أخبار ونشاطات

   إحتفل قدس الأب العام بذكرى عيد المؤسس السعيد الذكر المطران أفتيميوس الصيفيّ بالقدّاس الإلهي، يعاونه الأب المدبّر جيلبير وردي ورئيس الدير الأب نعيم خليل ومعلّم الابتداء الأب نضال جبلي وعدد من الآباء، وحضره عدد من آباء الرهبانيّة وجمهور دير الابتداء وجمهور دير المخلّص. بعد نقل القرابين جدّد الآباء والإخوة نذورهم. ويجدر بالذكر أنّه نظرًا لإغلاق البلاد نتيجة لجائحة فيروس كورونا، إحتفل باقي الآباء كلٌّ في مركز عمله، جماعات أو أفراد، وذلك بالتزامن مع احتفال دير المخلّص.

ونُقل القدّاس بالكامل على فيسبوك الرهبانيّة.

    إستلم الأب نعيم خليل اليوم رئاسة دير المخلص خلفًا للمرحوم الأب جوزيف واكيم، بعد خدمته في كندا والولايات المتّحدة مدّة 26 سنّة.

نتمنّى له كل التوفيق في مهمتّه الجديدة، بمعونة المخلّص الإلهي وأمّه المباركة مريم العذراء.

   يوم السبت ٢٥ تشرين الثاني ٢٠١٧، احتفل الأب العامّ بقدّاس عيد المؤسّس، عاونه الآباء: نبيل واكيم، جوزيف جبّور، جوزيف واكيم، حبيب خلف، نضال جبلي، جيلبير وردي، نقولا الصغبيني، جوزيف الصغبيني، توفيق عيد، سالم الفرح، طلال تعلب ورامي حجّار، بحضور غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث وراعي الأبرشيّة المطران إيلي بشارة حدّاد والرئيسة العامّة للراهبات المخلّصيّات الأمّ منى وازن، والرئيسة العامّة لراهبات سيّدة الخدمة الصالحة الأمّ جوسلين جمعة وجمهور من الرهبان والكهنة والراهبات وحشد من المؤمنين. تخلّل القدّاس إبراز النذور المؤقّتة للإخوة الجدد: عامر (إستفانوس) وهبي من معلولا، رودي (شربل) أبو سعدى من بيت ساحور، وأنطوني (يوحنّا) داغر من مراح الحباس بحضور ذويهم وبعض الأصدقاء. في العظة رحّب الأب العامّ بصاحب الغبطة وبراعي الأبرشيّة، شاكرًا الله على النعم الكثيرة التي يغدقها على الرهبانيّة من خلال الدعوات ونذور ثلاثة إخوة جدد، شاكرًا أيضًا ذويهم الحاضرين والغائبين، وجاء في عظته: “يطيب لي أن أتأمّل معكم في هذا اليوم المبارك بكلمات مؤسّسنا الصيفيّ السعيد الذكر: “أنا أسّستكم وصيّرتكم قربانة رهبانيّة وجئت بكم من أماكن مختلفة وبلاد متفرّقة وكمّلتكم بالوسم الكهنوتيّ المقدّس”: هذه الكلمات أرادها المؤسّس “وصيّة” أي وثيقة يعلن فيها إرادته الأخيرة في تأسيس الرهبانيّة، ليكون الرهبان على بيّنة من أمرهم ومن موضوع التزامهم وتكرّسهم ومن تحديد هويّتهم، فيصوّبوا المسيرة نحو هدف حياتهم الأساسيّ، متجنّبين بذلك كلّ فوضى وضياع قد يربكهم ويعثّر خُطاهم. بتأمّلي هذا معكم أقصد العودة إلى الجذور، إلى الينابيع، حيث صخرة الحياة والماء الحيّ، علّي بذلك أعمّق إيمانكم وإيماني بحاضر الرهبانيّة الذي هو حاضر كلّ واحد منّا، هذا الحاضر الغارق في القديم، المتأصّل في التاريخ، فنبنيه معًا، مترفّعين عن كلّ ما يُسيء إليه، وبالتالي إلينا وإلى الآباء والأجداد، وأوطّد رجاءكم ورجائي بمستقبل زاهٍ، نؤسِّسه لأجيالنا الطالعة. ١- أنا أسّستكم: لقد أسّسنا الصيفيّ ولا شكّ على صخرة يسوع المسيح، ليكون بناؤنا راسخًا ومنيعًا على القوات المعادية لنا، وما أكثرها في زمننا، أوَ لم يُسَمِّ رهبانيّته على اسم المخلّص؟ أتساءل معكم كم عملت الرهبانيّة من الخير، على مدى تاريخها لأنّها مؤسّسة على المسيح؟ لا شكّ أنّها عملت الكثير الكثير! وهذا ما يجب أن يدفعنا إلى المزيد من الوعي لحقيقة أنّنا مكرّسون لله تعالى، وليس لنا حياة في ذواتنا، وإلى المزيد من الإرادة لنعمل بوحي من حقيقة هذا التكرّس. ٢- وصيّرتكم قربانة رهبانيّة: صيّرتكم يعني حوَّلتكم إلى، نقلتكم من وضع إلى وضع آخر. هذا التحويل يتطلّب عمل الروح وعملاً تربويًّا. إنّ عمل الروح هذا يوجب علينا استعدادًا متواضعًا وشفافيّة ملموسة وطواعيّة راهنة وتنقية دائمة. وإِنَّ العمل التربويّ هو أكثر من تثقّفنا بشتى العلوم، ولا ينتهي على مقاعد الدراسة. إنّه صقل لشخصيّتنا لتحقّق أكثر فأكثر إنسانيّتها، وتتقرّب بالتالي شيئًا فشيئًا إلى مثالها الذي على صورته خُلقت. لذا فإنّ روح التلمذة هي رفيقتنا وهي ضمانتنا لئلاّ نستكبر فيُقضى علينا. أمّا القربانة فهي خبز القربان المقدّس، والقربان هو كلّ ما يُتقرّب به إلى الله تعالى من ذبيحة وغيرها. ما أجمل صورة القربانة! إنّها مجموع حبّات القمح المزروعة هنا وهناك، فهنالك ماتت ثمّ قامت ونمت وكبرت ونضجت وصارت بلون الذهب بعدما تعرّضت لتقلبات الأيّام، فنالت نصيبها من الأمطار والأهواء ومن حرّ الشمس، وأعمل فيها المنجل الحصاد، وذهب بها صاحبها إلى الأهراء لتخزن، ثمّ نقلها التاجر إلى المطحنة ليطحنها، وأخذها الخبّاز إلى الفرن فعجنها، وخبزها بالنار لتكون قربانًا يُقدّم على مذبح الله ولتقدّم إلى المؤمنين ليأكلوها وليتجدّدوا بعضهم ببعض وبالله. أمّا صفة رهبانيّة فهي نسبة إلى راهب، والراهب هو من تخلَّى عن ملذّات الدنيا واعتزل الناس إلى الدير طلبًا للعبادة. هكذا نحن على مثال حبّات القمح، أتينا من أماكن مختلفة، تمامًا كما يقول المؤسّس في وصيّته. دعانا الربُّ كلّ واحد باسمه، ويُفترض فينا كحبّات القمح التي استحالت قربانة أن نكون قد زُرعنا في الأرض ومتنا ونبتنا ونضجنا ولفحتنا الريح ولوّحتنا الشمس وحصدنا بالمنجل وخُزنّا وجُمعنا في الأهراء وطُحنّا بالحجارة وعُجنّا بالماء وخُبزنا بالنار، فصرنا هذه القربانة الرهبانيّة المقدّمة بلا عيب للربّ. يكفي أن نتصوّر ذواتنا قربانة رهبانيّة، أي جسمًا واحدًا، بعد أن كنّا أفرادًا متفرّقين، مات في التراب وقُطع بالمنجل وحُبس في الأهراء وطُحن بالحجر وأُحرق بالنار ليقرَّب إلى الله قربانًا أي ذبيحة. كم تحمل هذه الكلمات من المعاني السامية والرمزيّة معًا؟ لقد تركنا عائلاتنا الأرضيّة ودخلنا الدير، وانتمينا إلى عائلة جديدة، عائلة الرهبانيّة، لنتربّى على عطاء الذات لله وللآخرين، لنموت عن العالم ونحيا لله وحده. ٣- وكمّلتكم بالوسم الكهنوتيّ المقدّس: الكهنوت في رهبانيّتنا مكمِّل للحياة الرهبانيّة. هي الأساس وهو التابع ولكنّه أيضًا أساس. ما أجمل ما كُتب على لوحة قبر خادم الله الأب بشارة أبو مراد “مثال الحياة الرهبانيّة العالية والكمال الكهنوتيّ السامي”. وقد نصّت فرائضنا الرهبانيّة المقدّسة في مطلعها: “الرهبانيّة الباسيليّة المخلّصيّة منظّمة رهبانيّة، إكليريكيّة…”. الكهنوت وسم، والوسم وضع سمة أو علامة، وهو دفع إنّه سرّ مقدّس، يتلبّسنا ونتلبّسه، يلازمنا مدى الحياة وإلى الأبديّة. إنّه كوسم العماد تمامًا. إنّه كهنوت الخدمة، خدمة الله وخدمة القريب. كلمة كاهن تعني من يُقدّم الذبيحة إلى الإله. وأفضل ذبيحة هي ذبيحة الذات، فنصبح هكذا، عن غير استحقاق منّا، كالمسيح “المقرِّب والمقرَّب والقابل والموزَّع”، وبذلك نشترك بكهنوت المسيح. يستحقّ السيّد المسيح أن نبذل له ذواتنا بل أن نموت لأجله. وتستحقّ رهبانيّتنا أن نضحّي لأجلها لنعلّي بنيانها ونزيد أمجادها! ويستحقّ قطيع المسيح أن نبذل ذواتنا لأجله. ثقتي كبيرة بكلّ واحدٍ منكم، بأنّكم لله وللرهبانيّة وللنفوس قبل أن تكونوا لذواتكم. نحن قربانة رهبانيّة تكمّلنا بالوسم الكهنوتيّ المقدّس! إنّنا رهبان المخلّص. لينعم علينا الربّ بأن نكون جديرين بهذا الإسم، ولنعقد العزم على مزيد من الإلتزام الواعي بالدعوة التي دُعينا إليها، نجسّده بسعي أفضل إلى عيش حياة رهبانيّة مثاليّة ورسالة كهنوتيّة سامية. فنمجّد المخلّص ونُرضي الضمير ونكتب للرهبانيّة دوام النمو والازدهار”. بعد دورة القرابين جدّد أبناء ب. م. نذورهم الرهبانيّة بدءًا بالأب العامّ مرورًا بالآباء والرهبان أصحاب النذور المؤبّدة ثمّ الإخوة أصحاب النذور المؤقّتة. بعد القدّاس جرى تقبّل التهاني في صالون الكبير، ثمّ دُعي الجميع إلى لقمة المحبّة على مائدة الدير.

    يوم الأحد ٢٤ أيلول ٢٠١٦، إحتفل راعي أبرشيّة زحلة المطران عصام يوحنّا درويش بقدّاس عيد مار تقلا في دير عين الجوزة، يعاونه الأب المدبّر جوزيف جبّور ممثّلاً الأب العامّ المتغيّب خارج البلاد، ورئيس الدير الأب سليمان جرجورة، والأبوين نضال جبلي وعماد الحاج والشماس الياس إبراهيم، بحضور إخوة الإكليريكيّة الكبرى والابتداء الذين خدموا القدّاس، وحشد من المصلّين.

   عشيّة عيد ميلاد السيّدة العذراء مريم، الخميس 7 أيلول 2017، وفي ختام الرياضة الروحيّة السنويّة الأولى، في صلاة الغروب، أبرز الأخوان سليمان كشاشة وروني حدّاد الذي اتّخذ اسم سيرافيم، نذورهما المؤبّدة أمام قدس أبينا العامّ الأرشمندريت أنطوان ديب، بحضور الواعظ سيادة المطران مارون عمّار ولفيف من الكهنة والرهبان والراهبات وأهل الناذرين وأصدقائهما. بعد الصلاة تمّ تقبّل التهاني ثمّ تشارك الجميع لقمة المحبة على سطح “المريسيّة”. ألف مبروك والله ينمي الرهبانيّة.

   اليوم الأوّل من الرياضة الروحيّة السنويّة الأولى في دير المخلّص، مع المطران مارون عمّار راعي أبرشيّة صيدا المارونيّة. وتمحورت عظتا اليوم الأول حول روحانيّة وتعاليم البابا فرنسيس من خلال الإرشادات والإرادات الرسولية التي أصدرها، وبيّن أنّ الفكرة المحوريّة التي تربط تعليم البابا كلّه هي الفرح (فرح الإنجيل، فرح الحب…) والرحمة (سنة الرحمة و”يسوع الرحوم والعطوف”). العنصر الجديد الذي أدخله البابا هو احترام وتقديس وقت الإنسان وحياته والبيئة التي يعيش فيها وقد دعاها “البيت المشترك”. مع التشديد على أولويّة كلمة الله في الكتاب المقدّس وخصوصًا في الإنجيل. ثمّ ركّز على دور الروح القدس الحاضر في الكنيسة وفي الرهبانيّات والأبرشيّات وهو يقود تعليم الكنيسة ويرشدها الى الحقيقة يومًا بعد يوم ويُرسل رعاةً مناسبين لكلّ زمان ومكان. الأولاد هم كالسهام في يد الرامي (الأهل)، يجب أن يُطلقوهم ويوصلوهم الى أبعد ما يمكن في كلّ المجالات الروحيّة والعلميّة والاجتماعيّة. في الحياة العائليّة كما هي أيضًا الحياة الليترجيّة، أمور كثيرة تبقى بعيدة عن الفهم ولكن ما يعوّض عن ذلك فهو الثقة المتبادلة. كما أنّ صلاة الجماعة تعوّض عن قلّة استيعاب الفرد. وفي الختام شدّد سيادة المطران الواعظ على الممارسات التقويّة القديمة التي تُنقذ عائلات اليوم من كل ما يهدّدها في المجتمعات المتنوّعة. الرباط العائليّ هو الذي ينمي العائلة بالحبّ.

 

الحديث الثالث

“الحياة العائليّة وتحدّياتها”: أكبر خطر على الحياة العائليّة هو التفرّد والاستقلاليّة، واستبدال العلاقة العائليّة بعلاقة قانونيّة. علينا أن نعمل من أجل أنسنة الحياة العائليّة. رغم إيجابيّات الحضارة الحديثة، فمن أخطارها أنّها تُبعد الإنسان عن الآخر. يعترف البابا فرنسيس بجرأة نادرة بأنّ الكنيسة أخطأت في نظرتها نحو العائلة:

1- عندما حدّدت الهدف الأساسي للزواج في إنجاب البنين، بينما أنّ الهدف الحقيقيّ هو النموّ في الحبّ والتعاون المتبادل في تربية البنين. الزواج ليس عقدًا جافًّا ولكنّه نمط حياة ينمو ويكبر يومًا بعد يوم، لذلك يجب أن أغذّيه وأحميه. التعاون مهمّ جدًّا بين الزوجين مع الحفاظ على خصوصيّة كلٍّ من الأب والأم.

2- أخطأنا بتركيزنا على المفاهيم العقائديّة والأخلاقيّة للزواج، مع أنّ كلّ عائلة هي حالة فريدة، لا يمكن أن تنطبق عليها المفاهيم العامّة. فالواقع أكبر من القانون بكثير.

من مشاكل العائلات اليوم:

1- التوقّف عند ثقافة المؤقّت، ومفهوم الاستفادة من الآخر والرغبة المؤقّتة التي حلّت مكان الحبّ الحقيقيّ.

2- الخوف من الإلتزام الدائم مدى الحياة.

3- التوقّف عند العاطفة النرجسيّة فقط. فلسفة “شو عليه” غالبًا ما تنقلب سلبًا على الطرفين.

4- التأخّر في موعد الزواج، وعقيدة تحديد النسل بولد أو ولدين فقط.

5- ضعف الإيمان.

6- المشاكل الإقتصاديّة.

7- الهجرة وابتعاد الزوج عن الزوجة. التنقّل الدائم يعرّض العائلة للخطر.

8- إعاقة أحد الأطفال وعدم إرساله الى مدارس مختصّة. العناية بالمسنين الذين في الغالب يحبّون البقاء بقرب أسرتهم التي ضحّوا كلّ حياتهم في سبيلها.

9- التعب الى حدّ الإرهاق عند الأهل.

10- تربية الأولاد التي كانت مهمّة الأهل والكاهن والأستاذ، أصبحت تشكّل 10% من عناصر التربية المعاصرة.

11- انعدام التواصل بين أفراد العائلة والصلاة سويّة والأكل والتحّدث سويّة.

12- الإدمان على أنواعه: المخدّرات والمقامرة والإنترنت.

13- العنف الأسريّ: خفّت أشكاله ولكن تغيّرت أنواعه. غير مسموح لأحد التدخّل بمال ولا بخصوصيّة الآخر. والأولاد في الغرب يهدّدون أهلهم بالبوليص. التحرش من قبل الطرفين.

 

أضاف الأب جوزيف صغبيني تحدّيًا آخر يتمثّل في عدم تخصيص الأهل الوقت الكافي لتربية أطفالهم، ممّا يساهم في انعدام سلّم الأولويّات في لاوعي الأطفال، وكذلك انعدام سلطة الأهل على أبنائهم. فحلّ اسم الوالد والوالدة مكان كلمة بابا وماما التي تحمل في طيّاتها الكثير من معاني البنوّة والطاعة لهما.

 

 

 الحديث الرابع

 

“دعوة العائلة”: الفصل الثالث من الإرشاد “فرح الحبّ” يحتوي على مراجع كثيرة حول العائلة، وهي من أهمّ المواضيع التي تكلّم عنها البابوات من بعد المجمع الفاتيكاني الثاني حتّى اليوم. والقاسم المشترك بين كلّ هذه التعاليم هو التركيز على سرّ الزواج كهبة ونعمة من الربّ، لا يفهمها سوى الإنسان المسيحيّ. وهي بالتالي وسيلة لتقديس الزوجين والأولاد والمجتمع.

الفصل الرابع: “الحبّ في الزواج”: في الزواج يجب رفع الحب الى درجة الكمال. (مثل: رجل أعمال ناجح اعترف للواعظ أنّ أكبر نعمة في حياته الزوجية منذ 35 سنة هي زوجته، التي كرّست ذاتها لأسرتها وجعلته مطمئنًّا كلّ تلك السنين). كلّ إنسان وهبه الله نِعَمًا كثيرة، عليه أن يكتشفها ويتجنّب التلهّي بالأمور السلبيّة.

“خصائص المحبّة”: نقطة الانطلاق نشيد المحبّة للقدّيس بولس (1كور: 13: 4-7). لكي نطبّق هذا النشيد يجب أن يكون كلّ شيء مشتركًا في العائلة، ومن دون شروط مسبقة. مهمّ جدًّا أن نجد كلمات تزيل أسباب ونتائج الخلافات التي يمكن أن تحصل. ولكي تكون حياتنا واقعيّة يجب أن تستند الى ثلاث كلمات: 1- من فضلك (إذا بتريد)، وهي علامة احترام الآخر 2- شكرًا (نابعة من القلب تعبيرًا عن التقدير للآخر) 3- عذرًا (أنا آسف) إذ لا أحد كامل في العائلة، والاعتذار عنصر أساسيّ للمغفرة. إذا استعملنا هذه الكلمات الثلاث يصبح حوارنا بنّاءً ومعبّرًا عن الحبّ الحقيقيّ. يُطلَب دائمًا من المسؤولين ابتكار تصرّفات ومفاجآت تعبّر عن الحبّ والاحترام والتقدير. من أكبر النعم في حياتنا الصبر، أمّا التسرّع فهو من أكبر الأمراض داخل العائلة. التسرّع الى الإدانة، الى سوء الظن, الى الضرب… أخطاء كبيرة نرتكبها نتيجة التسرّع.

“الوحدة”: وهي لا تعني التطابق، ولكن الوحدة في التنوّع، أو التنوّع المتناسق. مهمّ جدًّا التعبير عن الشعور تجاه الآخر، فالصمت مخيف. علينا أن نُظهر الشغف في علاقتنا مع الآخر، الشغف في الفرح وفي الحزن. وهو ما نكبته أحيانًا، لأنّ في الشغف ضعف.

“البعد الجنسيّ في الحبّ”: إنّه في العمق هديّة من الله للإنسان، لأن به يكتمل التواصل بين الزوجين. العلاقة الموفّقة تستر جمًّا من الخطايا، وإلاّ فالخطر كبير. علينا أن نتقبّل هذه الهديّة لأنّها ليست ضعفًا ولا خطيئة بل هبة من الله. أمّا بالنسبة لنا نحن المكرّسين فالبتوليّة هديّة تعبّر عن الحبّ الإلهيّ.

     في دير المزيرعة: يوم الجمعة ١١ آب ٢٠١٧، في دير القدّيس جاورجيوس المزيرعة، إستقبل الرئيس العامّ والنائب العامّ الأب نبيل واكيم ورئيس الدير الأب المدبّر جوزيف واكيم أهل شهداء الجيش برفقة العقيد مقدسي وتسعين شخصًا على الغداء على مائدة الدير.

في دير المخلّص: ويوم الأحد ٣ أيلول ٢٠١٧، أقامت الرهبانيّة غداءً لحوالي ٣٥٠ شخصًا من أولاد العسكريّين وأهاليهم، في مدرسة الدير. بدأ الاستقبال في كنيسة الدير حيث وقف الجميع وقفة صمت عن روح الشهداء، ثمّ ألقى الأب العامّ كلمة، هذا أبرز ما جاء فيها: “في هذا اليوم الذي نكرّم فيه شهداءنا، من واجبنا أن نقول لكم إنّنا نحبّكم وإنّنا معكم في هذه التضحيّة التي تقدّمونها من أجل الوطن. الكنيسة التي نحن فيها الآن عمرها حوالي ٣٠٠ سنة والدير عمره أكثر من ٣٠٠ سنة والرهبانيّة أيضًا عمرها ٣٣٣ سنة. وهذا يعني أنّه إن كنّا نؤمن بالمكان أو المؤسّسة أو الوطن الذي ننتمي إليه، فمهما كانت صعوبات التاريخ ومهما قست الأيّام، يبقى ثمر الحقّ ويبقى ما قدّمه الشهداء لأجل الوطن وبالمقابل، كلّ ظلم وباطل يمر ويُمحى. رهبانيّتنا أيضًا، وخاصّة هذا الدير، قدّموا شهداء وهناك رهبان ماتوا ذبحًا وبقي استشهادهم مدوّن في سجل التاريخ وبقيت الرهبانيّة لأنّه كان هناك دائمًا الإيمان والرجاء والمحبّة للرهبانيّة وللوطن. من هذا المنطلق نقول إنّ الشهيد لا يموت، لأنّ محبّته تثمر في الوطن وفي قلوب المواطنين، وأنتم أيضًا زوجات وأولاد شهداء الجيش جزء لا يتجزأ من هذه الشهادة. إنّ مؤسّسة الجيش استطاعت أن تحافظ على شهدائها وعلى عائلاتهم ولذلك نؤكّد أنّ لقاءنا اليوم هو عمل مقدّس ومهمّ لنقول للعالم أجمع أنتم مثال حيّ للمحبّة والتضحية في سبيل الوطن. واليوم نجتمع في هذه الكنيسة مسلمون ومسيحيّون بقلب واحد ورجاء واحد كعائلة واحدة، ووجودكم هنا في الكنيسة هو لأنّكم أبناء المؤسّسة العسكريّة الواحدة التي لا تميّز بين أبنائها وهذه الروح يجب أن نحافظ عليها، لأنّها الصورة الأجمل للبنان وللمؤسّسة العسكريّة. وأنا أقول لكم اليوم إنّ كلّ مؤسّساتنا الرهبانيّة ستكون بتصرّفكم وتصرّف المؤسّسة العسكريّة وسنكون مستعدّين لتلبية النداء في كلّ ما يطلب منّا. أهلاً وسهلاً بكم في دير المخلّص. تحيّة لكم، تحيّة للشهداء وللمؤسّسة العسكرية وتحيّة للبنان. تلا كلمة الأب العامّ شرح من رئيس الدير عن أبرز محطات الدير التاريخيّة، بعدها قدّم النقيب الطبيب حسام دمج، باسم قيادة الجيش، كتاب شكر موجَّه للرئيس العامّ ولرئيس الدير وأيضًا كتاب شكر لمؤسّسة المقدّم المغوار الشهيد صبحي العاقوري. عقب الاستقبال غداء في باحة المدرسة. أدام الله جيشنا الباسل والرهبانيّة الحبيبة.

    أثناء الليترجيا الإلهيّة، في دير القدّيس باسيليوس في ميثون (الولايات المتّحدة الأميركيّة)، ألبس رئيسُ الدير ومعلّم المبتدئين الأب فارس خليفات ثوبَ الابتداء الرهبانيّ للأخ الجديد مروان الخوري (من دوما – لبنان)، وعاونه الآباء مارتن حياة ولاري تومنلّي، بحضور البعض من أهل الأخ الجديد وجمع من المؤمنين.

   يوم الثلاثاء ١٥ آب ٢٠١٧، الساعة السادسة مساءً، إحتفل الأب العامّ بقدّاس عيد سيّدة الانتقال في دير الابتداء يعاونه الأب المدبّر نبيل واكيم ومعلّم الابتداء الأب نضال جبلي. تخلّل القدّاس إبراز النذور الرهبانيّة المؤقّتة للأخوين جورج شعيا وإينياس عطالله (وكلاهما من بيروت)، بحضور الآباء المدبّرين وجمهور من الآباء والإخوة والأخوات الراهبات وذوي الناذرين وحشد من الأصدقاء والمؤمنين. واختار الناذران الجديدان آية لهما من سفر أشعيا “الربُّ ينبّه أذنيّ كلّ صباح لأسمع كتلميذ” (أش ٥٠: ٥). وفي عظته قال الأب العامّ: “طوبى للذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها”. هذه الطوبى يسمعها اليوم الناذران جورج وإينياس لأنّهما سمعا كلمة الله أوّلاً في البيت وثانيًا في فترة الابتداء في الدير وسيظلّان يسمعانها ويعملان بها في حياتهما الرهبانيّة في المستقبل، وفي تأمّلنا اليوم بشخصيّة مريم، ندرك أنّها هي أوّل من سمع كلمة الله وآمن بها، وهذا السماع أثمر سرّ التجسّد، ولكنّ مسيرة الإيمان بيسوع التي عاشتها مريم لا تنتهي بالتجسّد بل تتابع وتصل إلينا، وهنا يبدأ دور كلّ واحد منا بأن يسمع كلمة الله ويعمل بها، فيجسّد يسوع في هذا العالم ويكون سبب خلاص للآخرين. وأضاف: إنّ غاية الحياة الرهبانيّة ليست النذور، ولا حمل الصليب، بل هذه كلّها وسائل، أمّا الهدف فهو أوّلًا العيش مع يسوع والاتّحاد به، وثانيًا حمله إلى العالم من خلال الرسالة. ونحن بدورنا علينا أن لا ننسى هذا الهدف مهما تقدّمنا في مسيرتنا الرهبانيّة والكهنوتيّة. وتوجّه الأب العامّ إلى الناذرين الجديدين جورج وإينياس قائلاً: أذكّركما بأن يبقى يسوع الغايةَ الوحيدة في حياتكما. وأنّكما مدعوّان اليوم لأن تشهدا أمام العالم أجمع لهذا النصيب الصالح الذي اخترتماه من خلال التزامكما بالنذور الرهبانيّة المقدّسة، لأنّه عندما يضيع الهدف يصبح تكرّسنا بدون قيمة. واختتم كلمته مهنّئًا الأمّ الرهبانيّة وشاكرًا الأبوين نضال جبلي معلّم الابتداء ومساعده الأب ميخائيل حدّاد اللذين يشرفان على التنشئة، والأبوين المدبّرين نبيل واكيم ومكاريوس هيدموس مرشدَي الناذرين الجديدين، وشكر الأهل الأعزّاء الذين قدّموا ثمرتهم الصالحة، والذين لولا تربيتهم لما وصل الناذران إلى هذه اللحظة المباركة. بعد القدّاس والتهاني دُعي الجميع إلى العشاء في باحة الدير، تخلّله ترانيم روحيّة وعرض محطّات مصوّرة من حياة الابتداء في دير السيّدة. ألف مبروك !

   مساء الإثنين ١٤ آب ٢٠١٧، أثناء صلاة غروب عيد دير سيّدة الانتقال للابتداء، ألبس الأب العامّ الطالبين شربل عصام قزني (من زحلة) وشربل الياس أنطونيوس (من عينبال- الشوف) ثوب الابتداء الرهبانيّ، وهكذا انضما إلى جمهور المبتدئين. ألف مبروك !

   تحت عنوان “الرب بحاجة إلى نَعَم منك لنقل بشرى الخلاص”، أقامت مدرسة دير المخلّص دورة صيفيّة للإكليريكية الصغرى من ٧ آب إلى ١٢ منه  ٢٠١٧ من تنظيم الأب جيلبير وردة رئيس الإكليريكيّة، شارك فيها 22 طالبًا من مختلف المناطق اللبنانيّة، وأحيى نشاطاتها إخوة الإكليريكيّة الكبرى، وتنوّعت برامجها بين الروحيّة والثقافيّة والترفهيّة.

   الأحد ٦ آب ٢٠١٧، إحتفل الرئيس العامّ بالقدّاس الإلهيّ يعاونه الآباء المدبّرون ولفيف من الكهنة المخلّصيّين. بحضور غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث وراعي الأبرشيّة المطران إيلي بشارة حدّاد والمطران إبراهيم إبراهيم، وحضور الرئيسة العامّة الأمّ منى وازن وأعضاء المجلس الأعلى لطائفة الروم الكاثوليك، ورؤساء البلديّات والمخاتير وجمهور من الكهنة والرهبان والراهبات وحشد كبير من المؤمنين. وقامت جوقة شبيبة المخلّص بقيادة المهندس بسّام نصرالله بخدمة القدّاس بأدائها الجميل والمميّز. بعد الإنجيل، ألقى الأب العامّ كلمة نوردها كما هي: أيّها الإخوة والأخوات الأحبّاء يبدأ متّى إنجيل التجلّي بالقول: “وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَل عَال مُنْفَرِدِينَ” ( متّى 17: 1). ما هو هذا الحدث الذي جرى قبل ستّة أيّام لكي يعطيه الإنجيليّ متّى هذه الأهميّة؟ قبل ستّة أيّام سأل يسوع تلاميذه السؤال الأساسيّ في حياتهم معه ألا وهو: “وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟” (متّى 16: 15). على هذا السؤال أجاب بطرس: “أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ” (متّى 16: 16). إنّ اعتراف بطرس ببنوّة المسيح وألوهيّته دفع يسوع ليُظهر لتلاميذه ماذا سيحدث له، أي لابن الله الحيّ قائلاً لهم: “إنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيرًا مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ” (متّى 16: 21). كلمات المسيح هذه لم يفهمها الرسل ولم يقبلوها، فجاء الجواب أيضًا على لسان بطرس قائلاً: “حَاشَى يَا رَبُّ لاَ يَكُونُ لَكَ هذَا” (متّى 16: 22). فجاءت كلمات يسوع لبطرس: “إذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ” (متى 16: 23). إنّ هذا الحدث المحوريّ في حياة الرسل مع يسوع هو المقدّمة الفعليّة لحدث التجلّي. الأيّام الستّة ترمز أيضًا إلى الأيّام الستّة الأولى التي خلق فيها الله العالم قبل أن يستريح في اليوم السابع. ففي اليوم السادس يقول لنا الكتاب المقدّس إنّ الله خلق الإنسان على صورته ومثاله، حيث كان الإنسان يرى الله وجهًا لوجه، ويعيش معه في الفردوس. وكأنّ جواب بطرس قبل ستّة أيّام من حدث التجلّي هو خطوة أولى، والعلامة الأولى التي عاد فيها الإنسان لرؤية وجه الله بيسوع المسيح، حتّى لو كانت هذه الخطوة ناقصة كي تكتمل في التجلّي. فاليوم السابع هو يوم التجلّي وليس يوم راحة. إنّه يوم دخول الإنسان في علاقة حميمة مع الله وذلك بدعوة شخصيّة من الله وتجلّت باصطحاب يسوع لتلاميذه الثلاثة إلى جبل ثابور، إنّه يوم الخليقة الجديدة، إنّه استباق للزمن الجديد، إنّه زمن العهد الجديد. اليوم، كما بالأمس، يتوجّه المسيح لنا بالسؤال عينه: وأنتم من تقولون إنّي أنا؟ أراد المسيح أن يعلّم التلاميذ ويعلّمنا فهم كلام بطرس لكي نتمكّن من رؤيته متجلّيًا. أراد المسيح أن يفهمنا أن الاعتراف بمسيحانيّته وألوهيّته، مهما لاسمى، غير كافٍ إن لم يكن نابعًا من خبرة حياتيّة مع المسيح. لذلك إنّ حدث التجلّي هو تلك الخبرة التي عاشها بطرس ويعقوب ويوحنا لفهم هويّة المسيح الحقيقيّة، وعندما عاينوا هذه الحقيقة وعاشوها بكلّ أبعادها قال بطرس ليسوع: “يَا رَبُّ، حَسَنٌ أَنْ نَكُونَ ههُنَا” (متّى 17: 4). إنّ فهم بطرس لبنوّة المسيح قبل التجلّي، كان فهمًا ناقصًا، لا بل مغلوطًا رغم اعترافه ببنوّة المسيح. فيسوع إبن الله الحي، بالنسبة لبطرس والرسل، هو ابن الله الجبّار، القويّ، الذي لا يُغلب، الذي يصنع العجائب ولا يمكن أن يتخطّاه أحد، وبالتالي لا يمكن أن يتألم وأن يموت. فبطرس لم يفهم حقيقة من هو الإبن ومن هو الآب. وبلتالي قال للمسيح: “حَاشَى يَا رَبُّ لاَ يَكُونُ لَكَ هذَا” (متّى 16: 22). وبهدف مساعدة بطرس ومساعدتنا أخذه يسوع على جبل مع يعقوب ويوحنّا وتجلّى أمامهم. لذلك كان عليه أن يذهب مع المسيح إلى هذا الجبل، ان يرتفع في عقله وفكره وقلبه وروحه إلى ما هو أرفع وأسمى. إنّ واقع بطرس يتكرّر في كلّ واحد منّا. وعلى سؤال المسيح غالبًا ما نجيب مثل بطرس: أنت المسيح ابن الله الحي، ونضيف حاشى أن يحدث لك ذلك يا رب، وبالوقت عينه نقول: حاشى أن يحدث ذلك لي يا رب، لا أريد أبدًا أن يحصل لي ما حصل لك. ففهم ذواتنا هو من فهمنا للمسيح. لذلك كي نفهم ذواتنا علينا أن نفهم المسيح، وكي نتمكّن من ذلك نحن بحاجة إلى نعمة خاصّة، هذه النعمة هي نعمة التجلّي، لذلك علينا أن ندخل في تلك الغمامة كي نستقبل فعلاً إبن الله، كي ندخل في معرفة وخبرة حقيقيّة لله. قبل ستّة أيّام حصلت شهادة إنسانيّة ليسوع وذلك على لسان بطرس، شهادة بقيت ناقصة. في التجلّي اكتملت الرسالة وظهرت على حقيقتها لأنّها أتت من الآب، أتت من الله ذاته. صوت الآب قال للتلاميذ: إنّ يسوع هذا الذي عاش معكم هو “إبني الحبيب”. هذا ال يسوع الذي عرفتموه محبًّا، قريبًا، جذّابًا هو أيضًا حسّاس، ضعيف ومهان. إنّ إبني الحبيب هو يسوع الذي تكلّم عن ألمه وموته، هو الإبن الذي سترونه خائفًا على جبل الزيتون، شاحب اللون بسبب الموت على الصليب. هذا الإبن هو نفسه الذي سترونه قائمًا من الموت مشعًّا ممجّدًا. إنّ الجمع بين هذين الوجهين صعبٌ جدًّا، وصعبٌ فهمه. ولكنّ هذا الوجه هو الوجه الوحيد للإبن المختار من الآب، الذي يتنازل حتّى الموت والذي يعمي أعداءه بنور القيامة. إنّ هذا السرّ العظيم لا يمكن أن نسبر غوره إلّا في السماء. والسماء هذه ظهرت على الأرض أمام التلاميذ في حدث التجلّي. في التجلّي ندخل في علاقة مباشرة مع الآب وليس فقط نرى وجه الابن، حيث نسمع كلام الآب يقول: “لَهُ اسْمَعُوا” (متّى 17: 5). إنّ الآب يُظهر لنا ذاته في إبنه الذي نراه متناقضًا، لأنّه في الوقت عينه ضعيف وقويّ، رقيق وجبّار، مهان وممجّد. “له اسمعوا” أي إقبلوه كما هو، كما ظهر لكم. فإذا تأمّلتم في وجهه تدخلون في سرّ الآب الذي يتجلّى في العدل والرحمة، في القوّة والتواضع. الأمس كما اليوم يتوجّه لنا الآب قائلاً: “له اسمعوا”، أي ضعوا فيه كلّ ثقتكم، إجعلوه محور حياتكم، إنّها دعوة لكلّ مسيحيّ، وبشكلٍ خاصّ لكلذ مكرّس. إنّ أمر الرب لنا بالسماع لإبنه يكمّل دعوة الإبن لنا لاتّباعه وحمل صليبه. إنّ يوم التجلّي هو يوم عنصرة جديدة، الذي نقبل فيه المسيح مصلوبًا وممجّدًا. ونحن كرهبان مخلّصيّين نحمل اسم المخلّص مدعوّون اليوم من الآب السماويّ، إلى سماع صوت المسيح وروحه القدّوس. فلنتقبّل هذه الدعوة إلى إتّباع المسيح الذي قبلنا للعيش بألفة معه بواسطة الروح القدس، نحن مدعوّون إلى التشبّه به واتخاذه مثالاً لنا في وجوده على الأرض: أي يسوع التطويبات، يسوع الغفران، يسوع الفقر، يسوع الإذلال، يسوع الوداعة. علينا أن نكون أمناء لرهبانيّتنا وأن نسير قدمًا في خدمة الكنيسة والعالم. واثقين وغير خائفين، هادئين في المحنة، آمنين في عالم غير آمن، أغنياء بفقرنا، مبشّرين بصمتنا. نحن نحتاج ليسوع ولنكون شهودًا على مجد الله، فنصبح عندها قادرين على العمل في سبيل تجلّي العالم! لنقترب إذًا من يسوع ولنكتشف بساطة حياته ورسالته، فلا يكون بعدها حدث التجلّي حدثًا رائعًا حصل في أحد الأيّام، منذ زمن طويل، في مكان ما على جبل الجليل، إنّما حقيقة تغمر عالمنا المتعطّش إليها. لنسمح إذًا ليسوع بأن يقترب منّا، ويلمسنا بواسطة جسده الذي يعطينا إيّاه في سرّ الإفخارستيّا والمغفرة التي يعطينا إيّاها في سرّ التوبة والاعتراف. ولنصغِ إلى صوته يدعونا ويقول لنا: “قوموا ولا تخافوا”، “لا تخافوا أنا غلبت العالم”! دعوا يسوع يلمسكم، لأنّ تجلّي العالم هو وديعة بين أيديكم. بعدها ألقى غبطة البطريرك كلمة هنّأ فيها الرهبانيّة بالعيد وقدّم لها كهديّة، بشخص رئيسها العامّ، التاج الأسقفيّ من تركة المثلث الرحمات المطران باسيليوس خوري، والذي كانت الرهبانيّة قد قدّمته لغبطته يوم انتخابه بطريركًا. بعد القدّاس أُقيم غداء للجميع في مدرسة دير المخلّص.

    ببركة غبطة البطريرك يوسف الأوّل، إنطلق “المؤتمر العالميّ لشبيبة الروم الملكيّين الكاثوليك” في أبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع، يوم الجمعة 4 آب 2017، وامتدّ ثلاثة أيّام. وقد شارك فيه أكثر من 250 شابًّا وشابّة من الحركات الرسوليّة والشبابيّة، من فلسطين والأردن ومصر وسوريا، الى جانب كهنة ورهبان من كلّ أبرشيّات لبنان، وشارك أيضًا جمهور الإكليريكيّة الكبرى وعدد من الكهنة المخلّصيّين. ويوم الأحد ٦ آب ٢٠١٧، إختَتم المؤتمر أعماله بزيارة إلى دير المخلّص، حيث استقبلهم الرئيس العامّ بالترحيب، مستعرضًا أمامهم أهم محطّات تأسيس الرهبانيّة، مشدّدًا على أهمّيّة الدير وقدسيّته، لأنّه قدّم شهداء وآباء قدّيسين، من بينهم الأب المكرّم بشارة أبو مراد الراهب المخلّصيّ. تلا الاستقبال عشاء وسهرة ترفيهيّة في باحة المدرسة.

    إحتفلت الرهبانيّة المخلّصيّة كعادتها بصلاة الغروب، مساء السبت ٥ آب ٢٠١٧، في كنيسة الدير، بحضور غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث وراعي أبرشيّة كندا المطران إبراهيم إبراهيم وراعي أبرشيّة صيدا المارونيّة المطران مارون عمَّار والرئيسة العامّة الأمّ منى وازن والأخوات الراهبات وعدد كبير من أبناء ب م، وحشد من المؤمنين. في ختام الصلاة أُقيمت رتبة تبريك الخبزات. بعدها دُعي الجميع إلى أمسية موسيقيّة غنائيّة أحيتها الأوركسترا الهارمونيّة الوطنيّة لموسيقى قوى الأمن الداخليّ، في الباحة الداخليّة لمدرسة دير المخلّص، بقيادة العقيد الدكتور زياد مراد والأداء المنفرد لكارول عون وشادي عيدموني. في بداية الأمسية رحّب رئيس الدير الأب نبيل واكيم بالحضور الكريم وبالفرقة الموسيقيّة. وفي الختام شكر قائد الأوركسترا الرهبانيّة المخلّصيّة مُمثّلة بشخص رئيسها العامّ لدعوتها وتنظيمها لهذا النشاط وخاصّة بالتنسيق مع رئيس الدير الأب نبيل واكيم، وهنّأ طائفة الروم الملكيّين بانتخاب البطريرك يوسف الأوّل الذي كان أستاذه في الموسيقى في جامعة الروح القدس الكسليك، مُعربًا عن فرحه بتقديم هذه الأمسية لأوّل مرّة بحضور غبطة البطريرك لحّام والمطران إبراهيم إبراهيم، وشاكرًا الجميع على حضورهم. بدوره رحّب الأب العامّ بالجميع شاكرًا الفرقة الموسيقيّة بقيادة العقيد زياد مراد، التي نقلتنا إلى السماء من خلال ألحانها وأدائها المميّز، ووعد بأنّ الرهبانيّة سوف ترفع الصلاة كلّ يوم من مذبح الدير على نيّة قوى الأمن بشكل خاصّ. وختم الأب العامّ مطمئنًا الجميع بأنّه لا خوف على لبنان إطلاقًا بوجود مؤسّسة قوى الأمن والجيش وبوجود العيش المشترك حيث تتجلَّى المحبّة والألفة بين جميع أبناء الوطن. وفي الختام قدّم الأب العامّ لسيادة العقيد أيقونة السيّدة العذراء عربون شكر ومحبّة.

    مساء السبت 5 آب 2017، تفقد وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل، سلسلة من المشاريع المائيّة التي تنفّذها الوزارة في منطقة إقليم الخرّوب. ومن ضمن برنامج الزيارة كان له محطّة في دير المخلّص في جون، حيث التقى بالرئيس العام للرهبانيّة ورئيس الدير الأب نبيل واكيم ورهبان الدير، واطّلع على أوضاعهم وحاجاتهم من مختلف الجوانب. ثمّ جال أبي خليل في أرجاء الدير مبديًا إعجابه بهندسته وبرسالته التاريخيّة، واستمع من الأب العامّ إلى تفاصيل تاريخ التأسيس منذ العام 1711 والمراحل التي مرّت بها الرهبانيّة.

   يوم العيد، 20 تموز ٢٠١٧، إحتفل الأب العامّ بالقدّاس الإلهيّ ، وعاونه رئيس الدير الأب نقولا الصغبيني والآباء: جورج إسكندر، فادي البركيل وثيوذورس زخّور. بحضور حشد من أبناء الرعيّة. بعد الإنجيل، ألقى الأب العامّ كلمة من وحي العيد داعيًا المؤمنين لعدم الخوف، لأنّ الله في وسط الكنيسة فلن تتزعزع، وكجواب على حضور الله في حياتنا، علينا أن نقبله ونترك كلمته تغيّرنا وتحوّلنا لنكون على مثال النبيّ إيليّا، خاصّة بقول الحقّ وبمجابهة الباطل. وختم الأب العامّ شاكرًا الأب نقولا صغبيني على خدماته التي يقوم بها في سبيل الدير والرعيّة، ومهنّئًا المؤمنين بالعيد. بعد القدّاس تناول الآباء لقمة المحبّة على مائدة الدير.

   بمناسبة عيد مار الياس، إحتفل الأب العامّ بالقدّاس الإلهيّ، مساء الأربعاء ١9 تموز ٢٠١٧، عاونه الآباء: جورج ميماسي رئيس الدير، جوزيف جبور، نضال جبلي وطوني قسطنطين. بحضور الآباء : نبيل واكيم، جوزيف واكيم، جورج إسكندر، الياس مايو، إدمون طانيوس وثيوذورس زخّور، وجمع من فعاليّات المنطقة والرسميّين وحشد كبير من المؤمنين. وقامت جوقة الإكليريكيّة الكبرى بخدمة القدّاس. شكر الأب العام في العظة الأب جورج ميماسي على جهوده المبذولة في خدمة الدير، ثمّ ألقى كلمة من وحي الإنجيل والعيد، مشدّدًا على أهميّة سماع الكلمة والنعمة والحقيقة التي تخرج من فم يسوع، هذه الكلمة إمّا أن نقبلها في داخلنا فتشفينا وتثمر في حياتنا، كما قبلتها أرملة صرفة صيدا ونعمان السوري على عهد إيليّا وأليشع، وإمَا أن نرفضها ونمتلىء حنقًا وشرًا فنغلق قلبنا وآذاننا وبالتالي نقتل النعمة ونقتل الله في حياتنا، تمامًا مثل الشعب، في المجمع، عندما أراد أن يرمي بيسوع من أعلى الجبل كما ورد في الإنجيل، ومثل الملكة إيزابيل التي رفضت صوت الحقّ في داخلها فتوعّدت النبي إيليّا بالقتل مما أدّى إلى هربه من وجهها. في ختام القدّاس بارك الأب العامّ الخبزات وبعدها دُعي الجميع إلى التهاني بالعيد ثمّ العشاء في مطعم جنة النهرين قرب الدير.

    بحضور نيافة الكاردينال ليوناردو ساندري رئيس مجمع الكنائس الشرقيّة، والمطران مارتشلّو سميرارو مطران ألبانو والزائر الرسوليّ لدير غروتافيرتا، والرئيس العامّ للرهبانيّة الأنطونيّة الأبّاتي داود رعيدي، ووكلاء البطاركة الكاثوليك في روما، وأمين السرّ المساعد في المجمع الشرقيّ الأب لورنسو، ووكلاء الرهبانيّات ورؤساء الإكليريكيّات الشرقيّة في روما، وبعض الآباء من دير غروتّافيراتا وبعض ممثّلي الرهبانيّات وحشد من الرسميّين والمؤمنين، دشّن الرئيس العامّ دير القدّيس باسيليوس في روما في القدّاس الإلهيّ الذي ترأّسه في كنيسة الدير المذكور، مساء الإثنين 5 حزيران 2017، وشارك فيه الآباء: سليمان أبو زيد، مطانيوس حدّاد، جوزيف جبّور، عبدو رعد، مارتن حياة وسالم فرح ووسيم المرّ. خدم القدّاس جوقة الإكليريكيّة الكبرى. بعد الإنجيل ألقى الأب العامّ كلمة وفي الختام ألقى نيافة الكاردينال ساندري كلمة، وأعطى البركة الختاميّة. بعد القدّاس دُعي الجميع إلى حفل عشاء في باحة الدير.

