يقع دير المخلّص على رابية شرقيّ بلدة جون (قضاء الشوف – محافظة جبل لبنان)، ويُعتبَر من المعالم الأثريّة والتاريخيّة المهمّة في إقليم الخرّوب، فهو أوّل دير بُني في المنطقة في العصور الحديثة. هو الدير الأمّ للرهبانيّة الباسيليّة المخلّصيّة، التي أسّسها المطران أفتيميوس الصيفيّ (+ 1723)، الذي كان مطرانًا على أبرشيّة صور وصيدا للروم الملكيين الكاثوليك.
بدأت حكاية هذا الدير بعد تسلّم المطران أفتيميوس مهامّه الراعويّة في أبرشيّته، حيث شرع في البحث عن كيفيّة تأمين الخدمة الروحيّة للمؤمنين القاطنين فيها. وبفضل غيرته أستطاع في وقت قصير أن يجمع حوله عددًا من الرهبان و الكهنة، نواة الجمعيّة الرهبانيّة التي كان مصمّمًا على إنشائها، وكان ذلك حوالي سنة 1683. فسكنوا معه في دار المطرانيّة يعيشون حياة الجماعة والرسالة، إلى أن ضاق بهم المكان، فراح المطران يفتّش عن مقرّ مستقلّ لجمعيّته الناشئة. وشاءت عناية الربّ أن ترسِل علامة ترشده إلى ما كان يصْبو إليه قلبه.
في ربيع سنة 1685 كان المطران يتفقّد أبرشيّته، ولمـّا وصل إلى قرية جون توافد أهل القرى المجاورة للقائه والسلام عليه، يحملون بنادقهم تحسّبًا للعصابات المنتشرة بكثرةٍ في تلك الأيّام. وكان مع أحدهم بندقيّة من طراز جديد ذات ديكٍ فولاذيّ، فأخذها الشمّاس أثناسيوس نصر، المرافق للمطران، وجعل يتفحّصها، فلمس إصبعه الديك عَرَضًا وعندها أنطلق الطلق الناريّ، وأستقر في صدر أحد الكهنة الواقفين بإزائه، وهو الأب إبراهيم الطوطو، فسقط على الأرض. وحالما سمع المطران طلق البندقيّة ردّد بإيمان الهتاف الذي كان يصعّده عادةً: ” يا مخلّص العالم!”، وركض مع الحاضرين نحو الكاهن المصاب يسأله عن حاله، وإذا بالكاهن يقول له: “لا تخفْ يا معلّمي أنا طيّب”. ونزعوا ثيابه فوجدوا الخردق متجمّعًا فوق صدره دون أن يؤذيه. رأى المطران في هذه الأعجوبة إشارة من السماء ليبني في تلك المنطقة ديرًا لرهبانه على أسم المخلّص، وأختار مزرعة يُقال لها: “مشموشة التحتا” تقع على تلّة شرقيّ جون، لتكون مقرًّا للدير.
دير المخلّص: لبنان مصغّر
إبتّاع المطران أفتيميوس المزرعة المذكورة من صاحبها الشيخ قبلان القاضي، وقد كان أستأجرها منه وسكن فيها مع بعض رهبانه أبتداءً من سنة 1701، وحصل على إذنٍ من الأمير حيدر شهاب، ثبّته في المحكمة الشرعيّة في صيدا، ونال منها سنة 1710تصريحًا لترميم المزرعة لتصبح “مأوى للرهبان ومخبأً لمعدّات الحراثة وملجأً لأبناء السبيل وعابري الطرق من كلّ ملّة”. هكذا صار هذا المكان صورة لبنان:
1 – مأوى للرهبان: “لا يوقَد سراج ويوضع تحت المكيال بل على المنارة”. هكذا دير المخلّص، كان ولا يزال مركز إشعاعٍ لحبّ المسيح وكلمته الخلاصيّة. ومنه أنطلقتْ شعلة أضرمت روح الغيرة الرسوليّة التي بثّها المؤسّس المطران الصيفيّ في قلوب رهبانه، وقد أزداد تألّقها مع الأجيال، فراحوا من دير المخلّص يحملون البشارة الصالحة إلى النفوس العطشى إلى الله وإلى سماع كلمته. وكحبّة الخردل الصغيرة التي تصبح شجرةً عامرة (لوقا/13/19)، إنتشر الرهبان في بلدان المشرق العربيّ، ثمّ توجّهوا نحو بلاد الاغتراب، مؤدّين رسالتهم الروحيّة والاجتماعيّة والثقافيّة خدمة للإنسان وتمجيدًا لأسم يسوع المخلّص.
2- ملجأ المظلومين: مثل لبنان الذي حمت جباله كلّ شعبٍ مغبون يرزح تحت ثقل الظلم والأضطهاد، هكذاكان وما زال الدير مرتعًا لكلّ طالب أمان وسلام. ففي الدار المسمّاة “دار الضيوف” استقبل الدير أفواجًا من اللاجئين والمعوزين، من فقراء الحرب الكونيّة الأولى، إلى اللاجئين الفلسطينيّين بعد نكبة 1948، إلى مهجّري الدامور سنة 1976، والشوف سنة 1983، وغيرها من المآسي التي طالت الضيَع والقرى المجاورة. وبالرغم ممّا ألـمّ بهذا الدير من نكبات وويلات (1777- 1792- 1841- 1845- 1860 وآخرها 1985) كان رهبانه يعودون إليه، في الماضي كما في الحاضر، ليرمّموا ما تهدّم ويصلحوا ما خرب، ليعود الدير أفضل ممّا كان عليه سابقًا.
