢٠ شباط ٢٠١٨. ألف مبروك للرهبانيّة.
نال الأب يوسف نصر شهادة الدكتوراه من الجامعة اليسوعيّة، بدرجة ممتاز في العلوم التربويّة وإدارة المدارس. ألف مبروك للأب يوسف وللرهبانيّة.