   يوم العيد احتفل الأب العامّ بالقداس الإلهيّ في دير القدّيس جاورجيوس في كفرحونة بمشاركة رئيس الدير الأب المدبّر جوزيف واكيم والأب المدبّر جوزيف جبّور، بحضور عدد من الآباء والإخوة وبعض فعاليّات المنطقة وحشد كبير من المؤمنين. بعد الإنجيل ألقى الأب العامّ عظة شرح فيها المعنى الحقيقيّ لعيد القدّيس جاورجيوس الشهيد المناضل عن الكنيسة والشاهد للمسيح بدون خوف، وذلك انطلاقًا من حدث القيامة الذي غيّر حياته مثلما غيّر حياة الرسل وحياة الكنيسة، لتنزع عنها الخوف، وتكون مرسَلة وشاهدة في العالم أجمع. في الختام شكر رئيس الدير الأب جوزيف الرئيسَ العامّ والكهنة المشاركين والإخوة الذين خدموا القدّاس، داعيًا الجميع إلى الغداء في الدير.

    يوم السبت ٢٢ نيسان الساعة السادسة مساءً، إحتفل الأب العامّ في قدّاس عيد القدّيس جاورجيوس، في المعلّقة-زحلة، يعاونه كاهن الرعيّة الأب فادي البركيل والآباء: نقولا الصغبيني وجورج إسكندر وفرانسوا كتّورة وربيع أبو زغيب وثيوذورس زخّور. بحضور عدد كبير من المؤمنين. شكر الأب العامّ في عظته الأب فادي على كلّ ما يبذله من جهد وتعب من أجل الرعيّة، وتابع عظته من وحي عيدَي القيامة والقدّيس جاورجيوس مشدّدًا على أنّ محور إيماننا هو يسوع المسيح القائم من الموت، والذي ظهر للتلاميذ والأبواب مغلقة مبدّدًا الخوف بقوله لهم: “السلام لكم… كما أرسلني الآب كذلك أنا أرسلكم”، وهذا السلام هو الرسالة التي حملها التلاميذ إلى العالم أجمع، وخاصّة الى الإنسان الخائف والضعيف، وذلك من أجل إبقاء شعلة الإيمان مضاءة، وأضاف: نتذكّر اليوم شهداء معلولا الذين باستشهادهم يكملون حمل شعلة الإيمان، مع طغمة التلاميذ والقدّيسين، وخاصّة شفيع هذه الرعيّة القدّيس جاورجيوس المظفّر؛ وهذه الشعلة علينا أن نحملها نحن أيضًا. تلا القدّاس عشاء في مطعم تري لايت- كسارة، قدّمت فيه لجنة الوقف درعًا تذكاريًّا للأب فادي تقديرًا لجهوده المبذولة في الرعيّة.

   لبّى راعي أبرشيّة صيدا الجديد للموارنة المطران مارون عمّار دعوة الرئيس العامّ لزيارة دير المخلّص، وذلك يوم الثلاثاء 18 نيسان 2017، يرافقه بعض كهنة الأبرشيّة المارونيّة، بحضور المطران إيلي بشارة الحدّاد. بعد جولة على الكنيسة والصالون الرئاسيّ أُقيم على شرفهم غداء على مائدة العامر. وكان للزيارة الوقع المميّز في نفوس الجميع.

    يوم الجمعة ١٧ آذار ٢٠١٧، وضمن برنامجه في ممارسة رياضة المشي الجبليّ، قام الرئيس السويسريّ السابق السيّد Pascal Couchepin بزيارة إلى دير المخلّص، يصحبه كلّ من السفير السويسريّ في لبنان François Barras والسيّد Yves Tabin والسيّد ميشال مفرّج. وكان في استقبالهم، في الصالون الرئاسيّ، الرئيس العامّ الأرشمندريت أنطوان ديب، بحضور النائب العامّ ورئيس دير المخلّص الأب نبيل واكيم والقيّم العامّ الأب حبيب خلف والأب جيلبير وردة. وخلال الغداء تبادل الرئيس السويسري والأب العامّ الأحاديث حول مواضيع عديدة على المستويين السياسيّ والدينيّ وحول تاريخ تأسيس الدير ونشأة كنيسة الروم الملكيّين الكاثوليك. بعد الغداء جال الجميع في أرجاء الدير.

    ترأّس غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، القدّاس الإلهيّ، في مناسبة ذكرى انتقال الراهب المخلّصي المكرَّم الأب بشارة أبو مراد، في كنيسة دير المخلص، وعاونه في الخدمة: الرئيس العامّ الأرشمندريت أنطوان ديب ولفيف من الآباء المدبّرين وكهنة الرهبانيّة، في حضور الرهبان والراهبات وحشد من المؤمنين. بعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى غبطته عظة، اعتبر فيها أن “الأب بشارة أبو مراد هو رجل صلاة، وقد تصفحت حياته للأب قسطنطين الباشا، فوجدت الأمر أكثر تردادًا في ذكريات الأب قسطنطين الباشا الخاصّة، وما سمعه من الآخرين: هو الصلاة، الصلاة منذ الصباح الباكر بحيث كانت الصلاة عنده حالة وليست عملا، كما كانت انطلاقة عمله وخدمته”. وقال: “ان بشاشة الأب بشارة مشتقّة من لقائه مع الله، وهذا ما انعكس على علاقته مع الآخرين، ومن هنا، بشاشته ولطفه نحو الآخرين”. اضاف “نحن على أبواب الصوم، ويجب الاقتداء بالأب بشارة أبو مراد، الاقتداء بمحبّة الفقراء، لا سيّما أيّام الحرب العالميّة الأولى، فقد كان الأب بشارة يحرم ذاته من الأكل لأجل الفقراء، وذلك حتّى الجوع. ومرض من الجوع ومات متأثرًا بمفاعيل الجوع عليه. شهيد الفقراء! شهيد الجوع!”. وتابع “إنا نستنشق الآن روائح زكيّة، كأنّا متخطرون في فردوس آخر، فردوس فضائل النسّاك التي غرسها الله، وبها أزهر هؤلاء الكاملو البرّ بإمساك ودموع، مقدمين لله أثمار سيرتهم المتنوعة”، متوجها إلى الحاضرين: “لنمدح يا مؤمنون بالتسابيح، محفل جميع الآباء الناسكين ببرّ، ونكرّم بالأناشيد يا إخوة، بنفوس متفقة وعقول إلهيّة، رؤساء كهنة المسيح، لأنّهم ساروا بالإمساك والصيام النقيّ، وكشفوا لنا إنجيل المسيح، ولنقرّظ معهم النساء المتّشحات بالله اللامعات، ولنقتد بسيرتهم بما يليق بالله، لننال عنده غفران الخطايا”. وقال: “ها قد وافى الزمان، فاتحة الجهادات الروحيّة، والغلبة على الشياطين، وسلاح الإمساك، وجمال الملائكة والدّالة لدى الله. لأنّ موسى بالصوم صار كليمًا للخالق، وسمع بأذنيه صوتًا من غير أن يرى. فيا ربّ… أهّلنا بواسطته أن نسجد لآلامك وقيامتك المقدّسة، بما أنّك محبّ للبشر”. وختم “باقبالنا على الصيام الطاهر، هلمّ نبادر كلّنا إلى تذليل البشرة بالإمساك. ولنطلب الربّ مخلّصنا بالدموع والصلوات، ولننس الشرور كلّ النسيان، هاتفين: خطئنا إليك أيّها المسيح الملك، فخلّصنا كما خلّصت أهل نينوى قديمًا، واجعلنا شركاء في ملكوتك السماويّ أيّها المتحنّن، ولنبتدئ بالإمساك الكامل الإكرام مسرورين، متلألئين بأشعّة أوامر المسيح إلهنا المقدّسة، بضياء المحبّة الساطع، وبرق الصلاة، وطهارة العفاف، وقوّة الشجاعة، لكي نبلغ مضيئين بنور عدم الفساد إلى قيامة المسيح المقدّسة”.
كما كانت كلمة للرئيس العامّ، أكّد فيها أنّ “عيد الأب بشارة هذا العام هو بمثابة عيدين: الأوّل لأنّه عيده، والثاني لوجود غبطة البطريرك بيننا، وهو ابن الرهبانيّة المخلّصية، الذي به تفتخر وتكبر وتتقدّس”، معتبرًا أنّ “وجود البطريرك لحام هو اجتماع العائلة المخلّصيّة حول الأب بشارة”، آملا أن “يأتي العام المقبل ويكون الأب بشارة قد أصبح طوباويًّا”.
وفي ختام القدّاس قدّم البطريرك إنجيلاً ذهبيًّا للرهبانيّة المخلّصيّة.

    يوم السبت 18 شباط 2017، بتنظيم من “عيلة أبونا بشارة”، أحيت جوقة سانتا ماريّا، بقيادة السيّد جميل توفيق، رسيتالاً روحيًّا في دير المخلّص بحضور راعي الأبرشيّة المطران إيلي بشارة حدّاد والرئيس العامّ ومرشد الجوقة الأب المدبّر نبيل واكيم، والأب المدبّر جوزيف واكيم، والأب جهاد فرنسيس والمخرج طوني نعمة، وعدد كبير من الآباء والرهبان والراهبات والمؤمنين. تخلّل الرسيتال محطّات تأمّليّة من وحي الأب بشارة. في الختام شكر الأب العامّ جوقة السانتا ماريّا التي قدّمت أداءً مميّزًا رفعت فيه المؤمنين إلى السماء، وبدوره رفع راعي الأبرشيّة صلاة الأبانا والسلام على نيّة الجوقة مانحًا البركة للجميع.

    يوم الأربعاء ١٥ شباط ٢٠١٧، إحتفل الأب العامّ في ذكرى الأب المكرّم بشارة أبو مراد الراهب المخلّصيّ في بيت الأب بشارة – الإكليريكيّة الكبرى في جعيتا، وعاونه الآباء: نبيل واكيم، جوزيف جبّور، نضال جبلي، الياس صليبا وشارل شاميّة. بحضور غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث، والرؤساء العامّين نجيب طوبجي، إيلي معلوف ومالك أبو طانوس، والرئيسات العامّات دنيز عاصي ومنى وازن، وبعض الرسميّين والعسكريّين ورؤساء البلديّات والمخاتير، إضافة إلى رؤساء الإكليريكيّات وحشد من الآباء والرهبان والراهبات والإخوة من مختلف الرهبانيّات وجمع كبير من المؤمنين. بعد الإنجيل ركّز الأب العامّ في عظته على بطولة الأب بشارة في عيشه الفضائل الإلهيّة والأدبيّة ولاسيّما فضيلة الطاعة التي عاشها بكمالها، وذلك من خلال ما كتبه معاصرو الأب بشارة، وأضاف: إذا أردنا أن نختصر حياة هذا الراهب نقول إنّها تجسيد لنعمة الله في العالم، هو الذي أفرع ذاته من كلّ شيء ليمتلئ من المسيح فقط. ولذلك صار مسيحًا آخر، نذر نفسه ليضعها في خدمة الله وخدمة الإنسان. لقد عرف الأب بشارة أن ينقل إلى العالم روح الله من قلاّيته ليتنسّك في العالم وفي الرعيّة وهذه بطولته أنّه عاش راهبًا ناسكًا، زاهدًا وسط عالم صاخب يلهث وراء المادّة. وفي الختام وضع الأب العامّ الحاضرين في أجواء سير دعوى التطويب والأعجوبة التي رُفعت من لبنان بانتظار إثباتها في روما، طالبًا من الحاضرين الصلاة لنيل نعمة التطويب في القريب العاجل. بعد القدّاس دُعي الجميع إلى العشاء على مائدة الإكليريكيّة.

    تدشين كنيسة القديس جاورجيوس – المعلقة (زحلة) يوم السبت ١٠ كانون الأوّل ٢٠١٦، احتفلت الرهبانيّة المخلّصيّة بتدشين كنيسة القدّيس جاورجيوس- معلقة، بعد ترميمها وتجديدها، وذلك خلال قدّاس احتفاليّ ترأّسه سيادة المطران عصام يوحنّا درويش رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك، عاونه فيه الرئيس العامّ الأرشمندريت أنطوان ديب، وخادم الرعيّة الأب فادي بركيل والأب طلال تعلب والشمّاس الياس إبراهيم، بحضور عدد كبير من الرهبان المخلّصيّين ورجال الدين والسياسيّين والرسميّين، تقدّمهم المطران بولس سفر، والمونسنيور عبدو خوري ممثّلاً المطران جوزف معوّض، ودولة الرئيس إيلي الفرزلي، ورئيس بلديّة زحلة – المعلقة وتعنايل المهندس أسعد زغيب، ورئيس جهاز أمن الدولة في البقاع العميد فادي حدّاد، ورئيس دائرة الأمن العامّ الأولى في البقاع المقدّم بشارة أبو حمد، وعميد المعهد العالي للدكتوراه في الجامعة اللبنانيّة الدكتور طوني عطالله، بالإضافة إلى القضاة والمخاتير وممثّلي الأحزاب. بدأ القدّاس برتبة تبريك المياه التي كرّس فيها المطران درويش أرجاء الكنيسة، ومن ثمّ تمّ دهن الأيقونات بزيت الميرون المقدّس، تلتها رتبة غسل المذبح الجديد ودهنه بالميرون ووضع الشراشف والصليب والمراوح والشموع عليه، وسط تراتيل رفعتها جوقة الإكليركيّة المخلّصيّة الكبرى التي خدمت القدّاس. بعد الإنجيل المقدّس الذي تلاه المطران بولس سفر ألقى المطران عصام يوحنّا درويش عظة هنّأ فيها الرهبانيّة المخلّصيّة وأبناء بلدة المعلّقة بالكنيسة الجميلة وممّا قال: ” أنتهز فرصة وجود سيادة الرئيس العامّ لأشكر للرهبانيّة المخلّصيّة، عبر شخصه الكريم على خدمتها لهذه الرعيّة طيلة 194 عامًا، فاسم الكنيسة ارتبط بالرهبانيّة منذ تأسيسها مع هؤلاء الآباء القدّيسين الذين تفانوا بخدمة آبائكم وأجدادكم وحافظوا على شعلة الإيمان. في نهاية القرن السابع عشر تأسّست الرهبانيّة الباسيليّة المخلّصيّة في دير المخلّص، فنشط الآباء المخلّصيّون في زحلة وفي المناطق الأخرى، يبنون الأديار والكنائس ويبشّرون ويقيمون الاحتفالات الليتورجيّة. وفي العام 1822 في عهد المطران أغناطيوس العجوري، بدأت الرهبانيّة تبني الكنائس في زحلة على أملاك اشترتها الرهبانيّة، منها كنيسة القدّيسة تقلا في حيّ مار مطانوس ويوحنّا المعمدان في حوش الزراعنة، أمّا كنيسة القدّيس جاورجيوس في المعلّقة فبُنيت على أرض تخصّ الأمير بشير شهاب بسماح من أبنائه. وفي العام 1912 حصل وكيل الرهبانيّة الخوري فلابيانوس العثماني على إذن من البلديّة للقيام ببعض الإصلاحات ورفع السقف إلى ما هو عليه الآن. وها هو الأب فادي بركيل يكتب من جديد تاريخ هذه الكنيسة ويعيد تأهيلها بعد أن أخذ إذنًا منّا ومن الرهبانيّة المخلّصيّة. نشكره على تعبه ونشاطه وسهره ونبارك عمل يديه، فالكنيسة تبدو الآن كلؤلؤة تاريخيّة. الأب فادي أعاد إليها حلّتها يوم تأسّست ويوم بناها الرهبان المخلّصيّون. وأنا شخصيًّا تابعت مثل كلّ واحد من أبناء الرعيّة مراحل العمل فيها والمشاكل التي جابهته، فكان صلبًا في مواجهتها وليّنًا في التعامل مع الجميع، لذلك لم يتوانَ أحد منكم من تقديم المساعدة له لإنهاء تجديدها وإعادة تأهيلها، فله ولكم يا أبناء وبنات رعيّة القدّيس جاورجيوس شكرنا ودُعاؤنا وبركتنا والله وحده سيكافئ المحسنين الذين تبرّعوا بوقتهم ومالهم. أتوجّه ألى أهله الأحباء وأحيّيهم وأثمّن حضورهم معنا فلهم أيضًا شكرنا ومحبّتنا. أيّها الأحباء اليوم أصبح لكم كنيسة جميلة وفي حناياها عبق القدّيسين وبخور وتقادم أبائكم وأجدادكم. وفيها تراث مقدّس يجب أن تحافظوا عليه. لكنّ الكنيسة ليست فقط المبنى الحجريّ الماديّ، إنّها أنتم، أبناء وبنات الكنيسة، والكنيسة ليست هنا فقط، الكنيسة هي كلّ بيت وكلّ عائلة وكلّ مؤمن. وبعد إعادة تأهيلها نأمل أن تكونوا أكثر التزامًا، لتنشيط الحياة فيها وأكثر التزامًا في حياتكم المسيحيّة، وأن تُظهروا بأعمالكم وطريقة حياتكم وفكركم روح الإنجيل، وأن تكونوا رعيّة موحّدة وقويّة. الرعيّة بحاجة إلى تعاون وثيق بين الكهنة والعلمانيّين فوحدة الرعيّة تبدأ من التضامن بين هذين الجناحين، العلمانيّ والإكليريكيّ، لأنّها بأمسّ الحاجة إلى شركة روحيّة حقيقيّة لتكمّل رسالتها. والتعاون والتواصل بين الفريقين يثبّت الإيمان ويسهّل الطرق لعمل الروح القدس في النفوس. لذلك أطلب أن يقوم تعاون وثيق بيننا نحن المكرّسين مع العلمانيّين لتقوم في الكنيسة شركة روحيّة حقيقيّة برعاية الروح القدس الذي جعلنا قوّامين لنرعى معًا كنيسته “التي اكتسبها بدمه” (أع: ٢٠: ٢٨). في زمن المجيء تُقدّم لنا الكنيسة فرصًا روحيّة كثيرة لنستعدّ لحضور المسيح بيننا ولكي نوجّه حياتنا كلّها نحو المسيح المولود في مغارة. نحن نسير في هذه الأيام مع مريم لملاقاة المسيح، وهي مناسبة لكلّ واحد ليجعل قلبه مذودًا يستقبل فيه الطفل يسوع.R32;زمن المجيء يدعونا الى التأمّل بمجيء المسيح فهو يحمل لنا الرجاء والرحمة والحياة. وروح المجيء يكمن في الإصغاء إلى الله وإلى رغبة عميقة في تحقيق مقاصد الله. من جديد أُعرب عن فرحي بتكريس هذه الكنيسة بعد إعادة ترميمها فقد أصبحت من أجمل الكنائس. لكنّ جمالها لن يكتمل إلاّ إذا كنتم في داخلها، فبهاؤها يتألّق فيكم وهي تتقدّس في المصلّين الذين يأمّونها. أُنهي عظتي بكلام قاله بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيّين: “فإنَّ كلَّ بيتٍ لهُ بانٍ. أمّا باني الكلّ فهو الله”. ندعو معكم ونصلّي معكم لجميع الذين ساهموا بأعمال الترميم بالخير والبركة ولكم جميعًا نعم الربّ. أمين. وفي نهاية القدّاس كانت كلمة للأب العامّ فقال: “هذا اليوم هو يوم مبارك بالنسبة للرهبانيّة المخلّصيّة وبالنسبة لنا كلّنا، لأنّ الرهبانيّة تريد دائمًا أن تظهر بأبهى حلّة لها من خلال أديارها ورهبانها. عندما تكلّمنا مع الأب فادي لتحديد تاريخ تدشين هذه الكنيسة المباركة، ليس صدفة أنّنا اخترنا العاشر من كانون الأوّل، لأنّه تاريخ إعلان الأب بشارة أبو مراد مكرّمًا في الكنيسة. الأب بشارة إبن هذه المدينة وابن هذه الأبرشيّة، وابن الرهبانيّة المخلّصيّة، وهو نور ساطع في سماء الكنيسة، وتدشين هذه الكنيسة اليوم هو أيضًا نور ساطع وشهادة حيّة بأنّ الكنيسة في هذه المدينة وتحت رعاية صاحب السيادة تظهر اليوم ساطعة في سماء وطننا وفي سماء هذا الشرق. أبونا فادي عندما أتيت تعرض علينا تجديد هذه الكنيسة كلّنا إرتابنا الخوف، ولكن دائمًا كنّا نعلم أنّ المسيح في وسطها. وعندما يكون المسيح حاضر في النفوس قبل كلّ شيء لا يمكن إلاّ أن يظهر حضوره في وسط الكنيسة. أجل لقد اخترنا هذا التاريخ لنبرز صفة الأب بشارة الذي أحبّ كنيسة البشر وكنيسة الحجر، وهذه الصفة تنطبق على هذه الرعيّة المباركة: فالأب بشارة عندما بنى الكنيسة في بنويتي، كانت الحرب الكبرى الأولى مندلعة، ورغم ذلك تمكّن من بناء كنيسة الحجر والبشر. واليوم، وفي ظلّ هذا الواقع المظلم الذي يعيشه الشرق، نرى عمل الأب فادي الذي استطاع ببركة الله وبركة راعي الأبرشيّة والأمّ الرهبانيّة أن يصنع معكم هذه المعجزة. أودّ أن أعود وأذكّركم بأوّل كلمة قلتها لكم في عيد القدّيس جاورجيوس الماضي: “نحن عائلة واحدة، أنتم الرهبانيّة المخلّصيّة ونحن رعيّة ما جريس”. أغتنم الفرصة لأقول لكم أنّ الكنيسة بخير، والأبرشيّة بخير، والرعيّة بخير، والرهبانيّة بخير. واليوم نحصد نعم الربّ علينا. من أسبوع فقط إستلمت الرهبانيّة ديرًا في روما، وقبله دشّنت دير مار سركيس وباخوس في معلولا، وقبله دشّنت الرهبانيّة تجديد دير مار جرجس في كفرحونة، واليوم نتابع مع سيادة راعي الأبرشيّة موضوع بناء المجمّع الراعويّ في أبلح. وحيثما هناك ظلمة نحن موجودون لنعطي النور، وحيثما هناك جحود نحن موجودون لنعطي الإيمان وحيثما هناك بغض نحن موجودون لنعطي المحبّة. أجل هذه هي الرهبانيّة وهذا هو الأب فادي. ألف مبروك لنا جميعًا”. وبعدها ألقى كاهن الرعيّة كلمته، نوردها كما هي: “هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ولنتهلّل به. عملًا بوصيّة المؤسس المطران أفتيميوس الصيفيّ الأخيرة لرهبانه: “يا أولادي إفرحوا ولا تغتمّوا فهذه مشيئة الربّ. أنا أسّستكم وصيّرتكم قربانة رهبانيّة مقدّسة، وجئت بكم من أماكن مختلفة وبلاد بعيدة متفرقة وكمّلتكم بالوسم الكهنوتيّ المقدّس ووضعت البعض منكم في خدمة الرعيّة الكاثوليكيّة ليس لكي أمكث هنا بطّالاً مستريحًا بل لكي أجدّ بواسطتكم في فلاحة كرم المسيح في رعيّتي وفي كلّ مكان”. منذ تسلّمي لخدمة الرعيّة سنة 2009 عملت بروح الإيمان وبإلهام من الروح القدس على جمع كفاءات وخبرات أبناء الرعيّة لتثمر الجهود والتضحيات في سبيل نهضة هذه الرعيّة بشرًا وحجرًا. من هذا المنطلق كانت النيّة لتجديد كنيسة مار جريس الكاثوليك في المعلقة، بعد أن تعرّضت أثناء الحوادث الأليمة لانهيار شبه كامل. وهذا ما حذا بنا أن ننشط كي تلبس لباسها الجديد، إيمانًا منّا بأنّ بيت الله هو بيت جمال وقداسة وتقوى ولا أروع. بعد دراسات وخرائط هندسيّة وتكاليف لهذا المشروع، كان لا بدّ من أخذ موافقة الهيأة القانونيّة في الرهبانيّة الباسيليّة المخلّصيّة التي تجاوبت مع مطلبنا بمبادرة خيّرة كريمة. قبل البدء، إستلهمتُ الربّ يسوع وصفيّه شفيعي المكرّم الأب بشارة أبو مراد، ليقفا معي في هذه المسيرة الشاقّة لإنجاز هذا المشروع من ضمن الأهداف التي رسمناها. وكانت هذه الشفاعة بمثابة إشارة محبّة وبذور عطاء. وليس صدفة اليوم أن يتمّ تدشين الكنيسة في ذكرى إعلان الأب بشارة مكرّمًا، طالبًا من الربّ أن يرفعه إلى مصفّ القدّيسين. إنّنا نقدّم هذه الذبيحة الإلهيّة، شكرًا لله على إنجاز هذا المشروع الراعويّ الكبير، وكانت يدُه الخفيّة ويدُ القدّيس جاورجيوس شفيعِ الكنيسة، ويد الأب بشارة معنا في تحقيقه. ونلتمس منهم مكافأةَ الخير والنِّعم لكم ولكلّ المُحسنين وللّذين لهم تعب ومساهمة فيه. سيادة الراعي الجليل جاء هذا اليوم المجيد لنفرح ونبتهج بقدومكم لكي تدشّنوا هذه الكنيسة بعد تجديدها وتباركوا وتقدّسوا هيكل الله حيث ترفعون ذبيحة المسيح من أجل خلاص البشر وتوفيق أبناء الرعيّة والمحسنين إليها. لكم منّا جميعًا محبّتَنا واحترامَنا، ونحن نقدّر ما تقومون به من مشاريع كبيرة لما فيه خير أبنائنا في زحلة وجوارها. نقف وإيّاكم أبتِ العامّ مع مجلس مدبّريكم الموقّرين، شاكرين لكم دعمكم الروحيّ والماديّ ومحبّتكم وغيرتكم من أجل إتمام بناء وترميم هذه الكنيسة. لقد قلتم لنا ابدأوا ونحن أمامكم ومعكم ولم تخذلونا أبدًا، وقدمتم لنا ثمانين ألف دولار سابقًا واليوم أكملتم تقدمتكم بـعشرة آلاف أخرى. فشكرًا للرهبانيّة الباسيليّة المخلّصيّة بشخصكم الكريم والتي أفتخر وأعتزّ أن أكون راهبًا وابنًا من أبنائها. أشكر كلّ المهندسين والعمّال الذين عملوا على إنجاز هذا المشروع الكبير ليظهر بحلّة بهيّة. وأخصّ بالذكر المهندس ماهر أبو زيد الصديق والأخ الذي أبدع في تصميم هذه الكنيسة وتابع أعمال الترميم فيها بكلّ أمانة وإخلاص. أشكر إخوتي الكهنة وأخواتي الراهبات، طالبًا من العذراء أن ترافقهم في حياتهم الرسوليّة. شكري الكبير للمجلس الرعويّ الذي رافقني طيلة هذه الفترة، وعملنا معا كخليّة نحلٍ وفريق عمل متجانس من أجل تحقيق هذا الهدف المنشود. كما أشكر جنودًا مجهولين وقفوا إلى جانبنا بكلّ إمكانيّاتهم وقدراتهم وهم كثر. الشكر لأخويّة سيّدة البشارة على محبّتكم الكبيرة والتزامكم بالاهتمام في هذه الكنيسة طالبًا من العذراء شفيعتكم أن تنعم عليكم البركات وتزيدكم بالتوفيق والنجاح والازدهار لكم ولكلّ عائلاتكم. وإن نسيت فلا ولن أنسى شبيبة الكنيسة الذين أحببتهم وأحبّوني، طيلة ثلاث سنوات منذ تأسيسهم وتشاركت وإيّاهم لقاءات الصلاة والخدمة والعمل والفرح. أنتم مستقبل هذه الكنيسة، وأعود لأكرّر وأردد قول قداسة البابا فرنسيس “كنيسة بلا شباب كنيسة بلا مستقبل وشباب بلا كنيسة شباب بلا مستقبل”. هذا بيتكم وهذه رعيّتكم، أقيموا فيهم. تعالوا لنرتوِ من كلام الربّ، لننطلق ونكون شهودًا لآخرين. أمّا أنتم يا أبناء وبنات رعيّتي المحبوبين، أصحاب الأيادي البيضاء، لا يسعني أن أعبّر مهما سمت الكلمات عن نبض مشاعري بالوفاء والتقدير سوى رفع الصلوات وضوعُ البخور والطيوب أمام هذا المذبح وفي أرجاء هذه الكنيسة اللؤلؤة كي يسكب الله عليكم الوزنات الوفيرة التي يستحقّها كلّ منكم. لقد برهنتم بسخاءآتكم الكبيرة والوفيرة أنّكم أبناء هذه الكنيسة الصالحون، وأنّ الربّ الذي أعطانا مواهبه يستحق منّا أن نبادله التكريم في بيت العبادة، عملتم معنا بقول الربّ يسوع “لا تعرف شمالك ما تصنع يمينك”، فافرحوا لأنّ أسماءكم محفورة في قلوبنا كما هي مكتوبة في سجلّ الله. لقد أصبح لديكم كنيسة مجيدة، بفضل جهودكم وجهود محبّيكم، أمّا الآن فيبقى لنا أن تزدان كنيستنا بمشاركتكم في الصلوات لتزهو الذبيحة الإلهيّة بتضرّعاتكم وحضوركم لنضفي على هذه الرعيّة الوحدة والمحبّة والرجاء، فزينة الكنيسة أبهاها الإنسان والإيمان والخشوع أمام القربان. شكري لأهلي الذين أتوا من معلولا أرض الشهادة والقداسة ليشاركوني هذه الفرحة. شكري لجوقة الإكليريكيّة الكبرى ولأصواتهم الملائكيّة الذين خدموا هذا القدّاس. شكري للسيّد الصديق سيزار المعلوف على تقدمته الكوكتيل لهذه المناسبة. أشكر وسائل الإعلام ولا سيّما تلفزيون تيلي لوميار الذي ينقل هذا القدّاس الاحتفاليّ. شكرًا لكم جميعًا أنتم الذين لبّيتم الدعوة، من قريب أو من بعيد طالبًا من القدّيس جاورجيوس أن يرافقكم ويحفظ خطاكم لتسيروا في طريق الربّ حاملين شعلة المحبّة والسلام في قلوبكم”. بعد القدّاس قدّم الأب فادي باسم الرعيّة أيقونة القدّيس جاورجيوس للرئيس العامّ كعربون محبّة ووفاء، كما قدّم صليبًا من القدس إلى المهندس ماهر أبو زيد الذي هندس وأشرف على الأعمال. وفي الختام أُقيم حفل كوكتيل في صالون الرعيّة.

   بعد مفاوضات دامت حوالي سنة ونصف، بين الأب العام والمجمع الشرقي وآباء غروتافراتا والزائر الرسوليّ على دير غروتافراتا المطران مرتشلّو سيميرارو (مطران ألبانو)، تمّ التوصّل الى توقيع اتفاقية بين الرهبانيّة المخلّصيّة والزائر الرسوليّ المطران سيميرارو، بتاريخ 1 كانون الأول 2016، لاستلام دير القدّيس باسيليوس في روما لمدّة 25 سنة قابلة للتجديد. وتمّ تعيين الأب عبدو رعد مسؤولاً عن الدير لتأهيله وتجهيزه بالتنسيق مع وكيل الرهبانيّة في روما الأب سليمان أبو زيد. وانضمّ الى جمهور الدير الأب وسيم المرّ الذي يكمل دراسته الموسيقيّة في المعهد البابويّ للموسيقى الدينيّة.

     مساء الأحد 20 تشرين الثاني 2016، فرحت الرهبانيّة بالرسامة الكهنوتيّة لابنها الشمّاس رامي حجّار على مذابحها في دير المخلّص، بوضع يد راعي أبرشيّة صيدا ودير القمر المطران إيلي بشارة حدّاد. وذلك بحضور أصحاب السيادة المطارنة: إبراهيم نعمة و جول يوسف زريعي والياس شقّور والأرشمندريت نقولا حكيم ممثّلاً سيادة المطران عصام يوحنّا درويش، آباء وإخوة ب. م. وأهل المرتسم الجديد وحشد من الراهبات المخلّصيّات. وفي عظته عبّر راعي الأبرشيّة عن سروره برسامة الأب رامي حجّار، وقال:

السيامة هي عمل الروح القدس، وكم بالحريّ في هذا اليوم، يوم اختتام سنة الرحمة، يملأ الربّ رحمته في قلب المرتسم الجديد ليكون كاهنًا رحيمًا. وشكر عائلة الحجّار التي تميّزت بالأمانة لإرادة الله وسهرت على إيصال الكمّ الكافي من القيم لرامي وأخواته. إنّه ابن رعيّة قيتولي الناشطة والمعروفة بتقليد كنسيّ وليترجيّ ورهبانيّ عامر. كلّ هذا التقليد يحمله اليوم رامي وقد قرّر أن يحافظ على التسلسل في عداد المكرّسين من قيتولي. وهي التي تَخَرّج منها العديد من كبارنا، أساقفة ورهبانًا وكهنة وعلمانيّين برزوا في الكنيسة والوطن.


يوم السبت ١٩ تشرين الثاني ٢٠١٦، بمناسبة ذكرى المؤسّس السعيد الذكر المطران أفتيميوس الصيفيّ، اجتمع الرهبان في الكنيسة الساعة التاسعة والنصف ليرنّموا وتأمّلوا في بعض محطات من حياة المؤسّس، ثمّ أصغوا الى حديث للأب العامّ بعنوان “آفاق وتحدّيات الحياة الرهبانيّة اليوم”. وعند الساعة الحادية عشرة والنصف إحتفل الأب العامّ بالقدّاس الإلهيّ، يعاونه جمهور كبير من الكهنة، بحضور راعي الأبرشيّة المطران إيلي بشارة حدّاد، وراعي أبرشيّة الجليل سيادة المطران جورج بقعوني، والأمّ منى وازن، وجمهور الراهبات والرهبان وحشد من المؤمنين. تخلّل القدّاس إبراز النذور المؤقّتة لخمسة إخوة وهم: فادي الزعتري، جوزيف المصري، ريشار فرعون، بول ديمرجيان وأنطوني أبو رجيلي. وبعدها مباشرة ألبس الأب العامّ ثوب الابتداء لأربعة إخوة هم: يونس عون، عامر وهبة، رودي أبو سعدى وأنطوني داغر. وفي العظة رحّب الأب العام براعي الأبرشيّة إبن الرهبانيّة البارّ، وبسيادة المطران جورج بقعوني الذي حضر خصّيصًا للمشاركة في نذر إبن أخته (الأخ جوزيف المصري)، ورحّب أيضًا بالرئيسة العامّة الأمّ منى وازن والأخوات الراهبات وبكلّ الحاضرين، مهنّئًا الناذرين والمبتدئين الجدد، وشاكرًا أوّلًا الربّ الذي يرسل الدعوات إلى الرهبانيّة، وثانيًا معلّمَي الابتداء السابق الأب المدبّر نبيل واكيم، والحاليّ الأب نضال جبلي مع مساعده الأب ميخائيل حدّاد. وبعد دورة القرابين جدّد أبناء ب. م. نذورهم الرهبانيّة بدءًا بالأب العامّ مرورًا بالآباء ثمّ الإخوة. تلا القدّاس غداء للجميع في مائدة المدرسة.

    أُقيمت الرياضة الروحيّة السنوية في دير المخلص من 14 الى 18 تشرين الثاني 2016، ألقى مواعظها الأب يونان عبيد المرسل اللبناني، وكانت بعنوان “جديد الحياة الجماعية”. وانطلق من “إشارة الصليب” الى “الحياة المشتركة” و”التنوّع في الجماعة” و”الجماعة في حالة تنشئة دائمة” و”التجربة”، و”السلطة” و”الجماعة تقهر الشرّ بالخير” و”الحياة الجماعيّة والحقيقة” و”المسنّون” و”وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعيّ”. وكان لجميع المواضيع الأثر الطيّب في نفوس المشاركين جميعًا، خصوصًا للطريقة المحبّبة التي يعتمدها الأب الواعظ المحترف. كلّ رياضة وأنتم بألف خير

   الخميس 13 تشرين الأوّل 2016 لبس ميخائيل هام Michael Hamm ، الأميركيّ الأصل، مواليد 1969، ثوب الابتداء عن يد معلّم المبتدئين ورئيس دير مار باسيليوس الأب فارس خليفات في الدير المذكور في ميثون (الولايات المتّحدة الأميركيّة)، بحضور سيادة المطران جان عادل إيليّا والأبوين مارتن حياة ولاري تومينلي وأهل المبتدئ الجديد.

ألف مبروك!

    نظَّمت “عيلة أبونا بشارة” مسيرتها السنويّة، وذلك نهار السبت 1 تشرين الأوّل 2016، من دير الراهبات المخلّصيّات الى دير المخلّص بمشاركة وفود كبيرة أتت من كلّ لبنان، وفي كنيسة الدير ترأّس راعي الأبرشيّة المطران إيلي بشارة الحدّاد القدّاس الإلهيّ يعاونه الآباء: جهاد فرنسيس ونضال جبلي وفادي بركيل، بحضور الرئيس العامّ وعدد من الآباء والراهبات والإخوة والوفود المشاركة. خدم القدّاس جوقة الإخوة المبتدئين بإدارة الأب حنّا كنعان. وفي ختام القدّاس بارك سيادة المطران القرابين، وحمل شمعة كبيرة عليها صورة أبونا بشارة، وانطلق وخلفه المؤمنون في تطواف نحو الضريح.

   عشيّة عيد القدّيس البادري بيّو، الخميس 22 أيلول 2016, أبرز الأب شربل راشد نذوره المؤبّدة أمام قدس الأب العامّ، خلال صلاة الغروب في كنيسة دير المخلّص.

ألف مبروك للأب شربل وللأمّ الرهبانيّة.

    برعاية وزير الثقافة الأستاذ روني عريجي، أقام مجلس بلدة دوما مؤتمرًا بعنوان “دوما في التاريخ”، في 19 و20 آب 2016، تخلّله محاضرة قيّمة للمؤرّخ البروفسور جوزيف أبو نهرا، بعنوان “الأب قسطنطين الباشا المؤرّخ الرائد والبحّاثة الناقد”. حضرها قدس الأب العامّ وأشاد بأهمّيّتها وبوقعها على المشاركين بالمؤتمر. تجدون نصّ المحاضرة الكامل في موقع الرهبانيّة هذا، تحت خانة “المنشورات” – الأب قسطنطين الباشا.

    بمناسبة عيد انتقال السيّدة العذراء في ١٥ آب ٢٠١٦، إحتفل الرئيس العامّ بالقدّاس الإلهيّ في دير السيّدة للابتداء، وعاونه الأبوان المدبّران نبيل واكيم وجوزيف جبّور. تخلّل القدّاس إبراز النذور المؤقّتة للأخ هاني عرمان، بحضور عدد من الرهبان والراهبات وذوي الناذر الجديد وحشد من المؤمنين. واتخذ الأخ هاني شعارًا له كلمات القدّيس أغسطينوس: “بحثتُ عنك يا ربّ في كلّ مكان فوجدّتك في قلبي”. بعد القدّاس والتهاني، أقيم عشاء للجميع في باحة الدير. ألف مبروك للأخ هاني وللرهبانيّة.

     بمناسبة عيد سيّدة الانتقال مساء السبت ١٣ آب ٢٠١٦، في كنيسة سيّدة الانتقال في أبلح، وبرعاية الأب العامّ الأرشمنديت أنطوان ديب، وحضور كلّ من الآباء: نبيل واكيم، أنطوان سعد، جورج إسكندر وشربل راشد ورئيس بلديّة أبلح السيّد روبير سمعان وحشد كبير من المؤمنين، أحييت جوقة “The Eternal Love” بقيادة الآنسة إليان غاوي أُمسية روحيّة بعنوان “نحو الحبّ الأبديّ”. في بداية الأمسية رحّب كاهن الرعيّة الأب فادي الفحل بالرئيس العامّ وبالحضور الكرام. تلاه تقديم الأمسية مع الشاعر شربل حنّا، ثمّ باقة من الترانيم والتأمّلات على مدى ساعة من الوقت. وكانت كلمة ختاميّة للأب العام هنّأ فيها الجوقة على انطلاقتها الناجحة، مشيدًا بما تقدّمه هذه الجوقة في عدّة رسيتالات من أداء متميّز تفخر به الرهبانيّة، إنّها ليست فقط جوقة “الحبّ الأبديّ” التابعة لرعيّة أبلح، بل هي جوقة الرهبانيّة الباسيليّة المخلّصيّة. وأضاف نحن نرى اليوم “أعجوبة” لأنّي أعرف كم يتطلّب هذا الرسيتال من الوقت والجهد والمثابرة، وهذه الجوقة التي لم يبلغ عمرها السنة، قدّمت اليوم إنجازًا من ضمن الإنجازات والأعاجيب الكثيرة التي تتحقّق في رعيّة أبلح المباركة، بقيادة كاهنها النشيط الأب فادي الفحل. وسأل الأب العامّ ما سرّ هذا النجاح؟ إنّه بكلّ بساطة الإيمان، وهذا الإيمان هو الذي يصنع كلّ هذه الإنجازات و”الأعاجيب”. ثمّ شكر الأب العامّ أهالي أعضاء الجوقة بشكل خاصّ، وطلب منهم أن يقفوا وسط تصفيق الحاضرين، وجدّد شكره للجوقة على أدائها المصلّي بامتياز، طالبًا من الجميع أن يقفوا وينشدوا على نيّتها ترنيمة “خلّصي عبيدك من الشدائد”. وفي الختام قدّمت الرعيّة للأب العامّ، أيقونة العشاء السرّي كعربون شكر وتقدير.

    برعاية الرئيس العامّ وبحضور رئيس الدير الأب المدبّر جوزيف واكيم والأبوين المدبّرَين نبيل واكيم ومكاريوس هيدموس، وعدد من المسؤولين الرسميّين والعسكريّين، وعدد من الآباء الأصدقاء أُقيم حفل تدشين جناح التأسيس في دير القدّيس جاورجيوس-المزيرعة، وذلك يوم الأحد ٧ آب ٢٠١٦.
إبتدأ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبنانيّ، فكلمة ترحيب لعريف الاحتفال الشاعر فياض كريِّم، ثمّ كانت الكلمة لرئيس الدير، فقال: يفرّحني اليوم، بوجود هذه الوجوه الكريمة، أن نتشارك معكم بتدشين جناح التأسيس بعد ترميمه، ولكن بالفعل نفسه سندشّن كلّ الدير، وخصوصًا بعد أن هُجِّر ١٣ سنة، من ١٩٨٧ حتّى سنة ١٩٩٩، بسبب وجود الاحتلال آنذاك. أيّها الأحبّاء، إستلمت الرهبانيّة الباسيليّة المخلّصيّة دير مار جاورجيوس المزيرعة في حزيران ١٩٩٩ بعد انسحاب جيش لحد من منطقة جزّين، وبدأ العمل بالدير عمرانيًّا وزراعيًّا وحضورًا روحيًّا واجتماعيًّا وإعادته الى سابق عهده فاعلاً وجامعًا بين كلّ أبناء المنطقة. أيّها الأحبّاء، إنّ الرهبانيّة المخلّصيّة في كلّ عهودها منذ عام ٢٠٠٠ لم توفّر جهدًا لإعادة الترميم وزراعة بساتين التفاح والفواكه المتنوّعة وتشجيع الاستثمارات في أرض الدير. ولكن كما تعلمون إنّ ظروف لبنان السياسيّة والأمنيّة والاقتصاديّة غير مستقرّة ولم تشجّع المستثمرين على الاستثمار في مجال الزراعة. ونأمل أن يتحسن الوضع السياسيّ والأمنيّ لكي يبقى لبنان دائمًا وطن المحبّة والسلام ووطن الرسالة والعيش المشترك. أيّها الأحبّاء، لقد اعتادت الرهبانيّة المخلّصيّة وأديارها ومراكزها على النكبات نتيجة الأحداث الأليمة التي مرّ بها لبنان منذ أكثر من قرن ونصف قرن، فكانت بعد كلّ نكبة تنهض من تحت الركام بقوّة المخلّص لتعيد بناء ما قد هُدم ودُمّر بالإضافة الى الحريق الذي أكل الكثير من المحفوظات والأرشيف، وسرقة الأيقونات والمخطوطات، وقد أُعيد جزء كبير منها في أواخر القرن الماضي ومطلع هذا القرن. إنّ الغاية من التدشين هي الإضاءة على تراث الآباء والأجداد على مرّ العصور وإحياء هذا التراث العريق الذي مهما عملنا، وجمّلنا به، سنبقى كمن عمل على جمع حفنة من التراب أمام إيمان آبائنا وسهرهم وإصرارهم وصبرهم وإنجازاتهم وإبداعهم. إنّنا كنّا وسنبقى نؤمن برسالة الرهبانيّة المخلّصيّة، رسالة الأخوّة والمحبّة الجامعة بين كلّ أبناء الوطن. فلذلك فإنّنا نؤمن ونفتخر بنهج وعمل الآباء والأجداد وبجميع الإخوة الذين عملوا وساهموا معهم في رفعة هذا الدير، والمثابرة على زرع القيم الروحيّة والانسانيّة وإرساء مبادىء العيش المشترك في كلّ جنوبنا الصامد والحبيب. أيّها الأحبّاء، منذ عودتنا الى الدير، تمّ ترميم جناح خاصّ للمنامة لاستقبال المخيّمات الرسوليّة والمؤسسات الاجتماعيّة المتنوّعة والرياضات الروحيّة، فمنذ عام ٢٠٠٣ حتّى اليوم استقبلنا ما لا يقلّ عن ٤٠ جمعيّة وحركة رسوليّة ضمّت حوالي ٤٠٠٠ شابّ وشابّة من مختلف المناطق اللبنانيّة. وعملنا على جمع شمل أبناء المنطقة في مناسبات متنوّعة، وعيد مار جاورجيوس ما زال يجمع أبناء المنطقة كافّة من كلّ حدب وصوب في جوّ من الألفة والمحبّة والأخوّة. إنّنا بعودتنا وصمودنا في الدير وإعادة الترميم وزراعة البساتين، قد أعطينا أبناء المنطقة جرعة من الأمل في الصمود والتحدّي والتجذّر في القرى النائية، بالرغم من إهمال المسؤولين في الدولة في إنماء الريف اللبنانيّ، ومنع النزوح من الجبل الى المدينة. فكلّنا أمل بسواعدكم البيضاء ونواياكم الطيّبة لمساعدة أبناء الريف على الصمود وعدم بيع أراضيهم. وأخيرًا إخوتي الأحبّاء، الشكر للباري تعالى الذي منّ علينا بالصحة والخير لإنجاز العمل. والشكر لكلّ من ساهم وعمل في إعادة الترميم، والشكر لكم يا أبتِ الرئيس العامّ لرعايتكم هذا الاحتفال المبارك. أدامكم الله ذخرًا وعافية وحكمة لإدارة الأمّ الرهبانيّة. أشكركم إخوتي الأحبّاء جميعًا فردًا فردًا لحضوركم ومجيئكم لتشاركونا هذه الفرحة أدامكم الله بالصحة والعافية. وأشكر كلّ من عمل على تحضير هذا الاحتفال من الأصدقاء الأوفياء. وأخيرًا أشكر خاصة أخي وصديقي الشاعر فيّاض كريِّم ابن كفرحونة البارّ الذي تكرّم علينا بقبوله أن يكون عريف الحفل. شكرًا لأنّك أتحفتنا بكلماتك الرقيقة التي لمست القلوب بجمالها ورونقها، أدامك الله بالصحة والخير والبركة. شكرًا لكم جميعًا وأهلاً وسهلاً بكم.
بعدها كانت الكلمة للأب العام راعي الحفل فقال: حضرة الأب الرئيس والمدبّر جوزيف واكيم المحترم، الحضور الكريم، كلّ منكم بصفته وشخصه، من ليس له تاريخ، ليس له مستقبل، والذي لا يُقدِّر تاريخه ليس له رؤية للمستقبل. الرهبانيّة المخلّصيّة تُعيّد اليوم ٣٣٣ سنة على تأسيسها، والرقم ٣ هو رقم مقدّس في المسيحيّة، فكيف إذا كان الرقم ٣ يتكرّر ثلاث مرّات، أي إنّ كمال النعمة تفيض على الرهبانيّة بأبنائها مثل أبونا جوزيف. عندما نتكلّم عن الرهبانيّة نعني الرهبان ومسيرة تاريخ ورؤية للمستقبل. أتذكّر بعد التهجير كنّا نقول هذا الدير “خربة”، وكان من الصعب بمكان أن يقبل راهب بطواعيّة ومحبّة أن يكون رئيسًا لهذا الدير، لأنّه كان ينقصه كلّ شيء، إلاّ شيء واحد لم يكن ينقصه، أي حجر الزاوية ألا وهو يسوع المسيح. بدأ أبونا جوزيف مسيرة الترميم، وأتذكّر جيّدًا، حينها كنتُ أنا مدبّرًا، واليوم أتشارك وإيّاه المسؤوليّة العليا في الرهبانيّة كونه مدبّرًا أيضًا. يومها كان المحسنون كُثُرًا، وذلك لأنّهم وجدوا أنّ أبونا جوزيف صادق وصدوق لا ينظر الى ذاته ولا يبغي شيئًا. نعم هذا هو أبونا جوزيف، لا يريد شيئًا لنفسه، يحمل تاريخ الرهبانيّة على كتفيه ويمشي نحو المستقبل. في مراجعة لمسيرتنا، أودّ أن أقول شيئًا وهو أن الرهبانيّة حاليًّا في ورشة ترميم في كلّ من الأديار التالية: دير مار جريس-المزيرعة، دير مار تقلا-عين الجوزة، دير مار ميخائيل-عمّيق ودير مار الياس-رشميا ودير المخلّص، والعديد من المراكز، بالاضافة الى دير مار سركيس وباخوس في معلولا الذي قمنا بترميمه تحت القصف وبفضل ترميم الدير ساعدنا في إعادة ٣٠٠ عائلة الى معلولا. إذًا نحن لا نخاف، والرهبانيّة المخلّصيّة لديها ٤٨ راهبًا شهيدًا ماتوا ذبحًا، أي أنّ قصة داعش ليست جديدة علينا ولا تخيفنا، لسبب بسيط وهو أن كلّ ما هو شيطانيّ الى زوال وكلّ ما هو إلهيّ هو أبديّ، نحن إلهيّون وأبديّون، ولا شيء يخيفنا. مسيرتنا ستكمّل وعملنا في لبنان وفي هذا الشرق وفي الاغتراب أيضًا سيكمّل، حتّى في أميركا هناك ترميم، كنائسنا تُرمّم وتُبنى، وأؤكّد لكم بأنّ كلّ حجر كنيسة يُهدّ، ستبنى مقابله كنيسة، لسبب بسيط وهو أنّه بالاصالة اللبنانيّة المسلم يريد المسيحيّ والمسيحيّ يريد المسلم، وكلّكم تعرفون قصّة المطران باسيليوس حجّار في صيدا الذي قبل أن يبني الكنيسة في صيدا بنى جامع البحر، نعم هذا تاريخنا وهذه هويّتنا. هويّتنا الانفتاح على الآخر وقبوله والعيش معه. قصّة العيش المشترك صارت اليوم مستهلكة، فنحن نعيش معًا منذ القدم، وهذا ما عمله وشهد عليه أبونا جوزيف هنا بالذات. أيّها العزيز فياض ليس وحدك تُطالب بأبونا جوزيف، أحبّ أن أؤكّد لكم أنّ أبونا جوزيف عندما عمل لم يعمل باسمه وبقوّته، والرهبانيّة كذلك لا تعمل باسمها وبقوّتها بل باسم المخلّص وبقوّته. هذه رسالتنا، سنكمّل حيثما وجدنا وكيفما وُجدنا، وأكثر من ذلك عندما نعرف أن الآخرين انسحبوا، هناك ستكمل الرهبانيّة، لأنّ الله في وسطها فلن تتزعزع. أشكر الله وأشكر كلّ الذين آمنوا بنا وبهذا العمل، واليوم هناك أشخاص حاضرون أشكرهم جميعًا، وخاصّة جيراننا أهل كفرحونة، لأنّهم مع الدير حال واحد، ونحن نُصرّ على أن نبقى وإيّاكم حالًا واحدًا، مسؤوليّة الدير ليست من الرهبانيّة بل منكم، وبالمقابل مسؤوليّتكم هي من الرهبانيّة. أطلب من الله أن يبارك هذا الدير وأن يبارك أبونا جوزيف، وباسم الرهبانيّة أقول: سنذكرك كلّ يوم على مذابح دير المخلّص. بارك الله فيكم وشكرًا.
بعد كلمة الأب العام توجه الجميع الى الأقبية، حيث تمّ تدشين جناح التأسيس، ثمّ العشاء في باحة الدير.