3- عامرًا مضيافًا: لا تكتمل تسمية دير المخلّص إلاّ إذا أُرْفِقت بلقبٍ يعرفه القاصي والداني من أبناء المنطقة: إنّه دير المخلّص “العامر“. فالشعار الذي أطلقه أحد الرؤساء العامّين يوم المجاعة الكبرى في لبنان هو خير دليل، إذ أَعْلَن لكلّ رهبانه: “إفتحوا الأبواب على مصارعها، ولنقتسم الرغيف نحن والفقراء، فإمّا نحيا معًا أو نموت معًا”. فمثل لبنان المضياف، كان دير المخلّص وما زال يدًا مبسوطة ممدودة ومائدة مفتوحة تستقبل كلّ عابر سبيل، كائنًا من كان، فيكفي أنّه ضيف الدير!
4- مصدر رزق روحيّ ومادّيّ: على مرّ تاريخه الممتدّ طوال ثلاث مئة عام، كان الدير نبعًا يفيض خيرًا على كلّ من يقصده، دونما سؤال عن أصل وفصل الشارب. فآلافٌ من الزوّار غرفوا من معينه الروحيّ، خِدَمًا روحيّة وأحتفالات طقسيّة رائعة تنعش النفس وترفعها إلى الله وتسلكها درب القداسة. وإليهم نضيف الآلاف مـمّن أمّن لهم الدير عملاً في خدمة أراضيه. فأضحى محطّ أنظارٍ لكلّ أبناء المنطقة، إذ صار “العامر” بيتهم الثاني، وصاروا يعتبرون ذواتهم من أبناء الدير وخاصّته.
رئيس الدير الحالي هو الأب شارل ديب. هاتف: 07/975064 07/975065 فاكس: 07/975066
دير سيدة الانتقال للابتداء
حوالي سنة ١٧٣٣ اشترى الأب استفانوس عطاالله مزرعة كشكايا من مالكها الشيخ علي جنبلاط الكبير شيخ مشايخ الدروز وبنى فيها القبو القائم إلى الآن ليكون مأوى للرهبان ومستودعًا لآلات الفلاحة وللغلال. وفي سنة ١٧٤٧ اشترى الأب أفثيميوس زكّار الرئيس العامّ مزرعة قريبة إلى مزرعة كشكايا وهي كسارة الزعرورة وأرض الدباغة وضمّها إلى أملاك دير السيّدة. ثمّ بُنيت الكنيسة المعروفة بسيّدة الوعرة سنة ١٧٣٩ ومنذ ذلك التاريخ أصبح دير السيّدة ديرًا قانونيًّا ولرئيسه حقّ التقدّم على جميع رؤساء الأديار بعد رئيس دير المخلّص. وأوّل رئيس نعرفه في دير السيّدة القديم هو الأب أفثيميوس زكّار الذي عُيّن سنة ١٧٤٧ وخلفه الأب البارّ أرسانيوس برغل وسنة ١٧٥٥ باشر الرهبان بناء دير السيّدة الجديد لأنّ القديم ضاق برهبانه ولأنّ موقعه يوليه مناخًا غير صالح للسكن. أمّا الكنيسة الحاليّة فقد أخذ الرهبان ببنائها سنة ١٧٩٠ ولكن لم يتمّ تدشينها إلاّ سنة ١٨٢٣ في عهد الأب العامّ سابا كاتب. تعرّض دير السيّدة لكلّ النكبات التي حلّت بدير المخلّص إلاّ أنّه كان دائمًا يتجدّد ويزدهر بفضل بركة المخلّص والسيّدة وجهود الرؤساء الذين تعاقبوا عليه. في ٩ آب ١٨٦٥ صدر أمر من الكرسيّ الرسوليّ الرومانيّ بتخصيص دير السيّدة للمبتدئين دون سواهم. في سنة ١٨٩٦ لمّا تزعزع البناء على أثر الزلزال بُنيت القناطر الغربيّة لدعم البناء وفي سنة ١٩١٠ هُدمت الطبقة العليا من دير السيّدة وكانت تتألّف من غرف صغيرة على النسق القديم وبُني مكانها بيت منامة واسع وغرف على الطريقة العصريّة وذلك في عهد الأب العامّ جبرائيل نبعة. وفي سنة ١٩٢٢ في مجمع الأب باسيليوس شحادة أقرّ الابتداء الرسميّ في دير السيّدة بعد تمام الخامسة عشرة، وفي السنة نفسها أُصلحت كنيسة سيّدة الوعرة بمساعدة المطران إكليمنضوس معلوف الماليّة، ومنذئذ حُدّد أن يقام في المعبد المذكور قدّاس يحتفل به سيادة الرئيس العامّ نهار الجمعة سادس الفصح المجيد، وهو اليوم الذي فيه دُشّنت هذه الكنيسة بعد إصلاحها.
استمرّت يد الإصلاح تمتدّ دومًا إلى هذا الدير، ففي سنة ١٩٥٢ تجدّد دير السيّدة بعد أن تُرك مدّة طويلة من الزمن وبعد أن استعمل في النكبة الفلسطينيّة كميتم لأولاد اللاجئين، ثمّ كدير ابتداء للراهبات المخلّصيّات. لقد تمّ هذا الإصلاح بسعي الآب يوسف بهيت الذي جلب له ماء العين المقيصبة بإمدادات ماليّة أرسلها له الآباء المخلّصيّون الذين كانوا يحترمونه ولا يرفضون له طلبًا ومنهم الأبوان بوليكربوس وردة وثاوفيلوس عطاالله. وأصلح مع الدير كنيسة سيّدة الوعرة بفضل تلك المساعدات. وفي المدّة الأخيرة سعى الرؤساء خصوصًا الأب بولس سماحة لجعل هذا الدير ديرًا عصريًّا ومنظّمًا وبيت صلاة ومدرسة روحيّة.
وفي شهر أيلول 2003 أطلقت الرهبانية ورشة ترميم دير السيدة، الذي تضرر كثيرًا من التهجير عام 1985. ودامت هذه الورشة سنتين كاملتين. وتمّ في ختامها تجهيزه بالضروري ليصبح في أواسط أيلول 2005 صالحًا للسكن، وانتقل الإخوة المبتدئون مع معلمهم إليه. تجدر الإشارة الى المساهمة المالية الكبيرة التي جاد بها صاحب الغبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لتحقيق هذا المشروع.
رئيس الدير الحالي هو الأب نضال جبلي، هاتف: 07/975070 – 07/975570
دير النبيّ الياس – رشميّا (1735)
إنّ المطران نيوفيطس نصري الحلبيّ الذي سيم أسقفًا على صيدنايا بسعي المطران أفثيميوس الصيفيّ، لمّا أشهر انتماءه العلنيّ إلى المذهب الكاثوليكيّ أصبح هدفًا لاضطهاد الأرثوذكس، فاضطرّ إلى الهرب من كرسيه ويلتجئ إلى لبنان سنة ١٧٢٨ فأتى وسكن في جوار بلدة رشميّا حيث اشترى قطعة أرض بنى فيها بعض غرف. ولكنّه لم يلبث أن سافر إلى رومة تاركًا الدير للرهبانيّة الشويريّة. إلاّ أنّ البطريرك كيرلّس طاناس وأبناء الطائفة في رشميّا، بسعي إخوانهم الرهبان المخلّصيّين الذين من رشميّا، عادوا فسلّموا الدير إلى رهبان دير المخلّص سنة ١٧٣٥، فحوّلوه إلى دير قانونيّ. ولمّا اجتاحت الاضطرابات والحروب دير المخلّص انتقل قسم كبير من الرهبان إلى دير مار الياس، فاضطرّ الأب العامّ ميخائيل عرّاج على توسيع بنائه وأملاكه. وبنى سنة ١٧٧٨ كنيسة الدير الكبرى التي شهدت انعقاد المجمع الطائفيّ سنة ١٧٩٤ لانتخاب البطريرك كيرلّس سياج المخلّصيّ. كان هذا الدير كباقي الأديرة المخلّصيّة عامرًا بالرهبان منذ أواسط القرن الثامن عشر، وأوّل راهب يذكر السجل وفاته في دير رشميّا هو الأب فيليبّوس حيفاويّ من بيت جن فلسطين وقد دُفن فيه سنة ١٧٦٩، من الآباء الذين بنوا وعملوا في دير رشميّا الأب يوحنّا كحيل المشهور الذي أثناء رئاسته على دير رشميّا وسّع الأملاك وجدّد البناء في سنة ١٨٤٩-1852 وكذلك الأب ميخائيل البركس فقد بنى سنة ١٨٨٦ غرف السكن التي في الطابق الأعلى من الدير المذكور.