   إحتفل الرئيس العام بقدّاس عيد الربّ، يوم السبت 6 آب 2016، عاونه الآباء المدبّرون: نبيل واكيم، جوزيف جبّور، جوزيف واكيم، والآباء: حنّا نخّول، عبدو رعد، طوني قسطنطين، طلال تعلب وسمير سركيس. بحضور غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث، وراعي الأبرشيّة المطران إيلي بشارة الحدّاد، والخوري نعمة الله عيد ممثّل راعي أبرشيّة صيدا المارونيّة المطران الياس نصّار، والأم منى وازن، والنائب الدكتور ميشال موسى، والسيّد الياس كساب الرئيس العالميّ للجامعة اللبنانيّة في العالم وأعضاء المجلس الأعلى للروم الكاثوليك وحشد من المؤمنين من المناطق اللبنانيّة كافّة. بعد الطروباريات تقدّم الطلبة: جورج شعيا، إيلي عطالله وأسامة البدوان، ولبسوا ثوب الابتداء عن يد الرئيس العامّ. في ختام القدّاس تمّ تبريك العنب بحسب العادة في مثل هذا اليوم المبارك. ثمّ توجّه الجميع الى باحة المدرسة لتناول طعام الغداء.

    مساء الجمعة 5 آب 2016، أحيت جوقة شبيبة المخلّص أمسية دينيّة بعنوان “أنت خلاص نفسي”، في باحة مدرسة دير المخلّص. في بداية الرسيتال رحّب الأب مكاريوس هيدموس بالحضور وشكر القيّمين على الجوقة: الأستاذ بسّام نصرالله والآنسة ماري لين خوري والسيّد طوني مرقس ومهندس الصوت السيّد جورج عيد وكافة أعضاء الجوقة. واختتم الأب العام الرسيتال بكلمة شدّد فيها على أهمّيّة دور الجوقة في رسالة الرهبانيّة المخلّصيّة، خاصّة وقد أصبح عمرها 18 سنة. إنها جوقة مطبوعة برسالة المخلّص وبروح مؤسّسها الأب مكاريوس هيدموس المخلّصيّ. وأثنى الأب العامّ على التزام أعضاء الجوقة والمواظبة على التمارين بشكل أسبوعيّ، وقال: نحن اليوم أمامكم ومعكم في مسيرتكم ومستعدّون لأيّ شيء تريدونه لأنّكم دائمًا معنا في مسيرتنا وكلّ احتفالاتنا، فلستم أنتم تنتمون إلينا بل نحن ننتمي إليكم. أعاد الله علينا جميعًا هذا العيد المبارك في كنف المخلّص وأمّنا العذراء مريم. آمين.

   مساء الأحد 31 تمّوز 2016، فرحت الرهبانيّة بالرسامة الشمّاسيّة لابنها الأخ رامي حجّار، في دير المخلّص، بوضع يد راعي أبرشيّة كندا للروم الملكيّين الكاثوليك المطران إبراهيم إبراهيم، وبحضور راعي أبرشيّة صيدا ودير القمر المطران إيلي بشارة حدّاد، وذلك في قدّاس احتفاليّ شارك فيه الرئيس العامّ والآباء: نبيل واكيم، جوزيف جبور، عبدو رعد، أغابيوس أبو سعدى وأنطوان قسطنطين. وحضره عدد من أبناء ب.م. وذوي المرتسم الجديد والأصدقاء.

وفي العظة عبّر الأب العام عن فرحة الرهبانيّة المضاعفة بهذا اليوم أوّلاً بالرسامة الشماسيّة للأخ رامي وثانيًا بوجود صاحبَي السيادة بيننا، وخاصّة المطران إبراهيم الذي يقوم بأوّل رسامة له في لبنان.

أمّا المطران إبراهيم إبراهيم فقال: أخي صاحب السيادة المطران إيلي بشارة حدّاد الفائق الاحترام وابن هذه الرهبانيّة المباركة وحامل أمانة الأسلاف العظماء. قدس الرئيس العامّ الأرشمندريت أنطوان ديب السامي الاحترام الذي يُدير بجدارة شؤون هذه الرهبانيّة العريقة. حضرات الآباء والكهنة والرهبان والراهبات وأهل وعائلة وأصدقاء الشمّاس الجديد. لا يسعني إلا أن أشكر الله على هذه العطيّة الغالية وعلى هذه المناسبة المقدّسة التي أتاح لي فيها قدس الأب العامّ أن أضع يدي على أخينا رامي حجّار الراهب المخلّصي المزمع أن يرتسم شمّاسًا إنجيليًّا لخدمة مذابح الأم الرهبانيّة المفدّاة. إنّها لحظات يسكب فيها الروح مرّة جديدة الكهنوت المقدّس على أحد أبناء هذه الأكمة النيّرة، أي على أخينا الراهب المحبوب من الله رامي حجّار، كي يبدأ دون إبطاء مسيرة خدمة شعب الله في زمن صعب تحوّلت فيه عقول وقلوب كثيرة الى عبادة الذات بدل التحوّل نحو عبادة الله بنكران الذات كي يصيروا كنيسة حقيقيّة على حسب قلب وفكر الله. أنت اليوم يا أخي رامي دُعيت الى الخدمة. ففي الرسامة تُعلن أنّك مكرّس لله لا تعرف غيره. أنت اليوم لم تعد ابن أرض معيّنة، بل صرت من الله وليس من أيّ مكان آخر. وإن لم تكن من الله فخدمتك في الشماسيّة وفي الكهنوت تصبح مستحيلة. نقول إنّك خادم، فقد صرت خادمًا مثلنا. لكن ليس من خادم إلّا ذاك الذي قال إنّه جاء الى الأرض ليخدم لا ليُخدم. هو الخادم الذي منه نستمدّ قوة الخدمة والذي بمثاله في الخدمة نقتدي. نغتسل منه أوّلاً قبل أن نغسل الآخرين لكي يكون لنا معه نصيب. إن تشبّهت به تصبح خادمًا، تصبح للآخرين مسيحًا. وفي الكهنوت ستصير قربانًا، أي ذبيحة، تقدّم ذاتك كما تقدّم المسيح، في الخدمة أيّها الشمّاس الحبيب، تنظر الى ذاتك وكأنّك المسيح، لأنّك بدونه لا تُعدّ شيئًا وبه تصبح لذاتك وللآخرين كلّ شيء. مسيرة خدمتك لا تقوم إلّا إذا نزّهت ذاتك عن الخطيئة، فعلى الخطيئة أن تبصقك كما بصق الحوت يونان لكي تولد من جديد لرسالتك التي دعاك إليها الله. المشكلة أنّنا كثيرًا ما نؤمن بذواتنا وننسى أنّ المسيح قد اشترانا من ذاتنا لكي يضمّنا إليه ويُعيدنا لذاتنا نفوسًا محرّرة، نيّرة وقائمة. إنطلق اليوم إذًا إنسانًا جديدًا، مكرّسًا مجرّدًا، محرّرًا من ضعفك ومحدوديّاتك وسر مع الذي يقوّيك مدركًا أنّك حليف الأقوى، ولا تسمح لذاتك يومًا أن تستقوي بسواه، إجعل الله كلّ شيء في حياتك ليجعلك الله شيئًا. لا تستسلم لروح العالم وشهواته لأنّك إن فعلت فكيف ستحارب ومن ستحارب؟ إن سيطر عليك فكر وكلام العالم فكيف ستنطق بفكر وكلمة الله؟ عليك أن تصير بقدرة الروح أنت أيضًا كلمة الله قبل أن تقولها. والرهبانيّة، أيّها الأخ الحبيب، شاخصة إليك اليوم بأحيائها وأمواتها لأنّها عليك تعوّل. فأنت مخلّصيّ ليس من باب الصدفة بل من باب التدبير الإلهيّ. أنت مخلّصيّ أي إنّك تنضمّ ليس الى لائحة أصدقاء يناسبونك بالفكر والطبع وربما المصالح، بل أنت تنضمّ الى كلّ المخلّصيّين منذ انطلاقة رسالتهم وتأسيسهم على يد العظيم أفتيموس الصيفيّ. الرهبانيّة يجب أن تكون لك المسيح. خذ جرعة الروح التي فُتحت اليوم، استلهمها وصلّ الى الروح كي يجعل الرهبانيّة أناء مصطفى، كي يجعلها لك ولنا وللآخرين المسيح الذي إليه تصبو نفوسنا وعقولنا. الرهبانيّة للمسيح فقط، لأجل هذا توحّدنا بها، وأنت أيضًا كن للمسيح فقط في الرهبانيّة التي أحببت وأحبّتك. تمسّك بالكهنوت الذي ينسكب عليك اليوم فلا يعود من خوف عليك، أو على النفوس الموكلة إليك. إنطلق دون خوف! فالنعمة الإلهيّة التي وُهبت تكمّل ما نقص فيك وتُقوّيك.

بعد الرسامة تقبّل الشمّاس الجديد التهاني ودُعي الجميع الى كوكتيل في باحة الدير.

   في يوم العيد، الأربعاء 20 تمّوز 2016، إحتفل الأب العامّ بالقدّاس الإلهيّ في كنيسة مار الياس المخلّصيّة في زحلة بمشاركة الآباء نبيل واكيم، أنطوان سعد، عبدالله الحمدية وحنّا كنعان، بحضور رئيس الدير الأب نضال جبلي وعدد من الآباء والإخوة وحشد من المؤمنين. وفي العظة ألقى كلمة من وحيّ العيد، وشكر الأبوين نضال وحنّا على كلّ ما يقومان به في الدير والرعيّة مع كلّ معاونيهما من الجوقة والأخويّات والشبيبة. ولم ينس ذكر كلّ الآباء الذين خدموا في الدير والذين انتقلوا الى الحياة الأبديّة، والذين يعود لهم الفضل في أن نكون هنا اليوم، لأنّهم عملوا على أن يكون هذا الدير كالخمير في العجين. بعد القدّاس، أُقيم غداء في صالون الدير ضمّ الآباء والإخوة.

   إحتفل الرئيس العامّ بقدّاس عيد النبي إيليّا في دير مار الياس-رشميّا، وذلك ليلة العيد يوم الثلاثاء ١٩ تموز ٢٠١٦، وشارك في القدّاس رئيس الدير الأب جورج ميماسي والآباء نبيل واكيم، عبدالله الحمديّة وأنطوان قسطنطين، بحضور عدد من الرهبان الى جانب الرئيسة العامّة للراهبات المخلّصيّات الأمّ منى وازن وحشد من المؤمنين. وفي العظة قال الأب العام: أشكر الأب جورج الذي يعمل منذ ثلاث سنوات بجهد ونشاط ليغيّر في هذا الدير، وهذا واضح من خلال إكمال أعمال البناء والتنظيف، عسى أن تكون السنة المقبلة مرحلة تغيير أكبر في هذا الدير، لأنّ الله زرعنا في هذه الأرض بالذات لنكون خميرًا يخمّر العجين. أعايد كلّ من يحمل اسم هذا النبيّ العظيم مار الياس. أعطانا الله أن نكون على مثاله، أوّلًا في سماع كلمة الله ثمّ العمل بها لنغيّر وجه العالم. آمين.

وفي الختام أُقيمت صلاة الغربنيّة. بعدها شكر الأب جورج ميماسي الرئيس العامّ على ترؤّسه القدّاس، وشكر كلّ من ساهم في بناء الكنيسة ويساهم اليوم أيضًا في بناء الدير.

بعد القدّاس دُعي الآباء جميعًا الى العشاء في مطعم قرب الدير.

    من 11 تمّوز 2016 إلى 16 منه، إلتأم المجمع الرهبانيّ غير الانتخابيّ الثامن والثمانون في دير المخلّص العامر. وقد حضره 35 راهبًا، 12 منهم دخلوا بقوّة الشرع و23 كمندوبين، بسبب تغيّب واحد بعذر شرعي. إفتُتح المجمع بصلاة السحر والقدّاس الإلهيّ، وبحديث روحيّ ألقاه الأب المدبّر جوزيف جبّور بعنوان «إفعلوا ما يقوله لكم». إفتُتحَت الجلسة الأولى بكلمة ترحيبيّة للرئيس العامّ الأرشمندريت أنطوان ديب، قال فيها: “على اسم المخلّص وأمّه مريم البتول نفتتح مجمعنا العام الثامن والثمانين، وأرحّب بكم في ربوع دير المخلّص العامر، ونفرح باجتماعنا معًا كعائلة مخلّصيّة واحدة، ونصلّي ونعمل لما فيه خير الرهبانيّة والكنيسة. كما أرحّب بالآباء الداخلين المجمع الرهبانيّ للمرّة الأولى، وأهنّئ الذين حصلوا على ثقة إخوتهم وانتُدبوا الى المجمع العامّ. نسأل الراحة الأبديّة للآباء الذين غادرونا الى الأخدار السماويّة وهم روس فراي وإميل موسى وميشال سيدة وألفونس صبّاغ وجان جدع، رحمهم الله”. بعد الكلمة الافتتاحيّة، تمّ التأكّد من النصاب القانونيّ للمجمع، وتمّت بعدها عمليّة انتخاب أمين سرّ المجمع فانتُخب الأب مكاريوس هيدموس، وانتُخب الأبوان عبدالله الحمديّة وميلاد الجاويش مساعدين له. ثمّ توزّع الآباء على أربع لجان بالإضافة إلى اللجنة الماليّة المنتخبة سابقًا، لدرس كلّ الملفّات المطروحة وعرض القرارات والتوصيات للتصويت عليها.

بعد الدرس أتت التوصيات على الشكل التالي:
1) “يوصي المجمع العامّ بإنشاء بيتٍ رهبانيّ في الأرض المقدّسة، على أن تُحدِّد الهيأة القانونيّة المكان المناسب ووجهة الاستعمال”.
2) “يوصي المجمع العامّ بأن يتمّ استثمار الأموال التي ستحصل عليها الرهبانيّة من استملاكات الأراضي في مشروع سدّ بسري في شراء عقارات أخرى في لبنان أو خارجه مع مراعاة ما يجب مراعاته من القوانين الكنسيّة”.
3) “يوصي المجمع العامّ الهيأة القانونيّة بتشكيل لجنة من الكهنة والخبراء لدرس واقع المسيحيّين في الشرق وبلاد الانتشار. وعلى ضوء توجيهات هذه اللجنة، يُصار إلى عقد مؤتمر يكون من أهدافه تنوير الهيأة القانونيّة في اتّخاذ التدابير العملانيّة التي تخدم رسالة الرهبانيّة الرعويّة”.
4) “يوصي المجمع العامّ الهيأة القانونيّة بتشكيل لجنة من أخصّائيّين لدرس واقع مدارس الرهبانيّة من النواحي التربويّة والماليّة والاجتماعيّة، ورفع تقرير الى الهيأة القانونيّة لاتّخاذ القرار المناسب لكلّ مدرسة”.
5) “يوصي المجمع العامّ الهيأة القانونيّة بإنشاء مؤسّسة خيريّة للرهبانيّة بموجب علم وخبر، تهدف الى جمع الأموال والتبرّعات بغية العمل الإنسانيّ. ويُقتطع من قيمة العقود المبرمة في القيّميّة العامّة وأديارنا ومؤسّساتنا مبلغ خمسة بالمئة لتغذية صندوقها. ويعود الى الهيأة القانونيّة الإشراف المباشر عليها”.
6) يوافق المجمع العامّ على ضمّ ملفّ مدرستي مار يوسف في حوش الأمراء ومدرسة صغبين الى لجنة المدارس.
7) الموافقة على مشروع بناء محلاّت تجاريّة لدار الصداقة.
8) “يوصي المجمع العامّ الهيأة القانونيّة بإنشاء بيت رهبانيّ في سوريا مع مراعاة أحكام وقواعد مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة والسعي الى تأمين صفة الشخص المعنويّ للرهبانيّة في الجمهوريّة العربيّة السوريّة”.
9) “يوصي المجمع العامّ الهيأة القانونيّة باستثمار ما تحصل عليه من دعوى بستان صيدا ضدّ بلديَّة صيدا في شراء عقاراتٍ داخل لبنان أو خارجه”.
10) “يوصي المجمع العامّ الهيأة القانونيّة بإنشاء صندوق تقاعديّ إلزاميّ، بعد أن يتمَّ وضعُ نظامٍ خاصّ وواضح له”.
11) “يوصي المجمع العامّ الهيأة القانونيّة بإنشاء مجمّع تجاريّ في أبلح على العقار رقم 489، على أن يشمل فقط المرحلة الأولى، أي المحلاّت التجاريّة”.
12) “يوصي المجمع العامّ بنقل الكاراجات والمحلاّت والمعصرة من مدخل دير المخلّص بعد وضع مخطّط هندسيّ عامّ لتجميل مدخل الدير وإيجاد واحة خضراء مكانها وتأمين الخدمات ومكان للتقويّات”.
13) يوصي المجمع العامّ بتعيين مدقِّق حسابات (Finance Audit) متفرِّغ لتدقيق حسابات الأديار والمراكز والمؤسّسات والمدارس والرعايا بشكلٍ سنويّ.
14) يوافق المجمع العامّ، على أن تتابع الهيأة القانونيّة الحوار مع مطران أبرشية ألبانو مارشيلّو سيميرارو الزائر الرسوليّ على رهبانيّة القدّيس نيلس في Grottaferrata، بغية الوصول الى الكونفدراليّة معها.
15) يوافق المجمع العام على عقد اتفاقيّة طويلة الأمد مع رهبان غروتا فيراتا، الممثّلة بالزائر الرسوليّ عليها المطران سميرارو لاستلام دير القدّيس باسيليوس في روما.
إقتراع استشاري: 1- عطفًا على توصيات وقرارات المجامع العامّة السابقة بخصوص شراء دير في روما، والتي لم تزل سارية المفعول، جرى اقتراع استشاري لشراء دير في روما Via della Pineta Sacchetti 55)) وجاءت النتيجة بالموافقة. 2- أمّا على مسألة نقل الإكليريكيّة الكبرى الى روما، فجاءت النتيجة على الشكل التالي: 8 نعم. 8 نعم مع دراسة معمّقة. 1 نعم فلسفة في لبنان ولاهوت في روما. 1 لدراسة الموضوع أكثر وأخذ القرار لاحقًا. 14 كلا.
مسائل لم تتمّ الموافقة عليها: – مسألة تعديل الفرائض للتمكّن من انتخاب الرئيس العام والمدبّرين من قِبَل جميع الرهبان.

تعيينات جديدة
الأب نبيل واكيم: المدبّر الأوّل والنائب العام ورئيس دير المخلّص
الأب جوزيف جبور: المدبّر الثاني ورئيس الإكليريكيّة الكبرى جعيتا
الأب جوزيف واكيم: المدبّر الثالث ورئيس دير القدّيس جاورجيوس في المزيرعة
الأب مكاريوس هيدموس: المدبّر الرابع وأمين السرّ العامّ (إنتُخب من الهيأة القانونيّة على أثر استقالة الأب عبدو رعد من المدبّريّة)
الإقليم الأميركيّ: الأب أنطوان رزق: الرئيس الإقليميّ، الأب فارس خليفات: المستشار الأوّل ورئيس دير ميثون ومعلّم المبتدئين، الأب مارتن حياة: المستشار الثاني، الأب كليمان يوسف: قيّم الإقليم
الأب حبيب خلف: القيّم العامّ
الأب نضال جبلي: معلّم الابتداء في دير السيّدة
الأب جيلبير شبل وردي: رئيس مدرسة دير المخلّص – جون، ورئيس الإكليريكيّة الصغرى، وكاهن رعيّة جون
الأب ميخائيل حداد: مساعد معلّم الابتداء ومسؤول عن مكتب الدعوات
الأب شارل الشاميّة: نائب رئيس الإكليريكيّة الكبرى ووكيلها
الأب سليمان جرجورة: رئيس دير القدّيسة تقلا-عين الجوزة
الأب نقولا الصغبيني: رئيس دير مار الياس المخلّصيّة-زحلة
الأب جورج ميماسي: رئيس دير مار الياس-رشميّا
الأب عبدالله الحمدية: رئيس دير مار سركيس وباخوس-معلولا
الأب سالم الفرح: رئيس دير مار مخائيل-عمّيق
الأب طلال تعلب: مدير دار العناية-الصالحيّة
الأب عبدالله عاصي: رئيس مدرسة مار يوسف-حوش الأمراء
الأب أنطوان سعد: مساعد القيّم العامّ وكاهن رعيّة مار يوسف-حوش الأمراء
الأب أغابيوس أبو سعدى: كاهن رعيّة النبيّ الياس في حيفا ووكيل الرهبانيّة في الأراضي المقدّسة
الأب عماد الحاج: مساعد في دير مار تقلا-عين الجوزة
الأب نبيه صافي: مقيم في دير القدّيس جاورجيوس-المزيرعة
الأب حنّا كنعان: كاهن مساعد في رعيّة القدّيس كيرلّس-القصّاع
الأب ثيوذورس زخّور: نائب مدير دار الصداقة
الشمّاس رامي حجّار: مساعد في دار العناية

   السبت 25 حزيران 2016، فرحت الرهبانيّة برسامة الشمّاس ثيوذورس زخّور كاهنًا على مذابحها، بوضع يد صاحب السيادة وراعي الأبرشيّة المطران إيلي بشارة الحدّاد. وذلك بحضور صاحب السيادة المطران إبراهيم إبراهيم، وآباء وإخوة ب. م. وأهل المرتسم الجديد وحشد من الراهبات المخلّصيّات. في العظة عبّر راعي الأبرشيّة عن فرحته برسامة “أبونا تيو” وربط بين الكاهن والراعي الصالح الذي هو هديّة من السيّد المسيح في وجه الرعاة الغير صالحين، وهذا الراعي له صفتان: الأولى هي معرفة الخراف وتعني محبّة هؤلاء الخراف بضعفهم وقوّتهم. والثانية هي بذل الذات، وتعني التماهي مع الرسالة كشريك للمسيح وليس كموظّف عنده، وهذا البذل هو شرط من دونه لا تتحقّق الرسالة المؤتمن عليها.

بعدها ألقى الأب الجديد كلمته، وممّا جاء فيها:

سيادة المطران إيلي بشارة الحدّاد الكلّي الوقار سيادة المطران ابراهيم ابراهيم الكلّيّ الوقار سيادة الرئيس العامّ الارشمندريت أنطوان ديب الجزيل الاحترام ومجلس مدبريه الكرام إخوتي الكهنة والرهبان، أخواتي الراهبات، إخوتي وأخواتي في المسيح يسوع. بعيدةٌ هي الكلماتُ عن خواطري لكنّي أحاولُ أن أستمطِرَ السماءَ عبارةً تفي أو تقولُ، فلا أجدُ غيرَ قطراتِ الدمعِ المخطوفِ من عيونِ السماءِ التي تنادي فرِحةً “إنّي أقمتك اليوم لتبني وتغرس …” (إرميا 1 :10) في هذه الساعةِ الرهيبةِ أقفُ جسدًا وروحًا أمامَ مذبح الربّ وأمامكم لأُعَبِّر عمّا يختلجُ في نفسي من شعورٍ بالخُشوع والعظمة وقد حلّت عليّ أنا العبد الضعيف، نعمة وبركة الكهنوت. نعم لقد تقدّمتُ أمام عَظمة الله في هذا اليوم المقدّس ملبِّيًا هذه الدعوةَ، دعوة خدمة الربّ الإله وكنيسته المقدّسة، وأنا عالم بأنّ الله كما يقول الرسول بولس، “يختار الضعيف لكي لا يفتخر كلّ ذي جسد أمامه”، فسرّ القوّة إذن لا يكمن في الإناء المختار، وإنّما في العامل فيه. في هذا اليوم المميز والذي كنت أتوق إليه باستمرار، أقدّم شكريَ العميق أوّلاً لله على كلّ النعم التي خصّني بها طيلة أيّام حياتي، ولا سيّما في هذه الأيّام التي فيها منحني نعمة الكهنوت المقدّس، بالرغم من عدم استحقاقي، كما وأشكر والدته القدّيسة مريم سيّدتي راعية دعوتي وأكرم من أحبّ. في هذه المسيرة الطويلة، وقف كثيرون معي وبجانبي، ومنحوني الثقة دومًا، فاسمحوا لي أن أذكرهم وأقدّم لهم شكري الجزيل: أشكر أولاً عائلتي التي كانت أوّل من منحني الإيمان المسيحيّ، وعلّمتني محبّة الله والكنيسة، وربّتي تربيةً صالحة، وعلّمتني أفضل تعليم، واليوم وبرضى كامل قدّمتني لأكون خادمًا في حقل الربّ. نعم، لقد ضحّيتم وتحمّلتم الكثير معي ومن أجلي، عاونتموني في حمل صليبي وخفّفتم عنّي الكثير، وها إنّكم اليوم تحتفلون معي بيوم ولادتي وسيامتي الكهنوتيّة، وتفتخرون بي كاهنًا باذلاً ذاته من أجل الجميع. تريدونني كاهنًا قدّيسًا، فأعدكم أن أسعى دومًا وبنعمة الروح القدس وصلواتكم أن أكون حسبما تمنّيتم. سوف لن أنساكم أبدًا، والله يمنحكم مائة ضعف. معكم أشكر أمّي الرهبانيّة الباسيليّة المخلّصيّة، بشخص رئيسها العامّ الأرشمندريت أنطوان ديب الجزيل الاحترام، التي رعت دعوتي وقدّمت لي التنشئة الرهبانيّة والفلسفيّة واللاهوتيّة ورسمتني كاهنًا على مذابحها.

أرفع شكري الجزيل لسيادة المطران إيلي بشارة الحدّاد الكلّيّ الوقار الذي تكرّم ووضع يده على رأسي ووسمني بالكهنوت المقدّس. أشكر الآباء المخلّصيّين الذين تعاقبوا على تنشئتي الرهبانيّة طيلة ثماني سنوات: الأب ميلاد الجاويش، الأب ميشال نقولا، الأب نضال جبلي رئيس دير مار الياس، الأب المدبّر جوزف جبّور، رئيس الإكليريكيّة المخلّصيّة، الأب مكاريوس هيدموس. لكم منّي جزيل الشكر والاحترام. كما وأودّ أن أشكر وبنفس الدرجة عرّابي الأب سالم الفرح الذي غمرني بمحبّته وكان يحثّني على المثابرة والاجتهاد والنمو بالحياة الرهبانيّة. أرجو أن أبقى في صلواتك دومًا، وأعدك دومًا بصلاتي. أتقدّم بالشكر أيضًا للأب جورج إسكندر مدير دار الصداقة الذي وقف معي وبجانبي، ومنحني الثقة، منذ لحظة تعييني مساعدًا له حتّى الآن. أشكر إخوتي الرهبان الذين قضيت معهم سنوات التنشئة، فمنهم من أصبحوا كهنة ومنهم من يستعدّ لنيل هذا السرّ العظيم. أشكر جامعة الروح القدس الكسليك التي درست فيها الفلسفة واللاهوت، آباء وأساتذة وإدارة وموظّفين. والآن لا بدّ لي إلاّ أن أرفع صلاتي إلى أمّي مريم العذراء، وأطلب شفاعتها دومًا، لكي تزداد الدعوات الكهنوتيّة والرهبانيّة في رهبانيّتي وفي أرضنا المقدّسة هذه. ولأحتفل بكلّ وقار بالأسرار المقدّسة، وبكلّ تقوى وإيمان بالذبيحة الإلهيّة، ولتجعلني أخدم شعب الله بمحبةٍ وحكمة، وأكون دومًا مستعدًا لقول: “لأجلهم أقدّس أنا ذاتي ليكونوا هم أيضًا مقدّسين في الحق” (يو 17: 19).

    عقدت جمعيّة تنمية الحجّ والسياحة الدينيّة في لبنان اجتماعها الدوريّ في دير المخلّص، في 3 حزيران 2016، بحضور رؤساء وكهنة المزارات والأديار في لبنان. بدأ اللقاء بجولة ميدانيّة في أرجاء الدير، أعطى خلالها الأب طلال تعلب المخلّصّي لمحة عن تاريخ الدير والكنيسة وحياة الأب المكرّم بشارة أبو مراد المخلّصّي، وأديار الرهبانيّة، وبعدها استقبل الرئيس العامّ أعضاء الجمعيّة في صالون الدير، مرحّبًا بهم، ودار الحديث عن الجمعيّة ومنجزاتها، وأُخذت الصورة التذكاريّة بعدها، ومن ثمّ انتقل الجميع الى قاعة الاجتماعات، حيث تحدّث الأعضاء عمّا حصل في الشهور السابقة في المزارات والأديار، وخصوصًا وضع مقام سيّدة المنطرة- مغدوشة على لائحة السياحة الدينيّة العالميّة، وعرض الأب خليل علوان تقريرًا شفويًّا عن مؤتمر السياحة الدينيّة، ومن ثمّ جرت قراءة أخيرة لنظامَي الجمعيّة الأساسيّ والداخليّ من قبل المؤسّسين ووقّع الجميع بعدها نظامَي المجلـس، متمنّين لها النجاح والتقدّم،كما فُوِّض الأب الرئيس خليل علوان، والأب الياس صليبا المخلّصيّ ومن يختارانه من الأعضاء لتأليف “هيئة تأسيسيّة” مهمّتها إجراء معاملات العلم والخبر، وبعدها دَعا رئيس الدّير الأب سليمان جرجورة الجميع الى مائدة الغداء.

    قام سيادة المطران بولس مطر، راعي أبرشيّة بيروت للموارنة والزائر الرسوليّ على أبرشيّة صيدا المارونيّة، في 16 أيّار 2016، بزيارة ودّيّة الى دير المخلّص، تلبية لدعوة من الرئيس العامّ، المنتخَب من مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان نائبًا لرئيس اللجنة الكاثوليكيّة لوسائل الإعلام، التي يرأسها المطران بولس مطر نفسه، وكان برفقته الأبوان عبدو أبو كسم مدير المركز الكاثوليكيّ للإعلام والأب مارون كيوان النائب القضائي في أبرشيّة صيدا المارونيّة. وبعد جولة في كنيسة الدير والصالون الرئاسيّ تناولوا طعام الغداء مع جمهور الدير.

    السبت 23 نيسان 2016، ترأّس الأب العامّ القدّاس الإلهيّ في دير القدّيس جاورجيوس-المزيرعة عاونه فيه رئيس الدير الأب المدبّر جوزيف واكيم والأب المدبّر نبيل واكيم. بحضور الرئيسة العامة لراهبات سيّدة الخدمة الصالحة الأم باسكال خضره، وبعض فعاليّات المنطقة، وحشد من الآباء والإخوة والمؤمنين. عقب القدّاس غداء في باحة الدير.

    مساء الأربعاء 27 شباط 2016، وبتنظيم من “عيلة أبونا بشارة” و”الشبيبة الطالبة المسيحيّة”، أحيت جوقة سانتا ماريّا، أمسية روحيّة ورسيتالًا دينيًّا في كنيسة دير المخلّص، وذلك بحضور الأب العامّ والآباء والإخوة والأخوات الراهبات، وحشدٍ من المؤمنين من مختلف المناطق اللبنانيّة.

   السبت 20 شباط 2016، الساعة ١٠:٣٠، بمناسبة ذكرى رقاد المكرّم الأب بشارة أبو مراد، إحتفل الأب العامّ بالقدّاس الإلهيّ، والتف حوله الآباء المخلّصيّون، بحضور راعي أبرشيّة صيدا ودير القمر المطران إيلي بشارة حدّاد، والمطران الياس رحال، والأمّ منى وازن والأمّ باسكال خضره الرئيسة العامّة لراهبات سيّدة الخدمة الصالحة، وجمهور من الرهبان والأخوات الراهبات وحشد من المؤمنين. أثناء القدّاس، أبرز الأخ باتريك أبو سليمان نذوره المؤقّتة أمام الرئيس العامّ، بحضور ذويه وبعض الأصدقاء، واختار شعارًا له: “كلمتك مصباحٌ لخطاي ونورٌ لسبيلي”. أمّا الأب العامّ فألقى كلمة من وحي المناسبة. وبعد القدّاس دُعي الجميع الى الغداء على مائدة الدير.

   في ٢٧ كانون الثاني ٢٠١٦، قام الأب العامّ يرافقه الأب شربل راشد، بزيارة الى أستراليا، ولدى وصوله الى سيدني كان في استقباله السيد زياد الغزال، إبن أخ المثلّث الرحمة المطران سليم غزال. في اليوم التالي سافر الى بريزبن حيث التقى هناك بالأب لورنسيوس أيّوب المقيم في بيت الراحة (سان فانسان)، صحبة الأب إيلي فرنسيس كاهن الرعيّة هناك والأب المرافق شربل. وكان اللقاء مؤثّرًا والعناق أخويًّا بين الأب لورنسيوس الراهب المخلّصيّ المشبع من العمر المهيب والتاريخ المعطاء، وبين قدس الرئيس العامّ، وكان حديث عن الماضي المجيد لأبونا لورنسيوس الذي خدم حوالي ٦٤ سنة من الكهنوت بين لبنان والأراضي المقدّسة والعراق وأستراليا التي أمضى فيها 29 سنة. وفي سياق الحديث حاول الأب العامّ تذكير أبونا لورنسيوس بماضيه والبلدان التي خدم فيها وببعض القصص والطرائف التي يتناقلها عنه الآباء المعاصرون له، مثل الزيارة الشهيرة للبطريرك أثيناغوراس، برفقة الآباء أندره حدّاد وجورج كويتر وسليم غزال. وعندما سأله الأب العامّ عمّا هو أجمل شيء وما هو أصعب شيء في كهنوته؟ أجابه بأنّ أجمل شيء في كهنوته هو موهبة الوعظ معتبرًا إيّاها من أكثر المواهب التي منّ بها الله عليه، أمّا أصعب شيء في كهنوته فهو مواجهة الرأي العامّ، وخاصّة عندما يقوم الشعب بانتقاد الكاهن. واليوم هو لا يبرح يطلب رحمة الله وبركة الأب العامّ الذي بدوره فرّح قلب الأب لورنسيوس بزيارته له، واضعًا إيّاه في أجواء ومستجدّات الرهبانيّة في العالم، وخاصّة على صعيد الدعوات الجديدة. وفي ٣٠ كانون الثاني الواقع فيه سبت الأموات، أقام الرئيس العامّ في بيت الراحة قدّاسًا خاصًّا مع أبونا لورنسيوس قدّمه على نيّته، شاكرًا الله على السنين الطويلة التي قضاها هذا الأب الجليل في خدمة الله والناس والأمّ الرهبانيّة. وعلى وجود الأب إيلي فرنسيس الذي يقوم بتفقّد الأب لورنسيوس بتواتر، واصفًا إيّاه بأنّه خير ممثّل للرهبانيّة المخلّصيّة في أستراليا. ويوم الأحد ٣١ كانون الثاني بعد زيارته للأب لورنسيوس والصلاة معه، إحتفل الأب العامّ بقدّاس الأحد في كنيسة سان كليمان في رعيّة الأب إيلي فرنسيس، وفي العظة جدّد شكره للأب لورنسيوس أمام الرعيّة التي خدمها وأحبّها، كما وشكر أبناء الرعيّة الذين أحبّوا بدورهم هذا الأب الفاضل وبادلوه الوفاء والاحترام، ولم يغب عن بال الأب العامّ أن يشكر ثانية الأب إيلي على كلّ ما يقوم به، مشدّدًا على أنّ الرهبانيّة المخلّصيّة بإمكانها أن تكون مطمئنّة البال على أبونا لورنسيوس لأنّه في أيدٍ أمينة وقلوب محبّة. وفي المساء زار الأب العامّ الأب إيلي في بيته ومع عائلته وتناول العشاء معهم. ويوم الاثنين ١ شباط، بعد تفقّد الأب لورنسيوس في بيت الراحة، قام الأب العامّ بصحبة الأب إيلي بزيارة للشمّاس سامي عمّار، وهو من أصدقاء أبونا لورنسيوس وأحد المؤتمنين على تنفيذ وصيّته، وهناك دار الحديث حول إمكانيّة تنفيذ الوصيّة، وإمكانيّة نقل إيداعه المصرفيّ الى الرهبانيّة. وتمّ الاتفاق على أن يقوم الشمّاس سامي عمّار بالسؤال عن آلية تنفيذ هذا الموضوع لبحثه رسميًّا مع الأب العامّ. يوم الثلاثاء ٢ شباط عاد الأب العامّ الى سيدني، وهناك التقى بسيادة المطران روبير ربّاط في بيته وبعدها مباشرة شاركه بقدّاس عيد دخول السيّد المسيح الى الهيكل، تلاه عشاء ضمّ المطران ربّاط والأب العامّ والأبوين سايد قزحيّا وشربل راشد والسيّدين زياد غزال ووسيم بو فرحات. وبقي الأب العامّ طيلة هذه المدّة في سيدني حيث كان له لقاءات متعدّدة مع راعي الأبرشيّة ومع ذوي المثلّث الرحمة المطران سليم وغزال وبعض أصدقائه. الأحد ٧ شباط، إحتفل الأب العامّ في كنيسة مار مخائيل في سيدني بقدّاس عن راحة نفس المثلّث الرحمة المطران سليم غزال بحضور ذويه وحشد من المؤمنين، وفي العظة رحّب كاهن الرعيّة الأب إبراهيم سلطان، وهو راهب سابق في دير المخلّص، بالرئيس العامّ شاكرًا الرهبانيّة المخلّصيّة على كلّ ما قدّمته له طيلة سني تنشئته في الدير ومعترفًا بفضلها عليه. وأمّا الأب العامّ فتناول في عظته بعض صفات المطران سليم غزال واصفًا إيّاه بأنّه قدوة لنا خاصّة في التواضع وصنع السلام، وشاكرًا بدوره الأب إبراهيم سلطان ابن الرهبانيّة الوفيّ، داعيًا المؤمنين الى عيش الصوم بفرح لأنّ القداسة لا تكتمل بدون الفرح. بعد القدّاس، تناول الأب العامّ الغداء مع ذوي المطران سليم. ويوم الاثنين ٨ شباط، رجع الأب العامّ ثانية الى مدينة بريزبن لوداع الأب لورنسيوس سائلًا إيّاه عن نصيحته للرهبان الجدد، فأجابه: “أوصيهم بالمحبّة فوق كلّ شيء”، بعدها عاد الى سيدني، وفي اليوم التالي عاد الى لبنان، مختتمًا زيارته إلى أستراليا.

   في قدّاس عيد المؤسس السعيد الذكر المطران أفتيميوس الصيفيّ، يوم السبت 21 تشرين الثاني 2015، وبحضور غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث، وراعي أبرشيّة صيدا ودير القمر المطران إيلي بشارة حدّاد، وجمعٍ كبيرٍ من الكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين، إحتفل الآباء: جوزف واكيم، عبدو رعد، نبيل واكيم، أنطوان ديب، ومكاريوس هيدموس، بالإضافة الى الأب نعيم خليل الموجود في الولايات المتّحدة، بيوبيل 25 سنة من الكهنوت، وللمناسبة قدّم لهم الأب العامّ البركات البابويّة مع التهنئة القلبيّة، متمنيًا لهم متابعة المسيرة ببركة الله. كما تمّ في المناسبة ذاتها لبس ثوب الابتداء للطلبة: بول ديمرجيان، جوني جريس، جوزف المصري، ريشار فرعون، فادي زعتري وأنطوني أبو رجيلي. ألف مبروك للآباء الأجلاّء وللمبتدئين الجدد.

    الجمعة 20 تشرين الثاني 2015، بمناسبة عيد دخول السيّدة العذراء إلى الهيكل، عيد دار العناية، دعا الأب نقولا الصغبيني، مدير الدار، الى المشاركة في صلاة الغروب التي حضرها راعي الأبرشيّة المطران إيلي بشارة حدّاد والرئيس العامّ، وجمهور من الآباء المخلّصيّين، وبحضور بعض الكهنة والرهبان والعلمانيين العاملين في الدار والأصدقاء. وبعد صلاة الغروب دُعي الجميع الى مائدة العشاء.

   أقيمت الرياضة الروحية السنوية الثانية من 16 الى 20 تشرين الثاني 2015، وقد ألقى مواعظها قدس الأب ميشال خوري الأنطونيّ، ودارت أحاديثها حول أبعاد الرحمة الإلهيّة في حياتنا الرهبانيّة، انسجامًا مع سنة الرحمة التي أعلنها قداسة البابا فرنسيس. اشترك فيها الآباء والإخوة المبتدؤون.

   كعادتها كلّ سنة، نظَّمت “عيلة أبونا بشارة” مسيرتها السنويّة، وذلك نهار السبت 3 تشرين الأوّل 2015، من دير الراهبات المخلّصيّات الى دير المخلّص بمشاركة وفود كبيرة أتت من كلّ لبنان، وفي كنيسة الدير ترأّس الرئيس العامّ القدّاس الإلهيّ يعاونه الأبوان: نقولا الصغبيني وفادي بركيل، بحضور عدد من الآباء والراهبات والإخوة والوفود المشاركة. وفي ختام القدّاس بارك الرئيس العامّ القرابين، وحمل شمعة كبيرة عليها صورة أبونا بشارة، وانطلق وخلفه المؤمنون في تطواف نحو الضريح.

    بمناسبة عيد السيّدة في رعيّة أبلح، احتفل الأب العام بالقدّاس الإلهيّ وشاركه الآباء نبيل واكيم وأنطوان سعد وفادي الفحل كاهن الرعيّة. وحضره جمع غفير من أهالي البلدة والإخوة المبتدئين. بعد القدّاس قدّم الأب العامّ هدايا تكريميّة لكلّ من المهندسين غازي غصن وطوني لطيف وشفيق سيدة. ثمّ قام قاموا بجولة ميدانيّة على مشروع المجمَّع الرعوي قيد الإنشاء.

   إحتفل الرئيس العام بقدّاس عيد الصليب في جعيتا، وذلك مساء السبت 12 أيلول 2015، عاونه الأب المدبّر جوزيف جبور، كاهن الرعيّة الأب الياس صليبا والأبوان أغابيوس أبو سعدى وشربل راشد. بحضور بعض الآباء والإخوة وحشد كبير من المؤمنين من أبناء الرعيّة. بعد القدّاس دُعي الجميع الى العشاء في ساحة الكنيسة، تخلَّله إضرام النار كرمز للعيد وعروض فنيّة من تنظيم أبناء الرعيّة.

    مساء الأحد 30 آب 2015، فرحت الرهبانيّة بالرسامة الشمّاسيّة لابنها الأخ ثيوذورس زخّور، في دير المخلّص، بوضع يد راعي أبرشيّة صيدا ودير القمر المطران إيلي بشارة حدّاد.

    السبت 29 آب 2015، ارتسم الأخ ثيوذورس زخور شماسًا رسائليًّا عن يد الرئيس العام الأرشمندريت  أنطوان ديب في دير السيّدة، بحضور الآباء المدبّرين وجماعة الآباء والإخوة والأصدقاء.

   يوم الأحد 23 آب 2015، جال وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل على عدد من قرى وبلدات ساحل الشوف وإقليم الخرّوب، ولدى وصوله مع الوفد المرافق الى دير المخلّص، إستقبله عند المدخل الرئيس العامّ ورئيس الدير الأب سليمان جرجورة، ورئيس مدرسة دير المخلّص الأب عبدو رعد وعددٌ من الرهبان. وانتقل الجميع مباشرة الى كنيسة الدير للصلاة، ثمّ استمع الوزير باسيل من الأب العامّ الى شرح عن تاريخ الدير وتأسيسه منذ العام 1711 ودوره الوطنيّ عبر التاريخ في المنطقة والكنيسة وانتشار المسيحيّين في المناطق المختلطة، بالإضافة الى النكبات والأزمات التي تعرّض لها خصوصًا في الحرب، مشيرًا الى أنّ الرهبانيّة المخلّصيّة تأسَّست في العام 1683، في صيدا على يد المطران أفتيميوس الصيفيّ، لافتًا الى أنّ المطران الصيفيّ هو من مؤسّسي الكنيسة الروميّة الملكيّة الكاثوليكيّة، ومؤكِّدًا على الشهادة التي تقوم بها هذه الكنيسة والرهبانيّة خاصّة مع الأديان والطوائف الأخرى في هذه المنطقة، معتبرًا أنّ التاريخ والرسالة أكبر منّا، متمنّيًا أنَّ ما يقوم به الوزير باسيل يكون دائمًا لتثبيت الوجود المسيحيّ، مطالبًا الحفاظ على مسيحيّتنا من الداخل، لأنَّه في حال حافظنا عليها لا يُمكن أن يزعزعها شيء. بعد ذلك توجّه الجميع الى صالون الدير، فأشار الرئيس العامّ الى سرور الرهبانيّة المخلّصيّة ودير المخلّص بكلِّ شخص يزور الدير وكلّ شخص ملتزم مسيحيًّا، معتبرًا أنَّه علامة تشجيع لمسيحيّي الأطراف والمناطق للبقاء والتفاعل، داعيًا الى تطوير وتحسين العجينة اللبنانيّة لتبقى دائمًا”. ثم تحدَّث الوزير باسيل فقال: “أمام فظاعة ما يجري، مُجبرون على التكلُّم. علينا أن نعرف ما هو تاريخنا وعلى ماذا مؤتمنون؟ فهذا الشيء الذي بُني، بُني بإيمان الإنسان حتّى قام بهذه الروعات في الحجر والصخر والخشب وبالرخام والرسم، فهذا هو الإيمان الكبير، الذي هو تراث كبير من الإنجاز المعماريّ والفكر الإنسانيّ، الذي أوجدنا أن نكون أساسيّين في هذا الشرق وهذا الجبل”، وبعد ذلك دوَّن الوزير باسيل العبارة التالية في سجل الدير وجاء فيها: “بإيمانٍ كبيرٍ، نزور هذا الدير، لأنّنا نرى الخلاص بالإيمان وشهادة الحقِّ من هنا ومن كلِّ مكانٍ حرٍّ في هذا البلد، تُوجب علينا أن نقوم بفعل إيمان ومقاومة ونضال ليبقى لنا مكانٌ حرٌّ في هذا الجبل ومنبع النور لكلِّ البشر”. بعدها جال الوزير باسيل في أرجاء الدير، ثمّ أُقيمت له مأدبة غداء تكريميّة.