رئيس الدير الحالي هو الأب أنطوان قسطنطين، هاتف: 05/280160
دير مار سركيس – معلولا – سوريا
إنّ هذا الدير هو أقدم أديرتنا إذ يرتقي إلى ما قبل الفتح العربيّ، وقد بُني على أنقاض مذبح وثنيّ. وثبت أنّ تاريخ الكنيسة في دير معلولا يرتقي إلى ما قبل القرن الخامس والدليل هو هندسة الكنيسة وهي قديمة جدًّا ولها بعض خطوط من كنيسة آجيا صوفيا. عدا ذلك فالفتح العربيّ في القرن السادس أبقى الكنائس القائمة ولم يسمح ببناء كنائس جديدة. ولمّا انقسمت الطائفة الملكيّة سنة ١٧٢٤ إلى قسم أرثوذكسيّ وقسم كاثوليكيّ، بقي أهل معلولا محافظين على الدين الكاثوليكيّ وعلى الدير وقد سلّموه سنة ١٧٣٢ إلى الرهبانيّة المخلّصيّة ملكًا خاصًّا بهم وذلك بسعي المطران أفثيميوس فاضل المعلولي وبسعي والده والآباء المخلّصيّين الذين كانوا من معلولا وموافقة البطرك كيرلّس طاناس. واستلمت الرهبانيّة المخلّصيّة هذا الدير وكان خرابًا فوسّعت أملاكه ورمّمت بناءه وخدمت النفوس في معلولا حتّى أمَّ الدير من أهاليها ما يزيد على ثلاثين راهبًا نخصّ منهم بالذكر المطران أفثيميوس فاضل أسقف زحلة والفرزل والأبوين العامّين استفانوس نعمة وأوغسطينوس زعرور الذي له الفضل الكبير في ازدهار الدير والخوري يوسف فرنسيس. وقد تعرّض هذا الدير للنكبات وللسرقة والنهب، ففي سنة ١٨٤٩ نُهب الدير وقتل راهب فيه هو الأخ بابيلوس. وأثناء الثورة الدرزيّة ١٩٢٠-١٩٢٥ تعرّض الدير للسرقة وكاد أن يذبح رئيسه الأب قسطنطين باشا. لكن رغم هذه الحوادث استمرّ رؤساء هذا الدير في العمل على ازدهاره، فحسّنوا الأبنية واستصلحوا الأرض. فالأب جبرائيل بيطار الذي كان وكيلاً على أملاك الرهبانيّة في الشام ورئيسًا لدير معلولا سعى سنة ١٩١٣ بمساعدة الأب يوحنّا أبو حديد الماليّة لجلب الماء من عين بوقات وهي على بُعد عشرة كيلومترات عن الدير. أمّا البناء الحقيقيّ لهذا الدير فيُنسب إلى الأب غريغوريوس حوراني الذي رأس هذا الدير مدّة طويلة عمل كثيرًا لازدهاره فجمع الحسنات من الزوار خصوصًا من الأجانب ومن أهالي دمشق الذين كان يزورهم بيتًا بيتًا فعمّر الطابق العلويّ كلّه وحفر بئرًا ارتوازيّة في البستان وأتقن الدير أحسن اتقان وقد ساعده في المدّة الأخيرة من رئاسته الأب بطرس حجّار الذي بنى الصالون الكبير إلى جانب الكنيسة وأوصل بعد مراجعات كثيرة وطويلة الطريق المعبّدة إلى الدير. وهكذا أصبح هذا الدير محجّة للسياح ولموقعه الطبيعيّ الفريد إذ يرتفع عن سطح البحر ١٦٠٠ م ويقع على تلّة مرتفعة بين فجين شهيرين يحكى أنّ الواحد منهما شقّ بقوّة الأعجوبة لمّا هربت القدّيسة تقلا من غضب والدها الذي كان يريد قتلها، ولذلك قام دير شهير لطائفة الروم الأرثوذكس في ذلك الفجّ عينه. ولا يزال هذا الدير في طريق التقدّم وقد أرادت الدولة السوريّة في الفترة الأخيرة أن تستفيد من موقعه الجميل والفريد من نوعه فبنت فندقًا واسع الأرجاء قرب دير مار سركيس وفي أرض تخصّه. لكن بالأسف لا يزال هذا الدير وأملاكه موضوع جدل ونزاع من وقت إلى آخر بين الرهبانيّة وبين بعض أبناء معلولا الذين يطالبون مشدّدين على أنّ هذا الدير هو ملكهم الخاصّ رغم أنّ أكثر الحجج المحفوظة في دير المخلّص تثبت أنّ أملاك الدير في أكثريّتها اشتراها الرهبان المخلّصيّون من مال حصلوا عليه من عملهم ومن عرق جبينهم ومن المحسنين ورغم أنّ العريضة الأساسيّة التي سلّم بموجبها الدير المذكور إلى الرهبانيّة المخلّصيّة لا تفصح عن حقّ ولا عن واجب إلاّ ما تريده الرهبانيّة.