   إحياءً لذكرى الأب المؤرّخ قسطنطين باشا الراهب المخلّصيّ، دعت بلديّة ونادي دوما الى لقاءٍ تخلّله محاضرة للدكتور داني أيوب بعنوان: “الأب المؤرّخ قسطنطين الباشا المخلّصيّ (1870-1948)”، ومداخلة للبروفسور عبدالله الملاّح بعنوان: “دوما في زمن المتصرفيّة”، وذلك يوم السبت 22 آب 2015. حضر اللقاء راعي أبرشيّة طرابلس للروم الكاثوليك المطران إدوار ضاهر والرئيس العامّ، يرافقه الأبوان نبيل واكيم وشربل راشد والإخوة المبتدئون. بدأ اللقاء بالنشيد الوطنيّ اللبنانيّ، تلاه ترحيب بالحضور، ثمّ استعرض الدكتور داني أيوب سيرة الأب المؤرّخ قسطنطين باشا وإنجازاته ومؤلّفاته، مدّة 45 دقيقة. عقبه مداخلة للبروفسور عبدالله الملّاح تناول فيها تاريخ بلدة دوما مع أبرز الوجوه التي تألّقت فيها في زمن المتصرفيّة. بعد اللقاء دُعي الجميع الى كوكتيل على شرف المناسبة.

    السبت 15 آب، عيد سيّدة الانتقال، إحتفل الرئيس العامّ بالقدّاس الإلهيّ في كنيسة دير سيّدة الانتقال للابتداء، تقبّل خلاله النذور الرهبانيّة المؤقّتة للأخوين شربل يوسف من بلدة جزّين – لبنان، ومرقس ديب، من مدينة حمص – سوريا. عاون الرئيس العامّ، الأب المدبّر ومعّلم الابتداء نبيل واكيم والأب مارتن حياة من الإقليم الأميركيّ. بحضور جمهور الآباء والإخوة وذوي الناذرَين والأصدقاء.
بعد الإنجيل ألقى الرئيس العامّ عظة قال فيها: إخوتي وأخواتي بالمسيح عادةً إنّ ترنيمة “أنتم الذين بالمسيح اعتمدّتم”، حسب الطقس البيزنطيّ، تُرنّم في الأعياد الكبرى الخاصّة بالسيّد المسيح، أعياد الميلاد والظهور الإلهيّ، والفصح والآحاد التي يظهر ويتجلّى فيها عمل الله الخلاصيّ في العالم، لأنّ هذا العمل الخلاصيّ، عمل الله، يظهر بالإنسان، يظهر بالإنسان الذي أراد أن يختار المسيح، وأن يُفني ذاته، وأن يتخلّى عن كلّ شيءٍ، أن يسير طريق المسيح حتّى يُظهر مجد الله ويُتمّم عمل الله الخلاصيّ في هذا العالم، أنشدنا اليوم ترنيمة “أنتم الذين بالمسيح اعتمدتم”. هذه هي الحياة الرهبانيّة: إنّها حياة التشبّه بالمسيح والاتحاد به، وهي الحضور الدائم للمسيح في هذا العالم. الحياة الرهبانيّة ليست هي النذور الثلاثة الفقر والعفة والطاعة، هذه كلّها وسائل، الحياة الرهبانيّة هي الاتحاد الكلّيّ بالمسيح، وإذا فُقد هذا المسار، كلُّ شيءٍ آخر يفقد معناه، لا بل يصبح الفقر والعفّة والطاعة عبئًا ودينونة لأنّ الراهب ابتعد عن الحياة في المسيح. من خلال رسالة القدّيس بولس ومن خلال صورة النذر الرهبانيّ، أرى أنّ الحياة الرهبانيّة هي حياة تحدٍّ، هي مقامرة كبرى، عادة من يُقامر يُقامر بما يملك ويضعه على الطاولة. في الحياة الرهبانيّة، الراهب يُقامر بحياته وبكيانه ويضعه على مذبح الربّ، وفي هذا شهادة كبرى علينا أن نُظهرها. هذا يعني أنّ هناك صليبًا علينا أن نحمله، وأنّ هناك فرحًا يجب أن نعيشه مع المسيح، وهناك نعمة يجب أن نأخذها، وهاتان النعمة والفرح هما أن نشهد للمسيح. أمّا في اللحظة التي لا نعود نشهد فيها للمسيح نكون قد أضعنا الطريق. الراهب هو ذاك الواقف أمام الصليب يتأمّل المصلوب ويأخذ منه القوّة، عندئذ يدرك أنّ كلَّ شيءٍ آخر لا معنى له. والحياة الرهبانيّة هي أن نترك كلّ ما يفكر به العالم، لأنّ العالم يسعى الى تحقيق الذات، أمّا الراهب فيتخلّى عن العالم ليحقّق ذاته وكيانه بالمسيح. هذه هي الحياة الرهبانيّة التي نسعى لأن نعيشها، إنّها مسيرة تتحقّق كلّ يوم وكلّ ساعة. هناك سقطات وطرق معوجّة، ولكن فلنتذكّر أنّ المسيح سقط تحت الصليب من ثقله، وكان هناك سمعان القيروانيّ الذي ساعده على حمله، ليصل الى أعلى الجبل. كذلك نحن من الممكن أن نسقط، وهناك أيضًا إخوة يحملون معنا هذا الصليب لكي نتجلّى جميعًا على هذا الجبل مع المسيح. فرحتنا اليوم كبيرة بالأخوين شربل ومرقس، وفرحة الرهبانيّة كبيرة بنذور جديدة فيها، وهي تشعر أنّها تكبر كلّما كان هناك رهبانٌ ملتزمون برسالتها، الرهبانيّة تصلّي لكما، لأنّ حياتكما ومسيرتكما ابتدأتا اليوم، وعليكما أن تكمّلا الطريق. الصليب كبير، ولكن النعمة أكبر. أرجو أن لا تنسيا هذا الكلام لكي تكونا على صورة المسيح. أخيرًا يقول السيّد المسيح: “مرتا مرتا، إنّك مهتمّة بأمورٍ كثيرة”، ونحن اليوم نهتمّ بأمورٍ كثيرة، ولكنّ الشيء الوحيد الذي يجب ألاّ ننساه هو أن نكون دائمًا مع المسيح، وأن يكون عملنا لمجد الله، وبهذا نكون له تلاميذ، ونُدعى مسيحيّين، ويتحقّق عمل الله في حياتنا. أتمنّى للجميع البركة وأتمنّى أن يرسل الله للرهبانيّة رهبانًا يكمّلون الرسالة، وما دام الله في وسطها فلن تتزعزع، رغم كلّ الظروف الصعّبة. هذا هو رجاؤنا وهذا هو صليبنا وهذه هي قيامتنا. آمين. إنّني أتوجّه بالشكر العميق للأب المدبّر نبيل واكيم الذي يعمل دون كلل أو ملل، ويسهر سهر الأب على أولاده كي يوصلهم الى هذه الساعة التي فيها يكرّسون ذواتهم للمسيح. كما أشكر جميع الذين ساعدوه خلال هذه السنة في التنشئة الرهبانيّة للإخوة.
بعد القدّاس توجّه الجميع الى العشاء في ساحة الدير.
ألف مبروك للأخوين شربل ومرقس.

    لبّى الأب مارتن حياة المخلّصي دعوة الأب العامّ آتيًا من دير ميثون في أميركا لإلقاء مواعظ الرياضة الروحيّة السنويّة الأولى على إخوته الرهبان في دير المخلّص من 11 الى 14 آب 2015. ونورد هنا ملخّصًا عن بعض المواضيع مترجمة من الانجليزيّة الى العربيّة (بعناية الأخ روني حدّاد والأب مكاريوس هيدموس).

اليوم الأوّل: العظة الأولى: الاختبار والخلوة نطرح الأسئلة من دون أن ننتظر أجوبة. نرفع همّنا الأنتروبولوجيّ الكيانيّ الوجوديّ، في هذا الكون المليء بالأسرار، المتواري خلف مستورات كثيرة. أسأل نفسي: مَن أنا؟ ما هي الخلوة ولماذا الخلوة؟ التمرين الأوّل هو قراءة مقدّمة إنجيل يوحنّا، بطريقة متواصلة، لا أتوقّف حتّى أسمع يسوع يتكلّم… يسوع يبادر ويسألني. أسمع صوته العذب يخاطب كياني ويقول: ماذا جئت تطلب؟ عن ماذا تفتّش؟ “ماذا خرجتم تطلبون؟” سألتنا أثناء رحلتنا امرأة غير مؤمنة اسمها “سارة” عن هدف الحياة والغاية منها. هل هي مجرّد اختبار، أم ماذا؟ جوابنا هو أنّ الغاية هي الاتحاد بالله، أي أن نكون واحدًا معه. وعن مسألة الاختبار، لا، لسنا في مختبَر، بل في رحلة. * ما هي الخلوة؟ إنّها البرّيّة، أو مكان الهروب، وهناك في البرّيّة سيكلّم الربّ قلبي. الخلوة تساعد على كسر الرتابة والانتشال من مستنقع البطالة. إنّها وقت الصمت، الصمت المتأمّل. إنّها الهروب من ضجيج العالم المشوِّش، للولوج الى أعماق النفس، حيث أعاين حتمًا بصفاء أمورًا وخصالاً لا تعجبني، وأعرف أن لا جدوى من أن أكذب على ذاتي، وأنّه ليس بالإمكان الهروب من صوت الله، الذي سيقرّعني ويبكّتني ويؤدّبني… أجلس في خلوتي مع ذاتي وأناجي حضور الله في القربان المقدّس، وهو يقودني وينير دربي ويفتح ذهني لأفهم رمزيّة الصحراء، والشبه مع تجارب يسوع في القفر. أقرأ نصّ التجارب في الإنجيل وكأنّها تجاربي الخاصّة، الشهوة، السلطة، حبّ الذات، الأنانيّة وأدرس انعكاساتها على حياتي الروحيّة، وخصوصًا ضدّ نذوري: الفقر والعفّة والطاعة. على هامش تأمّلنا، من المفيد أن نعلم كيف يقارن الفيلسوف لاوتسو بين الإنسان حينما يولد يكون مليئًا بالحياة والمرونة والطراوة, وعندما يموت كيف تصير حالته من القساوة واليبوسة. والخلاصة أن نكون مطواعين لعمل الروح القدس، لأنّ عدم الطواعيّة هي علامة موت روحيّ… الخلوة في اللغة الإنجليزيّة هي (Re-) إعادة وعودة، لذا علينا أن نعود لنتذوّق الحلوى = (treat)، حلاوة السكنى مع الله واللقاء الحميم معه. إنّها إذًا وقت لكي يتكلّم الله معنا ونحن معه. لكن، فلنحذر الوقوع في فخ الطقوس الخارجيّة، لأن الخلوة رحلة نحو الذات، من الداخل الى الداخل. لأنّه من غير المجدي أن نكثر الكلام مثل الوثنيّين الذين يعتقدون أنّه بكثرة الكلام يُستجاب لهم، ففي هذا المجال الأقل هو الأكثر. فلنترك لغة القلوب تتكلّم لا لغة الشفاه. لغة القلوب التي لا تخجل من قول الحقيقة كما هي. فالله يحبّنا كما نحن ولا جوى من الاختباء. فلنواجه بالحقيقة مخاوفنا الدفينة ولنسلك بشجاعة لأنّ الوقت هو وقت الاهتداء والتغيير. الخلوة في وقت التجلّي هي دعوة لكي نتجلّي (مرجع النص الإنجيلي)، أي لكي نتغيّر. ولنطبّق النص الإنجيليّ الجميل على رياضتنا. فالتلاميذ اعتزلوا واختلوا بالربّ. وها هوذا الربّ يأخذ تلاميذه الثلاثة على انفراد. هنا يتبادر الى ذهننا سؤال بالغ الأهمّيّة يحتّم علينا الإجابة بصدق: هل نريد أن نكون من عداد الرسل الـ72، أو 12 أو الثلاثة الممتازين بالفضائل وخدمة التجلّي، أو هل أرتقي أكثر وأحظى بروعة وشرف وضع رأسي على صدر المعلّم الإلهيّ يسوع؟ أو أفضّل أن أبقى مع الجموع؟ هل أنا مستعدّ أن أذهب مع يسوع منفصلاً عن صحبة الآخرين؟ أم أحب أن أبقى مع الجموع؟ فلنقل كافّة “لا” لعلاقة (Mediocre) ذليلة وضيعة، لا اختبار فيها ولا كشف ولا تجلّي، لوصولها فقط الى نصف الجبل. تلك هي التجربة القاتلة أن أختار الصعود نصف المسافة، لأنّ الأمور تكمن في خواتمها. ودعوتنا أن نصيّر ذواتنا رجال صلاة لنتمكّن من البلوغ الى قمّة الجبل. فسنة الابتداء الرهباني مثلاً، ليست إلاّ خلوة، إنّها سنة الصمت والتأمّل، إنّها مرحلة “التخشّن”. تأمّل في إيقونة التجلّي 1- موسى يرمز الى الناموس، إيليّا الى النبوّة (فهو من أعظم الأنبياء)، يسوع هو كمال الشريعة والأنبياء. نلاحظ في الإيقونة كيف أنّ الربّ يسوع في الوسط مرتفع عن النبيّين قليلًا للدلالة على الرفعة والسلطة. 2- تفويض – كسلطة – لشهادة أ‌- الظهور ب‌- إيليا وموسى عاينا أيضًا ظهورًا إلهيًّا على جبل حوريب عندما جاز الربّ ونظر موسى من ثقب الصخرة … وإيليا شاهده على شكل نسيم لطيف. – السماع صمت وإصغاء وطاعة: في العهدين القديم والجديد يتّضح لنا أن الله متوار, محتجب, ويفوق كلّ تحديد أو وصف. هذا هنا الذي يشرح القدّيس توما الأكوينيّ الغمام بأنّه حضور الروح القدس الذي يعلن أن يسوع هو الابن الوحيد الذي ينبغي أن نسمع له، لأن عدم الطواعيّة هي علاقة موت روحيّ… * لدينا دعوة توجيهية في آخر حدث التجلّي: “نظرَ الرسل إلى أعلى ولم يروا سوى يسوع وحده”. هذا تمامًا ما نصبوا إليه في عالمنا المتألم. علينا أن نرى يسوع في أوجه الآخرين, الذين نحبّهم والذين لا نحبّهم, وأن يستشف الناس ملامح يسوع في وجوهنا. صلاة: لنصلّ من أجل اهتداء جميع الذين يحاربوننا, ويعاندوننا, ويبتغون لنا المساوئ…, لتنفذ أشعّة النعمة إلى قلوبهم. وإلاّ كيف يحلّ السلام؟ وكيف ندّعى أنّنا أبناء الله إن لم نسع إلى السلام؟ لنجعلن يا إخوة من أنفسنا سُعاة سلام, محبّين بعضنا بعض أكثر (في المجتمع, في البيت, في الدير, وفي محيطنا…). هذا هو التحدّي الكبير بأن نحبّ أكثر. ماذا عن حبّ الله؟ هناك ارتباك. لماذا؟ من هو الله؟ قبل مماتها، كتبت الأم تريزيا لبناتها “أنا عطشى”. أنا قلقة أنّ بعضكنّ لا يعرفن يسوع. أعني جدّ المعرفة، لا المعلومات المكدّسة من هنا وهناك عنه. فالملحد الذي يتكلّم اللغات القديمة والساميّة منها ويفقه علوم الاجتماع والتاريخ والسيكولوجيا ويعرف الإنجيل، ليس بالضرورة يعرف المسيح لأنّ المعلومات ليست كافية لنعرف المسيح. إذ إنّنا لن نعرف المسيح من دون بُعد علائقيّ. حتمًا إنها تجربة صعبة أن نعرف بحقٍّ يسوع. هل تعلمون أن أطول رحلة في العالم لا تتجاوز مسافتها 45 سنتيمترًا, وهي المسافة ما بين العقل والقلب، ولكنها الرحلة التي علينا أن نقوم بها. وهذا ما يحدو بالأم تيريزيا أنّ تعدّ أخواتها وتحضّرهم بحوالي عشر سنوات في الطالبيّة والابتداء, … قبل أن تقبل نذورهنّ. كيف نعرف يسوع؟ إن كنّا نعرفه، فنحن نعرف حبّه الذي يطال قلبنا ويغمرنا بفيض حبّه. ما هي المشكلة إذن إن لم أحيَ هذه الحقيقة؟ إنّها التربية الخاطئة, والصور المشوّهة المكدّسة في ذاكرتي عن الله, صورة رجل كبير وعاجز، هرم بدون قوة, أو شرطيّ يعاقبني إذا تجاوزت القوانين, أو وصي وآمر ينزل فيّ المخالفات ويقتصّ منّي ويدوّن زلاّتي على كتاب لا يحترق وبحبر لا يزول. الله ليس هذا ولا ذاك. تحديد اسم الله في الإنجيل واضح: الله محبّة لنراجع ذواتنا فنرى أنّنا مخطئون وأكبر المتعدّين على الله. فالقديس باسيليوس في مقدمة القوانين المطوّلة يتسأل: لماذا نطيع؟ أهو بسبب الخوف أو طمعًا بالمكافأة أو بسبب المحبّة؟ لذلك ليس مقبول أن نستعمل أسلوب ترهيب وتخويف الناس لجعلهم يؤمنون ويصلّون. لأنّنا بذلك نشوّه صورة الله في قلوبهم وعقولهم. لا بل علينا أن نشهد ونعلن أن الله محبّة, وأنّ الحبّ وحده يجعلنا أبرارًا وأتقياء. فلنقل إذًا لا للخوف. دعوتنا تقوم بأن نعرف الربّ من كلّ قلوبنا ونشارك الآخرين بهذا الحبّ. تعرّفنا على “سارة” التي لا تعرف ما هي غاية الإيمان. قلنا لها: يسوع يحبّك ويسعى نحو قلبك. فلنكن شهودًا لحبّه. فإن كنّا نحن المكرّسين والكهنة لا نشهد لهذا الحبّ المعتلن، فمن الذي سيشهد؟ يسوع يصدم العالم بقوله: “أحبّوا أعداءكم”، بينما منطق العالم عكس ذلك تمامًا. فلنعلن الحبّ للجميع… حتّى للأعداء. مثال: كيف كان بالإمكان أن تخضّ العالم أميركا لو قررت أن تشهد لحبّ المسيح، لو قرّرت محكمتها عدم إدانة شابّ مسلم فجّر قنبلة في ملعب كرة قدم بحكم الإعدام. ولكنّ جواب أميركا أتى سلبيًا وقررت إعدام الشاب. الجواب كان القتل أيضًا بدل المسامحة والحبّ. علينا أن نقف مع يسوع ونشهد للحبّ. ملخّص الكرازة الرسوليّة يُختصَر: 1- بأن يسوع هو الربّ. 2- وهو قائم من بين الأموات. كيف تنبع المحبة من الكرازة؟ أوّلًا: من خلال السلطة والتفويض لأنّه الربّ والسيّد. ثانيًا: من خلال القوّة، لأنّه قائم ومنتصر على الموت. إعتبار: كلّ إنسان، وإن كان حُطامًا ومنكسر في داخله بسبب حدث ما في ماضيه، عليه أن يدرك أنّه بالفعل محبوب، أي أنّ الله يحبّه لشخصه ويتذكّر أنّ تجاه كلّ معضلة وصعوبة هناك أمل جديد وبداية جديدة. (حادثة الاعتراف في السجن – أحد المساجين والأب مارتن – ماض أليم وجراح دفينة – قدرة التحوّل – أمل جديد – تعميد الوشوم وإعطاء معنى جديد لها). إعتبار: كلّ جرح سيشفى مهما كان عميقًا، وستبقى ندبات الجراح فقط لتذكّرنا بالموضع الذي لمسنا به من قبل الله وحنانه… وأخيرًا: لنتذكر أنّ الحبّ لا أهمّيّة له ما لم تكن فيه أجنحة الحريّة. تقول الأم تريزا: لقد خُلقنا أحرارًا لنحبّ ونكون محبوبين. اليوم الثاني قصة يوسف وماريا وريتا وماريو المسافرين الذين باعوا كلّ شيء وسافروا بالباخرة ليحظوا بعيش كريم وأفضل في أميركا ولم يكن لهم ما يكفي من المال ليشتروا لهم طعامًا على الباخرة, أخذوا الكثير من الجبنة والخبز حتّى ملّوا وسئموا من أكل الجبنة. أخيرًا اكتشف ماريو أنّ وجبات الطعام متضمّنة في سعر التذكرة المدفوعة سلفًا. العبرة: نحن نشبه هؤلاء الأشخاص أحيانًا الذين اعتادوا أن يكتفوا بالفتات بدل يستغلّوا حقّهم بالجلوس على المأدبة. كمسيحيّين التذكرة هي المعموديّة. إنّها النعمة والهديّة التي تخوّلنا أنّ نتنعّم بكلّ هذه الأطايب الروحيّة. هناك تحديد واضح في الكتاب المقدّس عن اسم الله أنّه المحبّة (في رسالة يوحنّا) والاسم الثاني هو الرحمة. وأخيرًا هو أكثر من ذلك (more)، أي أكثر رحمة وأكثر محبّة. المفهوم الخاطئ للتضحية الذي علينا أن نتجنّبه: أي التضحية بمعنى التخلّي. التخلّي له مدلول سلبيّ، بينما التضحية هي أكثر من ذلك، هي أنّ أقدم وأنّ أهدي لا أتخلى. هناك الكثير من المراجع عن التضحيّة أوّلها قايين وهابيل. الخلاصة هي السيطرة على الأهواء, تشبيه قبول الله لذبيحة هابيل بالغيمة البيضاء وذبيحة قايين بالسوداء. تحذير من الخطيئة: في نصّ التكوين قايين يتربص ليفترس هابيل ومقاربتها مع رسالة بولس، حيث يقول إنّ الخطيئة كأسد يجول ويتربّص. الاستعداد الداخليّ: علينا أنّ نستخلص من ذلك حاجتنا للندامة والاعتذار، لكي نتحوّل داخليًّا. لا أنّ نأسف على ذواتنا لأنّ التأسّف لا يفيد. مثل آدم وحواء العاريين أكلوا الثمرة الممنوعة, فبدأت حواء تلوم الحيّة وآدم يلوم حواء… دائم كالأجداد: تقديم اللوم والأعذار ولم يتغير الكثير منذ ذلك الحين ما زلنا نتصرف على منوالهم, أنّ نتأسف على ذواتنا بدل أنّ نتغيّر (ذهب وقتل أخاه قايين). نحن مدعوّون لأن نقدّم تضحيّة لا كعقاب بل تقدمة مرضية لربنا يسوع, أنّ نكون مستعدّين (قلبي مستعدّ يا ألله) لأن نبشّر بالإيمان. تلك هي التضحيّة أو الذبيحة المطلوبة منّا نحن المكرسين: الأنجلة. الله لا يريد منّا الذبائح بحسب المفهوم الحرفي في العهد القديم، لأنّه أله كامل لا يحتاج الى محرقات، لا بل سئم من محرقاتنا, هو لا يريد شيئًا خارجًا عن الانسان، لأنّه يسعى فقط الى الداخل، الى “قلب الإنسان” (مزمور 49: 50). عندها حين أقرّب البخور بمحبّة. أكرّم الإيقونة بمحبّة. للناس الذين يكرمون تلك الرموز نقول إنّها لا شيء ما لم تمارَس بمحبة وبقلب نقيّ ومتواضع. فالرمز والفعل هما كالخاتم والوفاء. علينا أنّ نعمل بجهد لنُظهر الإنسان الباطني, علينا أنّ نكون بكلّيّتنا لله، لا أنّ نحجب عنه ما نعتبره خاصّ بنا وأن نحتفظ بمميّزات شخصيّة. لا بل يجب أنّ نكون بكلّيّتنا لنذورنا. إذ ما أصعب أنّ ننذر نحن وغيرنا يعيش بموجب تلك النذور! النذور هي: استشهاد دائم, وهي (شهادة) تضحية بالإرادة الخاصّة. إذا قارنّا مَن ينذر بمن يستشهد، فالأخير بحسب تفكير الكنيستين الشرقيّة والغربية يذهب مباشرة الى السماء. كذلك نحن فلنشهد حبًّا بالمسيح بأنّ نموت أيضًا عن ذواتنا وعن إرادتنا ونضحّي بها بين يدي رؤسائنا. النذور شهادة واستشهاد: لنهب المسيح قلوبنا ولا نقتل كقايين، بل لنقتل كبريائنا وضعفنا وخطايانا وإهاناتنا, “أريد رحمة لا ذبيحة…”. دعوة مؤسّسنا في وصيّته هي تحريض لنا، بمراحم الله، أن نقدّم ذواتنا ذبيحة مقدّسة مرضيّة…, وهذه الدعوة تتمّ بـ “تجديد العقل”. إذن هي دعوة للتمييز والإصغاء وتحريك العقل لسماع مشيئة الله وما يرضيه وما هو كامل وما هو لقداستي وقداسة الآخرين. العبادة الروحيّة: الله في الإفخارستيا ليس بالفعل محتاج لخبز وخمر فهو قادر أنّ يحوّل كوكب الأرض كلّه الى رغيف خبز أو عنقود معصور, هو المتجرد الأكبر الذي يفتش في دواخل قلوبنا “يا بنيّ أعطيني قلبك”. في كلام التكريس نتضرّع الى الروح القدس أنّ ينزّل علينا أوّلًا ثمّ على القرابين المقدّمة, نحن أوّلًا، إذن تقدمتنا تتخطى الأمور الحسيّة (الخبز والخمر) وترتقى لكي تكون أوّلًا تقدمة الذات بكلّيّتها لله، بالرغم من كلّ ما يعترينا من شوائب وضعف فهو عارف بجبلته… هذه هي العبادة الروحيّة. دعوة بولس: يدعونا القدّيس بولس الى تجديد عقولنا بأن لا نتشبّه بالعالم ولا نسلك بمنطق العالم بل بروح تمييز وروح رئاسيّ. أي أن نكون قادة لا أتباع, وأنّ نوحّد ذواتنا، لأنّ التجربة تبدأ بالقلب المنقسم مرورًا بالعقل وصولاً إلى الفعل. القدّيس باسيليوس: يدعونا أيضًا الى توحيد الذات مع الذات، أي جمع الذات وطرد الأفكار المشوشة، والحفاظ على عقول نقيّة كمكرّسين نتحلّى بعقول منضبطة ومستنيرة. نصوص: 1 صمو 15: 22-23 (رحمة لا ذبيحة) معرفة القلب, أيفرح الله بالتقادم؟ هو يفرح بالطاعة. عمليًّا: كلّنا فينا هذا التمرد والعناد (العهد القديم يصف جيّدًا تلك الحالة مع الشعب العبراني)، لكن دعوتنا أنّ نرتقي ونرتفع لكي نعيش ما نسعى ونطمح إليه. أشعيا 1: 10-20 (إسمعوا كلام الرب) من يطلب منكم ذلك، إنها تقدمات باطلة معيبة لا أطيقها. ميخا 6: 6-8 (بماذا أكافئ الربّ؟) العجول الحوليّة وألوف من الكباش. أخبرتك يا إنسان: أصغ إلى العدل, أحبب الرحمة, وسر بتواضع, هذا هو مشروع حياتنا. كلّ يوم أسأل نفسي كيف أحب العدل والرحمة؟ أتكلم بالعدل وأسعى لحبّه وفي داخلي غيرة تأكلني. كيف ذلك؟ الغيرة التي تدمّر رهبانيّات وجماعات… كيف أشفى من مرض الغيرة؟ بتركيزنا على ذواتنا وعلى ضعفنا, كما تعلّم القدّيسة كاترين دي بولوني في نصائحها للمبتدئات عن الحياة الروحيّة: 1- بالتواضع. 2- بالتكلّم بالخير عن الآخرين. 3- بالاهتمام بشؤوننا فقط.

   إحتفلت الرهبانيّة المخلّصيّة بشخص رئيسها العامّ الأرشمندريت إنطوان ديب، بتدشين بيت الرياضات الروحيّة في دير السيّدة، برعاية وحضور غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث، وحضور راعي أبرشيّة صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران إيلي بشارة حدّاد والرئيسة العامّة للراهبات المخلّصيّات الأمّ منى وازن وعدد من الرهبان والراهبات. وبعد التدشين، انتقل الجميع الى دير المخلّص، حيث أُقيم في كنيسة الدير قدّاس احتفاليّ لمناسبة عيد التجلّي ترأّسه الرئيس العام، يعاونه لفيف من الكهنة في حضور غبطة البطريرك وراعي الأبرشيّة، وراعي أبرشيّة بعلبك للروم الكاثوليك المطران الياس رحّال، والأمّ منى وازن، والأب نقولا سابا ممثّلاً المطران الياس كفوري والوزير السابق الياس حنّا وحشد من الرسميّين وأهالي المنطقة والجوار. تخلّل القدّاس قبول أربعة طلاب في الابتداء الرهبانيّ هم: هاني عرمان، مجد جولان، رولان زيادة وإليان سليمان. وألقى الرئيس العامّ عظة من وحي المناسبة قال فيها: أيّها الإخوة والأخوات بالمسيح، “أخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنا على جبلٍ عالٍ في مكان منفصل، وتجلّى أمامهم وحدهم”. إنّ حدث التجلّي هو فعل إراديّ وليس صدفة، فالمسيح اختار هؤلاء الثلاثة، أرادهم أن يكونوا معه، إصطحبهم، إختارهم، وأخذهم على انفراد، نقلهم من مكان الى مكان آخر ومن حالة إلى حالة أخرى. مكان منفرد يخيّم عليه الصمت والهدوء، بعيد عن صخب العالم والضجيج والضوضاء. ونحن اليوم بدورنا علينا أن نترك المسيح يأخذنا الى الجبل، الى مكان منفصل، بعيدًا عن هموم وصخب هذه الحياة لنشترك معه في تجلّيه. يقول لنا الإنجيل: يسوع تجلّى أمامهم، فهو لم يتجلَّ أمام الجميع دون تمييز، لم يتجلَّ أمام الجموع والحشود، لكنّه تجلّى فقط أمام المختارين، تجلّى أمام الذين تركوا وراءهم في أسفل الجبل، أهلًا وأصدقاء وعملًا وكلّ شيء، وقبلوا دعوته ليذهبوا معه على انفراد. أولئك الذين يمكنهم القول مع صاحب المزامير: “أيّها الربّ إنّي أبحث عن وجهك فلا تخفه عنّي” (مز 27: 8-9). ونحن الرهبان المكرّسين الذين قبلنا دعوته وذهبنا معه على الجبل، هل لنا أن نذكر لحظة تجلّيه في حياتنا الشخصيّة والجماعيّة. فالتجلّي حصل على انفراد ولكن ضمن جماعة، فالرسل الثلاثة شاهدوا نفس المنظر وعاشوا نفس الخبرة وسمعوا شهادة الآب وسقطوا معًا على وجوههم. والمسيح أيضا تجلّى في رهبانيّتنا ولم يحرم رهبانه الذين كَرّسوا حياتهم له وتبعوه من هذه الخبرة الروحيّة الفريدة. يقول لنا متّى الإنجيليّ: “وجهه تلألأ كالشمس وثيابه أصبحت بيضاء ناصعة كالنور”، فالنور لم يأت من الخارج على يسوع بل أتى من الداخل لأنّه هو منبع هذ النور. فوجهه لا يعكس نورًا خارجيًّا كما حصل لموسى الذي كان وجهه يعكس مجد الله، بل وجه المسيح هو مجد الله بذاته. فالمسيح ليس كأبناء العهد القديم الذين رأوا الله، المسيح هو الله، على جبل ثابور بدأ ظهور جديد ألا وهو ظهور المسيح “كريستوفانيّ”. يقول القدّيس يوحنّا الدمشقيّ: “في التجلّي لم يظهر المسيح بمظهر ليس له، بل أظهر لتلاميذه ما هو عليه”. يقول لنا الإنجيل “بينما كان يصلّي”، فالمسيح على جبل ثابور ليس هو المعلّم الذي يعلّم، أو يعطي إثباتًا عن ألوهيّته لتلاميذه فقط، بل أكثر من ذلك بكثير فهو يقبل أن يشاركه أصدقاؤه في هذه العلاقة الحميمة بينه وبين الآب السماويّ ليكونوا شهودًا وشركاء في مجده. الله بالتجلّي يُدخلنا في تلك العلاقة الثالوثيّة الحميمة، أي يؤلّهنا معه. “فلنصنعنّ ثلاث مظال”. عندما قال بطرس: “فلنصنعنّ ثلاث مظال”، بالتأكيد “لم يكن يعلم ما يقول”. أن نصنع مظلّة ليسوع ومظلّة لموسى ومظلّة لإيليّا، هذا يعني وضعهم في نفس المرتبة على نفس المستوى، وهذا جهل كبير للفارق اللامحدود بين يسوع من جهة وموسى وإيليّا من جهة ثانية. وهذا يعني كما يقول آباء الكنيسة: إنّ موسى وإيليّا كانا يتكلّمان باسمهما الشخصيّ، وليس كلمة الله الوحيد الذي كان يتكلّم من خلالهما. بطرس لم يفهم الرسالة وحكمه لم يكن صائبًا، ولم يفكر بكلماته، خطأه مثل كُثر آخرين، أنّه وضع المسيح في رتبة موسى وإيليّا، وهما، مهما عظم شأنهما، نبيّان من الأنبياء، أمّا يسوع فهو الابن. بالطبع إنّ بطرس أراد أن لا تنتهي هذه اللحظات، وهذا أيضًا شعور كلّ واحد منّا يعيش لحظات التجلّي مع المسيح. وما حصل لبطرس، ويمكن أن يحصل لنا، ليس إلّا عيّنة للمجد الآتي. كان عليهم أن ينزلوا عن الجبل وأن يتواجدوا في عالمٍ يعيش ليل وظلمة الخطيئة حيث نجد إخوة لنا أفقهم محدود في هذا العالم عالم الظلمة. واجبٌ علينا أن نكون معهم حتّى نحوّل نظرهم الى المسيح كي يَخلُصوا، لأنّه هو وحده قادر أن يحرّرهم من الشرير وأعماله. إنّ رسالتنا كرهبان وكمكرّسين أن ندرك أنّنا في عالم مظلم، علينا تحويله نحو المسيح ليستضيء به، ومن المستحيل أن نحقّق رسالتنا إن لم ينعكس نور المسيح في كياننا كلّه، أي إن لم يكن المسيح محور حياتنا وهدفها وغايتها. عالمنا محتاج إلى شهود يعشقون المسيح، محتاج إلى قدّيسين. وإذا صوت من السماء يقول: “هذا هو ابني الحبيب فله اسمعوا”. عندما سمع التلاميذ هذا الصوت، وقعوا على وجوههم على الأرض، خائفين جدًّا”. إقترب منهم يسوع ولمسهم قائلًا: “إنهضوا لا تخافوا”، رفعوا نظرهم في كلّ الاتجاهات ولم يروا أحدًا إلّا يسوع وحده. موسى وإيليّا اختفيا، الغمامة انسحبت، الصوت صمت، والنور انطفأ. كلّ شيءٍ عاد الى ما هو عاديّ، يسوع نفسه عاد إلى مظهره اليوميّ. لماذا أراد الإنجيليّون التركيز على هذا التفصيل في حدث التجلّي، ألأنّه يخفي معنى عميقًا علينا سبر غوره؟ بالحقيقة أراد الإنجيليّون القول والتشديد إنّه علينا أن نسمع الى يسوع هذا، يسوع حسب ما عرفناه في الإنجيل وليس فقط يسوع المتجلّي، أي يسوع بكلماته وأعماله. يسوع وحده، يسوع المتروك من الجميع، يسوع المرفوض من قومه وأهله، يسوع المصلوب، يسوع الشافي، يسوع الذي حمل عاهاتنا، يسوع الذي وحده أعطانا جسده ودمه مأكلًا ومشربًا، يسوع الذي وحده صالحنا مع الله، يسوع الذي وحده دعانا أصدقاء، يسوع الذي وحده رفعنا الى مرتبة البنوّة. في عبارة يسوع الذي وحده يُنهي حدث التجلّي نجد برنامج حياة. في عبارة يسوع وحده، لا يعني أنّه يمكننا التخلّي عن الآب والروح القدس، بل أنّه في يسوع وحده يتجلّى الثالوث ويعمل في الإنسان، أي أنّه لا يمكن لأحدٍ أن يذهب الى الآب إلّا من خلاله. وعلى الصعيد الشخصيّ أيضًا يسوع وحده هو برنامج الحياة. فكم من أشياء في حياتنا نضعها الى جانبه كي لا نقول مكانه: يسوع والمال، يسوع والمهنة، ويسوع والحريّة الشخصيّة، يسوع والسلطة… لمسهم وقال لهم لا تخافوا، إنّ لمسة المسيح لهم وكلمة “لا تخافوا”، أتتا مباشرة بعد صوت الآب الذي قال: “وله اسمعوا”. أي أوّل كلمة قالها المسيح لتلاميذه، بعد شهادة الآب له، لا تخافوا، وأوّل عمل قام به أعطاهم يده ولمسهم. وما يقوله المسيح لنا اليوم في هذا الغمام الكثيف المحدق بنا من كلّ جهة: “لا تخافوا”. إنّ لمسته لنا مملؤة حبًّا وحنانًا وقوّة ورجاء. كم من مرّة لمس يسوع رهبانيّتنا وشدّدها قائلاً لا تخافي، لا تخافي أن تري وجه الله، لا تخافي أن تكوني شهيدة وشاهدة، لا تخافي أن تكوني على الصليب ومضطَّهَدة، لا تخافي إن لم يفهمك العالم، لا تخافي إذا نُكبت في بنيك ورزقك،لا تخافي ما دام هناك شبّان يقرّبون ذواتهم ذبيحة على مذابحك ليكونوا لي شهودًا، لا تخافي إذا سقطتّي في الضعف، لا تخافي إذا سُلّط سيف على عنقك، لا تخافي لأنّك على اسمي، لأنّي أنا اخترتك وأردتك، وأنا في وسطك. لكن خافي إذا لم تختبري هذا كلّه، خافي إن لم تُضطَّهَدي، خافي إن لم تشعري بالعواصف، خافي إن لم تشعري بالضعف، خافي إن لم تُصلبي، خافي إذا شعرت أنّك مسيطرة على كلّ الأمور وناجحة في كلّ شيء، من هذا خافي لأنّك بذلك لست بحاجة لي ولن تتركيني أتجلّى فيك ومن خلالك. المسيح وحده عنده هذا السلطان ليلمسنا ويقول لنا لا تخافوا إنهضوا. وجوده في وسطنا يعطينا سلام الله الذي يحفظنا بالمسيح يسوع. أشكر الله على حضوركم بيننا يا صاحب الغبطة وأصحاب السيادة. أشكر الله على نعمه علينا بدخول أربعة إخوة جدد إلى الابتداء الرهبانيّ. أشكر الله الذي أعطانا أن ندشن بيتًا جديدًا للرياضات الروحيّة والخلوة والصلاة. أشكركم جميعًا لمشاركتكم معنا فرحة العيد وبهاء التجلّي. ثم ألقى البطريرك لحام كلمة، أعرب فيها عن سروره لوجوده في دير المخلّص بين هذا الحشد الكبير من المؤمنين، مشيرًا الى أهميّة موقع ومكانة ورسالة دير المخلّص التاريخيّة والإيمانيّة في المنطقة”، وقال :”ما من دير ترى فيه هذه الحشود إلّا دير المخلّص، يجب أن نبقى دائمًا حول هذا الدير”، وهنّأ الرهبانيّة على قبول الطلاّب الأربعة في الابتداء الرهبانيّ من بعلبك وبيروت وغيرهما من المناطق، آملًا أن يكون في كلّ بيت خوري حتّى يخدم المسيح”، مؤكدًا “أنّ دير المخلّص هو مكان اللقاء الروحيّ”، مشدّدًا على أن تراث دير المخلّص العامر الذي أراده المؤسّس المطران أفتيموس الصيفيّ وآباء الدير على مدى 300 سنة في الشوف والجنوب، مركز إشراق روحيّ”. وتابع “إنّ أولادنا ينتابهم الخوف يوميًّا خصوصًا في سوريا، من الهجرة الى الدول الأوروبيّة وغيرها من الدول الغربيّة، فكما قال يسوع “لا تخافوا “، نقول لكم “إبقوا هنا كي يبقى يسوع، إبقوا هنا، فتبقى الأديار والكنائس، فقد تهدّم 150 كنيسة في سوريا، إضافة الى بيوت الناس التي تُهدم”. وختم قائلًا “إنّ الكنائس تعمّر، أمّا إذا لم يكن هناك من ناس فمن يُعمّر الكنائس، لذلك أقول لكم “إبقوا”. وبعد القدّاس تناول الجميع الطعام في ملعب مدرسة دير المخلّص.

   تحت عنوان “أضئنا يا مخلّص بنور تجلّيك المقدّس”، وبقيادة المرنّم الأوّل على الكرسيّ الأنطاكيّ الأستاذ بشير الأوسطه، أحيت جوقة القدّيس استفانس المنشىء البطريركيّة أمسية ترانيم بيزنطيّة في دير المخلّص- جون. إشتمل البرنامج على ترانيم من خدمَتَي عيدَي تجلّي الرب ورقاد السيّدة. حضر الأمسية الرئيس العامّ وجمهور كبير من الآباء والإخوة والأخوات الراهبات وحشد من المؤمنين، وفي الختام توجّه الرئيس العام الى الجوقة بكلمة شكر واصفًا إيّاها بأنّها رمز للأصالة ومثمّنًا الجهد الذي تبذله من أجل أداء كنسيّ أصيل، وأضاف: أنتم جعلتمونا نعيش التجلّي من خلال ترنيمكم، إنّ دير المخلّص وتراثه سيكونان دائمًا في خدمتكم والى جانبكم، فشكرًا لكم. 

   بطولة لبنان للمعاهد والمدارس الفنيّة بكرة السلّة في اطار بطولة لبنان في كرة السلّة، التي نظّمتها المديريّة العامة للتعليم المهني، شارك فريق من طلاب المعهد قوامه الطلاب مارك خوري ومصطفى حريري ورامي حوشو وميشال بطرس وريشار حليحل وعمر غرمتي والياس حليحل وفردريك سليمان وكارلو قسطنطين ومارون قطار ومحي الدين القطب وبقيادة الاستاذ مراد سليمان، في بطولة المحافظات لمواليد 94-95 فئة اولى، حيث تواجه الفريق مع فريق مدرسة الصرفند المهنيّة وحقق فوزا كبيرا بفارق نقاط كبير:24 مقابل 4. كما واجه فريق معهدنا، فريق معهد الآفاق (النبطية) لنفس فئة اللاعبين، وفاز بنتيجة 58-42. ونتيجة لفوزه في المبارتين المتتاليتين، تأهّل فريق المعهد الى بطولة لبنان للمعاهد والمدارس الفنيّة. تتابعت البطولة يوم الاثنين في 11 أيّار، حيث تواجه فريق المعهد مع فريق معهد الدبس وانتهى اللقاء بفوز فريقنا 61-48، أمّا في المباريات نصف النهائية التي جرت الاربعاء 13 أيّار الجاري، تواجه المعهد مع فريق معهد تكريت المهني وانتهى اللقاء بفوز فريقنا من جديد وبفارق كبير 46-23. وفي النهائيات، حصد فريق معهد الآفاق (بنت جبيل) الأولى في البطولة، وحل فريق المعهد في المرتبة الثانية (على صعيد البطولة) بفارق ست نقاط فقط 39-33. وبرز في فريق المعهد اللاعب مارك حسيب الخوري الذي أبلى البلاء الحسن في كلّ المباريات، ويذكر أنّه من لاعبي منتخب لبنان للناشئين دون الـ18 عامًا ومن لاعبي فريق الشياح الرياضي.

    نظمت أكاديمية باريس وجمعية خادمي الغد والمعهد الأوروبي للتعاون والتنمية IECD، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي، حفل توزيع شهادات للدفعة الثانية من طلاب البكالوريا الفنية إلكتروتكنيك (71 طالبا)، في المدرسة الفندقية في الدكوانة، برعاية وحضور المدير العام للتعليم المهني والتقني أحمد دياب. وقد منح مدير أكاديمية باريس كلود مشلي شهادة كفاءة مصدقة من الأكاديمية لكل طالب يستوفي الشروط المطلوبة للشهادة. حضر الحفل ايضا، مدير وكالة التنمية الفرنسية في لبنان ليونيل كافيريني، مستشار التعاون لتعليم اللغة الفرنسية برنار روش، ومدراء المدارس الشريكة، حيث تمثّل معهد دار العناية المهنيّة بمديره الاب حبيب خلف وجمهور من الاساتذة الذين يتولون تدريس مواد الالكتروتكنيك، اضافة الى عدد كبير من اهالي المتخرجين. يذكر أنه منذ العام 2007 والمعهد الأوروبي للتعاون والتنمية وجمعية خادمي الغد مع أكاديمية باريس وبالشراكة مع وزارة التربية والتعليم العالي ووزارة الصناعة وشركة شنايدر إلكتريك، ينفذون مشروع “بذور الأمل” في 12 معهدًا فنّيًّا في لبنان (بينها معهد دار العناية الذي لعب دورًا كبيرًا من خلال أساتذته المتخصّصين في أسس ومناهج هذا الاختصاص، كما وأنّهم يساهمون في تدريب أساتذة من معاهد مشاركة في البرنامج)، ويهدف هذا المشروع إلى “تعزيز فرص توظيف الشباب عن طريق رفع مستوى التدريب المهني من خلال تطوير معايير التدريب وتأهيل الآلات والأدوات التقنية في المدارس الشريكة، وتدريب المعلمين، بالإضافة الى توجيه ومراقبة الطلاب والتحسيس على أهمية التعليم الفني.

    في طقس ماطر وعاصف، احتفل الرئيس العام في دير المزيرعة، بقدّاس عيد القدّيس جاورجيوس، مساء الخميس 23 نيسان 2015، بمشاركة رئيس الدير الأب المدبّر جوزيف واكيم والأبوين المدبّرين نبيل واكيم وجوزيف جبّور، وبحضور الآباء نقولا الصغبيني، الياس مايو، سمير سركيس، طلال تعلب، سالم فرح وسمير حمصي، بالإضافة الى إخوة الاكليريكيّة الكبرى وجماعة الابتداء الذين خدموا القدّاس، وحشد كبير من المؤمنين. شكر الأب العام في عظته رئيسَ الدير على جهوده المبذولة في سبيل إحياء الدير، وألقى كلمة من وحي العيد مستشهدًا بقول السيّد المسيح: “أحبوا بعضكم بعضًا”، المحبة هي صفة الله، والمسيح يقول لنا: “حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم” (مت 18: 20). وهذه الجماعة إن لم يكن الله في وسطها في كلّ ما ستتعرّض له، لا يمكنها أن تشهد للمسيح. من هذا المنطلق تصبح وصيّة المحبّة علامة وشهادة في المجتمع والعالم. أمامها نتسأل هل هذه المحبّة مغلقة؟ في إنجيل السامريّ الرحيم يسأل: “ومَن قريبي؟”، الجواب “هو الذي صنع الرحمة”. إذًا هذه المحبّة لا يمكن أن تنغلق على ذاتها وإلاّ أصبحت أنانيّة، لهذه المحبة المنفتحة دعانا السيّد المسيح، وهذه المحبة تظهر في الشدائد والصعوبات. كلّ من يؤمن بأنّ الله محبّة يتعرّض للاضطهاد والقتل، يتعرّض لأن يُرذَل من العالم. من جهة ثانية، عندما أعطى المسيح هذه الوصيّة، كان يعرف أنّنا ببشريّتنا لا يمكن أن نتقبّلها. “أحبّوا أعدائكم، باركوا لاعنيكم”، هذه الوصية لا تُفهَم بشريًّا ولا يمكن أن تُطبَّق بشريًّا. من هنا الجزء الثاني من الإنجيل حيث يقول المسيح لتلاميذه: “ومتى ذهبت أرسلت إليكم المعزي”. إنّه الروح القدس الذي يعلّمنا كيف نحبّ بعضنا بعضًا، وكيف نكون شهودًا. إذًا وجودنا هو لكي نشهد ونكون شهودًا في عالم الظلمة، الشهادة هي أن تكون في مكان لا يقبلك، في عالم مظلم، وهذه رسالتنا ككنيسة وكمسيحيّين مشرقيّين، وهي نعمة من الله. إنها النعمة التي تضيء لي كي أتعلّم كيف أحبّ وأن أُعلّم بدوري كيف يمكن أن تكون محبّة الله في العالم. رغم أن البعض يظنّون أنهم بقتلنا يقدّمون لله قربانًا، تبقى رسالتنا واحدة. وفي عالمٍ السؤالُ فيه: ماذا سيحلّ بنا؟ الجواب هو بأنّ دعوتنا الأساسيّة هي أن نكون شهود، أن نحبّ، أن نضيء، حيث المكان المظلم هناك يجب أن نضيء. ونحن بدورنا كرهبانيّة سنكون حيث يترك الآخرون، سنكون بالأطراف، ههنا وفي الخارج، لكي لا نتنكّر للرسالة التي أوكلها إلينا المسيح. واختتم الرئيس العام كلمته بمعايدة الجميع بعيد القدّيس جاورجيوس، ودعاهم الى محاربة الشر على مثال هذا القدّيس العظيم، والشهادة للحقيقة على مثاله بتقبّل هذه الحقيقة، وبفتح قلوبنا لنتعلّم كيف نتصرّف وبماذا نشهد. آمين. بعد القدّاس، دُعي الجميع الى العشاء في قاعة الدير السفليّة، بسبب المطر والبرد.