الرئيس الحالي للدير هو الأب فادي بركيل
Phone: +963-11-7770009
دير الملاك ميخائيل – عمّيق، الشوف (1760)
سنة ١٧٥١ أُرسل الأب ميخائيل عرّاج إلى باريس بأمر البطريرك كيرلّس طاناس بمهمّة كنسيّة فجمع كميّة كبيرة من المال لرهبانيّته. وبعد تسع سنوات حدثت فتنة في الطائفة بسبب انتخاب أثناسيوس جوهر بطريركًا، فانتقل الأب العامّ ميخائيل عرّاج لمعارضته هذا الانتخاب مع رهبان مخلّصيّين كثيرين إلى دير مار الياس رشميّا، ثمّ اشترى في عمّيق المناصف مزرعة من آل نكد أصدقائه وبنى فيها ديرًا على اسم شفيعه الملاك ميخائيل، وأصبح هذا الدير ملجأ للرهبان إبّان النكبات الخمس التي حلّت بدير المخلّص. فلجوء الرهبان إلى دير عمّيق وجعله مقرّ الرئاسة العامّة وقربه من مقرّ الحكّام الشهابيّين في دير القمر وبيت الدين أدّى إلى ازدهاره وعمرانه. ونال دير عمّيق في النكبات وخصوصًا في حوادث سنة ١٨٦٠ من النهب والسلب ما أصاب باقي الأديار المخلّصيّة. وقد ذبح رئيسه الأب أثناسيوس نعوم في غرفته في السابع من شهر آذار من سنة ١٨٦٠. وكان الدير يضمّ الأقبية الكبيرة الواسعة التي لا تزال إلى يومنا هذا وتستعمل كمستودعات للمؤونة ومأوى للحيوانات. ومنها واحدة وهي الكبيرة كانت المصلى قبل بناء الكنيسة الجديدة. وعمر هذا الدير بالرهبان النشيطين والرؤساء العاملين في تحسين بنائه واستثمار أرزاقه. ففي عهد الأخ يني بسريني بين سنة ١٨٤٠-1850 بني الممشى الغربيّ الجميل، وفي سنة ١٨٦٥ بنى الأب جرجس بندق الممشى الشرقيّ، أمّا الأب سليمان داود المشهور بإدارته الحكيمة والبنّاءة لدير المزيرعة فقد عمل لمّا انتخب رئيسًا على دير عمّيق حوال سنة ١٨٩٠ على عمران هذا الدير وازدهاره. فهو الذي بنى الممشى الجنوبيّ واشترى مطحنة من سليم بك نكد وجدّد معصرة الزيت. وكذلك شهد هذا الدير نشاطًا ملحوظًا للأب نعمة الله برشا الذي رئس دير عمّيق في سنة ١٩٠٧ وبقي اثنتي عشرة سنة متواصلة وكذلك نشاط الأب بطرس صوفيا سنة ١٩٣٤-1943 في تحسين الأرزاق واستثمار الأملاك. أمّا الأب بولس غطاس فقد عمل هو أيضًا لمّا كان قيّمًا عامًّا على إصلاح دير عمّيق وعلى مدّ سطوحه بالباطون. وفي رئاسة الأب يوسف سيدة سنة ١٩٥٩ استثمرت أراضي دير عمّيق بمساعدة رجل الأعمال فيليب داريدو. ولا يزال دير عمّيق يزدهر بفضل وسهر الرؤساء عليه الذين يسعون لجعله مركزا اجتماعيًّا أو مأوى للعجزة في منطقة عمّيق المناصف وجوارها.
الرئيس الحالي للدير هو الأبجورج ميماسي: هاتف 05/340160
دير الإكليريكيّة الكبرى – جعيتا
دير الإكليريكيّة الكبرى “بيت الأب بشارة أبو مراد” – جعيتا (2000)
الرئيس الحالي للإكليريكية الكبرى والدير هو الأب المدبّر نداء إبراهيم، هاتف: 09/237345
دير مار باسيليوس-ميثون
مع نزوح شعوب الشرق الوسط وهجرتهم إلى عالم الاغتراب، لحق بهم الآباء المخلّصيّون وتطوّعوا لخدمة المهاجرين في كلّ البلاد خصوصًا في الولايات المتّحدة وكندا. ثمّ كان لا بدّ من لمّ الشتات وتجميع الصفوف، ففكّرت الرهبانيّة بتأسيس مركز مخلّصيّ في الولايات المتّحدة يكون محطّة مخلّصيّة ونقطة انطلاق وإشعاع. في سنة ١٩٣٨ سعى بجدّ الرئيس العامّ الأرشمندريت نقولا برخش لدى الكرسيّ الرسوليّ الرومانيّ لتجسيد هذه الرغبة. وفي ٢٩ كانون الثاني ١٩٥٢ جدّد المساعي وحصل على موافقة من الكردينال أوجين تيسران أمين سر المجمع الشرقيّ المقدّس، فسافر في نفس السنة إلى الديار الأميركيّة واجتمع في رياضة روحيّة من ١٣-١٨ تمّوز مع الآباء المخلّصيّين العاملين في الولايات المتّحدة وكندا، وحدّثهم عن المشروع فوافقوا كلّهم عليه وتبنّوه. وفي ١١ أيلول من السنة نفسها وافق الكردينال ريشارد كوشنغ رئيس أساقفة بوسطن على الطلب، وفرح كثيرًا لمّا عرف بأنّ المشروع سيتحقّق في أبرشيّته. وبعد تفتيش دقيق ومساعي حثيثة توفّق الأبوان بطرس أبو زيد راعي كنيسة القدّيس يوسف في لورانس ماس والأب أفثيميوس سابا راعي كنيسة سيّدة البشارة في بوسطن ماس المخلّصيّان إذ وجدا قصرًا فخمًا قديمًا يخصّ آل تني (Tenny) ويقوم على أكثر من خمسين أكر. وقد ساهم أكثريّة الآباء المخلّصيّين الخادمين في الولايات المتّحدة وكندا في ذلك الوقت بشراء ذلك القصر سنة ١٩٥٣، إنّما أكبر مساهمة كانت مساهمة الأب مكسيموس شتوي الذي دفع ٢٥ ألف دولارًا. ولمّا عاد الأب العامّ برخش إلى لبنان، قرّر مع الهيئة القانونيّة إرسال كتيبة عمل وهي تتألّف من الآباء: يوحنّا جدع ونقولا إبراهيم ولوسيان معلوف والأخ بوليكربوس ناصيف، لاستلام المركز والبدء بالتأسيس. وكان ذلك في ٢١ تشرين الأوّل ١٩٥٣، وبدأ العمل بهمّة وغيرة الأب يوحنّا جدع، فسعى أوّلاً إلى إنشاء إكليريكيّة لتربية إكليروس علمانيّ ومخلّصيّ لخدمة الرعايا في الديار الأميركيّة. وقد جرى تدشين المؤسّسة المخلّصيّة الجديدة في ٣٠ أيّار ١٩٥٤ في احتفال رائع ترأّسه الكردينال كوشنغ والرئيس العامّ نقولا برخش وحضَرَته جموع غفيرة قُدّرت بعشرة آلاف شخص. وكان هذا أوّل لقاء شعبيّ كبير لطائفة الروم الكاثوليك الملكيّين.