     التقى مجلس الرؤساء العامّين والرئيسات العامّات في لبنان ضمن اجتماعهم الدوري، وهذه المرة في كنف دير المخلّص وذلك يوم الاثنين 20 نيسان 2015. بعد الاجتماع دُعي المجتمعون الى مائدة الغذاء، وبعدها جال الجميع في الكنيسة وصالون الرئاسة للتعرّف على تراث الدير.

   إحتفل قدس الرئيس العام بقداس الشعانين في دير المخلص، عاونه الأب المدبّر نبيل واكيم ورئيس الدير الأب سليمان جرجورة ولفيف من الآباء وحضره جمع من المؤمنين أتوا مع أطفالهم من عدّة مناطق للمشاركة بالعيد.

   إحتفلت الرهبانيّة الباسيليّة المخلصيّة ورعيّة مار الياس المخلّصيّة في زحلة بتدشين المنزل الوالديّ للمكرّم الأب بشارة أبو مراد ابن الرعيّة، في خلال قدّاس احتفاليّ ترأّسه راعي أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيّين الكاثوليك المطران عصام يوحنّا درويش بمشاركة الرئيس العام للرهبانيّة الأرشمندريت أنطوان ديب ورئيس دير مار الياس للرهبانيّة المخلّصيّة الأب نضال جبلي والأب حنّا كنعان وعدد من الكهنة. حضر القدّاس النوّاب طوني أبو خاطر، إيلي الماروني وشانت جنجنيان، النائب السابق سليم عون، راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران إيلي بشارة حدّاد والمطران أندره حدّاد، الأب مارون جبور ممثّلا المتروبوليت اسبيريدون خوري، رئيس دير مار أنطونيوس الكبير الأب شربل فيّاض، مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود، المحامي ميشال بالش ممثّلا رئيس بلديّة زحلة، الرئيسة العامّة للراهبات المخلّصيّات الأم منى وازن، الرئيسة العامّة للراهبات اليسوعيّات الأم دانييلا حروق، وعدد كبير من الكهنة والرهبان والراهبات الى وفود شعبية حضرت خصّيصًا من صيدا والجنوب والجبل وبيروت. بعد الإنجيل المقدّس ألقى المطران عصام درويش كلمة توجّه فيها بالتهنئة للرهبانيّة المخلّصيّة، وممّا قال: “أريد أن أبارك لكم بهذا العيد المبارك المقدّس، عيد سيّدة البشارة الذي هو عيد وطني يجمع أبناء الوطن بكافة مكوّناته. وأريد أن أبارك للرهبانيّة المخلّصيّة هذا النهار، وهي مناسبة لكي أشكرهم على تعبهم وخدمتهم هذه الأبرشيّة المباركة، وخاصّة أريد أن أشكر آباء هذه الرعيّة على نشاطهم وتفانيهم في خدمة الرعيّة والأبرشيّة فقد جعلوا هذه الرعيّة خليّة نحل تعجّ بالنشاطات. واليوم عندما ندشّن بيت أبونا بشارة أبو مراد نريد أن نصلّي من أجل الكنيسة لكي يُعلَن أبونا بشارة قدّيسًا في وقت قريب جدًّا”. أضاف: “على كلّ حال، نحن أبناء زحلة طوّبناه قدّيسًا منذ سنوات ونطلب شفاعته منذ أن تعرّفنا إليه. وفي هذه المناسبة أريد أن أذكّركم أن أبونا بشارة بقي سنة كاملة ناسكًا في هذا البيت يصلّي ويتلمس دعوته، لذلك نطلب منه اليوم أن يرسل للرهبانيّة المخلّصيّة ولكنيسته دعوات رهبانيّة رجّالية ونسائيّة مقدّسة لكي تخدم هذه الكنيسة”. ثمّ كانت كلمة للرئيس العام للرهبانيّة، تحدّث فيها عن صفات الأب أبو مراد وتواضعه وحبّه للصلاة، فقال: “نجتمع في هذا اليوم المبارك، يوم البشارة ويوم أبونا بشارة، في كنيسة أبونا بشارة ورعيته، في جوّ من الرجاء والأمل لنخرج ولو قليلا من الجوّ المظلم والظالم الذي يعيشه عالمنا اليوم، جوّ القلق وهموم الحياة، لنستكين الى راحة والى اطمئنان يأتينا من فوق، ينعكس من وجه مجلّل ببياض الشيخوخة وطهر الحياة ويتفجّر من وراء رخامة في دير المخلّص من قبر يحتوي ذخيرة ثمينة صقلتها فضيلة صلبة قوامها الصمت والصلاة، إماتة الذات لإحياء الآخرين”. أضاف: “عندما نتكلم عن الأب بشارة نقع في حيرة كبيرة، فهو فريد في قداسته، فريد في كهنوته، وفريد في حياته الرهبانيّة، عاش على مثال معلّمه الإلهيّ، أخلى ذاته من كلّ شيء كي يتحرّر من قيود هذا العالم ويحرّر العالم معه. إذا أردنا أن نعرف إن كان الأب بشارة قدّيسًا أم لا، إسألوا الغرفة التى قضى فيها أيّامه ولياليه راكعًا مصليًّا لربّه في الخفاء. إذهبوا واسألوا الكنائس التي كان يلتقي فيها بحبيبه الإلهيّ، بدءً من هذه الكنيسة التي نحن فيها كنيسة مار الياس التي اكتشف فيها بذور دعوته، الى كنيسة دير المخلّص وكنائس دير القمر والودايا وكنيسة مطرانيّة صيدا، لو كان لحجارة هذه الغرف فم لقالت بأنّ أبونا بشارة قدّيس لأنّه كان يمضي وقته عند حبيبه”. وتابع: “أبونا بشارة كان ابنَ بيئته، رجلاً عائشًا بين الناس لا في صومعة ناسك، فهو ابن مدينة زحلة وعاش غالبيّة حياته الرسوليّة في مدينة دير القمر ووديانها ومدينة صيدا. عاش مع الناس، عرف همومهم وتلمّس مشاكلهم الزمنيّة والروحيّة، حاول حلّها بالقليل الذي كان بين يديه. لم يتوان عن فتح مدرسة لتعليم الصغار، وعن إعمار كنيسة لجمع الرعيّة وعن الاتصال بهذا أو ذاك من المتولّين لفعل الخير”. وأردف: “أشكر باسم الرهبانيّة وباسم أبونا بشارة، محسنين ومحبين أرادوا تكملة رسالة أبونا بشارة، وبنوع خاصّ أشكر السيّدة غانا يمّين التي تكفّلت وتبرّعت بشراء بيت أهل أبونا بشارة بمحبّة وسخاء وصمت. كما أشكر السيّد جورج سليم شمعون وزوجته رانيا لتبرعهم بترميم بيت أبونا بشارة. أشكر المهندس إيلي عطالله والأخت ديما شبيب، وأشكر رئيس دير مار الياس السابق الأب الياس مايو الذي عمل بجدّ ومحبّة في ترميم هذه الكنيسة وسهر على شراء وترميم البيت، أشكر الرئيس الحالي ومعاونه الأب نضال جبلي الذي منذ استلامه مسؤوليّته بمحبّة وتفان وإخلاص قام بالسهر ومتابعة تأثيث البيت والتهيئة لهذا الاحتفال المهيب. كما أتوجّه بجزيل الشكر لراعي الأبرشيّة المطران عصام يوحنّا درويش على سهره الدائم ورعايته هذا الاحتفال، ورعايته لكلّ أبناء الرهبانيّة المخلّصيّة الذين يعملون في هذه الأبرشيّة، كما أشكر أصحاب السيادة الذين شاركونا اليوم وممثّليهم وكلّ الحضور”. وختم: “إن بيت أبونا بشارة ستكون رسالته الأولى والأساسيّة خلق واحة روحيّة في هذه المدينة الى جانب الواحات الموجودة، تقوم على سرّ التوبة والسجود للقربان المقدّس، وهذا ما كان غاليًا جدًّا على قلب الأب بشارة. هذا البيت بكلّ بساطة هدفه تجسيد روحانيّة الرهبانيّة المخلّصيّة وروحانيّة أبونا بشارة”. بعد القدّاس، توجّه الجميع في موكب صلاة تتقدّمه موسيقى الكشّاف الى منزل الأب بشارة القريب من الكنيسة، حيث قام المطران درويش والأرشمندريت ديب والأب جبلي بقطع شريط الافتتاح، وجرى دهن مذبح الكابيلا بزيت الميرون المقدّس، ورشّت أرجاء البيت بالماء المقدّس.

     بمناسبة عيد سيدة البشارة شفيعة المدرسة والاكليريكية، وهو العيد الوطنيّ الروحيّ الجامع، أقامت مدرسة دير المخلص الثانويّة، لقاءً أخويًّا وصلاةً مشتركة. حضر إلى جانب الرئيس العام والآباء وأسرة المدرسة، السيّد نزار الرواس ممثّلا معالي النائب بهيّة الحريري، الدكتور سليم السيّد ممثّلا معالي النائب وليد جنبلاط، الأستاذ طوني أنطونيوس ممثّلا معالي النائب نعمة طعمة، مختار جون السيد سمير عيسى ممثّلا النائب علاء الدين ترو، الأستاذ أحمد الحجّار ممثّلا النائب محمّد الحجّار، العقيد كمال صفا ممثّلاً اللواء عبّاس ابراهيم مدير عام الأمن العام، النقيب ربيع الغصيني ممثّلا سيادة اللواء ابراهيم بصبوص، المفتي الجعفري الشيخ أحمد طالب، عدد من آباء ومشايخ اللقاء الروحي، رئيسا اتحاد بلديّات إقليم الخروب وعدد من رؤساء البلديّات أو ممثّلوهم، عدد من المخاتير، وممثلو جمعيّات ومدارس وأحزاب وأصدقاء… وعدد من الإعلاميّين وتلفزيون لبنان. بعد الاستقبال في صالون المدرسة، سار الجميع بزياح إلى المسرح، حاملين أيقونة البشارة والورود ومرنّمين “نحن عبيدك”. بعد وضع الزهور في المسرح أمام أيقونة سيّدة البشارة، ابتدأ الحفل بالنشيدين اللبناني والمدرسة، ثمّ فيلم عن الأم، بعده كلمة الافتتاح لرئيس المدرسة الأب عبدو رعد مرحّبًا، شاكرًا، معيّدًا الجميع ومتمنيًا أن يعمّ السلام جميع أرجاء العالم، ثمّ ترنيم “إنّ جبرائيل” بصوت الآنسة غيد قزحيّا، فقراءة أولى من سفر أشعيا 7، 10-14، للأخت أغستان خوري، فقراءة من إنجيل لوقا 1، 1-11، للأب نقولا أيّوب، ثمّ تلاوة آيات من القرآن الكريم، سورة آل عمران 40-50، رنّمتها الآنسة سارة حسن، ثمّ ترنيم إنجيل لوقا 1، 26-37 بصوت الأب عبدالله الحمديّة. ثمّ كانت كلمات من وحي المناسبة ألقاها كلّ من: سماحة المفتي الشيخ طالب، الشيخ عامر زين الدين، والرئيس العام الأرشمندريت أنطوان ديب. ثمّ كانت بركة القرابين على نشيد العيد، فدعاء مشترك تلاه الجميع. بعد الصلاة انتقل الجميع ليتناولوا معًا لقمة محبة إلى مائدة المدرسة.

     بمناسبة عيد القدّيس يوسف شفيع رعيّة حوش الأمراء، احتفل الرئيس العام الأرشمندريت أنطوان ديب بالقدّاس الإلهيّ في كنيسة الرعيّة مساء الأربعاء 18 آذار 2015، عاونه كاهن الرعية الأب عبدالله عاصي والأب جو طوماس، بحضور الأب جورج إسكندر والأب جوزيف صغبيني وحشد كبير من المؤمنين. وباسم الرعيّة رحّب الأب عبدالله بقدس الرئيس العام، الذي بدوره شكر الأب عبدالله على تفانيه وغيرته في خدمة الرعيّة وألقى بعدها العظة من وحي عيد القدّيس يوسف. ثمّ دعا الرئيس العام جميع الحاضرين الى المشاركة في تدشين بيت أهل الأب المكرّم بشارة أبو مراد في حيّ مار الياس المخلصيّة يوم الخامس والعشرين من شهر آذار الجاري، وأضاف: هذا التدشين هو علامة محبّة الرهبانية واهتمامها بمدينة زحلة وفي الوقت عينه هو علامة إكرام للأب بشارة، أمّا في شأن مجريات دعوى تطويب أبونا بشارة فالدعوى قد انتقلت بشكل موثّق الى روما ونحن ننتظر الرد، ولكن يوميًا لدينا شهادات لأعاجيب تتمّ بشفاعته ونحن نأمل أن تزداد لدينا الدعوات الرهبانية من زحلة على مثال أبونا بشارة أبو مراد. واختتم الأب العام كلمته بمعايدة كاهن الرعيّة والمؤمنين بمناسبة العيد، قائلًا لهم: أنتم سندُ الرهبانية والرهبانية ستكون دائمًا سندًا لكم. وبعد القدّاس التقى الجميع في صالون الكنيسة للتهاني، عقبها عشاء عائلي.

   بمناسبة الاستعدادات لافتتاح بيت أهل الأب المكرم بشارة أبو مراد في زحلة، أحيت جوقة مار الياس المخلّصيّة رسيتالاً دينيًّا تخلله إطلاق اسطوانة الألبوم الأوّل للجوقة.

   بمناسبة عيد المعلّم وضمن نشاطات سنة الحياة المكرسة، دعت الرهبانيّة المخلّصية الى اجتماع ضمّ كلّ معلّمي ومعلّمات مدارسها، في يوم المعلّم، وذلك في دير المخلّص، بتاريخ 7 آذار 2015، برعاية وحضور الرئيس العام ورؤساء ومدراء المدارس الآباء: عبدو رعد، جورج إسكندر، يوسف نصر ونقولا صغبيني وحبيب خلف. في البداية أُقيمت صلاة افتتاحيّة في كنيسة الدير تضمّنت ترانيم روحيّة وتلاوة الرسالة والإنجيل، ثم كانت كلمة للأب العام رحّب فيها بالمعلّمين والمعلّمات وبالآباء وقال لهم: أعلن قداسة البابا سنة 2015 سنةً للعائلة وأيضًا سنةً للمكرّسين، يقينًا منه أنّ هذان هما العامودان اللذان يسندان الكنيسة. وما اجتماعنا ولقاؤنا في هذا النهار بمناسبة عيد المعلّم وسنة المكرّسين إلاّ تعبير عن أنّنا عائلة كبيرة واحدة تعمل معًا لغاية واحدة، وما حضوركم الكثيف سوى تأكيد على الطاقات البشريّة الكبيرة التي تملكها الرهبانيّة المخلصيّة وتضعها في خدمة الإنسان، وهي تعتمد عليكم من أجل إيصال ورسالتها وإتمام عملها. لذا أدعوكم الى التعرّف على تاريخ وروحانيّة الرهبانيّة التي تعملون من خلالها، وتحقّقون هدفها الأساسيّ، ألا وهو بناء الإنسان من النواحي الإنسانيّة والتربويّة والعلميّة. فالرهبانيّة لديها ست مدارس: ثلاث منها أكاديميّة ومنهنيّتان ومدرسة مختصّة. وهي تطال كلّ فئات المجتمع. وهي تعمل في الحقل التربويّ منذ سنة 1821، أي من حوالي مئتي سنة، وفي الحقل المهنيّ منذ خمسين سنة، وفي التربية المختصّة منذ إحدى عشرة سنة. 1- في جوّ عامّ غير مستقرّ، أؤكّد لكم أنّ الرهبانيّة مستقرّة، لأنّها مؤسَّسة على اسم المخلّص، ولأنّه في وسطها منذ سنة 1683، وهي ما زالت تشعّ حتّى اليوم، وتصرّ أن تعطي للعالم وللعاملين فيها كلّ دعائم الارتكاز. 2- أركّز أيضًا في هذه السنة على الشراكة والتعاون بين الرهبان والعلمانيّين، وعلى الانتماء الذي يجب أن يشعر به العلمانيّون العاملون في مؤسّساتنا، فنفكّر سويّة ونخطّط سويّة ونعمل سويّة. 3- النقطة الثالثة هي العمل بروح وطنيّة مبنيّة على الانفتاح على الآخر، في مجتمع نشعر فيه أنّنا مدفوعون الى التطرّف والانغلاق على ذواتنا، نحن على العكس ندعو الى الانفتاح على الجميع. 4- النقطة الرابعة هي العمل على تثبيت الإنسان في أرضه، وجعله يشعر بكرامته، والاهتمام خصوصًا بالضعيف، وتثبيت المسيحيّين في الأطراف، من مبدأ العمل على الوحدة الوطنيّة والحفاظ على النسيج الاجتماعيّ في المناطق اللبنانيّة كافة. 5- أتمنّى أيضًا إنشاء لجنة تضمّ المسؤولين التربويّين من الرهبان والعلمانيّين، تعمل على وضع استراتيجيّة أساسيّة للعمل التربويّ، وسبل تطويره، والمشاركة في حمل المسؤوليّة. ثمّ ختم الأب العام بكلمة روحيّة من وحي الآية الإنجيليّة “وكان يسوع ينمو في الحكمة والقامة والنعمة أمام الله والناس” (لوقا 2: 52)، وقال: نحن نرى صورة يسوع المسيح في كلّ إنسان يعتبره المجتمع فاشلاً وساقطًا، ونسعى الى مساعدته لينمو على مثال الربّ يسوع في الحكمة والقامة والنعمة. وسوف نُحاسَب أمام الله عن كلّ فرد موكَل إلينا، نحن مسؤولون عن فشله، ونحن مشاركون بنجاحه. وتبقى الرهبانيّة القلب الذي تلتجئون إليه والآذان السامعة والفكر المصغي الى حاجاتكم والى أيّ صعوبة تعترض عملكم في مؤسّساتها كلّها. ثمّ شكر جميع الآباء والأساتذة المشاركين في هذا اللقاء واستمطر عليهم وعلى عائلاتهم وعلى لبنان البركة الإلهيّة، بشفاعة الأب المكرَّم بشارة أبو مراد. بعد الصلاة توجّه الجميع الى المدرسة حيث كانت كلمات لممثّلي المدارس المشاركة: الأب جورج اسكندر والأستاذ فادي فرنسيس عن مدرسة دار الصداقة، الأب يوسف نصر والأستاذ خالد القاضي عن مدرسة السان سوفور، الأب حبيب خلف والسيدة سوسن سميا عن مدرسة دار العناية، الأب عبدو رعد والسيدة ليليان الغريب عن مدرسة دير المخلّص، والسيدة رلى الخولي عن مدرسة مار يوسف حوش الأمراء (تغيّب الأب عبد الله عاصي بسبب وفاة ابنة خالته). تلاها الغذاء وتوزيع الهدايا التذكاريّة على المشاركين.

   بدعوة من الرهبانيّة المخلّصيّة و”عيلة أبونا بشارة”، أحيا الفنّان والمرنّم نادر خوري ريسيتالاً دينيًّا، بالاشتراك مع الموسيقيّ فادي أبي هاشم وبالتنسيق مع المخرج طوني نعمة، وذلك مساء السبت 7 آذار 2015، في كنيسة دار العناية – الصالحية. ورنّم نادر خوري مجموعة من الترانيم الجديدة الخاصّة بالأب بشارة، غالبيّتها من نظم الشاعر رياض نجمة، وتلحين نادر خوري نفسه، وتوزيع فادي أبي هاشم وروي الناشف، بالإضافة الى بعض الترانيم من وحي الآلام. قدّمت هذه الأمسيّة الإعلاميّة هلا المرّ، وتخلّلها مقتطفات شعريّة للشاعر رياض نجمة. وفي الختام كانت كلمة لراعي الأبرشيّة المطران إيلي بشارة حدّاد. حضر الرسيتال الرئيس العام الأرشمندريت أنطوان ديب وجمهور من الآباء والرهبان والراهبات وحشد كبير من المؤمنين، أمّوا الكنيسة للمشاركة بالأمسيّة.

   برعاية وحضور صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وفي إطار رزنامة سنة الحياة المكرّسة التي أطلقها البابا فرنسيس لهذا العام، نظّم مكتب الرؤساء العامين والرئيسات العامات في لبنان بالتعاون مع جامعة الروح القدس الكسليك، كلية العلوم الدينية والمشرقية، مؤتمرًا خاصًا بالحياة المكرّسة تحت عنوان “أيقظوا العالم” وذلك من 26 الى 28 شباط 2015، في قاعة البابا القديس يوحنّا بولس الثاني في الجامعة نفسها. وفي الافتتاح دخل المكرّسون والمكرّسات حاملين ذخائر القديسين: شربل، رفقا، نعمة الله، الأخ اسطفان، الأم ماري الفونسين والطوباوي يعقوب وصورة الأب المكرّم بشارة أبو مراد. بعدها كانت كلمات لكلٍّ من سعادة السفير البابويّ المطران غابريال كاتشا الذي نقل للمؤتمر والحضور بركة قداسة البابا فرنسيس، بعدها تكلّم رئيس جامعة الروح القدس الكسليك الأب هادي محفوظ ثمّ رئيسة مكتب الرئيسات العامّات في لبنان الأم جوديت هارون، عقبها كلمة رئيس عام الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة الأباتي طنّوس نعمه تلاها باسم مكتب الرؤساء العامّين في لبنان. واختُتم الافتتاح بكلمة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي. تألّف المؤتمر من ثمانية جلسات توزّعت على ثلاثة أيّام وحاضر فيه وجوه من مختلف الرهبانيّات. شارك بالمؤتمر الرؤساء العامّون والرئيسات العامّات الى جانب حشد كبير من المكرَّسين والمكرَّسات من كافّة الرهبانيّات، ولم يغب عنه حضورنا المخلّصيّ إن على صعيد المشاركين أو على صعيد المحاضرين. فلقد افتُتحت الجلسة الأولى في اليوم الأوّل بحديث للأب نضال جبلي المخلّصيّ تحت عنوان “نذر الطاعة”، وأدارت الأم منى وازن جلسة بعنوان “الحياة المكرّسة رجاء جديد لكنائسنا وللعالم”، فيما اختتمت جلسات المؤتمر في اليوم الثالث بحديث للرئيس العام الأرشمندريت أنطوان ديب تحت عنوان “آفاق رهبانيّة لأجل دينامية روحيّة وإرساليّة متجدّدة”. وبعد التوصيات رفع كتاب شكر لكلٍّ من: قداسة البابا فرنسيس بواسط سعادة السفير البابويّ غابريال كاتشا، ونيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لرعايته وترأّسه للمؤتمر، ولرئيس جامعة الروح القدس- الكسليك الأب هادي محفوظ لاستضافته هذا المؤتمر. بعدها ترأّس غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث الكلّي الطوبى صلاة الختام وألقى كلمة من وحي الحياة المكرّسة. في الختام كان الغذاء ونهاية أعمال المؤتمر.

   مساء الجمعة 20 شباط 2015، أقيمت سهرة روحيّة في كنيسة الدير من تنظيم جماعة الإخوة في الإكليريكيّة الكبرى والابتداء، تخلّلها تأمّلات في فضائل الأب بشارة وترانيم روحيّة. أمّا يوم السبت 21 شباط، فأُقيم قدّاس أوّل عند الساعة التاسعة صباحًا، احتفل به قدس الأب المدبّر نبيل واكيم. وعند الساعة العاشرة والنصف ترأّس القدّاس الاحتفاليّ سيادة راعي أبرشيّة صيدا ودير القمر المطران إيلي بشارة الحدّاد، بمشاركة الرئيس العامّ الأرشمندريت أنطوان ديب وجمهور من الكهنة، بحضور صاحب الغبطة البطريرك غريغوريوس الثالث، والأب جوزف واكيم ممثّل المطران الياس نصار والأب جوزف خوري ممثّل المطران الياس كفوري، والرئيسة العامّة الأم منى وازن والراهبات الفاضلات وجمهور من المؤمنين. وبعد دورة الإنجيل تقدّم الأخ رامي حجّار وأبرز نذوره المؤبّدة أمام الرئيس العامّ، بحضور ذويه وبعض الأصدقاء وحشد من المؤمنين. بعد الإنجيل رحّب الرئيس العامّ بصاحبي الغبطة والسيادة وبالحضور وهنّأ الأخ رامي بالنذور المؤبّدة متمنيًا له أن يصل الى القداسة على مثال الأب بشارة. وبدوره رحّب راعي الأبرشيّة بحضور صاحب الغبطة البطريرك غريغوريوس الثالث، وشكر الرئيس العام على دعوته له للمشاركة في هذا الاحتفال الجميل، وأيضًا قدّم التهنئة للناذر الجديد ولقرية قيتولي، مشيدًا بما قدّمته لدير المخلّص وللأبرشيّة الصيداويّة من وجوه نفتخر بهم. ثمّ استعرض صاحب السيادة صفات الأب المكرّم قائلًا: أبونا بشارة يجمعنا كلّنا اليوم تحت راية الرهبانيّة المخلّصيّة، القدّيس يجمع وكلّ من يبتعد عن القداسة يفرّق وهذا المنطق يرتّب علينا تجديد خدمتنا وسعينا نحو الكنيسة والرهبانيّة، لماذا لا نكون مثل الأب بشارة (بدنا قدّيسين على مثاله) هو قدّيس الخدمة في الودايا ودير القمر والشيخوخة في دير المخلّص، من خلال المشورات الإنجيليّة الفقر والعفة والطاعة. لم يشاء أن يتكرّم في حياته فكرّمته الكنيسة بعد حين. إنه شفيعي الخاصّ، وأبونا بشارة ليس للرهبانيّة المخلّصيّة فقط، بل للطائفة كلّها وهو يدعونا لأن نوجّه طاقاتنا نحو المنفعة “كلّ شيء يجوز لي ولكن ليس كلّ شيء ينفع”. القدسيّات وحدها في الكنائس هي مصدر قداسة لذلك أبونا بشارة ليس لطائفة معيّنة بل لكلّ الكنائس، والذي عاش الفضائل كلّها لا يمكن أن يكون لجماعة معيّنة بل للجميع. الأب المكرّم بطل في عيش الفضائل ونحن نطلب شفاعته، نعيش ونسعى لكي نكون على مثاله أبطالًا. وبعد البركة الختاميّة كانت كلمة لغبطة البطريرك الذي بارك بدوره للرهبانيّة المخلّصيّة بنذور الأخ رامي، وشدّد على أهمّيّة الإيمان والشهادة في هذا الشرق المليء بالشهداء والقدّيسين على مثال الأب بشارة ومريم أمة يسوع المصلوب، إذ يقول لنا قداسة البابا فرنسيس “أنتم كنز الشرق”، وأيضًا “لا تتركوا شعلة الأمل تنطفىء في قلوبكم”. بعد القدّاس تمّ تدشين ممشى بولاد في الطابق الأوّل، المخصّص للرهبان المخلّصيّين المسنّين والعجزة والمرضى. وفي ختام تكريس الممشى بالماء المقدّس، التفت غبطة البطريرك نحو الأب العام شاكرًا إيّاه على تحقيق هذه الأمنية الغالية على قلوب الكثيرين والتي تعبّر عن حبّ الرهبانيّة لأبنائها والتفاتتها خصوصًا نحو المسنّين منهم وتقديرها لخدماتهم وتضحياتهم طيلة حياتهم الرهبانيّة والكهنوتيّة. ثمّ توجّه الجميع لتناول الغذاء على مائدة الدير. وفي تمام الساعة الخامسة أُقيم قدّاس ثالث في كنيسة الدير، احتفل فيه القيّم العامّ قدس الأب أنطوان سعد.

   أحيت الجماعة الرهبانيّة في دير القدّيس باسيليوس في ميثون، برئاسة الأب فارس خليفات، يوم السبت 21 شباط 2015، ذكرى انتقال الأب المكرّم بشارة أبو مراد الخامسة والثمانين، بدعوتها سيادة المطران نقولا سمرا رئيس أساقفة نيوتن في الولايات المتّحدة الأميركيّة لإلقاء محاضرة حول الأب بشارة وترأّس الذبيحة الإلهيّة، التي حضرها آباء الدير وأصدقائهم وجمع من المؤمنين، ثمّ شارك الجميع بغداء عائليّ، ثمّ حضروا فيلم “سراج الوادي” الذي يروي سيرة حياة الأب بشارة.

   بمناسبة ذكرى انتقال الأب بشارة أبو مراد الى السماء، أحييت “عيلة أبونا بشارة” وحركة الشبيبة الطالبة المسيحيّة أمسية صلاة وسجود أمام القربان المقدّس، وذلك مساء الجمعة 13 شباط 2015 في كنيسة دير المخلّص، تخلّل الأمسية اعترافات وزيّاحات بالقربان المقدّس وترانيم روحيّة بأصوات المرنّمين: جورج حكيم، جوزيف جبّور، نغم دندن، الأب مكاريوس هيدموس، روبير شمّاعة ورونا نحّاس، وعزف آدي قسطنطين، وتأملات روحيّة، بحضور جمهور الآباء والإخوة والأخوات الراهبات، وحشد كبير من المؤمنين.

    السبت 31 كانون الثاني 2015، وفي إطار سنة “الحياة المكرّسة” التي أطلقها قداسة البابا فرنسيس، أُقيم قدّاس احتفاليّ في بازيليك سيّدة المنطرة في مغدوشة، ترأّسه الرئيس العامّ للرهبانيّة الباسيليّة المخلّصيّة الأرشمندريت أنطوان ديب، يعاونه لفيف من الرؤساء العاميّن بحضور السفير البابويّ في لبنان غبريال كاشيا والسادة المطارنة إيلي بشارة حداد راعي الأبرشيّة، الياس نصّار، شكر الله نبيل الحاج وجورج المر، الى جانب الرئيسات العامّات وحشد كبير من المكرّسين والمكرّسات من مختلف الرهبانيّات، الذين أتوا من قريب ومن بعيد للمشاركة بهذه المناسبة، وقامت بخدمة القدّاس جوقة شبيبة المخلّص بقيادة المهندس بسّام نصرالله. بعد الإنجيل ألقى الرئيس العام كلمة من وحي التكرّس. وفي ختام القدّاس تمّ تبريك الشموع والمشاركة بالكوكتيل احتفالًا بالمناسبة.

     الإثنين 29 كانون الأوّل 2014، قامت سفيرة النمسا في لبنان السيّدة أورسُلا فارنجر (Ursula Fahringer) بزيارة دير المخلّص، يرافقها سيادة المطران عصام درويش والأبوان عبدالله حمديّة وسالم فرح. وكان في استقبالها النائب العام الأب عبدو رعد والقيّم العامّ الأب أنطوان سعد وأمين السرّ العامّ الأب مكاريوس هيدموس الذي قدّم لها بعض الأسطوانات البيزنطيّة. حال وصولها توجّهت الى الكنيسة وتأمّلت إيقوناتها الجميلة وإيقونات السكرستيّا الكبيرة، ثمّ أكملت جولتها في الصالون الرئاسيّ الأثريّ حيث تُعرَض الإيقونات المرمّمة وبعض الأواني المقدّسة. كما تفحّصت الكأس الثمين الذي قدّمه دوق بافاريا مكسيمليان الى دير المخلّص سنة 1839.

    يوم السبت 27 كانون الأوّل 2014، ضمن روزنامة نشاطات اليوبيل، اجتمع الرهبان مع أخواتهم الراهبات في قدّاس احتفاليّ ترأّسه الرئيس العام وشارك فيه كلّ من الآباء: عبدو رعد، نبيل واكيم، نقولا الصغبيني، مكاريوس هيدموس، جورج اسكندر، حنّا نخّول، جوزيف الصغبيني، سمير سركيس وشربل راشد. بحضور الرئيسة العامّة الأم منى وازن وجمهور الراهبات المخلّصيّات.

   ليلة عيد الميلاد، احتفل رئيس دير المخلص بصلاة القراءات وتبريك الخبزات، التي ترأّسها قدس الأب العام، وحضور رهبان الدير وجمهور الإكليريكيّة الكبرى والابتداء. وبعد العشاء اجتمعت العائلة المخلّصيّة في القاعة الشرقيّة في سهرة ميلاديّة تخلّلها الألعاب الطريفة والأجواء الفرحة.

   احتفلت دار العناية هذه السنة بقدّاس عيد الميلاد منتصف الليل، ترأّسه الرئيس العام يعاونه الآباء: نقولا الصغبيني، نبيل واكيم، سمير سركيس وجيلبير وردة. وفي بدء القدّاس حمل الرئيس العام الطفل يسوع، في زياح الى المغارة، وبعد الإنجيل ألقى الرئيس العام عظة من وحي العيد شدّد فيها على أهميّة الخروج من الذات في عيد الميلاد لكي نلتقي بصاحب العيد يسوع المسيح ودعا المؤمنين لعدم الخوف خاصّة في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها، تلبية لمن دعانا لأن لا نخاف، لمن هو معنا “عمانوئيل”، وهنّأ الرئيس العام الجميع بالعيد متمنّيًا أن يكون هذا الميلاد مناسبة لتجديد الأمل والفرح والسلام في قلوبنا وفي مجتمعنا. بعد القدّاس التقى الجميع في صالون الكنيسة للتهاني بالعيد.

   الأحد 21 كانون الأوّل 2014، وضمن نشاطات الميلاد, وبدعوة من مدير الدار الأب جورج اسكندر، إجتمع أساتذة المعهد الفنيّ والتقنيّ في الفرزل وأسرة قرية الصداقة في كسارة والمتطوعين الذين عملوا في صيفيّات الأولاد، في لقاء روحيّ، تكلّم فيه سيادة الرئيس العام للرهبانيّة الباسيليّة المخلّصيّة الأرشمندريت أنطوان ديب وقد توجّه الى الحضور بكلمة روحيّة مشيرًا الى أنّ المسيح أتى الى خاصته وخاصته لم تعرفه. فالأجيال كانت تنتظر مخلّصًا, ولكنّها رفضته حين أتى طفلاً صغيرًا, فقيرًا, غريبًا ومتواضعًا. فهي كانت تنتظر ملكًا قديرًا يملك الى الأبد. هذا وشدّد الأب العام في كلمته على معاني الميلاد وعلى ما يجب أن نتحلّى به من تواضع وتسامح وخدمة. وفي الختام شكر الأب اسكندر للأب العام حضوره ورعايته، وسهره الدائم على دعم مؤسّساتنا الاجتماعيّة ونوّه بجهود كافّة العاملين في الدار، متمنّيًا للجميع أعيادًا مباركة. وقد تمّ بعدها تبادل التهاني بالعيد، ووزّع الأب العام ومدير الدار الهدايا على المتطوعين. وتمّ قطع قالب الحلوى وشرب نخب المناسبة. ومن جهة أخرى، احتفل الرئيس العام بالقدّاس الإلهيّ الذي حضره أطفال دار الصداقة بكافة الأقسام الرعاية الداخليّة والرعاية الأسريّة، بحضور أهلهم والأصدقاء. وفي الختام وُزّعت الهدايا على الجميع إضافة الى ضيافة العيد.

   برعاية الرئيس العام الأرشمندريت أنطوان ديب ورئيس الدير الأب سليمان جرجورة أحيت جوقة شبيبة المخلّص أمسية عيد الميلاد في كنيسة دير المخلّص بعنوان “نور العالم”، بقيادة المهندس بسّام نصرالله، وذلك مساء الأحد 21 كانون الأوّل 2014. وامتلأت الكنيسة بالآباء والرهبان وحشد من أهالي المناطق المجاورة ومن شرقيّ صيدا. ولقد جادت الجوقة بأصواتها الرخيمة منشدةً الترانيم البيزنطيّة والسريانيّة المارونية والعالميّة. وعزفت الفرقة الموسيقيّة الشرقيّة قسمًا من هذه الترانيم. بعد الأمسية تناولت الجوقة طعام العشاء في مائدة الضيوف.

   عيد الميلاد هو عيد الطفولة والعائلة, أي أنّه بمعنى أو بآخر، عيد دار الصداقة، وبهذه المناسبة أقامت أسرة الدار، الأربعاء 17 كانون الأول 2014، غداءً ميلاديًّا جمع العائلة المخلّصيّة في لبنان، شارك فيه كلّ من المطران عصام يوحنّا درويش راعي الأبرشيّة، والمطران أندره حداد والرئيس العام للرهبانيّة المخلّصيّة الأرشمندريت أنطوان ديب، وعدد كبير من الراهبات والرهبان. تضمّن الغداء كلمات وأمنيات معايدة وشربَ الجميع نخب المناسبة. وفي النهاية شكر الأب جورج اسكندر الجميع لتلبية الدعوة وكرّم الآنسة أدال عاصي والأستاذ ناصيف أبو رزق لخدمتهما دار الصداقة على مدى أكثر من 25 سنة. وقدّم لهما هديّتين تذكاريّتين وشكر لهما عطاءهما.

   مساء الجمعة 12 كانون الأوّل 2014، في كنيسة دير سيّدة الانتقال، وفي إطار الاستعداد لعيد الميلاد المجيد، أحيت جماعة الابتداء الرهبانيّ سهرة ميلاديّة بعنوان “ميلادك ضوّا الدني”، وذلك بحضور الرئيس العام الأرشمندريت أنطوان ديب ورئيس الدير الأب المدبر نبيل واكيم وجمهور من الآباء وحشد كبير من المؤمنين. تخلّل السهرة ترانيم ميلاديّة بصوت الأخ عامر (مرقس) ديب وجوقة من الأطفال درّبها الأخ عامر للمناسبة، مع تأمّلات إنجيليّة من وحي العيد بصوت الأب نبيل.

   ترأّس البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في بكركي، قدّاس افتتاح “سنة الحياة المكرّسة”، مع أصحاب الغبطة البطاركة الكاثوليك يعاونه سائر الرؤساء العامّين والإقليميّين. وألقى عظة بعنوان “ها نحن قد تركنا كلّ شيء وتبعناك” (مر 10: 28)، أعرب في مستهلّها عن سعادته “بأن نفتتح معكم بهذه الليتورجيّا الإلهيّة، سنة الحياة المكرّسة التي افتتحها قداسة البابا فرنسيس في روما الأحد الماضي 30 تشرين الثاني. ونقول للربّ يسوع، بصيغة وعد متجدّد، كلمة بطرس الرسول: ها نحن قد تركنا كلّ شيء وتبعناك (مر10: 28). هي كلمة تندرج في سياق جواب الربّ يسوع لذاك الشاب الذي جاء يسأله بلهفة: أيّها المعلّم الصالح، ماذا أعمل من الصلاح لأرث الحياة الأبديّة؟ فكان الجواب: إحفظ الوصايا. وإذا شئت أن تكون كاملاً، إذهب وبع ما هو لك وأعطه للفقراء، فيكون لك كنز في السماء. ثمّ تعال اتبعني” (متى 19: 16-21.( وقال الراعي: “سنة الحياة المكرسة هذه، أرادها قداسة البابا بمناسبة مرور خمسين سنة على صدور وثيقة المجمع المسكونيّ الفاتيكانيّ “المحبّة الكاملة” حول تجدّد الحياة الرهبانيّة. وأراد أن ترتكز تلبية الدعوة إلى الحياة المكرّسة على ثلاثة: الفرح في اتباع المسيح وعيش إنجيله، والشجاعة في وضع الثقة الكاملة به في الخدمة، على مثال المؤسّسين والمؤسّسات، والشركة الشخصيّة مع الله من أجل بناء أُخوّة شاملة بالمحبّة المتبادلة. هذه الثلاثة هي بمثابة الديناميّة المحرّكة لقرارنا الأساسيّ: “قد تركنا كلّ شيء وتبعناك” (مر10: 28). هذا ليس قرارًا جامدًا، بل هو مسيرة متواصلة: اتّباع دائم للمسيح مع التخلّي الدائم عن الذات وعن كلّ شيء. لا يحقّ لنا أن نجعل اتّباعنا للمسيح، الذي هو السير على خطى محبّته، مجرد انتماء قانونيّ إلى جمعيّة أو رهبانيّة. من يكون انتماؤه قانونيًّا فقط، لا يستطيع التخلّي عن أيّ شيء. أن تكون الحياة المكرّسة سعيًا إلى كمال المحبّة، هذا لا يعني مجرّد تحديد روحيّ لفظيّ، بل يعني التزامًا بالسير على خطى المسيح والتخلّي عن الذات وعن كلّ شيء، والسعي إلى عيش المحبّة من دون شروط أو حدود”. أضاف: “بالعودة إلى ذاك الشاب الذي “مضى حزينًا عندما سمع جواب يسوع، لأنّه كان ذا مال كثير” (متى 19: 22)، فإنّه يبدو لنا مخلصًا مع نفسه، لكونه لا يستطيع التخلّي عمّا يملك. فلم يشأ خيانة الأمانة للسير وراء يسوع متخليًّا، ثمّ يرجع ويستعيد البدل عمّا تخلّى عنه. فلنطرح السؤال حول أمانتنا، نحن الذين لبّينا الدعوة وسرنا وراء يسوع وتخلّينا عمّا كان عندنا، ثمّ وجدنا فيض الخير في الجمعيّة والرهبانيّة: المال، العلم، الإمكانيّات، المراكز، السلطة، تحقيق الذات. هل نسير حقًّا على خطى يسوع؟ هل نعيش حقًّا فضيلة التخلّي عمّا توجب علينا النذور المقدّسة: الطاعة والعفة والفقر؟ سنة الحياة المكرّسة هي سنة التجدّد في الأمانة المزدوجة للمسيح وللكنيسة، وبالتالي هي عيش مقتضيات الإنجيل، وحبّ الكنيسة والالتزام في حياتها ورسالتها، وتنمية الموهبة الخاصّة بكلّ جمعيّة أو رهبانيّة (رجاء جديد للبنان، 53). الأمانة للمسيح الرأس هي أمانة للكنيسة، جسده. إنّ أمانة المكرّسين والمكرّسات المزدوجة تعكس أمام العالم الرباط غير المنفصم بين المسيح وكنيسته (راجع الكنيسة في الشرق الأوسط، 53). وتشكّل الأساس اللاهوتيّ والراعويّ لاندماج الرهبان والراهبات اندماجًا فعليًّا في حياة الكنيسة المحلّيّة ورسالتها. “ولئن كانوا ينعمون باستقلاليّة في مجالات حياتهم داخل مؤسّساتهم، فهم جزء لا يتجزّأ من الكنيسة الخاصّة، ولا يمكن أن يعملوا في الحقل الراعويّ إلاّ بالانسجام والتعاون الوثيق مع الكنيسة المحلّيّة، وفي شركة أوثق مع رعاتها” (رجاء جديد للبنان، 53). كما أن هذه الأمانة المزدوجة تقتضي تجدّدًا دائمًا بكلمة الإنجيل ونعمة الأسرار، وإحياء روح المؤسّسين والمؤسّسات والأهداف الأصليّة، والمشاركة الفعليّة في حياة الكنيسة ورسالتها ومبادراتها، ليتورجيًّا وراعويًّا ومسكونيًّا وإرساليًّا واجتماعيًّا، والوقوف على حاجات المجتمع بغيرة رسوليّة مسؤولة (راجع وثيقة كمال المحبة، 2). هذا التجدّد يحفظ الرهبانيّات في نضارتها وقوّة شهادتها ومصداقيّتها؛ ويبقيها على طبيعتها الأساسيّة كعطيّة ثمينة من الروح القدس، تساند حياة الكنيسة ونشاطها الراعويّ، وتشعّ فيها كعلامات نبويّة لشركة الاتحاد بالله والوحدة بين جميع الناس برباط المحبّة (راجع الكنيسة في الشرق الأوسط، 52). ومعلوم أنّ التجدّد في الحياة الرهبانيّة بالشكل المتواصل والدائم، يسهم إسهاما كبيرًا في تجدّد الكنيسة المحليّة نفسها (النصّ المجمعيّ “الحياة الرهبانيّة في الكنيسة المارونيّة، 45). ومعلوم أيضًا أنّ الحياة المكرّسة لن تثمر إلاّ بمقدار تجذّرها في عمق الحياة الكنسيّة (راجع المرجع نفسه، 46”.( وتابع: “لكنّ تجدّد الأمانة للمسيح والكنيسة وللموهبة الخاصّة بكلّ جمعيّة ورهبانيّات، يواجه تحدّيات تنال من هذه الأمانة، ولا بد من مواجهتها. لقد أنتجت الحداثة قيمًا كالحرّيّة والمساواة والعدالة والتواصل والشفافيّة وروح النقد وسواها. استفادت الرهبانيّات من هذه القيم، وأقامت وزنًا للأفراد وفتحت أمامهم مجالات المبادرة والتنمية الذاتيّة والانخراط في مختلف القطاعات الرسوليّة والإنمائيّة والاجتماعيّة. غير أنّ هذه القيم بالمقابل سهّلت التفرّد من خلال حريّة بدون ضوابط، ومساواة لا تقيم للسلطة الرهبانيّة والكنسية وزنًا لهيبتها ولقراراتها، وانجرافًا في تيّار النسبيّة والنفعيّة، وصراحة تتخطّى حدود اللياقة والاحترام، وتشبّثًا في الرأي والقناعات الشخصيّة، وافتقارًا للانصياع المحبّ وروح الطاعة. فتولّدت من هذا الواقع الجديد أزمتان: أزمة هويّة بالنسبة إلى الحياة الرهبانيّة، وأزمة مصداقيّة بالنسبة إلى الآخرين (الحياة الرهبانيّة في الكنيسة المارونيّة، 47). نأمل أن تكون سنة الحياة المكرّسة مناسبة لمواجهة هذا التحدّي”. وقال: “تواجه الحياة المكرّسة تحدّيًا آخر ينال من حرارة الحياة الروحيّة والأمانة للنذور المقدّسة. لقد انصرف الرهبان والراهبات إلى نشاطات رسوليّة محمودة ومشكورة بحدّ ذاتها، وضروريّة لرسالة الكنيسة وحاجات المجتمع: إدارات ومدارس وجامعات ومعاهد ومراكز اجتماعيّة وإنمائيّة، ونشاطات ثقافيّة. فكانت البحبوحة الماليّة، وإغراءات السلطة، والسيّارات الخاصة، والأجور لقاء العمل، والأسفار الحرّة لكلّ طارئ وحاجة. هذه أثّرت في العمق على الحياة الروحيّة والصلاة والتأمّل والحياة الجماعيّة الديريّة، وعلى شهادة الحياة. إنّه تحدٍّ كبير وخطير، ويستوجب معالجة روحيّة ومسؤولة، بحيث تستعيد الجمعيّات والرهبانيّات طبيعتها كثروة كبيرة وينبوع نعمة وحيويّة في الأبرشيّات” (رجاء جديد للبنان، 54)، ويكون الرهبان والراهبات، “بنمط حياتهم وأمانتهم لنذورهم، هداة روحيّين حقيقيّين يلجأ الشعب إليهم” (المرجع نفسه، 52)، في الأديار، وفي مؤسّساتهم التربويّة والاستشفائيّة والاجتماعيّة، الشاهدة لمحبّة المسيح، والضامنة حضوره الخلاصيّ الفاعل”. أضاف: “ها نحن قد تركنا كلّ شيء وتبعناك” (مر10: 28). هذا هو وعدنا المشترك في سنة الحياة المكرّسة. إن الذين اتبعوا يسوع، أثناء حياته التاريخيّة، أقاموا معه، سمعوا كلامه، تقدّسوا بحضوره، اقتدوا بمحبّته، تمّرسوا على الصوم والصلاة، اكتسبوا وداعة وحكمة. ثمّ أرسلهم لكي يعلنوا إنجيله للخليقة كلّها. فلا بد من الإقامة مع المسيح من خلال تنشئة روحيّة ورهبانيّة وكنسية، أصيلة ومستدامة، تجعلنا ننطلق دائمًا من المسيح، كما أوصى القدّيس البابا يوحنا بولس الثاني. إنّ مستقبل الحياة المكرّسة مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالقدرة الديناميّة التي تبذلها الجمعيّات والرهبانيّات لتنشئة أعضائها. ولا بد من تمييز الدعوات ومرافقتها والسهر عليها، بحيث لا يغلب الهمّ العددي على الالتزام الصادق والشاهد قولاً وحياة. أمّا جواب يسوع لبطرس: “ما من أحد ترك أولادًا أو حقولاً، من أجلي ومن أجل إنجيلي، إلاّ ويأخذ عوض الواحد مئة” (مر10:29)، فيذكّرنا أنّ الأشخاص الذين وجدناهم في مؤسّساتنا هم إخوة وأخوات وآباء وأمّهات وأبناء وبنات روحيّين. وعلى هذا الأساس نعيش معهم بروابط المحبّة والحنان والاحترام والتعاون والوحدة والخدمة والغفران المتبادل والفرح العائلي. ويذكّرنا أيضا أنّ ما نجد من ممتلكات وأموال منقولة وثابتة، إنّما هي من أجله ومن أجل إنجيله أي للعمل الروحيّ والرسوليّ والراعويّ والاجتماعيّ. ويدعونا لحماية الأرض واستثمارها في مختلف قطاعاتها من أجل تلبية الحاجات المعيشيّة والرسوليّة والكنسيّة، ومن أجل خدمة الفقراء وتنمية الإنسان والمجتمع، والمحافظة على الوجود المسيحيّ الفاعل والشاهد”. وختم الراعي: “بهذه الروح وبهذه المقاصد نبدأ معكم مسيرة سنة الحياة المكرّسة، منطلقين من المسيح الربّ الذي لبّينا دعوته وتبعناه، على هدي أنوار الروح القدس الذي يذكي شعلة المحبّة في قلوبنا. ونلتمس شفاعة أمّنا مريم العذراء مثالنا في الإصغاء لكلام الله، وفي تكريس ذاتها نفسًا وجسدًا لخدمة عمل الفداء وتحقيق تصميم الله الخلاصيّ. ومعًا نرفع نشيد المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين”.