ثمّ سارت المؤسّسة في طريق الربّ تعطي الطائفة نخبة من الكهنة النشيطين. وفي سنة ١٩٦٠ سعى الأب يوحنّا جدع لتشييد إكليريكيّة متكاملة عصريّة وقد نجح في هذا المسعى الجميل بمساعدة الكردينال كوشنغ السخيّة الذي دشّن في ١٨ أيلول ١٩٦٠ الإكليريكيّة الجديدة مع كنيستها البيزنطيّة الرائعة. وفي ١٢ تشرين الأوّل ١٩٦٧ أصلح بيت كبير كان قائمًا إلى جانب الإكليريكيّة الجديدة فأصبح من ثمّة مركزا مسكونيًّا وبيتًا للرياضات، يتّسع لأكثر من ٥٠٠ شخص، وفيه باشر الأب يوسف داغر وسائر الآباء المخلّصيّين بجمع طغمات من المؤمنين الآتين من كلّ صوب، في رياضات روحيّة اشتهرت كثيرًا واشتهر معها الأب يوسف داغر بوعظه وتأثيره على النفوس. وكذلك قام الأب عادل إيليّا، يساعده الآباء المخلّصيّون في ميثون، بإلقاء دروس ومحاضرات تتناول الطقوس الشرقيّة والوحدة المسيحيّة ومختلف الاتّجاهات الإنسانيّة والمواضيع الدينيّة والاجتماعيّة المختلفة. ومن الآباء الذين عملوا على تركيز الوضع القانونيّ والماليّ لمؤسّسة ميثون الأب لوسيان معلوف الذي بقي مدّة طويلة رئيسًا إقليميًّا في أميركا والأب بطرس حجّار الذي بقي هو أيضًا رئيسًا بعد أن أصبح دير ميثون ديرًا قانونيًّا في ٢٢ تمّوز ١٩٦١ وديرًا للابتداء في ٢٢ تمّوز ١٩٦٢. ومنذ بدأت الأكمة النيّرة في الولايات المتّحدة بالوجود بدأ إشعاعها ولا يزال. ونختصره بما يلي:
– تنمية وتوجيه الطاقات الإنسانيّة والاستفادة منها لخدمة الملكوت والبشر.
– تعزيز الحياة الروحيّة وتوجيهها التوجيه الصحيح.
– تبادل الخبرات الروحيّة وتعزيز الروح الطقسيّة.
– تحقيق الأهداف المخلّصيّة التي أرادها المؤسّس ومنها العمل المسكونيّ.
– تعزيز الانتماء إلى طائفة الروم الكاثوليك الملكيّة.
– خدمة راعويّة عصريّة وناشطة. ويشتهر أيضًا دير القدّيس باسيليوس في ميثون بمكتبة شرقيّة بيزنطيّة شهيرة تضمّ أكثر من ٨٠٠٠ مجلّدًا عدا المجلاّت، قدّمها الأب Frederic Chase. كما اشتهر أيضًا الدير المذكور بإصدار مجلّة Basiliana ظهرت في آب ١٩٥٧، ثمّ احتجبت وعادت إلى الظهور في سنة ١٩٨٠ تحت اسم .The Salvatorian وفي سنة ١٩٧٩ أقيم يوبيل بمناسبة مرور خمس وعشرين سنة على تأسيس مركز ميثون. فجَرَت في هذه المناسبة احتفالات كثيرة حضرها الرئيس العامّ الأرشمندريت سمعان نصر.
وقد صدرت منشورات توضح تاريخ مؤسّسة ميثون وتبيّن أعمالها، وهي:
1- St. Basil’s Seminary – Silver Jubilee
٢- تاريخ تأسيس المركز الباسيليّ القانونيّ في ميثون، للأب نقولا برخش، ١٩٨٢.
3-The Salvatorian Complex of Methuen
4- الآباء المخلّصيّون في خدمة المهاجر العربيّة المسيحيّة، للأب الياس كويتر ١٩٨٠.