   عيد المؤسّس السعيد الذكر المطران أفتيميوس الصيفيّ هذه السنة، كان له صبغة خاصّة، إذ جمع الرهبانيّات الملكيّة، بفرعيها النسائيّ والرجاليّ، من خلال ممثّلين عنهم، عبّر كلّ ممثّل عن ميزة رهبانيّته الخاصّة وفرادتها ورسالتها، وذلك بحسب وصيّة وتعاليم مؤسّسيها. السبت 22 تشرين الثاني 2014، رغم الطقس الماطر، اجتمع الرهبان المخلّصيّون والراهبات المخلّصيّات وممثّلو باقي الرهبانيّات الملكيّة الساعة التاسعة والنصف صباحًا، في مسرح المدرسة، وبدأ اللقاء بترانيم ومزامير وقراءات وصلوات. قدّم الحفل الأب المدبّر عبدو رعد، وتتالت المداخلات بدءًا بالأخت نهاد التوم من الراهبات الحلبيّات، ثمّ الأرشمندريت بولس نزهة من الرهبانيّة الشويريّة، ثمّ الأخت ثريّا حرّو من الراهبات الشويريّات، ثمّ الأب بولس فاضل من الآباء المرسلين البولسيّين، فالأخت أغابي حنّا من الراهبات المخلّصيّات، ثمّ الأب المدبّر عبدو رعد عن الرهبانيّة المخلّصيّة. بعد الكلمات ارتشف المجتمعون القهوة في صالون المدرسة، ثمّ انتقل الجميع الى كنيسة الدير للمشاركة بالليترجيا الإلهيّة التي احتفل بها قدس الرئيس العام يعاونه الآباء المدبّرون وجمهور كبير من الآباء المخلّصيين. حضر الاحتفال سيادة راعي الأبرشيّة المطران إيلي بشارة الحدّاد، وراعي أبرشيّة بعلبك المطران الياس رحّال. وبعد القدّاس تناول الجميع لقمة المحبة على مائدة المدرسة، وعند خروجهم استلم كلّ مشارك هديّته التذكاريّة.

   دشّنت جمعية “الراهبات الباسيليّات المخلصيّات” كنيسة سيدة البشارة في دير الراهبات في بلدة جون بعد إعادة ترميمها، والتي تأسست في العام 1753، وأقيم بالمناسبة صلاة ترأّسها راعي أبرشيّة صيدا ودير القمر المطران إيلي بشارة الحدّاد، وعاونه رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع المطران عصام يوحنّا درويش، ورئيس أساقفة بعلبك المطران الياس رحّال، والرئيس العامّ للرهبانيّة الباسيليّة المخلّصيّة الأرشمندريت أنطوان ديب، بحضور الرئيسة العامّة للراهبات المخلّصيّات الأمّ منى وازن، والنائب ميشال موسى، وممثّل المدير العامّ لأمن الدولة اللواء جورج قرعة النقيب لبيب سعد، ولفيف من الرهبان والراهبات وحشد من المحبّين والأصدقاء. وفي ختام الصلاة ألقى المطران الحدّاد كلمة مهنّئًا الأخوات بتجديد الكنيسة، مشيرًا الى “أن جمعية الراهبات المخلّصيّات برعاية الأمّ الرئيسة منى وازن تعطينا حلّة جديدة لهذا المعبد”، منوّهًا بدور الفنّيين والأخصّائيّين بجعل الكنيسة أكثر جاذبيّة للمصلّين والزائرين”، على الرغم من أن مديريّة الآثار تتحفّظ على إظهار الحجر الرمليّ كي لا يتعرض للبكتيريا”، مؤكّدًا” أن الأجواء الروحيّة والقداسة تبعد البكتيريا عن الحجر وعلّها تبعده عن البشر”، مشيرًا الى الدور التاريخيّ الكبير لدير الراهبات وكنيسة سيّدة البشارة في المنطقة ورسالتهما الأخويّة”، داعيًا الى “التمسّك بالكنيسة والصلاة والايمان، مؤكّدًا “أنّ الحياة تستمر باستمرار الحداثة المجمّلة والمطوّرة”، متمنيًا لجمعيّة الراهبات المخلّصيّات التقدّم والازدهار بالدعوات الرهبانيّة المقدّسة كمًّا ونوعًا لخدمة الإنسان”. ثمّ تحدّثت الأم وازن فقالت: “في هذا اليوم الحافل بالذكريات والمعاني، يوم تُحْيي الرهبانيّة الباسيليّة المخلّصيّة ذكرى المثلّث الرحمات المؤسّس والمُلهِمَ، رسولَ المخلّص الوفيّ المطران أفتيموس الصيفي، وفي هذه العشيّة حيث الكنائس الأنطاكيّة السريانيّة والمارونيّة الشقيقة تحتفل ببشارة العذراء مريم، اجتمعنا للاحتفال بتدشينِ هذه الكنيسة المبنيّة من حجر الأرض وتربتها”. وأضافت “هذا التأمل في معنى الهياكل التي صاغها الله لإكرامه وعبادته، يجعل احتفالنا اليوم بتدشين هذا الهيكل المقدّس بعد ترميمه وإعادته إلى ما كان عليه سنة 1753، حدثًا تأوينيًّا بحيث أنّ الهيكل المبنيّ بيد الإنسان يصبح علامةً حسّيّة ظاهرة، للهيكل الذي لم تصنعه الأيدي، حيث الكون والكنيسة والإنسان يجدون كمالهم وغايتهم، في شخص يسوع المسيح المخلّص. فجمال هذا الهيكل ببساطته وبروعة عمله وإتقانه، وقد أُخذ من حجارة هذه الأرض ومن تربتها، يعلن بجمال هندسته وإتقانِ رصف حجارته جمال الله الساكن فيه والحاضر حضورًا مثلّثًا في “الكلمة الانجيليّة” كلام الله في “القربان” جسد الابن وفي “الجماعة الملتئمة” هيكلاً بالروح القدس. هذه القراءة اللاهوتيّة للحدث تختصره أيقونة سيّدة البشارة شفيعة هذا الهيكل وسيّدته، إذ فيها كتبت كلّ هذه الحقائق، فالملاك هو علامة حضور الله الآب، كونه مرسله ليبشّر بالابنِ. أمّا مريم فبسماعها البشرى وقبولها بالروح القدس الذي ظلّلها، قد سكن الكلمة في حشىاها الطاهر جاعلاً منها صورة الكنيسة الكاملة هي الضعيفة تحمل حامل البرايا كلّها. وفي الختام شكرت الأم وازن جميع الحضور ومباركتها، ودعت الى رفع الصلاة بشفاعة سيّدة البشاره والمكرّم أبونا بشاره الذي، ترجّع هذه الحجارة صدى كلماته، لكي يمنح الله بلادنا ووطننا وجميع بلدان الشرق الأوسط الأمن والسلام ويحمي أبناء الكنيسة”. كما توجّهت بشكر خاصّ الى مكتب سعيد بيطار والمهندس رشيد الأشقر الذي تبرّع بإظهار الحجر وتكحيله. واختتم الحفل بقطع قالب حلوى وكوكتيل بالمناسبة.

   الجمعة 21 تشرين الثاني 2014، الساعة الخامسة والنصف مساءً، بمناسبة عيد دخول السيّدة العذراء إلى الهيكل، عيد دار العناية – مؤسسة المخلّص الإجتماعيّة، دعا الأب نقولا الصغبيني مدير الدار، الى المشاركة بالقدّاس الإلهيّ الذي احتفل به سيادة الرئيس العام، يعاونه الأب المدبر نبيل واكيم وآباء الدار وجمهور من الآباء المخلّصيّين. وبحضور جمع من الكهنة والرهبان والعلمانيين العاملين في الدار والأصدقاء. بعد الإنجيل رحّب الأب صغبيني بالأب العامّ والمحتفلين معه، وبالأب كيوان ممثّل المطران الياس نصّار وبالأب بطرس عازار أمين عام المدارس الكاثوليكيّة في لبنان، وبجميع الحضور. أمّا الأب العامّ فعيّد الأب صغبيني والعاملين معه وكلّ أسرة دار العناية العاملين في هذه “الرسالة المخلّصيّة”، واعتبرهم هم أيضًا مكرّسين لعملهم التربويّ والتعليميّ والاجتماعيّ. ثمّ أتبعها بكلمة روحيّة من وحي العيد: في العهد القديم، الهيكل هو مسكن الله. أمّا في العهد الجديد، فعندما دخلت مريم لتكرّس ذاتها لله وبدأت تتحوّل لتصير شبيهة بمن كرّست له حياتها، أصبحت هي نفسها الهيكل. وهكذا استحال الهيكل الحجريّ الى هيكل بشريّ. وبهذا أصبحت مريم مثالاً للتكرّس. وكلّ إنسان أصبح مدعوًّا إلى الدخول الى هيكل نفسه، لأنّ الإنسان هيكل الله الحيّ. وكلّ ذلك أصبح ممكنًا بمريم العذراء. مَن ارتكز على الله لا يخاف من التكرّس له، رغم الصعاب والمخاوف والتحدّيات والصلبان. وهذا كلّه واجهته مريم بإيمانٍ كبير. دار العناية، بكامل أفرادها، هي هذه العلامة الحيّة وسط هذا العالم المتقلقل، رغم الصعوبات الإداريّة والمادّيّة والأمنيّة، لأنّها مرتكزة على صخرة الربّ الثابتة والأمينة. اليوم نجدّد عهود تكرّسنا، لنكمل المسيرة التي وضعها المؤسّسون، ولنطوّر عملنا التربويّ والاجتماعيّ، فتبقى هذه الدار على المنارة لكي يرى جميع الداخلين إليها النور، ويمجّدوا بذلك الآب الذي في السماوات. تلى القداس لقمة محبة على مائدة الدار.

   ندوة “الحياة المكرّسة في لبنان” في المركز الكاثوليكي للإعلام، 20 تشرين الثاني 2014، الساعة الثانية عشرة ظهرًا عقدت ظهر اليوم ندوة صحفية في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام بعنوان “الحياة المكرّسة في لبنان” التي أعلنها قداسةُ البابا فرنسيس، والتي تُفتَتَحُ رسميًّا في 30 تشرين الثاني 2014 وتُختَتَم في 2 شباط 2016. شارك فيها: الرئيسة العامة لجمعية الراهبات الأنطوانيات، ورئيسة مكتب الرئيسات العامات الأم جوديت هارون، الرئيس العام للرهبانية المخلصية، ممثل مكتب الرؤساء العامين في لبنان، ونائب رئيس اللجنة الأرشمندريت أنطوان ديب، رئيس عام الرهبانية الأنطونية الأباتي داوود رعيدي، والخوري عبده أبو كسم، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام والأمين العام لمجلس الرؤساء العامين الأب عمر الهاشم الذي قدّم لها. وحضور: الرئيسة العامة لجمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات الأم غبريال بو موسى، الرئيسة العامة للرهبانية الباسيلية المخلّصية الأم منى وازن، الرئيسة العامة لراهبات القديسة تريزيا الام تمينة الهندي، رئيس عام الرهبانية المارونية المريمية الأباتي بطرس طربيه، الأب كلود ندره ممثل الأباتي طنوس نعمة، رئيس عام جمعية الآباء المرسلين اللبنانيين الاب مالك بو طانيوس، ممثل الأباتي طنوس نعمة امين السرّ العام في الرهبانية المارونية الأب كلود ندره، وعدد من الراهبات والرهبان والإعلاميين والمهتمين. وجاء في تقديم الأب عمر الهاشم: “إن الحياة المكرسة هي قمة الحياة الروحية، في أمانتها وسعيها الجادّ نحو الكمال الأنجيلي. قوامها نذور ثلاثك الطاعة والعفة والفقر. ومن يعتنقها يقف ذاته على الله بنوع خاص ويتكرّس قربانة على المذبح مع الذبيحة الإفخارستية، وعلى مثالها للعبادة والخدمة، تابعاً المسيح الذي عاش عفيفاً فقيراً وافتدى البشر وقدّسهم بالطاعة حتى الموت، موت الصليب.” تابع: “المكرّسون هم أبناء هذا المجتمع، من العائلة اختارهم الله دون استحقاق، ودعاهم لعيش هذه المسيرة التي توصلهم إلى القداسة، وبذلك يتقدّسون ويقدّسون كل الجماعة المؤمنة التي مناها اختيروا”. ثم كانت كلمة الأم جوديت هارون فقالت: «أيقظوا العالم…»، هي الصرخةُ التي أطلقَها قداسةُ البابا فرنسيس إلى جميعِ المكرّسينَ والمكرّسات في كنيسةِ المسيحِ من أجلِ ملكوتِ الله وسطَ عالمِنا الحاضر. أطلق قداسَتُه هذهِ الصرخةَ، يومَ التقى الجمعيّةَ العموميّةَ للرؤساءَ العامّين للرهبانيّات، في 29 تشرين الثاني 2013، في الفاتيكان، حيث دامَ الحـوارُ مع 120 رئيسٍ عامٍّ، قادمينَ من القارّاتِ الخمس ليتشاركوا همومَ الرسالةِ ومستقبلَ الحياةِ الرهبانيّة وتحدّياتِها، مدّة ثلاثِ ساعاتٍ. وفي هذا الجوِّ الكنسيّ والرهبانيّ بامتياز، أعلنَ قداستُه بحماستِهِ المعهودة، أنّ السنةَ 2015 ستكون سنةَ “الحياةِ المكرّسة”، في قلبِ الكنيسةِ والعالم. تُفتَتَحُ رسميًّا في 30 تشرين الثاني 2014 وتُختَتَم في 2 شباط 2016، لمناسبة اليوم العالميّ للحياة المكرّسة.” تابعت: “أنّ هذا النبأَ السعيد يتزامنُ ومرورِ خمسينَ سنةٍ على إعدادِ القرارِ المجمعيّ في “تجديدِ الحياةِ الرهبانيّةِ الملائمةِ عصرِنا”«Perfectae Caritatis»، الصادرِ عن المجمعِ الفاتيكانيّ الثاني في الجلسةِ العلنيّةِ الموافقة 28 تشرين الأوّل 1965، في حاضرةِ الفاتيكان في روما. ” أردفت” وقد أحدث هذا القرارُ ثورةً تجدديّةً في قلبِ مؤسّساتِ الحياةِ المكرّسة، يأمل قداستُه وجميعَ المعنيّينَ والمعنيّات بهذا الإعلان، أن تكونَ هذه السنةُ المباركةُ، سنةَ نعمةٍ، بحيثُ تُحدِثُ انتفاضةً روحيّةً، يَهبُّ فيها الروحُ القدُسُ بقوّةٍ في عمقِ الأديارِ والمناسكِ والرسالات الرهبانيّة، لتعودَ وتنطلقَ كلُّها مجدّدًا من المسيحِ ومعه، من أجلِ قداسةِ البشرِ وخلاصِهم وتقدّمِهم صوبَ ملكوتِ الرحمةِ والعدالةِ والأخوّةِ والسلام، عاملين بكلمةِ بولس الرسول : «إن كان أحدٌ في المسيح فهو خلقٌ جديد» (2 كو 5: 17).” أضافت: “لذلك، حـدّدَ رئيـسُ مجمعِ مؤسّساتِ الحياةِ المكرّسة وجمعيّاتِ الحياةِ الرسوليّة، الكردينال بـراز دي أفيز Braz De Aviz في المؤتمرِ الصحفيّ في 31 كانون الثاني 2014، ثلاثةَ أهدافٍ أساسيّةٍ لهذه السنة بالعباراتِ التالية «إنّ قوامَ هذه الأهداف يتمحورُ حولَ”تذكّر الماضي بروحِ عِرفانِ الجميل”، “التوجّه نحو المستقبل بقوّةِ الرّجاء”، و”عيشِ الحاضرِ بشغفٍ وحميّة” في خطِّ المؤسِّسينَ والمؤسِّسات، بحيثُ نتمكّنُ من إيقاظِ العالم، كما يدعونا إلى ذلك قداستُه. فالأزمةُ التي يمرُّ بها المجتمعُ البشريُّ والكنيسة،ُ وبالتالي الحياةُ المكرّسةُ اليوم، لا يجب أن تُشكِّلَ غرفةَ انتظارٍ للموت، بل مناسبةً ملائمةً للنموِّ بالعمقِ وبالرجاءِ المسيحيّ».” وختمت بالقول “لا يسعُنا في الختام إلاّ أن نؤكّد على ضرورة الإصغاءِ إلى ما يقولهُ الرّوحُ لرهبانيّاتنا اليوم، بلسانِ رأسِ رعاتِنا قداسة البابا فرنسيس، الذي يدعونا بإلحاحٍ للخروجِ خارجَ أسوارِ اكتفائنا الذاتيّ، والذهابِ إلى أقصى الحدودِ لمواجهةِ تحدّياتِ العصرِ بشجاعةٍ، والسيرِ عكسَ تيّاراتِه، في ملاقاةِ الفقراءِ والمهمّشين والمتألّمين في أجسادِهم ونفوسِهم وعقولِهم، وفي الحجِّ الدائمِ نحو الداخل حيث نجدُ جمالَ الحياةِ المكرّسة ونصغي إلى الكلمةِ الوحيدة، كلمةِ الحياةِ النابعةِ من فرحِ إنجيلِ التطويبات. فالحياة المكرّسة هي فرح اللقاء “بالضروري الأوحد”. فليملأ هذا الفرح قلوبَنا جميعًا، بالرّغم ممّا يصيبنا من آلام المخاض في هذه الآونة من تاريخ شرقنا العربيّ والإسلاميّ الذي نحمله كلّ يوم في دعائنا الحارّ أمامّ الله.” ثم كانت كلمة الأرشمندريت انطوان ديب فقال: “في أول مداخلة لقداسة البابا فرنسيس خلال لقائه الرؤساء العامّين سنة 2013، وردًا على أسئلة طرحها الرؤساء العامّون أجاب قداسته :” الكنيسة تنمو بالشهادة وليس بالاقتناص ((prosélytisme. والشهادة الحق التي يمكن أن تجذب هي بالمواقف الغير معتادة: الكرم، التجرد، الاماتة، نسيان الذات للاهتمام بالآخرين. الشهادة هي الاستشهاد في الحياة الرهبانيّة. وهذا يكون بمثابة إنذار للعالم.” وإنطلاقً من كلام قداسته ومن الرسالة والشهادة المميّزة للمكرّسين والمكرّسات في لبنان وفي كنيستنا في الشرق الأوسط، قرّر كلّ من تجمّع الرئيسات العامّات في لبنان ومجلس الرؤساء العامّين القيام بالنشاطات التالية: 1. قدّاس افتتاح سنة «الحياة المكرّسة» السبت 6 كانون الأول 2014 عند الساعة الرابعة من بعد الظهر في الصرح البطريركي في بكركي بحضور أصحاب الغبطة بطاركة الشرق الكاثوليك والسادة الأساقفة. يحتفل بالقداس الإلهيّ صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، يعاونه الرؤساء العامّون، بحضور الرئيسات العامّات والمكرّسات والمكرّسين ومن يرغب في الحضور والمشاركة. تخدم القداس جوقة الروح القدس – الكسليك بقيادة الأب يوسف طنوس، على أن تكون التراتيل معروفة من قِبَل الجميع. 2. يوم المكرّسين والمكرّسات الشبيبة. 3. مؤتمر «الحياة المكرّسة»: الذي سيعقد في 26 و27 و28 شباط 2015 في جامعة الروح القدس- الكسليك. 4. قداس «الحياة المكرّسة»: سيُحتفل به بحسب الطقس البيزنطيّ في كنيسة سيّدة مغدوشة، عند الساعة الرابعة من بعد ظهر السبت 31 كانون الثاني 2015. 5. طبع كتيّب أو مطوية عن الرهبانيّات المتواجدة في لبنان، ضمن مجلة “أوراق رهبانيّة”. 6. طبع عدد خاصّ من مجلّة “أوراق رهبانيّة” يتضمّن مختارات من النصوص الكنسيّة عن الحياة المكرّسة. 7. التواصل مع رؤساء الجامعات الكاثوليكيّة لإجراء مسابقة لوضع LOGO للحياة المكرّسة، على أن تقدّم جائزة للرابح(ة) (يتعلم/تتعلّم مجّاناً لسنة في الجامعة التي ينتمي/تنتمي إليها). 8. طلب موعد من قداسة البابا لإجراء مقابلة خاصّة مع الرئيسات العامّات والرؤساء العامّين في لبنان. 9. إنشاء خليّة تفكير من رهبان وراهبات، تقدّم مقترحاتها إلى مكتبَي الرئيسات العامّات والرؤساء العاميّن، وتقديم أسماء أعضائها إلى الأب مالك بو طانوس ليفعّل عملها. وختم الأرشمندريت ديب بكلام قداسته في لقائه الرؤساء العامّين: “أشكركم، أشكركم لفعل الإيمان هذا الذي أظهرتموه في هذا الاجتماع. أشكركم لما تقومون به، لروح الإيمان فيكم والسعي وراء الخدمة. شكرًا للشهادة التي تقدموها، شكرًا للشهداء الذين تقدموهم دومًا للكنيسة، شكرًا أيضًا للإهانات التي تصيبكم وتتحمّلونها والتي من خلالها تسيرون درب الصليب. شكرًا من كل قلبي.” ثم كانت كلمة الخوري عبده أبو كسم فقال: شرفني صاحب السيادة المطران بولس مطر، رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام الموجود خارج البلاد، أن أنقل إليكم تحياته القلبية، وهو يمثل بيننا بحضرة نائبه في اللحنة الأرشمندريت انطوان ديب أفضل تمثيل. “الحياة المكرّسة ليست غاية في ذاتها، وإلاّ تصبح هدفاّ يسعى إليه صاحبه ويحققه دونما النظر إلى من يكرّس نفسه لخدمتهم، وعليه فإن التكرّس لله من أجل خدمة الناس، هو دعوةٌ ربّانية ونعمة يخص الله بها كل مكرّس ومكرّسة ليقتدوا به في تقدمة ذاتهم في سبيل المؤمنين، وأن هذه الدعوة هي دعوة مباركة دونها صعوبات جمّة، أولها التخلّي عن الذات وعن الإنانية والإنفتاح نحو خدمة الآخرين دون النظر إلى لونهم ودينهم.” تابع: “من المعلوم أن الاحتفال بعيد المكرّسين والمكرّسات هو يوم عيد تقدمة السيد المسيح إلى الهيكل، فقداسة البابا فرنسيس قال نهار الأحد 2 شباط 2014 في عظته لهذا العيد “هو عيد اللقاء بين يسوع وشعبه، واللقاء بين الشباب والمسنين، الشباب هم مريم ويوسف مع يسوع والمسنين هم حنه وسمعان اللذان كرسا حياتهما لخدمة الهيكل.” أضاف “وفي كلامه عن الحياة المكرّسة قال الحبر الروماني بندكتوس السادس عشر، “إن الحياة المكرّسة شهادة نبوّية وعلى المكرّسين أن يشهدوا لأولوية الله، للشغف بالإنجيل المعاش في حياتهم، والمعلن للفقراء ولمهمشي الأرض.” وقداسة البابا فرنسيس وفي معرض إعلانه عن سنة الحياة المكرّسة، فقد صرّح “بان الحياة المكرّسة هي مزيج من الخطيئة والنعمة، وخلال هذا العام سيتم الحديث عن الضعف، لكن نريد أيضاً أن نصرخ معبرين عن القوة والجمال النابعين من الحياة المكرّسة، فالحياة المكرّسة هي دعوة للشهادة كأيقوناتٍ حيّة لله المثلث القداسة.” وقال “في هذا المجال تبقى الحياة المكرّسة مدرسة مميّزة لندم القلب وبالإعتراف المتواضع للبؤس الشخصي ولكنها على حدٍ سواء مدرسة ثقة برحمة الله التي لا تهمل أحداً ابداً، فالأشخاص المكرّسون يختبرون نعمة ورحمة وغفران الله ليس فقط لهم، بل أيضاً لأخوتهم، لأنهم مدعوون ليحملوا في قلوبهم هموم وتطلعات البشر وبخاصة البعيدين منهم عن الله.” تابع “وأجمل ما نختم به الكلام على المكرّسين والحياة المكرّسة هو كلمة قداسة البابا فرنسيس لراهبات بنات مريم سيدة المعونة في الثامن من هذا الشهر الحالي، نقتطف منها ما يلي: “افتحن قلوبكنّ لإلهامات نعمة الله، ووسِّعن آفاق النظر للتعرّف على المحتاجين وحالات الطوارئ في مجتمع متقلّب. كُنَّ شهادة نبويّة وحضورًا مربيًا من خلال استقبال غير مشروط للشباب، واجهن تحدي تعدد الثقافات وابحثن عن السبل ليكون عملكن الرسولي فعالاً في مجتمع مطبوع بالتكنولوجيات الحديثة والرقميّة”. وختم الاب أبو كسم بالقول “لا يسعنا إلاّ أن نصلي اليوم من أجل كل المكرّسين والمكرّسات وبخاصة الذين يمرّون بصعوبات وأزمات ليعطيهم الربّ القوة على مواجهتها، ومن أجل المكرّسين العجزة الذين أنهوا خدمتهم لكي يزيدهم الربّ الإله نعمة وقداسة، أيضاً من أجل المكرّسين الذين سبقونا إلى دارالخلود ليمدهم الربّ الإله برحمته الواسعة.” واختتمت الندوة بكلمة مقتضبة للأباتي داود رعيدي جاء فيها: “السنة المكرّسة ليست موجهة فقط إلى المكرّسين ويمكن أن هذه النعمة شاءت أن تكون أيضاً سنة العائلة، فقد انعقد الأسبوع الماضي السينودس في روما من اجل العائلة، وتناول مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان موضوع العائلة، وأيضاً السنة القادمة السينودس سيكون عن العائلة.” وقال “اتمنى على العائلات اللبنانية المسيحية عند كل لقاء، الصلاة من أجل الدعوات والعرض على أولادهم الدعوات الكهنوية، ومشاركة الرهبانيات الاحتفالات التي تقوم بها، والتعرف عن قرب على الحياة المكرسة، كيف نعيشها والتعرف على بعضنا البعض، فالعائلة الطبيعية يجمعها الحب البشري والعائلة الرهبانية يجمعها الروح، والكنيسة بدون مكرسين لن تلقى احداً يخدمها، من هنا أهمية التنشئة على ذلك، والكنيسة تدعو العائلة للعودة لبناء ذاتها من الداخل لكي يصبح لدينا مكرسين ومكرسات بفضل جهود الأهل”.

   إحتفلت عائلة أبونا بشارة أبو مراد بمسيرتها السنوية من دير الراهبات المخلصيات المحتقرة إلى دير المخلص- جون يوم السبت 4 تشرين الأوّل 2014. إنطلقت المسيرة بحضور الرئيس العامّ للرهبانيّة المخلّصيّة الأرشمندريت أنطوان ديب، وعدد من الكهنة والرهبان والراهبات وجمع من المؤمنين، واختُتمت بالقدّاس الإلهيّ الذي احتفل به الرئيس العام، وخدمته جوقة الميّة وميّة. في نهاية القدّاس تمّ تبريك القربان وتوزيعه على الحاضرين، ثمّ توجّه الجميع بزياح إلى ضريح المكرّم الأب بشارة.

   أُقيمت الرياضة الروحيّة السنويّة الأولى في دير المخلّص من 15 الى 19 أيلول 2014، وكان واعظها سيادة مطران صور للموارنة نبيل شكرالله الحاج، وكانت بعنوان “الحياة المكرّسة”، وهو الشعار الذي اتخذه قداسة البابا فرنسيس لهذه السنة. في اليوم الأخير من الرياضة قام غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث بزيارة الى العامر “ليعوّض – بحسب قوله – عن عدم تمكّنه من المشاركة بعيد التجلّي لهذه السنة”.

بعد زيارة الكنيسة وإنشاد المزامير وتبادل الكلمات العفوية وأخذ الصور التذكاريّة، تناول غبطته طعام الغداء مع الجماعة الرهبانيّة. ثمّ استُكملت الرياضة حتّى المساء.

   ضمن احتفلات عيد الصليب في جعيتا، وبدعوة من كاهن رعية الصليب الأب الياس صليبا، احتفل الرئيس العامّ بقدّاس العيد مساء السبت 13 أيلول 2014، ورفع الذبيحة على نيّة الجيش اللبنانيّ، عاونه الآباء: جوزيف جبّور، أنطوان سعد، يوسف نصر، الياس مايو، شارلي ناكوز وشربل راشد. بحضور العميد أنطوان جريج ممثّلاً قائد الجيش العماد جان قهوجي، الى جانب حشد كبير من المؤمنين. بعد الإنجيل، ألقى الرئيس العامّ عظة من وحي العيد ومن وحي الأحداث المؤلمة التي يعيشها لبنان، وشدّد على أهمّيّة حمل الصليب مع المصلوب لأنّ المسيح المصلوب هو الذي يعطي المعنى الحقيقيّ لحكمة الصليب وكلّما التصقنا بالصليب وبالمسيح، كلّما كانت لدينا ضمانة أكيدة بالانتصار والغلبة والقيامة. وشكر الأب العامّ كاهني الرعيّة السابق الأب يوسف نصر والحالي الأب الياس صليبا، وهنّأ الجميع بالعيد. بعد القدّاس بارك الرئيس العام القرابين ودُعي الجميع الى العشاء القروي الذي تخلّله إشعال النار وعروض ترفيهيّة للصغار من تنظيم أبناء الرعيّة. في الختام قدّم الرئيس العامّ وكاهن الرعيّة درعًا تذكاريًّا للعميد أنطوان جريج عربون شكر ووفاء للجيش اللبنانيّ.

   برعاية وحضور الأرشمندريت أنطوان ديب الرئيس العامّ وبدعوة من رئيس وآباء دير القدّيسة تقلا – عين الجوزة، أُقيم حفل العشاء السنويّ الأوّل في مطعم شاليه دي لاك يوم السبت الواقع فيه 6 أيلول 2014 وذلك بحضور سيادة المطران عصام يوحنّا درويش، ونائب رئيس مجلس النوّاب السابق إيلي الفرزلي، والنائب السابق حسن يعقوب، وجمهور من الآباء وحشد كبير من الفعاليّات والشخصيّات والمدعوّين من منطقة البقاع الغربيّ والجوار. إفتُتح الحفل بترنيمة “خلّص يا ربّ شعبك” وبركة راعي الأبرشيّة، ثمّ تتالت كلمات كلّ من الأب سالم فرح والسيّد غسّان حجّار. وبدوره ألقى رئيس الدير الأب عبدالله الحمديّة كلمة من القلب رحّب فيها بالحضور مهنّئًا إيّاهم بالعيد. واختتم الرئيس العامّ الكلمات بكلمة، هذا أبرز ما ورد فيها: “أيّها الإخوة والأخوات الأحباء، إنّنا نلتقي اليوم معًا في ربوع هذا الدير المبارك، دير القدّيسة تقلا أولى الشهيدات، لنشهد بدورنا أنّنا في هذه المنطقة العزيزة والغالية من لبنان مثلاً ومثالاً للعيش الواحد والانفتاح والأُخوّة. في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها وطننا والجوار ونتساءل جميعنا كيف نواجه هذه التحدّيات وهذا الإجرام الذي يحيط بنا يمينًا وشمالاً. السبيل الوحيد هو هذا الالتفاف حول بعضنا البعض، ففي وحدتنا خلاصنا، لأنّ كلّ بيت ينقسم على نفسه يخرب. نحن في هذه المنطقة، نحن رمز البيت اللبنانيّ والعائلة اللبنانيّة لا بل نحن البيت الإنسانيّ والعائلة الإنسانيّة، وهذا الدير رسالته وسبب وجوده كي يكون نقطة تلاقٍ لكلّ أفراد هذه العائلة، هذا الدير ليس ملك الرهبانيّة بل ملك أبناء المنطقة، نحن نسهر عليه كما أنتم تسهرون عليه. إنّ هدفنا منذ اليوم الأوّل في مسؤوليّتنا الرهبانيّة هو إحياء جميع أديارنا ومراكزنا وخاصّة في الأطراف ومن أولويّاتنا كان إنعاش هذا الدير لأنّه شهادة حيّة للتاريخ المشترك بين الرهبانيّة المخلّصيّة وهذه المنطقة الغالية على قلبنا جميعًا. وأعتقد أنّ الكلّ بدأ يلمس أنّ هناك تغيّرًا ملموسًا بدأ الجميع يشعر به. أشكر رئيس هذا الدير والآباء العاملين فيه على العمل الذي أنجزوه خلال هذه السنة وعلى الانفتاح والتواصل مع أبناء هذه المنطقة وأشكركم جميعًا على محبّتكم والتفافكم حول هذا الدير وأهنّئكم على الروح العائليّة التي تتحلّون بها وأجدّد وعدي الذي قلته لكم منذ سنة أنّ الرهبانيّة لن تألُ جهدًا لوضع إمكانيّاتها في خدمتكم جميعًا وكلّ عام وأنتم بخير”.

   بمناسبة يوبيله الكهنوتيّ الفضيّ احتفل الرئيس العامّ بالقدّاس الصباحيّ نهار السبت 30 آب 2014، عاونه الآباء: عبدو رعد، نبيل واكيم، سليمان جرجورة، أنطوان سعد، حنّا نخّول، أنطوان قسطنطين وأنطوان لطّوف. بحضور عدد من الرهبان الذين أتوا من بعيد ومن قريب لمشاركة الرئيس العامّ بالمناسبة. تلا القدّاس ترويقة رهبانيّة وقطع قالب الحلوى ثمّ ألقى الأب حبيب خلف تاريخًا شعريًّا ليوبيل الأب العامّ الكهنوتيّ الفضيّ من نظم الأب سمعان نصر:
أنطونُ ديب كاهن الله العلي جعلَ النشاطَ الى النجاحِ سبيلا
ورئيسُ رهبنةِ المخلّص بل أبٌ حمل الصليبَ الى القلوب دليلا
خمسٌ وعشرون انقضت من عمر كهنوتٍ غدا لحياته إكليلا
رهبانه احتفلوا بيوبيلٍ بدا كمنار حبّ الله ضاءَ جميلا
ودعوا له بسنى المخلص غامرًا عمرًا تقدّسَ تابعًا إنجيلا
ومع الجميع دعا الصديق مؤرخًا حالُ الحياة بكم غدت يوبيلا
29 450 62 1404 59
2014

   الجمعة 15 آب عيد سيّدة الانتقال، احتفل الرئيس العامّ بالقدّاس الإلهيّ في كنيسة دير سيّدة الانتقال للابتداء، وفي خلاله تقبّل النذور الرهبانيّة المؤقّتة للإخوة الثلاثة سليمان كشاشة من بلدة عمّيق البقاع وروني حدّاد من بلدة عانا وجورج عنتر من دمشق. عاون الرئيس العامّ، الأب المدبر ومعّلم الابتداء نبيل واكيم والأب سليمان جرجورة رئيس دير المخلّص والأب سليمان أبو زيد والأب جيلبير وردة. بحضور جمهور الآباء والإخوة وذوي الناذرين الجدد وبعض الأصدقاء. بعد الإنجيل ألقى الرئيس العامّ عظة تناول فيها النذر الرهبانيّ على أنّه ولادة جديدة تتمّ من خلال إخلاء الذات على مثال السيّد المسيح الذي أخلى ذاته آخذًا صورة عبدٍ وصار طائعًا حتّى الموت موت الصليب لذلك رفعه الله. وأضاف علينا أن نُخلي ذواتنا لكي نمتلئ من حياة الله ولكي نتّحد بالمسيح على مثال مريم التي جلست عند قدمي يسوع لتسمع كلامه. الحياة الرهبانيّة قبل كلّ شيء هي سماع كلمة الله والعمل بموجب هذه الكلمة. وفي الختام توجّه بكلمة شكر الى الأهل الذين أعطونا هذه الدعوات، لأنّ الثمار تأتي من العائلة وكلّ دعوة أساسها العائلة. ثمّ شكر الأب المعلّم الذي عمل كأخ وكمرشد وكصديق لهؤلاء الرهبان الجدد، وشكر المخلّص الذي يرسل لنا الدعوات، لذلك لا يجب أن نخاف إن كنّا نعيش بحسب مشيئته، لأنّ الله في وسط الرهبانيّة فلن تتزعزع. بعد القدّاس توجّه الجميع الى العشاء في ساحة الدير. ألف مبروك للإخوة سليمان وروني وجورج.

   يوم الجمعة 15 آب 2014 جرى في دير القديس باسيليوس-ميثون في الولايات المتّحدة الأميركيّة الاحتفال بذكرى النذور الرهبانيّة الخامسة والسبعين للأب جان جدع، والتاسعة والستّين لسيادة المطران جان عادل إيليّا والثانية والثلاثين للأب مارتن حياة.

لسنين كثيرة لكم جميعًا، بالصحة والعافية والقداسة.

Friday (August 15,2014) we celebrating anniversary of religious vows of three of our Salvatorians, 75 years, for father John Jada, 69 years for Bishop John Elya and 32 years for father Martin Hyatt

   مساء الخميس 14 آب 2014، بمناسبة عيد انتقال السيّدة العذراء شفيعة دير السيّدة (بيت الابتداء الرهبانيّ المخلّصيّ)، تمّ الاحتفال بصلاة الغروب برئاسة الأب العام وجمهور من الآباء والإخوة وجمع من المؤمنين.

وبعد الصلاة أحيت الفرقة الموسيقيّة “Crescendo” بقيادة الأستاذ فادي مدوّر وإنشاد المرنّمة أليسّا مدوّر رسيتالاً مريميًّا بعنوان “الخليقة تنشدك مجدًا لله يا مريم”.

   ويوم العيد اقيمت صلاة السحر الاحتفالية وبعدها القدّاس الأوّل الذي احتفل به رئيس دير المخلّص الأب سليمان جرجورة، وعند الحادية عشرة، وبحضور السادة المطارنة: إيلي حدّاد، الياس نصّار، إبراهيم إبراهيم وإدوار ضاهر، والرئيسة العامّة الأمّ منى وازن، الى جانب حشد من الرهبان والراهبات والمؤمنين. ترأّس الأب العامّ القدّاس الاحتفاليّ يعاونه جمهرة من الكهنة وهم: عبدو رعد، نبيل واكيم، جوزيف جبور، جوزيف واكيم، أنطوان رزق، جو توماس ولاري تومنلّي (قادمَين من أميركا)، طوني حدّاد، جورج ميماسي، أنطوان قسطنطين، طلال تعلب، نداء ابراهيم وحبيب خلف. وفي العظة توجّه الرئيس العامّ الى الحضور بكلمة روحيّة من وحي العيد ومن وحي المستجدّات الأمنيّة في لبنان شارحًا باسهاب معاني التجلّي ومشيرًا الى أنّ ما عاشته الكنيسة، وما نعيشه اليوم في لبنان وسوريا والعراق والأرض المقدسة هو أكبر دليل على صدق كلام السيّد المسيح الذي تحدّث عن المخاطر التي تنتظره وعن آلامه وموت تلاميذه والتجارب القاسية التي لحقت بهم في هذه الحياة”. ورأى الأب العام أنّ العالم اليوم لا يحتاج الى معلّمين، بل الى شهود وشهداء عاشوا التجلّي”، معتبرًا أنّ القوّة الوحيدة التي تستطيع أن تحوّلنا وتجعلنا نتجلّى هي قوّة الصلاة التي نستسلم بها كلّيًّا لله لأنّه وحده يغيّرنا، بقوّة الاستسلام لله واليدين مفتوحتين لا بقوة السلاح ولا بقوانا الذاتيّة”. خلال القدّاس ألبس الأب العامّ ثوب الابتداء لأربعة من الطلبة، هم: الأب أنطوان لطّوف من بلدة عاليه، إيليّا دورة من طرطوس، عامر ديب من الشام وشربل يوسف من درب السيم. بعد القدّاس تقبّل الأب العامّ التهاني في الصالون الرسميّ وبعدها الغداء على مائدة الدير وفي ملعب المدرسة لكلّ المشاركين في العيد. وعند الساعة السادسة مساءً احتفل القيّم العامّ الأب أنطوان سعد بالقدّاس الثالث.

عشية الخامس من آب 2014، احتفل دير المخلّص كعادته بصلاة غروب عيد التجلّي الإلهيّ ورتبة تبريك الخبزات، والتي ترأّسها الرئيس العامّ واحتفل بها الأب حبيب خلف، بحضور الأب نزيه حايك ممثلًا الأب العامّ لجمعيّة الآباء البولسيّين، والآباء المدبّرين ولفيف من أبناء ب. م.، الى جانب حشد من المؤمنين. تلا الصلاة تقبّل التهاني بالعيد.

برعاية الرئيس العامّ، خرّجت مدرسة سان سوفور-جعيتا فوج البابا يوحنّا بولس الثاني وذلك نهار الجمعة 4 تموز 2014، افتُتح البرنامج بالنشيد الوطنيّ اللبنانيّ ونشيد دير المخلّص، وتخلّله ترنيمة Ave Mariaبصوت الآنسة ألين قصّار ووصلة فنيّة من إعداد الطلاب. وكانت كلمات لكلّ من: السيّدة عايدة أندريوتّي، وطلاّب المدرسة، باللغات الفرنسيّة والعربية والإنكليزيّة، والفنان جورج خبّاز، والأستاذ غسّان حجار مدير تحرير جريدة النهار، وبدوره ألقى رئيس المدرسة الأب يوسف نصر كلمة استهلّها بنداء البابا يوحنّا بولس الثاني: “لا تخافوا أيّها الشباب، شرّعوا أبواب قلوبكم للمسيح”، داعيًا الخرّيجين والخرّيجات الى أن يثقوا بالمسيح الذي سيرسل إليهم دائمًا أنبياء حقيقيّين على مثال قداسة البابا الراحل كما البابا الحاليّ فرنسيس لكي يرشدوهم الى الطريق الصحيح، هؤلاء الأشخاص هم شهادة على حبّ الله لشعبه وحضوره معه، وهم صورة الراعي الصالح الذي يعرف خرافه وخرافه تعرفه. وأضاف: كونوا خرافًا ونعاجًا أمينة لصوت المسيح ولتعاليمه ولمثله بقول الحقّ ومحاربة الشرّ حاملين ترس الإيمان وخوذة الأخلاق وقوّة الإنجيل. واختتم الرئيس العامّ الكلمات مشدّدًا على أهمّيّة العمل التربويّ الذي هو بالحقيقة ميزة المخلّصيّين منذ التأسيس والذي تتابعه اليوم مدرسة المخلّص، ابنة الرهبانيّة المخلّصيّة، بسهر رئيسها قدس الأب يوسف نصر والهيأتين التعليميّة والإداريّة، من أجل تأمين العلم والانفتاح والعيش معًا لأبناء هذا الوطن. ودعا المتخرّجين الذين ينطلقون إلى الساحة الكبرى المفتوحة على تصارعات العمل والتجارة والعلم والتكنولوجيا ولكن أيضًا على عالم الأخلاق والحضارة، بأن يحافظوا على وديعة العلم والفضيلة والأخلاق والعيش المشترك، وديعة الروحانيّة المخلّصيّة. وتوجّه الأب العام الى الأهل قائلًا لهم: “اليوم تحصدون ثقتَكم بهذه المدرسة وبالرهبانيّة المخلّصيّة، قد أتت الساعة التي طالما انتظرتموها، لتنسوا تعبكم وتطلقوا دموع الفرح والابتهاج”. وقدّم راعي الحفل التهانيّ الحارّة إلى الطلاّب المتخرّجين وإلى أهلهم وأساتذتهم، مُرفَقًا بجزيل الشكر لرئيس المدرسة الأب يوسف نصر على إدارتِه، وعلى تعبِه هو وجميع معاونيه. بعدها جرى تسليم الشهادات ثمّ الصورة التذكاريّة وقطع قالب الحلوى.