الرئيس الحالي للإكليريكية والدير هو الأب إبراهيم حداد، هاتف: 001/978/6832471
دير القدّيس جاورجيوس – كفرحونة (1778)
إشترت الرهبانيّة سنة ١٧٣٩ من أسرة مشايخ بني هرموش نصف مزرعة المزيرعة مع كرم بمساحة ثمانية فدادين وموضع لبناء دير. وحالاً باشر الرهبان ببناء ديرهم على كتف نهر المسنّ وكان يتألّف من بضع غرف وكنيسة صغيرة بجوار بيوت الشركاء. وكان أوّل رئيس له الأب متياس مباردي الدمشقيّ الأصل وبقي فيه إلى أن توفّاه الله هناك سنة ١٧٧٢ ونُقل ودُفن في كمنتير دير المخلّص. سنة ١٧٤٠ بنى الرهبان بالاشتراك مع أحد مشايخ المتاولة في كفرحونة المدعو هاشم برّه مطحنة كبيرة ما زالت آثارها باقية إلى اليوم. وفي السنة التالية اشترت الرهبانيّة حصّة الشريك، فصارت المطحنة كلّها للدير. وسنة ١٧٥٧ اشترت الرهبانيّة حصّة الهرامشة بمساعي الأب ميخائيل عرّاج الرئيس العامّ، فشرع الرهبان ببناء الطبقة الأرضيّة من الدير الحالي لأنّ موقع الدير القديم في قعر الوادي والقريب من النهر لم يكن صحّيًّا. وأقدم بناء في هذا الدير هي الغرف التي في الطابق الأسفل والقائمة فوق أقبية قديمة جدًّا وكانت على شكل مربّع، وهي تتألّف من غرفة الطعام وكانت قبلاً كنيسة الدير، قبل بناء الكنيسة الحاليّة سنة ١٨٨٣، ومن غرف وقاعات تُستعمل حاليًّا لحاجات الدير المختلفة. وفي الجهة الجنوبيّة من الطبقة العلويّة غرفة رئيس الدير وهي غرفة الاستقبال اليوم، والغرف القريبة إليها.
وقد لحق هذا الدير من نكبات ما لحق بالدير الرئاسيّ. وكان في القديم عامرًا بالرهبان سنّ لهم الرؤساء العامّون الأقدمون قوانين وترتيبات خاصّة، وكان الكهنة الذين يخدمون بلدة كفرحونة المجاورة يسكنون في دير المزيرعة.
تاريخ دير المزيرعة يشيد بفضل الأب سليمان داود الذي تولّى رئاسته مدّة ثلاثين سنة متقطّعة ما بين ١٨٦٥-1917، فقد وسّع أملاك الدير العقاريّة وأحيا الأرض المهملة ووسّع البناء. ومن أجمل مآثره قيام كنيسة القدّيس جاورجيوس الجميلة الهندسة والتي بُنيت بحجارة بيضاء نظيفة والتي يزيّنها إيكونستاز من الرخام الأبيض قام سنة ١٨٨٩ بفضل مساعدة المحسنة مريم سابا من مشغرة والتي قضت حياتها بالعفاف وخدمة دير المزيرعة بأمانة ونشاط حتّى سنة وفاتها ١٨٨٩.
كما أنّ ذكر الأب غريغوريوس حوراني محفور في كلّ زاوية من زوايا دير المزيرعة فقد سعى بجدٍّ وغيرة لدى المحسنين ولدى الآباء المخلّصيّين المقيمين والمغتربين ليمدّوا له يد العون لإصلاح دير المزيرعة. وقد تمّ له ذلك بفضل مساعدات سخيّة وردت من محسنين مختلفين وخصوصًا من الأب يوسف قندلفت. فاستطاع أن يرفع قبّة الدير الحاليّة سنة ١٩٢٦ بإشراف الأب المهندس استفانوس يواكيم، وأن يبني مصيفًا للرهبان الدارسين، جميل الهندسة وواسع الغرف وأن يصلح الكنيسة ويزيّنها بإيقونات جميلة من تصوير الراهب سبيريدون المقدسي، وأن يستصلح الأرض ويزرعها بالأشجار المثمرة. إنّه قد عمّر الدير بكلّ معنى الكلمة. ولا يزال الدير سائرًا في طريق الازدهار بفضل الرؤساء الذين تعاقبوا عليه.
الرئيس الحالي للدير هو الأب الياس صليبا، هاتف: 07/820057
دير القدّيسة تقلا – عين الجوزة، صغبين (1760)
يذكر السجل أنّ الأب يونان المعلولي خدم في مزرعة عين الجوزة بعد رسامته التي تمّت سنة ١٧٦٠ وتوفّي في الدير المذكور عندما وقع عن شجرة جوز عالية سنة ١٧٦٩، ويذكر السجل الرهبانيّ أيضًا أنّ الآباء لازاريوس العجوز وثيوفيلوس وأرشبوس وأفيركيوس الصيفيّ عملوا معًا مؤامرة لتسليم دير عين الجوزة للشيخ حسن جنبلاط، بعد أن دفعوا قبلاً للشيخ قاسم جنبلاط ثلاثين كيسًا من الدراهم وكان ذلك سنة ١٧٧٧. إذن دير عين الجوزة كان قائمًا حوالي سنة ١٧٦٠ وكان آنئذ مزرعة صغيرة يقيم فيها أحد الرهبان المخلّصيّين ويعاونه بعض الشركاء في تدبير الأملاك. وبعد ذلك تذكر الوثائق المخلّصيّة أنّ الأب العامّ استفانوس نعمة (١٧٨٠-1783) أنشأ ديرًا باسم القدّيسة تقلا في البقاع الغربيّ واشتهر بعد ذلك باسم دير عين الجوزة. وقد عمل الأب العامّ المذكور على إصلاح شؤون هذا الدير واسترجاع أملاكه وشراء أملاك جديدة له. وكان الدير يتألّف من الأقبية القديمة التي لا تزال قائمة إلى الآن ومنها واحدة وهي القبو الكبير كانت المصلّى. وقد امتدّت يد العمران إلى هذا الدير بفضل الرؤساء الذين تعاقبوا عليه، رغم أنّ الوثائق بخيلة جدًّا بالمعلومات. فنرى الأب أنطونيوس نصر المشهور بإخلاصه للرهبانيّة واعتنائه بالأراضي والأملاك قرن المدبريّة مع رئاسة دير عين الجوزة سنة ١٨١٨ ثمّ نرى الأب قزما مغامس رئيسًا لهذا الدير يعمل على إصلاح الأرض وتوسيع الأملاك وكذلك الأب إبراهيم أنطونيوس سنة ١٨٦٥ والأب زكا الحجّار. وفي مبادئ القرن العشرين أخذ دير عين الجوزة يزدهر خصوصًا في رئاسة الأب جبرائيل شامي التي دامت ثلاثة مجامع متتالية (1895-١٩٠٧) وهو الذي خلّص أملاك مزرعة بجعة وسجلّها باسم الدير بعد أن كتبها الرئيس الذي سبقه وهو الأب الياس مسدّيّة باسمه الخاصّ. فقامت لذلك دعاو طويلة وصعبة بين أهل الأب مسدّيّة والرهبانيّة ربحها الأب شامي بجرأته وحكمته. والأب شامي هو الذي بنى مطحنة جديدة وكبيرة على نهر الليطانيّ وجسرًا على النهر نفسه كان له أعظم الأثر في ربط البقاع الشرقيّ والغربيّ. وتكمل الوثائق فتقول في مدح الأب شامي أنّه هو الذي عمّر الدير وأتقنه أحسن إتقان واستصلح نقبتين فيه، وقد زاد الأب زكا الحجّار شقيق المطران باسيليوس الحجّار فجلب للمطحنة ستّة حجارة كبيرة فازدهرت كثيرًا وأصبحت مورد رزق للدير. أمّا الأب يوسف فرنسيس فهو الذي بنى كنيسة كبيرة على اسم القدّيسة تقلا وهي الحاليّة بين 1910-١٩١٩، وهو الذي نبش النبعة الفوقا والتحتا بمساعدة رجل يونانيّ اسمه جورج، ماهر في حفر الآبار والينابيع، فتفجرتا ضعف ما كانتا عليه. والأب فرنسيس كان عاملاً نشيطًا في سبيل ازدهار دير عين الجوزة. وكمّل الرؤساء الذين تعاقبوا على رئاسة هذا الدير الاصلاحات والإنشاءات. فالأب ميخائيل مقصود بنى الهيكل الرخاميّ في الكنيسة، والأب ميخائيل زيدان أكمل بناء الكنيسة بين سنة ١٩٢٣-١٩٢٦، والأب باسيليوس شحاده سنة ١٩٢٥-1926 جلب للكنيسة بمساعدة الآباء المخلّصيّين أيقونات جميلة جدًّا من تصوير الراهب سبيريدون المقدسيّ. وقد جرّبت الزيارة الرسوليّة بعد سنة ١٩٢٥ أن تستثمر أملاك دير عين الجوزة بواسطة أحد وجهاء صور وهو السيّد رزق الله نور، لكنّ المشروع فشل. وامتدّت يد العمران إلى دير عين الجوزة وازدهر كثيرًا لمّا قامت بحيرة القرعون على جزء كبير من أراضيه لتوليد الكهرباء وري الأرض. وأضحى محجّة للزوار ومنتجعًا للراحة للآباء المخلّصيّين ومركزا للرسالة منه ينتشرون للتعليم والتبشير في كلّ أنحاء البقاع الغربيّ والشرقيّ. وقد أصبح لهذا الدير مركزا طائفيًّا مهمًّا لمّا قرّر المطران أغسطينوس فرح أن يكون رئيس دير عين الجوزة نائبًا أسقفيًّا في البقاع الشرقيّ والغربيّ وانتدب لهذه المهمّة الأب غريغوريوس غصّان رئيس دير عين الجوزة آنئذ. وازدهر الدير سياحيًّا لمّا قامت إلى جانبه استراحة أطلق عليها اسم شاليه دي لاك هي مقصد للسيّاح والزوار بسبب موقعها الجميل.
الرئيس الحالي للدير هو الأب سليمان جرجورة، هاتف: 08/670260