إعادة تدشين مركز”شمس البحيرة” للمخيمات الصيفية والحركات الرسولية في البقاع الغربي
السبت 28 حزيران 2014، بحضور ورعاية رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع المطران عصام يوحنّا درويش، احتفل رئيس ورهبان دير القدّيسة تقلا في عين الجوزة في البقاع الغربي، بإعادة تدشين “مركز شمس البحيرة” للمخيّمات الصيفيّة والحركات الرسوليّة، بعد ترميمه وتجديده.
حضر الاحتفال الى جانب المطران درويش المطران أندره حدّاد، قائد سريّة درك جب جنّين المقدّم كمال بعلبكي ممثّلاً قائد الدرك العميد الياس سعادة، الأب عبدو رعد ممثّلاً الرئيس العامّ للرهبانيّة المخلّصيّة الأرشمندريت أنطوان ديب، الرئيسة العامّة للراهبات المخلّصيّات الأمّ منى وازن، مدير دار الصداقة الأب جورج اسكندر، رئيس دير القدّيسة تقلا الأرشمندريت عبدالله حميديّة والآباء سالم فرح ونبيه صافي، مدير مكتب البقاع في منظّمة الرؤية العالميّة الأستاذ جريس رزق، رئيس مصلحة الصحة في البقاع د. غسان زلاقط، وعدد من الرهبان والراهبات وجمهور كبير من المؤمنين أبناء المنطقة.
بدأ الافتتاح بالنشيد الوطنيّ اللبنانيّ، ومن ثمّ كلمة لعريف الاحتفال، رئيس تحرير جريدة النهار الأستاذ غسّان حجّار، رحّب فيها بالحضور ومشيدًا بالدور الكبير الذي لعبه الدير وما زال في هذه المنطقة، مقدّرًا جهود المطران درويش في بناء مركز للمطرانيّة في عيتنيت لكي يكون قريبًا من رعيّته.
وعرض فيلم وثائقيّ عن نشأة المركز والشباب الذين عملوا في تجهيزه برفقة الأب عصام درويش في ذلك الوقت، ويظهر الفيلم أهمّيّة المركز في جمع الشباب اللبنانيّ من كلّ المناطق.
ثمّ كانت شهادة حياة من السيّد عصام الفحل وهو أحد الشباب الذين عملوا في المراحل الأولى لإنشاء المركز، وعرض للحضور ذكريات لا تُنسى عن عمل الشباب حول هدف واحد، العمل من أجل السلام.
رئيس دير القدّيسة تقلا الأرشمندريت عبدالله حميديّة ألقى كلمة شكر فيها الجميع على تلبية الدعوة والمشاركة في افتتاح المركز، مشيرًا الى تاريخ الدير في منطقة البقاع الغربي والدور الكبير الذي لعبه وما يزال في التقارب بين كلّ أبناء المنطقة، وأعلن حميديّة العمل على تعزيز العمل الرسوليّ والرعائيّ في كلّ مناطق البقاع الغربيّ من خلال تعزيز دور الشباب في الكنيسة. كما أعلن حميديّة عن استصلاح الأراضي التابعة للدير وتحويلها الى أراضٍ زراعيّة، ووجّه كلمة شكر الى المطران درويش لرعايته الدائمة ومحبّته للمنطقة، ووجّه تحيّة للمطران أندره حدّاد لمساهمته السخيّة في دعم مشروع ترميم المركز، وشكر منظّمة الرؤية العالميّة وجمعيّة الناس للناس والرهبانيّة المخلّصيّة للدعم والمساهمة القيّمة. واختتم حميديّة كلامه موجّهًا تحيّة الى الأب سالم فرح، الإنسان النشيط الذي لا يعرف الراحة وقد أثمرت جهوده إعادة افتتاح المركز في وقت قصير بعد ترميمه.
من ناحيته استذكر المطران درويش أولى أيّام العمل في تجهيز المركز عام 1988، بحيث عمل مع مجموعة من الشباب على تنظيف المكان وتأهيله ليتحول الى مركز لقاءات للشبيبة. وقال درويش “بالعودة الى التاريخ، أنا كنت مدبّرًا في الرهبنة المخلّصيّة وكان الرئيس العام وقتها الأب بولس سماحة، والأب غصّان كان رئيس دير عين الجوزة، والأب نصّورة كان رئيس دير مار الياس في زحلة. الفكرة ولدت من دار الصداقة، كنّا وقتها بحاجة للخروج من زحلة الى الجوار، وكان لدينا وقتها قرية الصداقة والمدرسة المهنيّة، في إحدى المرّات كنت في زيارة الأب غصّان في دير القدّيسة تقلا هنا، فلفت انتباهي هذا المركز وسألته عنه وأجابني بأنّه مقفل منذ زمن. في وقتها قدمت مكتوبًا للرهبانيّة المخلّصيّة أطلب فيه أن يُلحق هذا المركز بدار الصداقة، وفعلاً في إحدى الجلسات أخذنا كمدبّرين ورئيس عام قرارًا بإلحاق هذا المركز بدار الصداقة، وأصبح المركز في ذلك الوقت (1987 – 1988) تابعًا لدار الصداقة، وبدأنا العمل في تنظيف المركز مع أولاد الدار وبعض المتطوّعين، وكنّا مؤمنين بأن هذا المركز سيكون له مستقبلاً ناجحًا وسيكون مركزًا لصيفيّات الأولاد، وبالفعل تحقّق الحلم.”
وتابع درويش “الأهمّ من هذا كلّه أنّني أطلقت مع منظّمة اليونيسف برنامج التربية على السلام في نهاية الحرب اللبنانيّة، فقام أولاد من كلّ المناطق بزيارة هذا المركز وأقاموا النشاطات معًا، وفي أواخر عام 1989 تلاقينا أكثر من خمسة آلاف طفل من لبنان في منطقة الخيارة واحتفلنا بيوم السلام، برنامج التربية على السلام كان برنامجًا رائدًا والرهبانيّة المخلّصيّة هي التي تبنّته مع اليونيسف”.
وختم درويش بتوجيه الشكر الى الرهبانيّة المخلّصيّة التي ساهمت على مرّ الوقت بدعم المركز، ووجه الشكر الى رئيس دير القدّيسة تقلا الأرشمندريت عبدالله حميديّة والأب سالم فرح الذين حافظا على اسم المركز “شمس البحيرة” وأضاف “نحن كأبرشيّة نقف الى جانب المركز وندعمه ليكبر، وأنا طلبت من الآباء أن يكون هناك أكثر من مركز في البقاع الغربيّ لكي ننطلق الى الشباب ويكون مركز تجمّع وتدريب للشباب والأولاد والعائلات والمسنّين”.
وأعلن درويش عن التخطيط لترميم كنيسة عيتنيت التي هي من أهمّ الكنائس في الأبرشيّة من ناحية فنّ العمارة الذي بنيت فيه في القرن الثامن عشر، وهي تحمل ذكرى للمنطقة وفيها البطريرك الوحيد المدفون في منطقة البقاع.
وألقى الأب المدبر عبدو رعد كلمة باسم الرئيس العام الأرشمندريت أنطوان ديب فقال:

“أحيّيكم بسلام المسيح، وكم يحتاج العالم الى هذا السلام، هذا المركز وُجد ليكون دعوة الى السلام وعالمنا اليوم كم يحتاج الى تجديد وتثبيت هذه الدعوات. باسم الرئيس العامّ الأرشمندريت أنطوان ديب احيّي وأشكر صاحبي السيادة المطران عصام يوحنّا درويش والمطران أندره حدّاد لاهتمامهما بهذا المركز في هذه المنطقة، التكاتف من قبل الجميع هو الذي يحرّك ويصنع النشاط.”
وتابع رعد “باسم الرهبانيّة أودّ أن أشكر جميع الذين تعاونوا من مؤسّسات وجمعيّات وأفراد، وتحيّة من قدس الأب العام الى آباء هذا الدير. والشكر للذين عملوا عبر التاريخ في هذا المركز فالرهبانيّة تعتبرهم من أبنائها وشركائها في هذا العمل، في العودة الى السلام، شركائها في العمل الاجتماعيّ والإنسانيّ، وهذه مسألة عزيزة على قلب الرهبانيّة أن يشارك الجميع في عملها”.
وقدّم الأرشمندريت حميدية والأب فرح دروعًا تقديريّة للمطران أندره حدّاد ولممثّل منظّمة الرؤية العالميّة جريس رزق كعربون شكر على مساهمتهم السخيّة.
وبعد تبريك المياه قام المطران درويش برش المركز بالماء المقدّس وأزاح الستارة عن لوحة تذكاريّة تؤرّخ إعادة افتتاح المركز.

في نيسان 2014 اشتدّت الآلام على الأب روس، فنُقل بواسطة الصليب الأحمر الى مستشفى مار يوسف في بيروت للمعالجة. فتبيّن أنّ لديه كلية متوقّفة عن العمل، والأخرى تعمل جزئيًّا. بعد شهرين في المستشفى، نُقل الى دار السعادة في كسارة، ولكنه بعد فترة قصيرة ساءت صحّته من جديد، فأُدخل مستشفى مار يوسف في أواسط حزيران 2014، وتبيّن أنّ المرض الخبيث قد سرى في جسمه كلّه، وبات وضعه حرجًا جدًّا، وما عتّم أن فارق الحياة مساء الجمعة 20 حزيران 2014. فنُقل الى دير المخلّص في 23 حزيران حيث أقيم له جنّاز شارك فيه الرهبان والراهبات وبعض معارفه وزملائه في جامعة اللويزة. وقد أرسل غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث رقيمًا بطريركيًّا للتعزية بالأب روس. وأبّنه الأب نقولا الصغبيني. ثمّ دفن في كمنتير الدير.

الرقيم البطريركيّ

بروتوكول 367/2014ر الربوة في 23/6/2014

تعزية بوفاة الراهب المخلصي الأب روس فراي

بحزنٍ كبير علمت بانتقال أخينا الكاهن الأب روس فراي الراهب المخلّصيّ. لن أتمكَّن من الحضور لمشاركتكم وإخوتي الرهبان في الصلاة الجنائزيَّة لراحة نفسه الطاهرة. ولكنّي قدّمت الليترجيا الإلهيَّة لراحة نفسه. لقد عرفته راهبًا حقيقيًا. إنَّه أمريكي أحبَّ كنيستنا ورهبانيَّتنا وتقليدنا الشرقي. وأراد أن يكون حقًّا واحدًا منّا، مخلّصيًّا مخلصًا، محبًّا، أمينًا، صادقًا. وهكذا كسب ودَّ إخوته جميعًا في الولايات المتَّحدة الأميركيَّة وفي دير المخلِّص العامر في لبنان، حيث أمضى سنواته الأخيرة. وتحمَّل آلام المرض بتجلُّد وصبر وتسليم لمشيئة المخلِّص. تعزيتي لأهله الكرام وللرهبانيَّة المخلّصيَّة.

عوَّض الله عليها بكهنة قدّيسين ودعوات رهبانيَّة مقدَّسة.

وليكن ذكره مؤبدًا.

مع محبَّتي وبرَكَتي

+ غريغوريوس الثَّالث

بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندريَّة

وأورشليم للرُّوم الملكيّين الكاثوليك

رثاء في الأب روس فراي

بقلم الأب نقولا صغبيني المخلّصيّ

سيادة الأب العام الأرشمندريت أنطوان ديب الجزيل الاحترام

سيادة راعي الأبرشيّة المطران إيلي بشارة الحدّاد السامي الاحترام

ممثّلاً بقدس الأب نقولا درويش المحترم

سيادة المطران الياس نصّار السامي الاحترام

ممثّلاً بقدس الأب طوني شلهوب المحترم

الأمّ الرئيسة العامّة للراهبات المخلّصيّات المحترمة
الأمّ الرئيسة العامّة للراهبات الحلبيّات المحترمة

الآباء المدبّرين الأجلاء مختار المحتقرة ودير المخلّص المحترم

الآباء والأخوة والأخوات المحترمين…

أيّها الحضور الكرام

“مغبوط السبيل الذي تسير فيه اليوم فقد أُعِدَّ لك مكان الراحة”

نودّع اليوم أيّها الإخوة وداعًا أخيرًا راهبًا من أبناء رهبانيّتنا العزيزة. بعد أن ودّعنا بالأمس القريب راهبًا آخر، لينضمّ إلى قافلة آبائها الأحياء في حضرة العزّة الإلهيّة، المتمتّعين بالمجد الأبويّ والحائزين على أكاليل المجد، مستشفعين لدى المسيح الإله، بإخوة لهم يواكبوهم بالصلوات، وبرهبانيّة أعطتهم الكثير الكثير، وكانت لهم الدليل إلى الملكوت الأبديّ. الأب روس فراي، المولود في ولاية أوهايو في الولايات المتّحدة الأميركيّة في العام 1945، يغادر غُربة هذه الحياة عن تسع وستين سنة، بعد أن تغرّب عن أهله وبيئته لمدّة تناهز العشرين عامًا، أمضاها في لبنان بين إخوته الرهبان، يتقوّى بمساندتهم ويتعزّى بمحبتهم. وقد أمضى السنوات الستة الأولى من هذه المدّة في الإكليريكيّة الكبرى في جعيتا مساعدًا لرئيسها ومدرِّسًا لفترة في الجامعة. وقد ترك الأثر الطيّب في نفوس الإخوة الذين عايشوه، وهم ولا شكّ يذكرون حبّه لهم، وتشجيعه لكلّ ضعيف منهم، ومرافقته اللطيفة لكلّ مُعانٍ من بينهم، وخفّةَ ظلِّه وبسمتَه وطاعته للرئيس وروحه الطيبة. ويذكرون بالأخصّ حضوره والتزامه بالصلوات، لا سيّما صلاة المسبحة التي كانت تشدّد عزيمته في تغرّبه. ولكنّ مشيئة الربّ امتحنته بعد ذلك في صحته، إذ تعرّض لحادث انفجار في الرأس كاد يودي بحياته، إلاّ أنّه نجا منه بأعجوبة، ولكنّه اضطرّ على إثره للتقاعد في دير المخلّص، يشارك في بعض الصلوات والتمارين الروحية على قدر استطاعته. وكم كنّا نراه قبل بدء الصلوات جالسًا في الكنيسة يصلّي مسبحته تكريمًا للعذراء مريم أو متأمّلاً بسرّ القربان المقدّس. في العام 1968 دخل الأب روس إلى دير الابتداء الرهبانيّ في دير القدّيس باسيليوس في ميثون في الولايات المتّحدة. وهو كان قد أنهى كلّ دروسه حتى الجامعية منها وأمضى سنة في التدريس قبل أن يلتزم الحياة الرهبانية ويبرز نذوره البسيطة في تشرين الأوّل من العام 1969، ثم المؤبّدة في العام 1972، فالرسامة الكهنوتيّة في 18 نيسان من العام 1974 ليُعيَّن مساعدًا لرئيس دير ميثون آنذاك ثمّ معلّمًا للمبتدئين بين العامين 1981 و1983، وليُنتخَب بعدها رئيسًا للدير هناك في العام 1983. بخلال هذه الفترة كان يهتمّ بالشبيبة وبنشاطات بيت الرياضات الروحيّة (الكورسيّو)، وبجماعة ثابور، إلى جانب تعليمه لمادة الكتاب المقدّس. وفي كلّ ذلك كان يُشهد له بالغيرة وبالإخلاص وبالالتزام الرهبانيّ. خدم في رعيّة اللورانس، كاهنًا مساعدًا قبل أن ينتقل إلى لبنان في العام 1996 ويَشهد له كلُّ من عرفه بحبّه لأبناء الرعيّة وبغيرته الراعويّة. مع تقدّمه في السنّ، ازداد وضعه الصحيّ سوءًا، فتحمّل بصبر كبير آلام الجسد متقويًّا بالصبر والصلاة وبنِعَم العذراء التي كان لها متعبّدًا، ومتعزّيًا بمحبّة إخوته الرهبان التي تجلّت في خدمتهم له وتقديمهم كلّ عون وتلبيتهم كلّ حاجة روحيّة وماديّة. إلى أن ثقلت عليه الأمراض، فانهار ذلك الجسم الكبير، وفشلت كلّ المساعي الطبيّة في ترميمه، فأسلم روحه الطاهرة بين يدي خالقها في صبيحة عيد الأب، ليحتفل به في أحضان الآب السماوي مع من سبقه من أبناء هذه الرهبانيّة المباركة. أرقُدْ بسلام أيّها الأب روس، واسترحْ من تعب هذه الحياة وآلام الجسد الترابيّ، وها نحن نواكب مسيرتك النهائيّة بالصلاة والدعاء إلى الآب السماويّ لكي يغفر لك كلّ خطيئة ارتكبتها عمدًا أو سهوًا، بالقول أو بالفعل أو بالفكر، لأنّه ليس من إنسان يحيا ولا يخطأ، ولكي يُسمعك صوته المشتهى: إيمانك خلّصك، أُدخل إلى فرح ربّك. وإنّنا نطلب منك الاستشفاع لدى المخلّص ليعوّض على رهبانيّتك برهبان وبكهنة قدّيسين. فإلى الأم الرهبانيّة المخلّصيّة العزيزة، ممثّلَةً بشخص أبينا العام الأرشمندريت أنطوان ديب الفائق الاحترام، والى جميع أبناء ب.م. في الوطن والمهجر، أتقدّم بالتعزية القلبيّة الحارّة، طالبًا الى المخلّص الإلهي أن ينميهم جميعًا في القداسة، ويعوّض على الرهبانية المباركة برهبان قدّيسين يؤدّون له الشهادة الصالحة بسيرتهم الفاضلة. وباسم الأم الرهبانيّة المخلّصيّة، وباسم سيادة أبينا العام الفائق الاحترام، أتقدّم بالتعزية القلبيّة الى كلّ مَن عرفه وأحبّه، وإليكم جميعًا أيّها الحضور الكريم. كما وأتوجّه بالشكر العميق الى غبطة السيّد البطريرك غريغوريوس الثالث الكليّ الطوبى، والى سيادة المطرانين إيلي بشارة الحداد والياس نصار وممثلَيْهما المحترمين، والى السادة الأساقفة الأجلاّء الذين اتّصلوا معزّين ولم يتمكنوا من الحضور والمشاركة في هذه الصلاة، والى الرئيسات العامّات المحترمات والراهبات الكريمات، وإليكم جميعًا أيّها الإخوة والأخوات، داعيًا للجميع بطول العمر المغمور بنِعم الإله العليّ القائم من بين الأموات.

المسيح قام… حقًّا قام وليكن ذكره مؤبّدًا

   تحت رعاية الرئيس العامّ، احتفل معهد دار الصداقة الفنّيّ في الفرزل، في 7 حزيران 2014، بتخرّج دفعة من طلاب صفوف البكلوريا الفنّيّة في كافة الاختصاصات. وقد حضر الحفل المطرانان أندره حدّاد والياس رحّال، والسيّد يوسف الزرزور ممثّلاً رئيس الكتلة الشعبية الياس بك سكاف، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في البقاع السيّد إدمون جريصاتي، رئيس إقليم زحلة الكتائبيّ السيّد رولان خزّاقة، رئيس بلديّة الفرزل السيّد ملحم الغصّان، رئيس بلديّة عين كفرزبد السيّد سامي الساحليّ، رئيس بلديّة نيحا السيّد وليد أيّوب، أعضاء مجالس بلديّة ومخاتير المنطقة، وحشد من الفعاليّات وأعضاء الهيئة التعليميّة وأهالي الطلاّب. بعد كلمة افتتاحيّة ألقاها الأستاذ ناصيف أبو رزق، ألقى الطالبان ساندرو مساعد ولارين يونس كلمة باسم المتخرّجين ثمّنوا فيها دور المعهد الذي أوصلهم إلى هذه المرحلة من حياتهم. ثمّ قدّم نجل مدير المعهد السيّد منير فرنسيس معزوفة موسيقيّة متميّزة على البيانو. ألقى بعدها مدير دار الصداقة الأب جورج اسكندر كلمة أعلن فيها عن ثلاثة أمور: الأوّل هو حصول المعهد على ترخيص بفتح اختصاصات جديدة، وهي العنايةِ التمريضيّة، مساعدِ ممرّض، مصوّرِ أشعّة، الفنونِ الإعلانيّةِ والغرافيكيّة، البناءِ والأشغالِ العامّةِ والمساحة. وقد بوشر بالتدريسِ في فرعين ابتداءً من العام الفائت هما: العنايةُ التمريضيّة على مستوى BT وBP، وفرعُ المساحة على مستوى BT. والثاني هو أن حفل التخرّج في هذه السنة أتى ضمن إطار الاحتفال بمرور خمسةٍ وعشرين عامًا على انطلاق العمل في أولى بيوت قرية الصداقة في كساره، وهو واحد من ضمن سلسلة من النشاطات التي سوف تتمّ لاحقًا في قرية الصداقة، وهدفُها كلُّها تسليطُ الضوء على عملِ هذه القرية العظيم في شتّى الميادين الإنسانيّة والتربويّة والاجتماعيّة. والثالث هو تكريس صالة خاصّة في المعهد على اسم الأب المكرّم بشارة أبو مراد المخلّصيّ، عسى هذا الأمر يساعدُ في إدخال روحُ أبونا بشارة إلى القلوب فيتزايدُ محبّو الله وتشمل شفاعته الجميع. واختتم الأب اسكندر شاكرًا الحضور ومتنّيًا التوفيق للمتخرّجين في مسيرتهم المهنيّة. ومن جهته شدّد الرئيس العامّ الأرشمندريت أنطوان ديب في كلمته على المسيرة المشرقة لمعهد دار الصداقة منذ التأسيس في العام 1979 وحتّى اليوم، ونوّه بالجهود المتواصلة التي قدّمها آباء الرهبانيّة المخلّصيّة الذين عملوا في هذه المؤسّسة مدراء ومساعدين لهم. ولفت إلى أن ما يميّز العمل الاجتماعيّ المخلّصيّ هو الشراكة والتعاون الدائم بين الرهبان والعلمانيّين. كما وجّه شكرًا خاصًّا لمدير الدار الأب جورج اسكندر على سهره الدائم على مصلحة المؤسّسة ولمدير المعهد الأستاذ فادي فرنسيس الحاضر منذ اللحظة الأولى. وأخيرًا جرى توزيع الشهادات على المتخرّجين، وانتقل الحضور لافتتاح صالة جديدة حملت اسم الأب المكرم بشارة أبو مراد المخلّصي، وتناول الضيافة.

    تمّ في 6 حزيران 2014، تخريج الدفعة الأولى من طلاّب البكالوريا الفنّيّة فرع “الإلكتروتكنيك” في حفل أُقيم في المديريّة العامّة للتعليم التقنيّ والمهنيّ في الدكوانة وهو اختصاص مستحدَث منذ ثلاث سنوات، وسيتمّ تدريسه في عدد محدّد من المعاهد التقنيّة في لبنان . ومن بين الخرّيجين 13 طالبا من معهد دار العناية المهنية التابع للرهبانيّة الباسيليّة المخلّصيّة، التي جهدت لأن يكون معهد دار العناية، من بين أوائل المعاهد اللبنانيّة المتخصّصة في إطلاق عمليّة تدريس “الإلكتروتكنيك”. حضر حفل التخرّج رئيس مؤسّسة دار العناية الأرشمندريت نقولا الصغبيني ومدير المعهد الأب حبيب خلف والأساتذة الذين أشرفوا على تدريس الاختصاص ووضع المناهج التدريسيّة فيه وهم الأساتذة جورج ديب والياس أبو شروش وناجي توفيق وجوزيف الحاج. يُذكر أنّ إدارة الدار باشرت بإطلاق التدريس في هذا الاختصاص في العام 2010-2011 وذلك بالتعاون والتنسيق مع إدارة مشروع “بذور الرجاء” (Graines d’espérance) بإشراف المعهد الأوروبيّ للتعاون والتنميةIECD ، إضافة الى المؤسّسات الشريكة وهي وزارة التربية والتعليم العالي، وزارة الصناعة، والوكالة الفرنسيّة للتنمية، وأكاديميّة باريس… وكان أساتذة معهد دار العناية قد تابعوا دورات تدريب في فرنسا على الاختصاص الجديد، ما أسهم في وضع معارفهم في خدمة الطلاّب الذين التحقوا بهذا الاختصاص وأبلوا بلاءً حسنًا في الامتحانات الرسميّة.

   صباح الاثنين 2 حزيران 2014، في زحلة، أسلم الاب إميل موسى روحه بين يدَي خالقه متزودًا بالاسرار الالهية وهو في الثانية والثمانين من عمره والثانية والستين من نذوره الرهبانية والرابعة والخمسين من رسامته الكهنوتية. وصل الخبر إلى الدير فوقع على الآباء وقع الصاعقة، وتقرّر أن يُقام الجنّاز والدفن نهار الأربعاء الواقع فيه 4 حزيران، ريثما يصل الرئيس العام من روما. وفي اليوم المحدّد، نُقل الجثمان من دير مار الياس المخلّصية، ووصل إلى الدير نحو الساعة الحادية عشرة، فحمله الرهبان على الأكفّ، وأدخل النعش إلى الكنيسة، حيث أقيمت صلاة النياحة وتليت المسبحة على نيّته بالاشتراك مع بعض أخواتنا الراهبات. وعند الساعة الرابعة من بعد الظهر، أقيمت صلاة الجنّاز التي ترأّسها سيادة المطران إيلي بشارة الحدّاد راعي الأبرشيّة، وإلى جانبه سيادة المطران عصام يوحنا درويش، وقدس الأب العامّ الأرشمندريت أنطوان ديب والآباء المدبرون وحضرها حشد من محبّي الأب إميل. وكان حاضرًا أيضًا السادة الأساقفة: المطران الياس نصّار، جورج المر وجان عادل ايليا. وحضر أيضًا الآباء العامّون: نجيب طوبجي عن الرهبانيّة الباسيليّة الحلبيّة، سمعان عبد الأحد ممثلًا الرئيس العامّ للرهبانيّة الباسيليّة الشويريّة، كما حضرت الرئيسة العامّة للراهبات المخلّصيّات الأمّ منى وازن على رأس وفد من الراهبات، والأم باسكال خضرا الرئيسة العامة لراهبات الخدمة الصالحة مع وفد من الراهبات والأخت ماري بيار صايغ ممثلة الرئيسة العامة للراهبات الشويريات، كما وحضر أيضًا بعض الفعاليات من المنطقة والجوار وحشد كبير من الكهنة: طانيوس نصرالله، سيرجيوس عبد، جهاد فرنسيس، سمير نهرا، سمير حمصي، شادي دندن، جورج نمر، طوني الفحل، جورج أبو شعيا، ايلي ابو شعيا، جان بول ابو نعوم والرهبان المخلصيون وأهل الأب إميل وأقاربه وبعض الأصدقاء. بعد الإنجيل المقدّس تلا الأب المدبّر جوزيف جبور الرقيم البطريركيّ الذي أرسله غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث. أمّا كلمة الرهبانيّة فألقاها رثاءً الأب نقولا الصغبيني. بعد الجناز، توجّه الجميع إلى صالون سابا لتقبّل التعازي.

الرقيم البطريركي

كلمة تعزية بوفاة الأب الحبيب إميل موسى المخلصي من سفري في سويسرا أتوجَّه بهذه الكلمة الروحيَّة لأقدِّم التعزية القلبيَّة إلى إخوتي الرهبان المخلصيّين الأحبّاء، الرئيس العام والآباء المدبّرين، ومَن سيكون حاضرًا صلاة الجناز، وإلى الأهل الأحبّاء بوفاة الأخ والصديق ورفيق الدرب الرهباني المخلصي على مدى سنوات طويلة في المدرسة الصغرى والكبرى وروما… الأب المرحوم إميل موسى، الراهب المخلصي الذي عاش حياة رهبانيَّة يحق لي أن أقول أنَّها مثاليَّة، سعى الأب من خلالها إلى ذرى الكمال الرهباني، وتحلَّى بالفضائل الثلاثة بامتياز، الإيمان والرجاء والمحبَّة. وعاش نذوره الرهبانيَّة: الفقر والعفَّة والطاعة بطريقة نموذجيَّة رائعة، بكلّ بساطة وتواضع وقناعة وفرح… فكان حقًا أخًا للجميع، وكاهنًا راعيًا غيورًا، وصديقًا أمينًا صادقًا، قريبًا إلى قلوب الجميع. أقدِّم التعزية لجميع المشاركين في الجناز الرهباني، وأشاركهم بالروح. ولتكن نفسه مع القدّيسين، والرهبان الأبرار، وآبائنا في الحياة الرهبانيَّة.

وليكن ذكره مؤبدًا! المسيح قام!

مع محبَّتي وبَرَكَتي

+غريغوريوس الثَّالث بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندريَّة وأورشليم

رثاء في الراحل الجليل الأب إميل موسى

بقلم الأب نقولا الصغبيني

سيادة راعي الأبرشية المطران ايلي بشارة الحداد السامي الاحترام

أصحاب السيادة السامي احترامهم أصحاب السعادة والمعالي المحترمين

سيادة الأب العام الأرشمندريت أنطوان ديب الجزيل الاحترام

قدس الآباء العامين وممثليهم المحترمين حضرات الرئيسات العامات وممثلاتهن المحترمات الفعاليات بمختلف المقامات المحترمين

الآباء والأخوة الأجلاّء….أهل الفقيد الكرام….أيها الأخوة والأخوات

“طوبى للمساكين بالروح فإن لهم ملكوت السماوات” “أيها المسيح الإله، مجّد في السماوات هذا الذي خدمك على الأرض بإيمان وبزهد وبتقوى”

بهذه الآيات والصلوات تودّع الرهبانية اليوم راهبًا جليلاً من رعيل أبنائها الذين امتازوا بروح رهبانية عالية، وببساطة حياة، وتميّزوا بالورع والتقوى، وبالتواضع والطاعة. راهبًا محبًا لرهبانيته ومخلصًا لها، يفرح لفرحها ويتألم لألمها… راهبًا عمل جاهدًا لعيش حياته الرهبانية بدقائقها كافةً، وجهد لأن يكون مثالاً في عيش نذوره الرهبانية المقدّسة. الأب إميل بن رزق الله جبور موسى ومتيل الشتوي، ابن الثانية والثمانين من العمر، يغادر هذه الحياة إلى جوار ربّه بعد اثنين وستين عامًا على نذوره المؤقّتة في 15 آب سنة 1952، التي عاشها بكلّ قناعة وإخلاص. وبعد أربعة وخمسين عامًا من الحياة الكهنوتية، أمضاها بين الإكليريكية الصغرى وبين رعايا الرهبانية، حيث نقلَ بالمثل والقول كلمة الربّ وبشرى الخلاص. في الخامس والعشرين من كانون أول سنة 1932، كانت “بشرى فرح” للوالدين التقيين لرؤية عيني مولودهما الجديد إميل تبصران النور. ولعل ولادته في ذكرى ميلاد المخلص كانت فأل خير لهما دفعتهما لتكريسه للربّ في حياة رهبانية، هي الطريق الأضمن للوصول إليه، وفي رهبانية تحمل اسم المخلص. ولعل أيضًا البيئة العائلية التي أعطت الخوري البارّ جبران موسى، هي التي رعت أيضًا في الشاب إميل، بذرة الدعوة إلى الحياة الرهبانية، وأنمتها، فأينعت وأثمرت ثانية وبعناية الربّ، شخصية بارّة جديدة نودّعها الآن بكلّ حسرة، وبكلّ إيمان ورجاء. نعم يا أبونا إميل، ستفتقد الرهبانية برحيلك ذلك الراهب المطيع المطواع الذي لا يعرف الرفضُ إلى حياته سبيلاً، والذي يقبل بكلّ فرح مشيئة الرؤساء ويعتبر أوامرهم مقدّسة… وسيفتقد اخوتك في الخدمة ذلك الشخص الوديع المتحمل بصمت كل الصعوبات واختلاف الطبائع. برحيلك، ستفتقد العائلة أبًا وأخًا حنونًا باسمًا، لم يتنكّر يومًا لجميلها عليه. برحيلك اليوم، ستفتقد المدرسة الإكليريكية ذلك المدرّس والناظر المحبّ للطلاب والمخلص لعمله، والمربّي الصالح الذي يتعامل بكل أخوّة مع أبنائه، وقد كان لي الشرف أني خبرتُ، وأنا طالب صغير، تلك المحبة العارمة التي كنتَ تظهرها للطلاب، وتلك الصورة الجميلة للراهب المخلصي المصلّي والمتواضع. برحيلك، ستفتقدك كلّ تلك الرعايا التي قمت بخدمتها بكلّ تفانٍ غيرةٍ وبكلٍ وبساطةٍ وتواضع. فبيت ساحور التي خدمتها من العام 1963 إلى العام 1966، ما تزال إلى اليوم تحنّ إلى صورتك الجميلة في الخدمة المتواضعة التي يتناقلها الأبناء عن الآباء والأجداد. وفي رعية الزرقاء التي قمتَ بخدمتها من العام 1971 إلى العام 1974، مازلنا إلى اليوم نسمع مايردّده بكلّ فخرٍ أبناؤها، بما كنت َ تقوم به من الأعمال الراعوية التي تركت الأثر الذي لا يُمحى في نفوسهم. وزحلة المفتخرة بأنك خدمتها منذ العام 1974 إلى آخر رمق في حياتك، بكلّ رعاياها المباركة: مار الياس المخلصية، حوش الأمراء، بر الياس، حوش الزراعنة، معلّقة زحلة، رياق الفوقا، مار تقلا… نراها تردّد على لسان أبنائها ما يعبّر عن حبّهم لشخصك المتفاني، ولخفّة ظلّك وتواضعك وتسامحك وغيرتك الراعوية، خصوصًا تجاه المرضى والمحتاجين، ومحبتك للجميع. وهاهي دار الصداقة تفتقد لحضورك الأبويّ المحبّ، وتل شيحا لوجهك الحامل التعزية والتشجيع لقلوب المرضى المتألّمين. وأخواتنا الراهبات المخلصيات في دار السعادة في كسارة تفتقدن اليوم حضورك الملتزم رغم ضعف جسدك ووهن صحّتك كما تفتقدن احترامك لهنّ وتعاملَك الأبويّ معهنّ. وهنّ، إذ أحاطنَّك مشكوراتٍ برعايتهنّ في أيامك العصيبة، فما ذلك إلا تعبيرٌ بسيطٌ لاحترامهنّ لك، وردُّ جميلٍ صغيرٌ لتضحياتك الكبيرة. إننا الآن، رهبانًا وأهلاً ومحبين ومخلصين وأصدقاء، نرافقك بالصلاة طالبين لك الراحة الأبدية في الأحضان الأبوية، مع قناعتنا بأنك الآن تتمتّع بالمجد الخالد الذي أعدّه الله لمحبّيه، وبأنك قد سمعت صوت الربّ يقول لك: كنت أمينًا في القليل، فسأقيمك على الكثير…أدخل إلى فرح ربّك… لذلك نحن نستشفعك لدى المخلص ليعوّض على الرهبانية برهبان قديسين، ويلقي التعزية في قلوب محبيك. فإلى الأم الرهبانية المخلصيّة العزيزة، ممثّلَةً بشخص أبينا العام الأرشمندريت أنطوان ديب الفائق الاحترام، والى جميع ابناء ب.م. في الوطن والمهجر، اتقدّم بالتعزية القلبيّة الحارّة، طالبًا الى المخلّص الإلهي أن ينميهم جميعًا في القداسة، ويعوّض على الرهبانية المباركة برهبان قديسين يؤدّون له الشهادة الصالحة بسيرتهم الفاضلة. وباسم الأم الرهبانية المخلّصيّة، وباسم سيادة أبينا العام الفائق الاحترام، أتقدّم بالتعزية القلبيّة أيضًا من شقيقي الراحل الغالي ومن شقيقته المحترمين ومن جميع الأهل والأقارب والأنسباء، ومن كلّ مَن عرفه وأحبّه، ومنكم جميعًا أيّها الحضور الكريم، الذين أتيتم من قريب ومن بعيد، لوداع الأب اميل الراقد على رجاء القيامة الأبدية. كما وأتوجّه بالشكر العميق الى غبطة السيد البطريرك غريغوريوس الثالث الكلي الطوبى، والى سيادة راعي الأبرشية المطران إيلي بشارة الحداد السامي الاحترام لترأّسه هذه الصلاة الجنائزيّة، والى السادة الأساقفة الأجلاّء والى الرؤساء والرئيسات العامّين المحترمين وممثّليهم، والى أصحاب السعادة والمعالي وممثّليهم، والى كل مَن تكبّد عناء السفر للمشاركة في الصلاة الوداعيّة للراحل الكبير الأب اميل موسى، والى كل من حضر شخصيًّا أو اتصل أو أبرق معزّيًا، داعيًا للجميع بطول العمر المغمور بنِعم الإله العليّ القائم من بين الأموات.

المسيح قام…. حقا قام وليكن ذكره مؤبّدًا

   نهار الجمعة 30 ايار 2014 الساعة السادسة مساءً، احتشد المؤمنون في دار العناية لاستقبال ذخائر البابا القديس يوحنا بولس الثاني، وعند الساعة السابعة أُقيم قدّاس احتفالي ترأّسه سيادة راعي أبرشية صيدا ودير القمر المطران إيلي بشارة حدّاد يعاونه الآباء: نقولا الصغبيني، جهاد فرنسيس، حبيب خلف، مارون السيقلي، عماد الحاج، جيلبير وردة بحضور الوزير ميشال موسى، القنصل الفخري إبرهيم حنا والوفد القادم من سوريا على رأسه الأب الياس زحلاوي والسيّدة ميرنا الأخرس المعروفة “بميرنا الصوفانيّة” والآباء: توفيق حوراني، سمير نهرا، جان القاضي، وليد الديك، سمير الحمصي، ميشال نقولا، ساسين غريغوار، شارل نقولا، جورج نمر، حنا كنعان، مخايل حدّاد، جو شلهوب، إيلي قزحيّا، شادي الحاج، والشماس توفيق غفري، الى جانب حشد غفير من المؤمنين. وألقى سيادة المطران إيلي كلمة من وحي المناسبة، شدّد فيها على حضور الربّ في حياة البابا القدّيس في مختلف الظروف، وهذا ما جعل منه رجل العصر ورجل الكنيسة. البابا يوحنا بولس الثاني تقدّس جسدًا ونفسًا ولقد رأينا أنّه تعرّض الى هزّات في جسده مرارًا ولكنّ الربّ أعطاه نعمة خاصّة ليتابع المسيرة معه، هذه النعمة كانت أقوى من كلّ المضايق والشرور المحيطة به من الداخل والخارج. ولذلك نحن اليوم إذا أخذنا ذخيرة من جسده ليس إلاّ لنتذكّر أن هذا الجسد ساهم في تقديس النفس، وجسدنا يمكن أن يكون واسطة لتقديسنا. في الختام رحّب راعي الأبرشية بالوفد القادم من سوريا طالبًا من البابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني شفاعاته لإحلال السلام في سوريا البلد المعذّب الذي ارتُكب فيه أبشع أنواع القتل والدمار في هذا العصر وكلّنا شهود على ذلك، كما شكر كلّ الذين ساهموا في جلب الذخائر الى لبنان والأبرشيّة الصيداويّة: الأب بولس قزّي في روما وعائلة أبونا بشارة، والذين نظّموا هذا البرنامج، شبيبة الأبرشيّة، الجيك “JEC”، “جوقة شبيبة المخلّص” والدار بمسؤوليها. في ختام القدّاس كانت شهادة حياة للسيّدة ميرنا الأخرس عن ظهورات سيدة الصوفانيّة تلاها سهرة سجود للقربان حتّى منتصف الليل.

   بمناسبة المئوية الثانية لوصول الليدي أستير ستانهوب الى لبنان، قام سفير بريطانيا في لبنان السيد توم فليتشر (Tom Fletcher) بزيارة الى دير المخلص، مع وفد من السفارة البريطانيّة، ودُعي الى اللقاء مخاتير جون وبعض الأصدقاء. فور وصوله، إستقبله الأب العام مع رئيس الدير ورهبانه وتوجّهوا الى الكنيسة الكبرى حيث أعطي الأب العام لمحة تاريخيّة عن الكنيسة وعن تأسيس الرهبانيّة. وتُليت بعض الصلوات والابتهالات. ثمّ توجّه السفير مع الوفد المرافق الى مكتبة العامر وإلى غرفة المخطوطات. ثمّ نزلوا الى مدرسة دير المخلص، ثمّ توجّه الجميع لتناول الغداء على مائدة العامر. بعد الغداء قاموا بزيارة الى دير السيّدة للابتداء والى مقام سيّدة الوعرة، ثم توجّهوا الى جون لزيارة دار الست حيث بقايا منزل السيدة أستير ستانهوب المتوفّية سنة 1839.

 ضمن إطار الشهر المريمي احتفل الرئيس العامّ للرهبانية المخلّصيّة الأرشمندريت أنطوان ديب بالقداس الإلهيّ في بازيليك سيّدة المنطرة – مغدوشة، الأحد 18 أيار 2014، وعاونه كاهن المقام الأرشمندريت سمير نهرا والآباء: نبيل واكيم، شادي دندن، وحبيب خلف، بحضور حشد كبير من المؤمنين، خاصّة من رعيتي السيدة (القرية)، والنبيّ ابراهيم (جنسنايا). شكر الأب العامّ في عظته راعي الأبرشيّة المطران إيلي بشارة الحدّاد والأب سمير نهرا على دعوتهما له ثمّ ربط بين شخصيّة مريم العذراء التي تجاوبت مع مبادرة السيّد المسيح الآتي ليخلّص العالم حين قالت: “أنا أمة الربّ”، فتمّ اللقاء بين الخالق والخليقة وتمّ الخلاص. وبين شخصيّة المرأة السامريّة التي التقت السيّدَ المسيح عند البئر (رمز الشريعة)، ومن خلال هذا اللقاء عبَرت هذه المرأة من الخطيئة الى التغيير ثم الى إعلان البشارة للناس (بالمسيّا). وشدّد الأب العامّ على أهمّيّة البحث الشخصيّ عن المسيح واللقاء به من خلال تحوّلنا من الداخل، وهذا اللقاء بالمسيح يدفعنا الى التبشير به وإعطائه للآخرين مثلما فعلت السامريّة دون أن ننسى كلامه: “أنا معكم كلّ الأيّام والى انقضاء الدهر”.

 السبت 17 أيّار 2014، أُقيم في مدرسة دير المخلّص، حفل تكريم للرئيس العام السابق للرهبانيّة المخلصية، الأرشمندريت جان فرج ومجلس مدبّريه الآباء أنطوان سعد، نقولا صغبيني، جورج اسكندر ونضال جبلي، وذلك بدعوة من اتحاد بلديّات إقليم الخروب الجنوبي، أحيته الأوركسترا الهارمونيّة لقوى الأمن الداخلي، بقيادة الكولونيل زياد مراد، والأداء المنفرد لماريا عازار وشادي عيدموني.

وأتى البرنامج على الشكل التالي: 1- النشيد الوطني اللبناني 2- كلمة الافتتاح ألقاها الأب المدبّر عبدو رعد 3- جلسة ترانيم: مجد مريم، عليك السلام، حبك يا مريم، إيماني ساطع 4- كلمة الرئيس العام الأرشمندريت أنطوان ديب 5- جلسة أغاني لبنانيّة: طلوا حبابنا، يا رايح ع ضيعتنا، لينا ويا لينا، ميدلي فيروزيات 6- كلمة رئيس اتحاد بلديّات إقليم الخروب الجنوبي الأستاذ حسيب عيد 7- جلسة أغاني وطنيّة: بيّي راح مع العسكر، يا أهل الأرض، بيقولو زغيّر بلدي، بتتلج الدني 8- كلمة الرئيس العام السابق للرهبانيّة المخلصية الأرشمندريت جان فرج 9- تقديم الدروع 10- الكوكتيل

   الأحد 11 أيار 2014، الساعة السادسة مساءً، وضمن إطار الشهر المريميّ، احتفل الرئيس العامّ الأرشمندريت أنطوان ديب بالقداس الإلهيّ في مقام سيّدة زحلة والبقاع، يعاونه كاهن المقام الأب طلال تعلب والآباء: نبيل واكيم، جوزيف جبّور، أنطوان سعد، جورج اسكندر، نضال جبلي، عبدالله الحمدية، إليان أبو شعر، الياس مايو، سمير سركيس، سالم فرح، وسيم المر، حنا كنعان، جان بول أبو نعوم. بحضور الآباء عبدالله عاصي وفادي البركيل.

بعد الإنجيل، ألقى الأب العامّ كلمةً شكَر فيها راعي الأبرشيّة المطران عصام يوحنّا درويش، متمنّيًا له النجاح في كلّ جهوده المبذولة من أجل الأبرشيّة وشكر أيضًا كاهن المقام الأب طلال تعلب وكلّ الكهنة العاملين في البقاع وقدّم التهنئة للكاهن الجديد جان بول أبو نعّوم بسيامته الكهنوتيّة، ثم تناول الأب العامّ صفات مريم العذراء الأمّ التي تجمع أبنائها تحت كنفها والساهرة من فوق على زحلة والبقاع والمرشدة التي تفتح لأبنائها الطريق الى السماء كما فتحت للرب يسوع الطريق الى الأرض، هي التي رافقت ابنها بصمت ولم تتكلّم إلّا لتدلّ على يسوع “إفعلوا ما يأمركم به”. هذه الأمّ الواقفة عند الصليب بإيمان وحبّ كبيرين هي المثال لنا كرهبانيّة مخلّصيّة لكي نخدم في البقاع بصمت، لأنّ من يحبّ كثيرًا، ويؤمن كثيرًا، يعمل بصمت أكبر. واختتم الأب العامّ كلمته طالبًا من السيدة العذراء نعمة السلام والأمان لأبرشيّة زحلة وكهنتها وأبنائها.

في الختام قدّم الأب طلال تعلب، باسم الآباء ولجنة المقام للرئيس العامّ، تمثال السيّدة العذراء عربونَ شكرٍ وتقدير.

   السبت 10 أيار 2014، الساعة السابعة مساءً، وضمن إطار الشهر المريميّ نظّمت حركة الشبيبة الطالبة المسيحيّة JEC مسيرتها السنويّة من دير المخلّص الى كنيسة سيدة بسري. تخلّل المسيرة عدّة محطات تُليَت أثناءها صلاة المسبحة وتأملات وتراتيل للسيدة العذراء، شارك فيها الآباء: جورج نمر، عبدو رعد، ميخائيل حداد، جو شلهوب، شربل راشد، والشماس توفيق غفري، الإخوة المبتدئين وجمهور كبير من المؤمنين. اختتمت المسيرة بالقدّاس الإلهيّ في كنيسة سيّدة بسري، احتفل فيه الأب عبدو رعد ممثِّلًا الرئيس العامّ الأرشمندريت أنطوان ديب.

   في إطار جولته على الأساقفة والرؤساء العامّين، قام راعي أبرشيّة بعلبك للموارنة، سيادة المطران سمعان عطالله، رئيس اللجنة الأسقفيّة للحوار المسكونيّ، بزيارة دير المخلّص، صباح الجمعة 9 أيّار 2014، صحبة أمين سرّ اللجنة الأب طانيوس خليل، والوفد المرافق. إستقبله الرئيس العامّ الأرشمندريت أنطوان ديب في الصالون الرئاسيّ الأثري، ثمّ قام بجولة داخل الكنيسة وعلى سطح المريسيّة. والمطران عطالله يسعى أن تكون كلّ الأبرشيّات والرهبانيّات ممثّلة بمندوب عنها في لجنة الحوار المذكورة.

  بمناسبة مرور ستّين سنة على تأسيس إكليريكيّة دير مار باسيليوس في ميثون (الولايات المتّحدة)، دعت إدارة الدير الى لقاء أيّام الثلاثاء والأربعاء والخميس (6-8 أيّار 2014) جمع الطلاّب السابقين والموظفين القدامى التابعين للكنيسة الملكيّة وللكنائس الشرقيّة الأخرى في الولايات المتّحدة الأميركيّة.

   فجر الأحد 20 نيسان 2014، تبادر المؤمنون من كافّة المناطق ليشاركوا رهبان دير المخلص العامر الاحتفال بقيامة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، الذي ترأسه قدس الرئيس العام الأرشمندريت أنطوان ديب وعدد من الآباء المخلصيين والرهبان والمبتدئين والطالبية، في جوّ فصحيّ مليء بالفرح والرجاء.

    قام الرئيس العام، صباح السبت 19 نيسان 2014، بزيارة غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، على رأس وفد مخلصيّ، للمعايدة بعيد الفصح المجيد، وألقى كلمة باسم الرؤساء العامّين والرئيسات العامّات المشاركين بالمعايدة. ثمّ انتقل الى حريصا لمعايدة السفير البابويّ غابريالي كاتشا، وألقى هناك أيضًا كلمة بالفرنسيّة معايدًا ومتمنّيًا السلام والقيامة لأوطاننا وملتمسًا البركة والدعم البابويّين على لبنان وعلى البلدان المتألمة المجاورة. وأكمل جولته بعد الظهر بمعايدة أساقفة صيدا الثلاث وإكليرسها الرهبانيّ والأبرشيّ.

     ترأس قدس الرئيس العام احتفال جناز المسيح في دير المخلص، يعاونه بعض الآباء المدبرين ورئيس دير المخلص. خدم الجناز آباء الدير وإخوة الإكليريكية الكبرى والابتداء والطالبية، بحضور حشد كبير من المؤمنين الوافدين من مختلف المناطق اللبنانية. في آخر الجناز ألقى الأب العام كلمة من وحي العيد. في الختام توزعت الورود على جميع الحاضرين الذين تقدّموا مقبّلين السيّد المسيح.

   بمناسبة أحد الشعانين 13 نيسان 2014، احتفل قدس الرئيس العام الأرشمندريت أنطوان ديب، عند الساعة العاشرة صباحًا، بقداس العيد، في كنيسة دير المخلص، يعاونه الآباء نبيل واكيم وسليمان جرجورة وحنا نخول، بحضور جمهور غفير من المؤمنين، أتوا من قريب ومن بعيد مع أطفالهم، لابسين الحلل الجديدة الزاهية، وحاملين الشموع المزينة للمشاركة باحتفالات العيد.

بعد الإنجيل ألقى الرئيس العام عظة ركّز فيها على موقف الشعب المتقلّب الذي استقبل المسيح استقبالاً عظيمًا ليس لشخصه ولكن لأنه صنع آية عظيمة لم يستطع أي إنسان قبله أن يجترحها، وذلك بإحياء لعازر من بين الأموات. فالبشر يعظمون القدرة البشريّة، لذلك لم يفهموا الرسالة التي كان يريد يسوع إيصالها إليهم من خلال دخوله وديعًا متواضعًا، وليس بالطريقة التي كانوا ينتظرونها، كدخول سائر الملوك بالطبول والخيول والأسلحة.

 مثل كل سنة، تحيي جوقة شبيبة المخلص أمسية ترنيميّة بمناسبة الآلام الخلاصيّة والفصح المجيد، في دار العناية-الصالحية، الجمعة 11 نيسان 2014، الساعة السابعة مساءً. يقود الجوقة الأستاذ بسّام نصرالله.

    رعى بطريرك انطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، بدعوة من “جمعية الراهبات الباسيليّات المخلصيات” لسيدة البشارة، وبمناسبة اليوبيل الماسي للفرع المرسل، حفل إفتتاح السنة اليوبيلية في دير سيدة البشارة، في جون، بحضور السفير البابوي في لبنان المونسنيور غبريالي كاتشا، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مطران صور للموارنة نبيل الحاج، راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، راعي أبرشية صيدا ودير القمر لطائفة الروم الكاثوليك المطران ايلي الحداد، راعي أبرشية صيدا ودير القمر للطائفة المارونية المطران الياس نصّار، راعي ابرشية بيروت وجبيل لطائفة الروم الكاثوليك كيرلس بسترس، المطران ميشال أبرص، الرئيس العام للرهبانية الباسيلية المخلصية الأرشمندريت انطوان ديب، الرئيسة العامة للراهبات الباسيليات المخلصيات الأم منى وازن، الرئيسة العامة للراهبات الباسيليات الشويريات الأم ليونتين أبو رجيلي، الرئيسة العامة للراهبات اليسوعيات الأم دانيالا حروق، وزير السياحة ميشال فرعون، النائب ميشال موسى، ممثل النائب نعمة طعمه طوني انطونيوس، الوزيران السابقان سليم جريصاتي والياس حنا، النائب السابق ايلي سكاف، محافظ الجنوب نقولا بوضاهر، ممثل قائد الجيش العميد الركن ريشار الحلو، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي العميد ايلي برادعي، المقدم جوزف غنوم ممثلا قائد الدرك العميد الياس سعادة، رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الجنوبي حسيب عيد وحشد من الشخصيات الرسمية والأمنية والعسكرية والاعلامية وقضاة ورؤساء بلديات ومخاتير وهيئات تربوية وممثلون عن الاحزاب وكهنة ورهبان وراهبات ووفود من مختلف المناطق اللبنانية. استهل الحفل بالنشيد الوطني ثم النشيد المريمي عزفتهما فرقة موسيقى قوى الأمن الداخلي، ونشيد ثانوية سيدة البشارة اداه طلاب مدرسة سيدة البشارة في الفرزل، ونشيد اليوبيل الذي أعدّ خصيصاً للمناسبة وقدمه طلاب مدرسة سيدة النياح في ابلح، ثم تحدثت الرئيسة العامة وازن فقالت :” إنّ اليوبيل الماسيّ هو تاريخ من تاريخ، ليس فقط تاريخ الفرع المرسل من تاريخ الرهبانيّة الذي يناهز الثلاثة قرون، بل هو تاريخ من تاريخ حكاية الله مع الإنسان الذي يجد أبهى تجليّاته في حدث البشارة. فإلى هذه اللوحة البشاريّة أعود، لأنّني لا أرى أبهى منها لوحةً تعبّر عن نظرتنا إلى رهبانيّتنا وإلى يوبيلنا”. وأضافت “تأمّل مؤسّسو رهبانيّتنا ومؤسّساتها، فرأوا أنّ تلبية دعوتنا الرهبانيّة تتمّ في رسالتنا لدى الإنسان، فالربّ يريدنا أن نُفهم الجميع أنّ ملكه الذي لا نهاية له، نشعر به كذلك على الأرض، كلّما جاوب انسان، مثل العذراء مريم: “ها أنا في خدمة الربّ، فليكن لي بحسب قوله”. كلّ منّا مسؤول عن إظهار ملكوت الله، وعن التأكيد بأنّ هذا الملك لا نهاية له. وهكذا أنشئت المدارس والمياتم وبيوت العجزة، وهكذا انطلقنا في وجوه عديدة للرسالة المسيحية مثل السهرات الإنجيليّة والعمل الرسولي مع الشبيبة والحركات الرسوليّة. ومكان وجود اديرتنا ومراكزنا، في لبنان وسوريا والأردن والأراضي المقدّسة، تعبّر عن قوانيننا وعن مفاهيمنا. نحن، أوّلا، في الأطراف، وخاصّة لدى الفقراء والمهمّشين. رسالتنا تقضي بعدم التمييز بين انسان وآخر، في الدين أو الطائفة او الانتماء إلى طبقات اجتماعيّة مختلفة، أو إلى افكار سياسيّة مختلفة. كما تعكس أماكن تواجدنا تفاعلنا مع الأحوال المتقلّبة التي مرّت فيها بلدان هذه المنطقة، عبر التاريخ. لقد عانت رهبانيّتنا، وما زالت تعاني، ممّا يضرب منطقتنا الحبيبة من حروب ونزاعات. تجاه كلّ ذلك، تتابع رهبانيّتنا رسالة اليوبيل الذي اطلقه يسوع، تجاه المهمّشين والفقراء، محاولةً زرع السلام أينما حلّت. حسبنا، في كلّ عملنا، أن نحقّق رغبة قداسة البابا فرنسيس الذي يدعونا في الإرشاد الرسولي “فرح الإنجيل” إلى “الخروج من رغدنا الشخصيّ وإلى التحلّي بالشجاعة من أجل الوصول إلى كلّ ’الهوامش’ (périphéries) التي هي بحاجة لنور الإنجيل” (عدد 20). يدعونا قداسة البابا، ليس فقط بتعليمه، بل بمثله المذهل الذي لاقاه العالم أجمع بالاحترام والتقدير. فيما أشكر سعادة السفير البابوي في لبنان، سيادة المطران غابريله كاتشا السامي الاحترام، على تكرّمه وحضوره بيننا، أسأله أن ينقل إلى قداسته مشاعر البنوّة والخضوع لشخصه ولخدمته البطرسيّة”. وختمت”اخواتي الراهبات الحبيبات، أفكّر في كلّ واحدة منكنّ، وانتنّ زينة هذا اليوبيل، لأنكنّ استمراريّة تاريخ رهبانيّتنا. كما افكّر بكلّ راهبة سبقتنا في الخدمة في الرهبانيّة، فيغمرني شعور التأثّر والشكران، في الوقت عينه، تعلو قلبي، باسمكن، صلاة: أن يكون يوبيلنا حالة دائمة، وامتدادًا ليوبيل الربّ يسوع الذي خلّص الجميع وحطّ انظاره بشكل خاص على المهمّشين”، شاكرة جميع الحضور على انجاح احتفال الراهبات. ثم تم عرض فيلم عن تارخ ومراحل تأسيس جمعية الراهبات ومؤسسات الرهبنة حتى يومنا. البطريرك لحام ثم القى البطريرك لحام كلمة فهنأ الراهبات المخلصيات والرهبانية المخلصية على هذا اليوبيل، شاكرا الرهبانية على” الرسالة التي قامت بها لسنوات من مرحلة انتقال الرهبانية من النظام الرهباني المتوحّد الى النظام الإرسالي”، مشدداً على “الدور الكبير الذي لعبته الراهبات إعلاء مؤسسات الرهبنة”، وقال”: “كم من الرهبات بذرن كل هذه المؤسسات ليتمكنن عالم اليوم الذي يبحث حيناً في القلق، وحيناً آخر في الرجاء من ان يقبل البشرى الحسنة، لا عن يد مبشرين حزانى ويائيسين نافذي الصبر قلقين، بل البشارة عن يد خدام للانجيل تشع حياتهم حماساً، فهؤلاء هم يمكنهم ان يحملوا البشارة وينقلوها الى الآخرين، فهذا هو واجب وعمل ورسالة الراهبات المخلصيات، وكل هذا الكلام هو برنامج حياتهن، فواجب الراهبة ان تحبب بشرى الانجيل للآخرين، لاسيما للمستفيدين من خدمات الرهبانية.” وأضاف ” نريد اليوم ومع احترامنا لكل الأديان، نريد في لبنان العزيز مسيحيين قادرين ان يظهروا الإنجيل وقيمه وتعاليم السيد المسيح وعجائبه، نريد مسيحيين يظهرون المسيح في حياتهم ومسلكهم وعملهم وحضورهم وشهادتهم وانتمائهم وانخراطهم في مجتمعهم وعملهم السياسي والاجتماعي وخدماتهم في كل مرافق حياة مجتمعهم. الكنيسة هي جماعة مؤمنين قادرين ان يظهروا المسيح المحب للبشر، كنيسة هويتها واضحة ناصعة ثابتة صامدة، هوية ظاهرة امام الجميع، تؤدي دورها ورسالتها امام الجميع بدون خجل او حياء او خوف او ذلّ، ان حرصنا على الوجود المسيحي نابع من هذه القناعات”. وقال :” نريد المسيحي القادر ان يصبر ويثبت ويحمل هذه الرسالة المقدسة، هذا هو الي يصمد ولا يهاجر ويحتمل الآلام والويلات والمصائب ويقبل حتى الشهادة. نريد مثل هؤلاء المسيحيين! يحملون الى مجتمعهم بشرى الإنجيل، بشرى الخير والسلام، ويظهروا في حياتهم وأعمالهم الرب المحب للبشر، هؤلاء يحافظون على الحضور المسيحي في الشرق”، معتبرا “ان الحضور المسيحي بدون الالتزام برسالة مسيحية ودور مسيحي لا معنى له، ورسالة مسيحية بدون حضور مسيحي غير ممكنة”، مشددا على “أهمية ان نربط الحضور المسيحي بالرسالة المسيحية والدور المسيحي”، معتبرا “كم هو جميل ان تتحمس الراهبة لمثل هذا الدور المريمي المسيحي الممتاز والمفصلي في رسالة الكنيسة”، مؤكدا على جوهر عمل الراهبة المرسلة والجماعة الرهبانية… في ان يظهروا الانجيل انه خبر سار جذاب مفرح مشجع يرفع الانسان ويشحن معنوياته ويشفيه من عاهات نفسية وجسدية.” وتطرق البطريرك الى الوجود المسيحي فس سوريا فأشار الى انه “بعد العيد الكبير سيقوم ببناء كنيسة جديدة في جرمانا في سوريا”، لافتا الى انه تتم الصلاة منذ سنوات في الشارع”، مؤكدا ان هناك من يستطيع اليوم بناء الكنائس.” وقال :” لقد خدمنا سنوات طويلة في معلولا في سوريا، وسوف نعود اليها، وآمل ان تعود الراهبات قريبا الى معلولا مع تحريرها، وهنا نرفع الصلاة لأجل الأمن والسلام في سوريا، لأنه شئنا أم أبينا اليوم سوريا، فيها مفتاح خلاصها وخلاص من حولها، لبنان والاردن وخصوصا فلسطين، فأعتقد ان حل قضية فلسطين وحل الأزمة في سوريا مرتبطان، نحن نصلي من اجل لبنان الرسالة، لبنان البشارة، فهو سمي لبنان الرسالة، ونسميه اليوم لبنان البشارة، وانني افتخر بلبنان البلد الوحيد القادرعلى جمع كل الطوائف على كلمة جميلة في ان يكون عيد البشارة عيدا لهم جميعاً، فهذا العيد المشترك الوحيد، العيد الاسلامي- المسيحي، وهذا يدل على رسالة لبنان في الداخل والخارج،” داعيا الى الصلاة من اجل وحدة لبنان ووحدة العالم العربي”، لافتاً الى “انه مادام العالم العربي مقسّم فإننا في أزمات”، مؤكداً ان من يهجًر المسيحيين ليس المسلم، بل انقسام العالم العربي وعدم وحدته”، مشددا على أهمية وضرورة العمل على وحدة العالم العربي داخليا وخارجيا لنكون اقوياء.” وفي الختام قدمت الأم وازن دروعاً تقديرية الى البطريك لحام والمونسنيور كاتشيا والمطرانين نبيل الحاج وايلي حداد والى عدد من الشخصيات خريجي مدارس الراهبات المخلصيات، عربون وفاء وتقدير.

    الجمعة 28 آذار 2014، اجتمعت الهيأة القانونيّة برئاسة الأب العام وحضور جميع الآباء المدبرين وأمين السر العام والقيّم العام، في دير مار الياس المخلصيّة في زحلة، للاطلاع على الترميم الذي خضع له بيت الأب بشارة أبو مراد في الآونة الأخيرة، ولدراسة مشروع تجهيزه بطريقة تليق بالرسالة المرجوة منه.

ثم تناول المجتمعون طعام الغداء مع رئيس الدير الأب نضال جبلي والأبوين إميل موسى وحنا كنعان.

ثم قامت الهيأة بزيارة تفقّديّة للأب الياس كويتر في دار السعادة في كسارة، معبّرة له عن محبتها وتقديرها. وبدا على الأب الياس السرور بلقاء الإدارة الرهبانية وعبّر عن امتنانه وشكره للعناية التي يتلقّاها.

      يوم الثلاثاء 25 آذار 2014 ترأّس الأب العامّ قداس عيد البشارة في كنيسة المدرسة الإكليريكيّة وعاونه الآباء: عبدو رعد، نبيل واكيم، ميخائيل حداد وعماد الحاج. وحضره عدد من الآباء وأعضاء الرابطة ،المخلّصية وفعاليات المنطقة وجمور كبير من المؤمنين. وبعد الانجيل ألقى الأب العامّ كلمة من وحي العيد توقّف فيها على كلمة الملاك لمريم “السلام عليك يا مريم” وأن هذه الكلمة ستكون بمثابة الرسالة التي ستحملها مريم في عالم فاقد للسلام يتصارع فيه الناس على كلّ شيء، وسأل الأب العامّ العذراء مريم أن تعطينا النعمة كرهبانيّة لنحمل سلام المسيح على مثالها رغم الخوف والاضطراب من حولنا. وفي الختام نوّه الأب العامّ برسالة السلام التي يحملها رئيس المدرسة أبونا عبدو رعد وبالدور الذي تلعبه المدرسة في التواصل والخدمة والعطاء والذهاب نحو الآخر كي تكون على مثال شفيعتها سيدة البشارة.

   احتفلت مدرسة دير المخلّص في صلاة غروب عيد البشارة يوم الاثنين الواقع في 24/3/2014، ترأس الصلاة الأب العامّ بحضور الآباء المدبّرين: عبدو رعد، نبيل واكيم وجوزيف جبور وعدد من الآباء: سليمان جرجورة، ميشال زمار، حنّا نخول، بولس نصورة، سامي داغر، فايز فريجات، نقولا الصغبيني، ميشال نقولا، عبدالله الحمديّة، مكاريوس هيدموس وعماد الحاج بالإضافة الى عدد من الراهبات وجماعة الإخوة الدارسين والمبتدئين والطلبة وجمهور من المؤمنين. خلال الصلاة أَلبس الرئيس العامّ الإكليريكيّ شربل يوسف ثوب الطالبية بحضور رئيس الاكليريكية الصغرى والمدرسة الأب المدبّر عبدو رعد والأب المساعد ميخائيل حدّاد. وللمناسبة القى الرئيس العامّ كلمة شدّد فيها على أهمية تاريخ المدرسة والإكليريكية الصغرى لأنها خرّجت رهبان وآباء كثيرين في الماضي وكانت الأساس المتين لهم ولنا، وكأنّ الرب يعود اليوم ويذكّرنا بأهمية الاكليريكية الصغرى لتكون ومن جديد منبت للدعوات. ثم هنّىء الأب العامّ الأخ الجديد شربل يوسف لدخوله مرحلة الطالبية سائلًا الله أن يُنزل عليه نعمته في بداية دربه الرهبانية، وتمنى أن تكون دعوة شربل فاتحة لدعوات كثيرة صغيرة وكبيرة. بعد الصلاة دعي الجميع الى عشاء على مائدة المدرسة احتفالًا بالعيد وبالمناسبة.

   السبت 15 آذار 2014 توافدت الجموع من أبرشيتي صور ومرجعيون المارونية والكاثوليكيّة الى دير المخلّص للاشتراك بيوم الأب المكرّم بشارة أبو مراد. ولدى وصولهم توجهوا بمسيرة صلاة وتأمل الى كنيسة الدير حيث القى الأب المدبّر نبيل واكيم كلمة عن روحانية الأب بشارة. بعدها ترأّس القداس الإلهي المطرانان شكرلله نبيل الحاج وجورج بقعوني يعاونهما كهنة الرعايا: ماريوس خيرالله، نادر حداد، بشارة كتورة، يوحنا حداد، دانيال عويكي وجوزيف سليمان، بحضور عدد من الآباء وجمهور الإخوة. بعد الإنجيل ألقى  المطران شكرلله نبيل الحاج كلمة من وحي روحانية الأب بشارة، مشددًا على أهمية الصلاة في حياة ابونا بشارة التي من خلالها أصبح “سكران بالله” كما كان القديس شربل. أبونا بشارة في سكرته الروحية، كان يلتقي بالله مسلّمًا إياه كلّ همومه وواضعًا نفسه بين يده. هذه الصلاة كانت تحوّل حياته كلّ يوم ليصبح إنسان القيامة وأيقونة السيد المسيح أمام النفوس، هذه الصلاة هي بمثابة الكنز الذي عرف أبونا بشارة أن يوزّعه على إخوته من خلال العطاء والخدمة والرحمة

     السبت الثالث 1 آذار 2014 كان مخصّصًا لمنطقة دير القمر والشوف ولكن المشاركة كانت أوسع من ذلك إذ طالت قرى شرقي صيدا ومناطق من بيروت أيضًا، وقُدّر عدد المشاركين بحوالي ستماية شخص، أتوا مع كهنة رعاياهم: الآباء يوسف دندن، أنطوان نقولا، قزحيّا شلهوب، فيليب قبرصي، جان القاضي، رامح زيدوني، روبير سمعان، ميشال واكيم، شارل شاميّة، نعمان قزحيا، وليد الديك، نقولا درويش، سليمان وهبي، هشام الزغبي، توفيق حوراني، الياس صليبا، سمير نهرا، وميخائيل حدّاد. كما شارك بالقدّاس الرئيس العام الأرشمندريت أنطوان ديب، وعبدو رعد ونبيل واكيم وأنطوان سعد.
عند وصولهم، توجّهوا بموكب مهيب الى كنيسة الدير الكبرى، على أصوات الترانيم والصلوات على نيّة التوبة في بداية الصوم الأربعينيّ، وفي الكنيسة وجّه الأب نعمان قزحيّا كلمة عن روحانيّة الأب بشارة أبو مراد. ثمّ احتفل سيادة راعي الأبرشيّة المطران إيلي بشارة الحدّاد بالقدّاس الاحتفاليّ، وألقى عظة بعد الإنجيل من وحي أقوال الأب المكرّم بشارة أبو مراد، وكيفيّة تطبيقها في حياتنا وأخذ المقاصد الصالحة.
بعد القدّاس، قام المشاركون بجولة في أنحاء الدير، ثم توجّهوا إلى مائدة المدرسة للمشاركة بلقمة المحبّة.

    الخميس 27 شباط 2014، الساعة الخامسة بعد الظهر، دشّنت الرهبانية المخلصيّة بشخص رئيسها العام الأرشمندريت أنطوان ديب كنيسة سيدة الانتقال في مبنى الوكالة المخلصية القديمة في بيروت. اشترك بالاحتفال غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث وراعي أبرشيّة بيروت المتروبوليت كيرلس سليم بسترس والسفير البابوي في لبنان غابرييله كاتشا وعدد من المدبرين وآباء الرهبانيّة. وحضره معالي الوزير ميشال فرعون والياس حنا والعميد أدونيس نعمة وعدد من الشخصيّات والأصدقاء. تخلل التدشين كلمات للمطران بسترس وللأب جان فرج خادم الكنيسة الجديد وللعميد أدونيس نعمة ولغبطة البطريرك غريغوريوس الثالث. تلا الاحتفال نخب المناسبة.

      دعت الرهبانيّة الفنان والمرنم نادر خوري الى إحياء ريسيتال دينيّ، بالتنسيق مع المخرج طوني نعمة، في كنيسة دير المخلص حيث اجتمع الخشوع والايمان بجمال الصوت والنغم. ورنّم نادر خوري في الريسيتال مجموعةً من أجمل الترانيم التي كتبها الشاعر رياض نجمة ولحّنها ووزّعها فادي أبي هاشم، أما بعض الترانيم الجديدة فكانت من ألحان الفنان نادر نفسه. كما أدّى أيضًا ترانيم معروفة. قدّم الأمسيّة والتأملات الأب المدبّر نبيل واكيم، وتخلّلها شهادة حياة للشاعر رياض نجمة وترنيمة للأب مكاريوس هيدموس، وكلمة للرئيس العامّ الأرشمندريت طوني ديب. حضر الرسيتال حشد من المؤمنين، أمّوا الكنيسة من مختلف المناطق اللبنانيّة للمشاركة بالأمسية وللتبرك من ضريح الأب المكرم بشارة أبو مراد في ذكرى انتقاله إلى السماء.

    22 شباط 2014، سبت الأموات، كما كان سنة 1930 عندما وضع الأب بشارة أبو مراد نفسه الطاهرة في يدي خالقها. بدأ النهار بصلاة السحَر، ثمّ بحديث لغبطة البطريرك غريغوريوس الثالث حول بطولة فضائل الأب بشارة، وتشابهه الكبير مع خوري آرس (القدّيس جان ماري فيانِّه)، وأهمّية إظهار الوجوه المخلّصيّة اللامعة، مشيدًا بكتاب الأب نعمان قزحيّا الجديد “من الأنين الى الحنين” حول الأب أغناطيوس صاد وسيرته البارّة ونهجه المخلّصيّ المميّز. ثم احتفل غبطته بالقدّاس الإلهيّ عند الساعة الحادية عشر والنصف، يعاونه قدس الرئيس العامّ الأرشمندريت أنطوان ديب، والآباء المدبّرون ولفيف من الكهنة المخلّصيّين. حضر القدّاس المطارنة الياس رحّال (مطران بعلبك للروم الكاثوليك) والياس نصّار (مطران صيدا للموارنة) وإدوار ضاهر (مطران طرابلس للروم الكاثوليك)، وجمع من المؤمنين. ثم تناول الجميع طعام الغداء على مائدة دير المخلص العامر.

   بعد الاحتفالات بذكرى الأب بشارة أبو مراد، تفقّد غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث أعمال الترميم الجارية في القبو المجاور لدير السيدة للابتداء، يرافقه قدس الرئيس العام الأرشمندريت أنطوان ديب.

  ليلة 21 شباط 2014، الساعة الثامنة مساءً، تجمّع الرهبان والراهبات وموظفو الدير والمدرسة والأصدقاء، حول ضريح الأب المكرم بشارة أبو مراد، لإحياء سهرة روحيّة خاشعة، أعدّ تأملاتها إخوة الإكليريكيّة الكبرى تيودور زخّور ورامي حجّار وأغابيوس نخلة، والمبتدئون سيرافيم (روني) حدّاد وجورج عنتر وسليمان كشاشة. وتخلّلها ترانيم بصوت الأبوين مكاريوس هيدموس وشربل سليم راشد. إفتتح الصلاة الأب المدبّر ومعلّم المبتدئين نبيل واكيم بكلمة ترحيبيّة وروحيّة، وختمها الأب العام الأرشمندريت أنطوان ديب بكلمة مؤثّرة حول الأب بشارة الذي عمل طيلة حياته بدون هوادة لنشر ملكوت الله وخلاص النفوس، واليوم، وبعد 84 سنة، فإنه لا يستريح ولكنه ما زال يعمل في النفوس ويجذبها الى الله، ويشفع بالسائلين النعم والأشفية. “عجيب الله في قدّيسيه”.

   احتفلت رعية مار الياس المخلصية في زحلة بذكرى انتقال ابنها المكرم الأب بشارة ابو مراد الى السماء منذ 84 عاما، بثلاثية تضمنت سهرة توبة واعترافات في ليلة 21 شباط، وأمسية ترانيم دينية ليلة 22 شباط شارك فيها الأب روكز بطرس، والأب حنا كنعان، وافراد من جوقة مار الياس المخلصية، والشاعر رياض نجمة، والملحن والموزع فادي أبي هاشم، بحضور راعي الأبرشية المطران عصام يوحنا درويش والأب عبدو رعد المدبر الأول في الرهبانية المخلصية ممثلا الرئيس العام الأرشمندريت انطوان ديب، ورئيس الدير الأب نضال جبلي، وعدد كبير من الكهنة والراهبات وأبناء الرعية. كما حضرت الممثلة رندا كعدي والمخرج طوني نعمة مخرج فيلم “سراج الوادي” الذي يروي حياة المكرم، وقدمت الحفل الإعلامية هلا المر. بداية، ألقى الأب جبلي كلمة تحدث فيها عن ابن الرعية الأب بشارة أبو مراد، وعن أهمية الكنيسة المتواجدين فيها لأن الأب بشارة قبل سر العماد فيها، ودعا الجميع الى “الإقتداء بمسيرة حياة الأب بشارة والتي كان عنوانها العمل بصمت ومساعدة المحتاج”، آملا “بشفاعة الاب بشارة أن يحل السلام في المنطقة، وأن يحمل القريب العاجل خبر تطويبه”. وفي نهاية الإحتفال قدم المطران درويش هدايا تذكارية للمشاركين في الحفل، عبارة عن صورة للأب بشارة أبو مراد وصلاة خاصة لتطويبه.

     وصباح الأحد 23 شباط قداس احتفل به الأب جبلي وحضره حشد كبير من المؤمنين من كل مناطق زحلة والبقاع.

    بدعوة من رئيس الإكليريكية الكبرى الأب المدبّر جوزيف جبور وضمن نشاطات ذكرى المكرّم الاب بشارة أبو مراد، احتفل الأب العامّ بالقدّاس الإلهيّ في كنيسة الإكليريكيّة، عاونه، الى جانب رئيس الإكليريكيّة، الآباء عبدو رعد ونبيل واكيم وشارل ديب ويوسف نصر، وذلك بحضور الأب العامّ طنوس نعمة، والأب العام نجيب طوبجي، والأب العام إيلي معلوف والأب نعيم الغربي رئيس إكليريكيّة القدّيسة حنّة في الربوة، الى جانب الأم نيكول حرّو والأم كريستين التوم وحشد من الرهبان والراهبات والإكليريكيّين. بعد الإنجيل ألقى الأب العامّ كلمة رحّب فيها بالحضور معتبرًا أنّ اللقاء هو لقاء أخويّ إكليريكيّ ورهبانيّ سببه أبونا بشارة أبو مراد الذي كان في كلّ حياته سبب لقاء مع الله، لا بل كان صورة الله المتنقّلة. عرف الأب بشارة كيف ينقل الدير الى العالم وكان الراعي والخادم والشاهد لإيمانه المسيحيّ، وكان همّه أن لا ينفصل عن الله لذلك أصبح يعيش النذور الرهبانيّة بطريقة تلقائيّة. أبونا بشارة هو حبّة الحنطة التي ماتت ودفنت في الأرض ثمّ أثمرت قربانًا وحوّلت العالم مِن حولها. ونحن بدورنا وُجدنا هنا وزُرعنا في هذه الظروف لنكون شهداء وشهود وخمير في العجين مثلما كان الأب بشارة في الرعايا نورًا يضيء للناس حتّى غير المسيحيّين. بعد القداس دعي الجميع الى عشاء على مائدة الإكليريكيّة الكبرى، اختُتم بقطع قالب الحلوى احتفالًا بالمناسبة.

   هذا السبت الثاني من شباط كان مخصّصًا لأبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع. ورغم الطقس الماطر فقد شارك أكثر من أربعماية شخص بهذا الحج مع كهنة رعاياهم: الآباء طلال تعلب، مع رعية تمثال زحلة، وفادي بركيل، مع رعيتي مار يوحنا – حوش الزراعنة ومار جاورجيوس – معلقة زحلة، وحنّا كنعان، مع رعية مار الياس المخلصية. عند وصولهم، توجّهوا بموكب مهيب الى كنيسة الدير الكبرى، على أصوات الترانيم، وفي الكنيسة وجّه الأب المدبّر نبيل واكيم كلمة ترحيبيّة وروحيّة، تلاها فترة أناشيد روحية، ثمّ حديث للأب طلال تعلب عن حياة الأب بشارة ابن زحلة وابن الرهبانية. فاليوم أبناء زحلة والجوار، وهم أهله ومواطنوه، أتوا يلتمسون شفاعته وصلواته. وختم مركّزًا على ما حُفر على لوحة ضريح الأب بشارة بأنّه “مثال الحياة الرهبانية العالية والكمال الكهنوتي السامي”. أثناء الحديث شارك بعض الحضور خبراتهم الروحيّة مع الأب بشارة.

   الجمعة 14 شباط 2014، أحيَت إدارة الدير سهرة روحيّة بعنوان “أبونا بشارة والقربان”، شارك فيها رهبان من دير المخلّص وزحلة وحشد من المؤمنين من المنطقة والجوار. تخلّل السهرة صلوات وتأملاّت واعترافات، واختُتمت ببركة القربان.

     السبت 15 شباط 2014، تمّ عرض فيلم سراج الوادي على شاشة كبيرة الساعة الخامسة والنصف من بعد الظهر.

     الأحد 16 شباط 2014، الساعة الحادية عشرة صباحًا، احتفل رئيس الدير الأب عبدالله الحمديّة بقدّاس احتفاليّ في كابلاّ الأب بشارة، عاونه فيه وكيل الدير الأب سالم فرح، وحضره حشد من المصلّين.

  إفتُتحت سلسلة الاحتفالات الخاصة بذكرى رقاد المكرّم الأب بشارة أبو مراد المخلّصي لسنة 2014، مع أبرشية صيدا ودير القمر، التي لبّت دعوة الرهبانية المخلصيّة لمشاركتها هذه الاحتفالات بالحج والصلاة عند ضريح الأب بشارة، وذلك بمسيرة صلاة خاشعة من مدخل الدير الى الكنيسة، حيث استكملت الصلوات والتأملات والترانيم التي أحياها الأب المدبّر نبيل واكيم مع الإخوة المبتدئين والطالبية، ثم بحديث للأب المدبر عبدو رعد، تلاه القدّاس الإلهيّ احتفل به الأب ساسين غريغوار كاهن رعيّة الميّة وميّة الذي ألقى عظة مؤثرة عن خبرته مع الاب بشارة ومدى تعبده له. ثم تناول الجميع طعام الغداء على مائدة المدرسة.

   الثلاثاء 4 شباط 2014، اجتمع الرئيس العام برئيسة جامعة سان بول في أوتاوا شانتال بوڤيه (Chantal Beauvais) وتداول معها إمكانية التعاون المستقبليّ بين الرهبانية المخلصيّة والجامعة.

   الاثنين ٣ شباط ٢٠١٤ الساعة الثانية بعد الظهر، زار الأب العام، يرافقه الآباء العاملون في كندا، رئيس أساقفة مونتريال المطران كريستيان لوبين، (Christian Lépine) وتداول معه في خدمة الرهبانيّة في كندا وأوضاع الآباء العاملين هناك، كما دار الحديث حول وضع المسيحيّين في كندا والشرق.

      الاحد ٢ شباط ٢٠١٤ اجتمع الاب العام برئيس أساقفة أوتاوا Terrence Prendergast وتداول معه خدمة الرهبانيّة المخلّصيّة في كندا عامّة وأوتاوا خاصة.

   نهار الثلاثاء 21 كانون الثاني، أُقيم في دير القديس باسيليوس في ميثون، قداس احتفالي ترأسه الأب العام وحضره مطران أميركا نيقولا سمرا والمطران جان عادل إيليا ولفيف من الآباء.

وخلال القداس جدّد الرهبان نذورهم الرهبانية أمام الرئيس العام.

   الثلاثاء 21 كانون الثاني، الساعة الخامسة مساءً، احتفل الأب جو توماس بصلاة الغروب في دير القديس باسيليوس في ميثون، بحضور الرئيس العام. .وبعدها انتقل الجميع الى العشاء ثم الى اجتماع رهباني

   وصل الأب العام الى الولايات المتحدة الأميركية، مستهلاً جولته بزيارة دير القديس باسيليوس – ميثون بالقرب من بوسطن، حيث اجتمع الآباء المخلصيون العاملون هناك لاستقبال رئيسهم العام وعلى رأسهم سيادة المطران جان عادل ايليا. وبعد صلاة الشكر في الكنيسة تناولوا معًا طعام العشاء.

   الاثنين 20 كانون الثاني، الساعة السابعة والنصف مساءً، أُقيم في مركز الرياضات الروحيّة في ميثون، قدّاس احتفاليّ، ترأسه الأب مارتن حياة وحضره المطران جان عادل إيليا، والأب العام والآباء العاملين في أميركا وجمهور من المؤمنين.

   بدعوة من راعي الأبرشيّة سيادة المطران ابراهيم ابراهيم احتفل قدس الاب العام نهار الاحد 19 كانون الثاني 2014، بالقداس الالهي في كاتدرائية مونتريال-كندا

رحب المطران ابراهيم بالاب العام الذي بدوره ألقى كلمةً، شكر فيها راعي الابرشية والآباء المخلصيين على كل ما قاموا ويقومون به من اجل خدمة النفوس في كندا

   إحتفل الآباء العاملون في مونتريال كندا بالرئيس العام الاب أنطوان ديب والأب طوني سمعان بمناسبة عيد شفيعهما القديس أنطونيوس الكبير وذلك في مطعم  Le vieux port de Montréal

   لقاء الرئيس العام بسيادة راعي الأبرشية المطران إبراهيم إبراهيم في كاتدرائية المخلص – مونتريال

   نهار الأربعاء ١٥ ك ٢ قبل الظهر اجتمع الأب  العام بالآباء المخلصيين العاملين في كندا عرض لهم ابرز النشاطات والمستجدات التي قامت بها الرهبانية  حتى اليوم، كان هدف الاجتماع الاضطلاع على أوضاع الآباء وسماع اقتراحاتهم بغية تنظيم الجماعة الرهبانية ومعالجة بعض النقاط، ووضع خطوط عريضة لعملنا الرسولي وحضورنا الرهباني في كندا

         يقوم الرئيس العام الأرشمندريت أنطوان ديب بزيارة تفقديّة لأبناء الرهبانية العاملين في كندا وأميركا، يرافقه أمين السر المساعد الأب شربل راشد. نتمنى للأب العام كل التوفيق في سفره وفي جميع لقاءاته لما فيه خير الرهبانية والكنيسة الملكية جمعاء.

بدأ اليوم أيضًا ترميم ممشى الطاعة الأثري، الذي يعود الى زمن تأسيس الدير سنة 1711.

تنفيذًا لقرار المجمع العام الأخير (تموز 2013) القاضي بإنشاء جناح خاص بالمسنين في دير المخلّص، بدأت ورشة ترميم “ممشى بولاد” بإشراف مكتب المهندس ايلي مطر

قداس عيد الظهور الإلهي وبركة المياه في دير المخلص

     إحتفل قدس الرئيس العام الأرشمندريت أنطوان ديب، عند الساعة الرابعة من بعد الظهر، في دير السيدة للابتداء، بصلاة الغروب، وفي خلالها أبرز الأخ أغابيوس نخلة نذوره المؤقتة، بحضور عدد كبير من الآباء والرهبان المخلصيّين، والراهبات المخلصيّات وأهل الناذر وأصدقائه من إكليروس وعلمانيين.
بعد الاحتفال تمّ تقبّل التهاني وتناول لقمة المحبة والحلوى.

ألف مبروك للأمّ الرهبانيّة وللأخ أغابيوس.

   ترأس الرئيس العام الارشمندريت أنطوان ديب قداس الميلاد، عاونه الأبوان المدبران نبيل واكيم وجوزيف واكيم ورئيس الدير الأب سليمان جرجورة وعدد من الكهنة، وألقى عظة من وحي المناسبة، مؤكدًا أن المسيح هو السلام والمحبة وخلاص الجميع، مشددا على أهميّة نبذ التعصّب من أي جهة كانت، آملاً أن يعمّ السلام لبنان والمنطقة العربية وتعيش بسلام من المحن التي تعصف بها، مؤكّدًا على التمسك بالوحدة الوطنية والتعاون وتضامن المجتمع اللبناني.

أحيت جوقة مار الياس المخلصية – زحلة رسيتالا ميلاديا بعنوان: “سلاما على من يحب السلام” في كنيسة مار الياس المخلصية- زحلة، من إعداد وإدارة فادي نحاس.
غصت الكنيسة بالمؤمنين تقدمهم المطران اندره حداد ولفيف من الإكليروس، وحضر المحامي ميشال بالش ممثلا رئيس المجلس البلدي جوزف دياب المعلوف، والمدير العام لوزارة الزراعة المهندس لويس لحود وحشد كبير من محبي الجوقة.
إفتتح الرسيتال بكلمة رئيس الدير الأب نضال جبلي الذي شكر الجوقة على أتعابها في مسيرة الترنيم الكنسي في منطقة زحلة والبقاع. بعدها بدأت الجوقة، التي ضمت أكثر من 25 منشدا، بتأدية ترانيم وأغان ميلادية توزعت بين الطقسين البيزنطي والماروني بالإضافة لإغان عالمية بوليفونية وترانيم المحلية. وتميز بالأداء المنفرد كل من: حليم كرم، ميرا بعبداتي صدقة، طوني الإسطا، ماريز فرزلي وجان حبيقة. وكانت لفتة تكريمية من الجوقة للفنان الراحل وديع الصافي، فأدت إحدى ترانيمه (الأبانا) والتي استوحت عنوان الرسيتال منها.
وفي ختام الرسيتال، قدمت الجوقة “أغنية الطفولة” لمنصور الرحباني ووزعت على الحضور تذكارات ميلادية عند مغادرتهم الكنيسة. يذكر أن الرسيتال قدم مرة ثانية في كنيسة البربارة زحلة في اليوم التالي.

     الرئيس العام الأرشمندريت أنطوان ديب يوجه بطاقة التهاني القلبية الى جميع أبناء الرهبانية وأصدقائها بمناسبة عيدَي الميلاد ورأس السنة.

بيان صادر عن الرؤساء العامّين والرئيسات العامّات في لبنان

    إنّ ما يجري في سوريا من فظاعات ضدّ الإنسانية، وتطاول على الكرامات البشريّة، واستباحة أدنى حقوق الإنسان، وابتزاز أماكن العبادة والمقامات الدّينيّة، باسم الله، هو أهول من الخراب والتّدمير الّلذَيين تسبّبهما الحرب، لأنّ التّدمير يمكن إعادته في مهلة صغيرة، أمَّا الإنسان، فمن الصّعب أن يخرج من صدمته ما تبقّى من حياته. لذا، فإنّ محاولات التّرهيب الّتي تُمارس على الأبرياء والعزّل، عامّة، حتّى وعلى العاملين في الحقلين الإنسانيّ والإعلاميّ، وعلى المسيحيّين، بخاصّة، من خلال اختطاف الأساقفة والكهنة، ومؤخَّرًا الرّاهبات، العزَّل في معلولا، هو من عمل الشرّير والمتحالفين معه!

   لذلك، نحن نهيب بمن يفتّشون عن الحرّيّة، أن يحترموا الحرّيّات، ومَن يطالبون بالتّعبير عن رأيهم، الحفاظ على حياة الآخرين وآرائهم، ولا يعملنَّ أحد للتّهجير القسريّ، بالتّخويف والتّرهيب. وبدل أن يعمل النّاس للخير، أصبحوا يتلطّون بالحرب لتنفيذ غايات، هي أقرب إلى السّفالة، منها إلى الاحترام وسموِّ القيم الدّينيّة. هذا الجو العابق بالحقد، والـمُسيَّر بالعنف، يدفعنا للوقوف أمام إله الرّحمة، الله الّذي يريد خلاص الإنسان، وليس هلاكه، فنتّحد، كلُّنا، بالصّلاة على نيّة الّذين يتعرّضون لأقسى أنواع العذاب، كما على نيّة المتحاربين، لكي لا ينجرّوا إلى استعمال أساليب الشرّ والإرهاب.

     لذلك، وفي هذا الظّرف العصيب، الّذي يمسّ مصير الإنسان قبل الحجر، نحن، الرؤساء العامّين والرئيسات العامّات للرهبانيّات الرجاليّة والنسائيّة في لبنان، ندعو المكرَّسين جميعًا، من رهبان وراهبات، كما ندعو المؤمنين والأصدقاء، ليوم صلاة وصوم وإماتات، على مشارف عيد الميلاد، عيد السّلام بين السّماء والأرض، وبين الإنسان وأخيه، يوم الأحد القادم الواقع فيه 22 كانون الأوّل 2013، كلٌّ في ديره وفي رعيّته، ولنقدّم السُّجود للقربان على هذه النّيّة، لكي يستبدل الله، بقلوب الحجر، قلوبًا من لحم ودم، قلوبًا من رحمة وحياة، تعبق بالمحبّة والعطاء. وليكشف الله مصير المخطوفين، كلِّهم، لا سيّما الأساقفة والكهنة وراهبات دير القدّيس جاورجيوس في معلولا، وليعودوا، بخير، إلى رعاياهم وأديرتهم الّتي كانت، وستبقى مناراة للمحبّة والسّلام والحوار مع الله ومع الآخر. وليرحم الله شعبه من الهجمات البربرية الّتي يتعرّض لها.

في 13 كانون الأوّل 2013

الأب مالك بو طانوس

رئيس مكتب اتّحاد الرؤساء العامّين في لبنان

الأخت جوديت هارون

رئيسة مكتب اتّحاد الرئيسات العامّات في لبنان

دير القدّيس جاورجيوس في كفرحونة، المدعو دير المزيرعة يغرق في هذه الأيام تحت الثلج، ويقبى رئيس الدير الأب المدبّر جوزيف واكيم المخلصي صامدًا رغم البرد الشديد الذي تخطي حدود المألوف في مثل هذه الأيام من السنوات الماضية.

إحتفل قدس الرئيس العام الأرشمندريت أنطوان ديب في دير القديسة حنّة للراهبات المخلصيات صباح الأحد 8 كانون الأول 2013 بالذبيحة الإلهية التي أبرزت خلالها الأخت جوزيت حريز نذورها المؤقتة، وذلك بحضور الرئيسة العامة الأم منى وازن ولفيف من الراهبات والرهبان وأهل الناذرة وأصدقاؤها.

نهار السبت في 23 تشرين الثاني 2013، اجتمع رهبان ب.م. حول الأب العامّ للاحتفال بذكرى وفاة المؤسّس السعيد الذكر المطران أفتيميوس الصيفيّ في دير المخلّص العامر. ابتدأ اللقاء بنصف ساعة صلاة وترانيم في كنيسة الدير. بعدها القى الأب نعمان قزحيّا شذرات روحيّة من كتابه عن الأب أغناطيوس (ميشال) صاد، ثم القى الأب المدبّر جوزيف جبّور حديث روحي …وبعد الحديث، والاستراحة القصيرة التي تلته، توجّه الجميع إلى الكنيسة للاحتفال بالقدّاس الإلهيّ الذي ترأسه الأب العامّ، وعاونه المدبّرين الأربعة، وجمهور من الرهبان، بحضور الرئيس العامّ للرهبانيّة الباسليّة الشويريّة الأرشمندريت إيلي معلوف، والأب غازي الخوري ممثّل سيادة المطران الياس نصار، وحضرت أيضًا الأمّ منى وازن مع عدد من الأخوات الراهبات المخلّصيّات، وحشد من كهنة أبرشيّة صيدا للروم الكاثوليك، وبعض الأصدقاء. بعد الانجيل قرأ الأب المدبّر عبدو رعد الرقيم البطريركيّ، ثم القى الأب العامّ كلمة من وحي العيد.

وخلال القدّاس، جدّد أبناء ب.م. نذورهم الرهبانيّة، بدءً بالأب العامّ، مرورًا بالآباء والإخوة.

بعد القدّاس، دعا رئيس دير المخلّص الأب سليمان جرجورة الجميع إلى المشاركة في الغداء على مائدة العامر.

إستقبل رئيس دولة فلسطين محمود عباس، أمس، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، الرئيس العام للرهبانية الباسيليّة المخلّصيّة، الأرشمندريت انطون ديب، برفقة رئيس دير الروم في رام الله الأرشمندريت عبد الله يوليو، ولفيف من الرهبان المخلّصيّين الخادمين في الأراضي المقدّسة وعدد من رجال الدين المسيحي. ووضع سيادته الوفد الضيف بآخر تطورات العملية السياسية والتطورات في المنطقة، وبصورة الانتهاكات الاسرائيلية ضد المقدسات الاسلامية والمسيحية ومنع حرية العبادة. حضر اللقاء نائب رئيس الوزراء زياد ابو عمرو، ووزير الاوقاف والشؤون الدينية محمود الهباش، والناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة.

        نهار الأحد 29 أيلول، استقبلت كنيسة مار الياس المخلصيّة في زحلة الرئيس العامّ للرهبانيّة المخلّصيّة، وأقيم قدّاس احتفاليّ ترأّسه الأب العامّ الجديد، التفّ حوله الأب المدبّر نبيل واكيم والآباء نضال جبلي والياس مايو وحنّا كنعان. وفي القداس ألقى الأب العامّ كلمة شكر فيها كاهن الرعيّة الأب الياس مايو على كل الجهد الذي بذله في الرعيّة، وبالأخص في ترميم الكنيسة، كما شكر معاونَيه الأب عماد الحاج، والأب إميل موسى على جهودهما المبذولة في خدمة الرعيّة. وقدّم الأب العامّ كاهن الرعيّة الجديد الأب نضال جبلي ومساعده الأب حنّا كنعان، وأشاد بالمواهب التي يملكها الأب نضال والأب حنّا في سبيل قيادة الرعيّة. وبعد القدّاس التقى الجميع في قاعة الكنيسة.

 الأحد 22 أيلول، إجتمع الرهبان في كنيسة دير المخلّص، في صلاة الغروب، عند الساعة السادسة مساءً،  للاحتفال بإبراز الأخ ثيوذورس زخّور للنذر المؤبّد والأب شربل-سليم راشد للنذر المؤقّت، أمام الرئيس العامّ الأرشمندريت أنطوان ديب وجماعة الأخوة. حضر الاحتفال، علاوة على الرهبان، أهل الأخوين الناذرين وبعض الأصدقاء. واستوحى الأخ ثيوذورس شعار نذره من رؤيا يوحنّا: “والغالبُ ذلك الذي يحافظ الى النهاية على أعمالي فأُلبسهُ الثوب الأبيض ولن أمحو اسمَهُ من سفر الحياة” (رؤ 2/26)، أما الأب شربل-سليم فقد اتخذ شعاره من الإنجيليّ لوقا: “لا تَخَف أيها القطيعُ الصغير، فأبوكم السماويّ شاء أن يُنعِمَ عليكُم بالملكوت” (لو 12/32). بعد الصلاة، توجّه الجميع إلى الكوكتيل وتقديم التهاني في باحة المريسيّة. ألف مبروك للأخوين ثيوذورس وشربل-سليم راشد.

بحضور غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث والأساقفة إيلي بشارة حدّاد، الياس نصار، ابراهيم ابرهيم، جان عادل ايليا، والأرشمندريت نقولا حكيم والأم منى وازن، على رأس وفد من الراهبات المخلصيّات، احتفل الأب العام الجديد، بقداس العيد الذي توافد إليه جمع غفير من المؤمنين من أبناء منطقة الشوف والجنوب، عاونه المدبّرون الأربعة، بالإضافة الى جمهرة من الرهبان، وبعد الإنجيل ألقى غبطة البطريرك كلمة، هنّىء فيها الرئيسَ العام الجديد مبينًا علاقة المحبّة القديمة التي تربطهما منذ شغل الأب العامّ منصب رئاسة الديوان البطريركيّ. وبعدها ألقى الأب العامّ عظة حول الطريق الى التجلّي مرورًا بالألم والموت، كما شكر الأب العامّ غبطة أبينا البطريرك غريغوريوس الثالث، وجميع الحاضرين. واستغل الأب العامّ المناسبة فألبس ثوب الابتداء، للطلبة: سليمان كشاشة، وروني حداد، وجورج عنتر، وذلك بحضور الأهل والأصدقاء.

    مساء الإثنين 5 آب، احتفل الأب العامّ الجديد الأرشمندريت أنطوان ديب بصلاة غروب العيد وتبريك الخبزات، بحضور رهبانيّ وشعبيّ.

     إحتفل قدس الرئيس العام بقداسه الأول بعد انتخابه رئيسًا عامًّا على الرهبانية الباسيلية المخلصية، في دير المخلص، يوم الأحد 14 تموز 2013، يعاونه لفيف من الآباء المخلصيين. وكان حاضرًا سيادة المطران عبدو عربش.